فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ خَلِيفَتِي
230- وَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ص :
لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقُومَ قَائِمٌ لِلْحَقِ مِنَّا
وَ ذَلِكَ حِينَ يَأْذَنُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ
وَ مَنْ تَبِعَهُ نَجَا
وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ هَلَكَ
اللَّهَ اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ
فَأْتُوهُ وَ لَوْ عَلَى الثَّلْجِ
فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ
وَ
خَلِيفَتِي.............إنتهى
.
.
السؤال:
اذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو خليفة الله في الأرض
فما معنى قوله
فإنّه خَلِيفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ خَلِيفَتِي؟
هل خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله في الأرض ستنتهي وتبدء بعدها خلافة هذا الثاني ؟
عندما نقول أنه خليفة الله ، فلأن الله هو من اختاره ليكون خليفة له في الأرض
فهل قول رسول الله صلى الله عليه وآله إنه خليفتي سيعني ايضا انه هو من اختاره ليخلفه من بعده
يعني نحاول ان نربط الكلام مع ما وصلنا له حتى الآن
أن رسول الله هو اليتيم الحالي اي خليفة الله الحالي
وانه كان يوجد قبله يتيما أخر هو الذي وجده فآواه ووجده ضالا فهداه ووجده عائلا فأغناه
فعل معه كل ذلك ورفعه بيده لله الذي جعله خليفته في الأرض من بعد انتهاء خلافته
وهذا القائم بالحق منهم والذي سيَأْذَنُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ ويأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بأن نأتيه ولو على الثلج
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول عنه انه سيكون خليفة الله وخليفتي من بعدي
آدم بعد آدم
و
خليفة بعد خليغة
و
اسبق السابقين بعد اسبق السابقين
و
منافسة بعد منافسة
و
فائز بعد فائز
و
قصة ستنبرء من بعد قصة انبرأت
و
صراع جديد سيبدء بعد صراع سينتهي
و
اجتماع جديد للملأ الأعلى سينعقد بعد اجتماع قد انعقد
هكذا، إيذاناً بظهورِ الخليفة الذاتيّ والمالك الأصليّ والوليّ الخاتم الذي يُقابلُه هذا الوجود، فلمّا ظهرَ، ظهرَ ما كان يلوّحُ له العارفون بالله، ويتكلّمُ عنه الساداتُ الصوفية، وما قاله الإمام الغالب باب مدينة العلم سيدنا علي كرّم الله وجهه :
ردحذفدواؤك فيك وما تشعرُ ... وداؤك منك وما تُبصرُ
وتحسب أنّك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الأكبرُ
وأنت الكتاب المبين الذي ... بأحرفه يظهر المُضمَرُ
فيظهرُ الإنسانُ الكبيرُ بالأصالة، الذي إليه يرجعُ العالَم، القطبُ الأصليّ، نقطة دائرة الوجود، كما للدائرة نقطة محور تدورُ وتقومُ عليها الدائرة، كذلك يكونُ هذا الخليفة هو تلك النقطة المحورية لدائرة الوجود، به يقومُ العالَم. وهو الخليفة الذي قال الله فيه : "إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةَ". أرضُ التجليّات الحقيّة والخلقية، فهو خليفتُها، وواسطتُها من مادّة الحياة، وعنصر الحياة، ومن العماء.