يعني ((واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فيفهّمك))
واليقين هو الدّين وأصل الدّين وهو رجل في الظّاهرِ ونور في الباطنِ
-
-
سؤال:
يعني كل من يحدثه الكونداليني يُطلق عليه صفة المُحدث
أم أن المُحدث هو المُفهم من قبل الملائكة
وهذا يختلف عن المُحدث من قبل الكونداليني ؟
وهل الشخص المُحدّث يسمع الصوت فقط
أم يُعاين الصورة في الباطن وفي الظاهر ؟
-
-
الجواب:
-
-
المحدّث والمفهّم ليس شرطا انه يسمع صوتا يحدثه
يمكن تشبيه معنى المفهم والمحدث بالمذكّر ،، يعني الذي ينسى شيء ويوجد من يذكره بهذا الشيء
فانت احيانا تنسي شيء وتعرف انك تعرفه لكنك ناسيه ،، مثل اسم شخص تعرفه او ممثل او اسم شيخ او اسم مكان او دولة او نهر او اي شيء آخر
أنت تعرف ومتأكد انك تعرفه لكنك ناسي اسمه ورغم محاولاتك المكثفة لتذكّره فانك لا تفلح بذلك ،، ثم تنسى الموضوع وربما تقول سياتي من وحده
وفعلا تنساه وتستمر بحديثك وبعد فترة وبدون إرادة منك وعلى حين فجأة يخطر الاسم على بالك وكانه يوجد من القاه في عقلك بدون ان تطلبه انت او تبذل مجهود لتذكره
المحدّث يحصل معه نفس الأمر لكن بشكل منظم وممنهج ومنتظم
فهو يجلس ليكتب يمسك القلم وناوي يكتب شيء لكن بمجرد ان يبدء الكتابة يتذكّر رواية أو آية وينزل له معها في عقله فهم جديد فيكتبه
وما ان ينتهي منه حتى ينزل له في عقله رواية او آية جديدة وفهم جديد له علاقة بالاية او الرواية السابقة
وهكذا تستمر معه العملية حتى ينتهي من الكتابة
فعمليا هو لا يسمع صوت ولا يرى ملائكة ولا يتحدث مع أحد
لكن واحد من الأسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية يقوم بتذكيره بتلك الروايات بصورة منظمة ومتتالية ويربط له بهذه الطريقة فيما بين معانيها وصورها الجزئية
وفي حالة التّفهيم سيكون هو نوره المودع فيه والذي قالوا عنه :
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا
مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ
وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
فحتّى رسول الله صلى الله عليه وآله تم تأييده بهذا الروح الذي جعلوه نورا
وهو نفسه ألف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين
وهو نفسه روح الإيمان
وهو نفسه روح اليقين
وهو نفسه السكينة
وهو نفسه الحكمة
وهو نفسه الذي سيسير بطالب المعرفة على منازل ودرجات الصراط المستقيم منزل بعد منزل ودرجة بعد درجة حتى يوصله أخيرا بأمان لنهايته
وهو نفسه الكونداليني
ولكي تنجح هذه العملية ((عملية التّذكير)) يجب على الطالب ان يكون عنده اطلاع سابق وكبير على هذه الروايات والآيات
وان يكون قد قبلها وسلّم لمعانيها حين اطّلع عليها
وإلّا فلا معنى لأن يذكّره الروح برواية او آية هو أصلا عنده شكّ بها ولم يقبلها حين اطّلع عليها وقرأها سابقا
فحينها فإن نفس الشيء سيحصل عندما سيذكّره بها
فهو سيرفضها مرة أخرى وبذلك تنقطع عملية التفهيم
وبالتالي فان هذا الروح الذي جعلوه نورا يهدون به من يشاؤون من عبادهم
من الأساس لن يذكّره بها لعلمه انّه سيرفضها
ولن يبذل أي مجهود إضافي معه لأنه من الأساس شاكّ وغير مسلّم
بل من الأساس لن يؤيدوه بهذا الروح
وذلك لأن الذين يؤيدون بهذا الروح هم اقرب له من حبل الوريد
فيعرفون منه انّه شاكّ ((فاسق)) ولا تسليم عنده
فلا فائدة حينها من تأييدهم له بهذا الروح
هذا الروح له ظهور بين الناس وله بطون يتقلّب في ظهورهم
((يتقلّب في ظهور الناس//يعني في عامودهم الفقري أو في هيكلهم البشري))
ٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ :
نَحْنُ الْمَثَانِي الَّتِي أَعْطَاهَا اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّنَا
وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي نَتَقَلَّبُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ
مَنْ عَرَفَنَا فَإِمَامُهُ الْيَقِينُ
وَ مَنْ جَهِلَنَا فَإِمَامُهُ السَّعِير..........إنتهى
-
-
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ
مِّنْ أَنفُسِكُمْ ((نفوسكم في النفوس))
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
-
-
فخليفة الله ورسوله للناس جميعا صلى الله عليه وآله كما له ظهور بين الناس فإن له بطون فيهم كذلك ،، هو والتسعة عشر كلّهم
فهم الأسرار الإلهية المودعة في الهياكل البشرية
وهذا الروح الذي جعلوه نورا ويهدون به من يشاؤون من عبادهم هو واحد منهم في الظهور وفي البطون ،، وهو لأيضا روحهم وباطنهم في البطون وفي الظهور
وهو نفسه الرّوح الذي نفخه رب العالمين فيهم ،، فروحه هو باطنهم ومعهم جميعهم
وهم انفسهم في النفوس ، يعني مكنونين في نفوس وأرواح وأجساد الناس جميعهم
يتقلّبون بين أظهرهم وفي هياكلهم البشرية تماما كما انهم يتقلبون في الأرض ويحكمونها وهم فيها ساسة العباد وحكّام البلاد
من يريد ان يوفّر المقدمات الصحيحة لكي ينفع أن يؤيدوه بهذا الروح الذي جعلوه نورا
فيجب عليه أن يكون له اطلاع وافر ومستمر على الايات والروايات وان لا يرفض منها ولا يشك حتى ولو برواية واحدة منها
وما لم يفهمه منها يؤجل امرها حتى ياتي من يفسرها له ويفهمه معانيها ((يعني حتى يأتي له الروح الذي جعلوه نورا))
يعني ((واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فيفهّمك))
واليقين هو الدين وأصل الدين ، وهو رجل في الظاهر ونور في الباطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق