الكونداليني ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ // ليس آية
موضوع الروح او الكونداليني او نور السماوات والأرض
هو موضوع طويل ومعقد جدا
وكله يدخل في إطار الإيمان بالغيب
فــالكونداليني هو نفسه
الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
فالكونداليني إذن لا يهدي كل من هب ودب وقال انني مسلم او مؤمن
وذلك لأنه هدى للمتقين فقط
يعني الإنسان يجب ان يحوز درجة المتقين
ويكون من المتقين قولا وفعلا
ليبدء الكونداليني حينها فقط بهدايته
فهو هدى للمتقين فقط
وليس لكل المتقين أيضا
بل فقط للمتقين الذين يؤمنون بالغيب
لأن أمر الف لام ميم او الكونداليني هو من الأساس كله غيب في غيب
يعني علاقتك معه كلها غيب في غيب
فهو موجود معك من قبل ولادتك الدنيوية
بل إنّه موجود معك من اوّل يوم خلقوك به وصوروك في الجنة
لكنك رغم ذلك لا تعلم به ولا تراه او تحدثه
كما أنّ كل المجتمع مبني على تخويفك وتحذيرك منه
لكنك عندما تصل لدرجة المتقين سيبدء نفس الكونداليني يفرض نفسه على تفكيرك
وسياخذ بيدك بطريقة لا يمكنك أن تصفها لغيرك
وأنت عليك ان تنقاد له
وان تمشي معه عكس التيار الذي يمشي به جميع افراد المجتمع من حولك
وهذه العملية
حسب النظام الاجتماعي والأخلاقي الذي تم تربية جميع المجتعات الإنسانية عليه
هو أمر شبه مستحيل
فصعب جدا ان تخرج من دين آبائك وأجدادك
وصعب جدا ان تتحدى عقائد كل المجتمع من حولك
وصعب جدا ان تجد العيون الصافية التي يمكنك ان تستقي علمك منها
وإن وجدتها فصعب جدا ان تتخلص من أثر الذين حرفوا على مدى قرون طويلة معاني الكلم عن مواضعها
فتفسيرات اولائك الذين يحرفون الكلم عن مواضعه أصبحت مع الأيام تلعب دور القاموس الذي يترجم لنا معاني الكلمات
يعني تقرء آية وعندما تبحث عن معاني الكلمات المذكورة فيها لتفهما
فإن نفس تلك التفسيرات أعطت لنا معاني محرفة للكلمات
وساعتها من غير المهم ان اخذت بتفسيره أو بحثت بنفسك لنفسك عن تفسير أخر غير تفسيره وتقتنع به
ففي الحالتين سيكون تفسيرك غير صحيح
لأن معاني الكلمات التي انزرعت في عقولنا هي معاني محرّفة وغير حقيقية
فلا فائدة حينها من تفكّرك مهما طال
ما لم تكتشف بطريقة ما تلك المعاني الصحيحة لكل كلمة من كلمات الآيات
يعني اقول لك انّ كلمة ((SUN)) بالإنجليزي تعني القمر
وانت تصدقني وتصبح ماستر ومفسر وتبدء تعلم غيرك أن صورة وخواص
الـ ((SUN))
هي انها مضيئة بالليل وضوئها بارد ووو
وبالنتيجة فإن عقل المجتمع كله سينحرف ويبدء يفكر ويتفكّر بشكل مغلوط
وأعظم مفكّريه سيفسدون عقول بقية أفراد المجتمع وهم يحسبون أنهم يصلحوها
فالذين يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم يركزون مجهودهم على تحريف معنى الكلم عن مواضعه
وبعد ذلك سيعطونك كامل الحرية للتفكير والإبداع
وهم متأكدون كامل التأكد من انك حينها كلما بذلت مجهودا أكبر للإصلاح فانك ستفسد أكثر
سيأمرونك بالمعروف الذي حرّفوا لك معناه وبالتالي فانك حين تمارس هذا الأمر فإنك ستأمر بالمنكر بدل أن تأمر بالمعروف
وسترى المعروف منكرا والمنكر ستراه معروفا
من هذا الباب يمكن القول أن كل من يتكلم عن شيء هو لم يعايشه عمليا
فإنه يدخل ضمن فئة الناعقين خلف كل ناعق
وهذا ما نجد حال الناس عليه حين يتكلمون عن الكونداليني
فكل من يتكلمون عنه حاليا فأنهم ينقلون من كلام غيرهم ، وهؤلاء ايضا نقلوه عن من سبقهم
وبالنتيجة كلهم ينعقون خلف بعضهم البعض
فمن ينعق اليوم خلف غيره
غدا غيره سينعق خلفه
وهكذا تنتقل عملية النعق من ناعق أول لتابع أول ومن تابع أول لتابع ثاني ثم لتابع ثالث ورابع وخامس
وهكذا تستمر العملية
بدات بناعق واحد حرّف الكلمات عن مواضعها ومعانيها الحقيقية
ثم بعد ذلك سيضل الناس الذين صدقوه بعضهم بعضا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
من خلال تجربتي الشخصية مع الكونداليني لم تجدوني في يوما ما انصح بعمل جلسات التأمل بصيغتها المعروفة حاليا
وكنت أقول دائما ان الطريقة الوحيدة التي اعرفها ومتأكد منها هي التفكّر العميق بالمعارف الالهية والعلوم الربانية
حتى بعض الاحيان حين كنت اصف هذا الامر لأحد الاخوة ففقط لكي يحصل على الجو الهادئ المطلوب لاستشعار حركة حقلي الميركابا او لاستشعار الكونداليني وهو يتحرك
من خلال تجربتي الشخصية اقول ان الكونداليني او نور البصر نور الحياة المودع في ابناء محمد وعلي يريد ان يعرّف نفسه ويؤكّد وجوده لمن هو مودع بهم
الكثير من الاخوة والأخوات حصلوا على استجابة واضحة من الكونداليني عندما قاموا بتلك التمارين او الجلسات
لكن بنفس الوقت يريد منهم ان يفهموا انهم لا يسيطرون عليه
وليس معنى انهم شعروا بتجاوبه معهم انهم قد تنوروا واصبحوا اكثر علما وفهما ونورا
حتى الآن قال لك فقط انني موجود معك وان الكلام الذي قرأته عني صحيح
لكن ذلك لا يعني انك تخلصت من فترة الغرابيل
بل على الأغلب ان غرابيلك التي سيصممونها لك من يومها لها طابع فردي اكثر من كونها غرابيل جماعية
والمطلوب منك ان تتفكر كثيرا وتناقش كثيرا وتكتب كثيرا
التفكر بالعلوم الربانية والمعارف الالهية عن طريق الكتاب و العترة
يجعلك جالس ومتحدث بين يديه ويعطيه فرصة ان يبث لك وسط افكارك بين وقت ووقت افكار وكلمات وايات وروايات وامثال يربط لك فيها ما بين المعاني التي تتفكر بها
كما قلنا مرارا
مصدر العلم موجود في قلبك وهو البئر المعطلة
وعندما تتفكر بتفاصيل هذه العلوم فان الميركابا الخاصة بك ستبدء بالدوران
وحينها فانها ستعمل مثل الطاحونة الهوائية التي يستخرجون بها الماء
تفكرك هو مثل الهواء الذي سيحرك الميركابا
وعندما تتحرك الميركابا فانها بحركتها ستستخرج هذه العلوم من البئر المعطلة في قلبك
فالبئر المعطلة معطلة عند اغلب الناس لانهم لا يتفكرون ويكتفون بالتقليد والنسخ واللصق والنعق خلف كل ناعق والبقاء على دين آبائهم واجدادهم
وحين لا يتفكرون فان شجرة حياتهم تكون ميتة لانها لا تستخرج العلم من البئر الموجود في قلوبهم
وبالعلم حياة القلوب
فاغلب الناس اموات غير احياء ولكن لا يشعرون لان الميركابا شجرة حياتهم من حولهم متوقفة عن الحركة
وهي متوقفة عن الحركة لانهم لا يتفكرون
ولانها متوقفة فانها يابسة ميتة
عندك بئر معطلة ولا يمكنك تفعيله واستخراج ما فيه من الماء المعين الا بالتفكر العميق العميق العميق والمستمر المستمر المستمر
ولا يهم اين ومتى تتفكر هذا التفكر العميق
بالليل افضل شيء طبعا
لكن يمكنك فعل ذلك وانت تمشي وانت مستلقي على السرير وانت تعمل وانت راكب الباص وانت تقود السيارة
فالتفكر حياة القلوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق