ماذا سيعني لنا هذا الحديث الشريف؟

 

ماذا سيعني لنا هذا الحديث الشريف؟

----------

4- حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي الْجَارُودِ

عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ يَوْمٍ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ :

اللَّهُمَّ لَقِّنِي إِخْوَانِي مَرَّتَيْنِ

فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ :

أَ مَا نَحْنُ إِخْوَانُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص؟

فَقَالَ :

لَا

إِنَّكُمْ أَصْحَابِي

وَ إِخْوَانِي قَوْمٌ مِنْ آخِرِ الزَّمَانِ

آمَنُوا بِي وَ لَمْ يَرَوْنِي

لَقَدْ عَرَّفَنِيهِمُ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ‏

وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ

مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَ أَرْحَامِ أُمَّهَاتِهِمْ

لَأَحَدُهُمْ أَشَدُّ بَقِيَّةً عَلَى دِينِهِ مِنْ خَرْطِ الْقَتَادِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ

أَوْ كَالْقَابِضِ عَلَى جَمْرِ الْغَضَا

أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى

يُنْجِيهِمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ.........إنتهى

كيف يجب علينا كمتنافسين أن نتصرف إن نحن آمنّا فعلا بهذه الكلمات منه صلى الله عليه وآله؟

لَقَدْ عَرَّفَنِيهِمُ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ‏ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ

مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَ أَرْحَامِ أُمَّهَاتِهِمْ

فهل يجب علينا أن نسلّم بأن اسماء الفائزين مكتوبة والنتائج محسومة

ولا يمكن تغير الأقدار؟

أم أن الأقدار ومن ضمنها الأسماء مكتوبة

وتنتظر من سيسعى لها من المتنافسين ويفوز بها

يعني هل الإسم الفائز من تلك الأسماء المقررة أو المقدّرة صاحبه من المتنافسين ايضا مقرر ومقدّر وسيفوز بالنهاية مهما استرخى؟

وهل الإسم الخاسر من تلك الأسماء المقررة أو المقدّرة صاحبه من المتنافسين ايضا مقرر ومقدّر وسيخسر أيضا مهما بذل من مجهود؟

يبدو أن الجواب الصحيح والمناسب ضمن سياق مفهوم المنافسة هو :

أن الأقدار ومن ضمنها أسماء الفائزين مكتوبة

ولكنها تنتظر من سيسعى لها من المتنافسين ويفوز بها فيتسمّى بها

قلنا سابقا أن القصة من بدايتها حتى نهايتها وبكل تفاصيلها مكتوبة في كتاب

والملائكة والروح إنما يبرؤون أحداث وتفاصيل هذه القصة بإذن ربهم بالترتيب وتماما كما كتبها القلم

ونون والقلم هما يؤديان دور المخرج والكاتب لهذه القصة

المخرج يخرج الأحداث كما هي مكتوبة

والكاتب موجود معه لكي يمحي ويعيد كتابة بعض فقرات هذه القصة متى ما فرضت الأقدار المقدرة من البداية هذا الأمر

فالمخرج وظيفته إخراج المكتوب في الكتاب فقط ، ولا يقوم بتغيير المكتوب فيها

فهذا ليس من ضمن اختصاصه ودوره في عملية البرء هذه

فكاتب القصة هو فقط من من حقّه ان يمحو ما يشاء منها ويثبت

فهو ميزان الأعمال

وكما كتب هذه القصة من البداية حسب هذا الميزان

فهو فقط من من حقه وله القدرة أيضا على ان يمحو ما يشاء منها ويثبته

حسب نفس الميزان

وبالتالي ستكون احداث القصة متناسقة من بدايتها لنهايتها

لأنها كلها مكتوبة حسب ميزان واحد ، ونسق واحد ، وأسلوب واحد

فمهما بدل الكاتب آية مكان آية

ومهما محى من القصة وأعاد كتابته من جديد

فسيبقى نسق القصة دائما نسق واحد

.

.

.

قلنا سابقا واعتمادا على ما ورد في الروايات ان جميع ابناء الأمة الواحدة المتنافسة قد تم إيداع النور بهم ، وبالتالي كلهم يستطيعون الفوز

ومن يشترون الصور من سوق الجنة فإن أي واحد منهم قد يشتري صورة رابحة وبالتالي فهذه الصورة سيكون النور مودع بها ايضا

.

.

ما هو الميزان الذي على أساسه سيوفّق صاحب السوق من سيشتري الصورة لكي يشتري الصورة الرابحة؟

هذا الميزان سنتركه حاليا لأنه لا يهمنا من مستوى وعينا الحالي

يعني ربما سيهمّ من يسكنون في جنة الجهنميين ان يعرفوا هذا الميزان

أمّا نحن كمتنافسين هنا في جهنم الأرض ، فإجابته لن تفيدنا شيئا

ما يهمنا أن نعرفه هو كيف سيمكننا أن نفوز بالإسم الرابح

يعني لو اردنا أن نتصور وضعنا كمتنافسين ومتسابقين ووضع هذه الأسماء وكيف يمكننا أن نفوز بها

فيمكننا ان نشبّه هذه الأسماء بشريط خط النهاية

لكن الفرق هنا انّه ليس شريط نهاية واحد بل إن كل متسابق سينهي سباقات التصفيات بنجاح ، يعني يفوز بالكرة الرابحة

فإنّه سيجد شريطه الخاص به بانتظاره ومكتوب عليه اسمه

وفي السباق النهائي أي في كرّة الرجعة

وهو سباق تحديد الدرجات أو كرّة تحديد الدرجات

فإن كل واحد من جميع الذين فازوا بالتصفيات سيتسمّى بالإسم الذي فاز به حين وصل لخط النهاية

وستبدء كرّة الرجعة بهم جميعهم

يعني جميع من فازوا بالكرة الرابحة خلال فترة التصفيات سينزلون في كرّة الرجعة هذه سويّة

وفي هذه الكرّة سيتعرضون جميعهم لنفس الظروف والضغوط والتسهيلات

وفي نهاية هذه الكرّة وذلك عندما يصفّر الحكم التصفيرة الأولى ((ينفخ بالصور))

ستكون جميع أسماء وشخوص الفائزين التي تسمّت بها قد تحددت

ودرجاتهم ومراتبهم كذلك ستكون قد تحددت

سأفترض هنا ولكثرة العلامات أننا الآن في كرّة الرجعة

ومعها سأفترض أن الفائزين وأسمائهم قد تحددت فعلا

فتكون المنافسة بينهم حاليا مقتصرة على تحديد الدرجات فقط

.

.

.

في هذه الحالة لو كنت تعتقد أنك من المتنافسين ليقينك او معرفتك من خلال الإشارات أن نور الإمام مودع فيك فعلا

فلن تحتاج لأحد ليقول لك هل أنت من الفائزين الذين يتنافسون حاليا على الدرجات

أم انك فقط من المتنافسين الذين بهم نور الله

فمقدار مجهودك الحقيقي الذي تبذله حاليا للفوز لا يعرفه احد من الناس مثلك

لا أحد مثلك يعرف كم من وقتك اليومي تستثمره في معرفة نفسك ومعرفة ربك ومعرفة أمامك

وفي البحث عن الأجوبة المناسبة والصحيحة للاسئلة الثلاثة الأهم على الإطلاق طِبق ما وجّهنا له امير المؤمنين عليه السلام حين قال:

رحم اللّه امرئ اعد لنفسه و استعد لرمسه‏

و علم من اين و فى اين و الى اين.

فلا احد مثلك يعرف كم ساعة يستثمرها كل يوم للفوز بدنياه او حتى بالتحسّر عليها

وكم ساعة يستثمرها في كل يوم للفوز بمقعد صدق عند مليك مقتدر

لا أحد مثلك يعرف هل هو يعرف نفسه وربه ام انه لم يخطر بباله أن يسأل هذا السؤال ناهيك عن البحث عن إجابته

لا أحد مثلك يعرف هل عنده أجابات عن هذه الأسئلة الثلاثة من اين و فى اين و الى اين؟ أم انها لم تخطر على باله ولم يبحث عنها نهائيا؟

بعض الناس لكي يفوز بمقعد سياسي او منصب عسكري او رياضي أو مكانة اجتماعية تجده يستثمر لذلك الهدف على الأقل أكثر من نصف وقته في كل يوم من ايام حياته

والنصف الأخر يقضيه بالحديث عنه وحوله ،، وفوق ذلك يحلم به وهو نائم

انت الآن تريد ،، أو ربما أنك تدّعي فقط

أنك تريد أن تكون من الفائزين ومن جنود الإمام وانك لا تريد العلوّ في الأرض

لا احد يعرف صدقك من كذبك في مدّعاك هذا أكثر منك

فأنت فقط من تعرف حقيقة كم من الوقت تستثمره من أجل هذا الهدف

ولو كان هذا الأمر يشغل بالك فعلا

فعلى الأقل يجب ان تستثمر من اجل تحقيقة ثمانية ساعات في كل يوم من ايام حياتك

واقول على الأقل ثمانية ساعات لأنك تبذل على الأقل مثل هذا الوقت من أجل اهداف تُعتبر أهداف صغيرة جدا جدا ما لو قارنتها بهذا الهدف

يعني أنت تعمل كل يوم على الأقل 8 ساعات فقط لكي تكسب نهاية الشهر كم دينار او كم ليرة او كم تومان او كم جنيه

فلو كنت تعتبر ان فوزك بمقعد صدق عند الإمام يعادل في قيمته على الأقل قيمة تلك الدنانير او الليرات ، فيجب عليك حينها أن تبذل أو أن تستثمر من أجل تحصيله نفس ذلك المقدار من الوقت الذي تبذله من أجل تحصيل تلك الأموال

فلا احد مثلك يستطيع ان يعرف

كم من الوقت تستثمره لفوزك بذلك المقعد

وكم من الوقت تستثمره لكي تعلو في الأرض

الدرجات حالها حال الأسماء تنتظرك حاليا عند خط نهاية السباق

لا احد مثلك يعرف كم يستثمر من مجهوده في الحركة نحو خط النهاية

وكم من الوقت يبذله في تعمير دنياه على جانب طريق السباق

بينما البقية يتحركون بهمة ونشاط على طريق السباق ويسعون للوصول لنهايته

أنت ستكون الحَكَم على نفسك عندما تسمع صافرة الحكم تملأ الخافقين

وبعد أن تنتهي من قرأئة هذه الكلمات سيمكنك لو أحببت ذلك ان تصدر الحكم المناسب على نفسك أيضا

1- هل أنت من المتنافسين العاملين؟

2- أم هل أنت من المتنافسين الغافلين؟

3- أم هل أنت من الغافلين؟

4- أم هل أنت من المتنافسين الغاوين؟

5- وهل تتوقع أنك ستكونين من أصحاب اليمين الفائزين

6- ام انّك فقط من الذين تنحصر أمانيهم أن يخسروا وأن تشملهم الشفاعة ؟

انت فقط من يمكنك ان تجيب على كل هذه الأسئلة وبكل صراحة