العقل والجهل
.
.
أستاذ علي طالب
هل العقل والنقطة والنور والمشيئة
هي
مسميات لخلق واحد أم هي مختلفة ؟
.
.
سؤال آخر
لمذا وصف الجاهلون بهذه الصفة وهم أفكار العقل
هل لأنهم جاهلون خلق العقل ؟
أم أنهم جاهلون خلق أنفسهم فاكتسبوا هذه الصفة ؟
أليسو هم نور واحد والنور لا يوصف بالجهل
أم أن العقل لأنه سبقهم هم جهلوا أنفسهم
وهل يوصف العقل بالجهل قبل أن يُخلق لأنه لم يكن يعلم خلقه ؟
.
.
الجواب :
.
.
اجعل لهم ربا وقل فيهم ما تشاء
.
والعقل مكتفي بذاته ولا يحتاج لان يعرف نفسه باي صورة
ولو أن الله خلق فقط عقلا مكتفيا بذاته مثله ومن كل النواحي ايضا
لما ظهر الخلق، فلا حاجة له بذلك
لكنه بنوره يخلق الجهل ويجعل به القدرة على الاختيار والتعلم وطلب المعرفة
فيختار ان يطلبها
وحينها سيؤيده بنوره او سيؤيده بمثاله
فيبدء يعلمه عن طريق الخلق
اخلق هذا هكذا واجعل فيه كذا وكذا
واخلق هذه هكذا واجعل فيها كذا وكذا
ويبدء العقل ينتقل بتعليمه للجهل من هذا لهذا ومن هذه لهذه
نظرة سريعة على حديث جنود العقل والجهل سنفهم منها هذه المعاني إن شاء الله
الكافي (ط - الإسلامية)، ج1، ص: 21
14- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن سماعة بن مهران
قال: كنت عند أبي عبد الله ع و عنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل و الجهل
فقال أبو عبد الله ع :
اعرفوا العقل و جنده و الجهل و جنده تهتدوا
.
.
/// كما اشترط معرفة العقل للإهتداء اشترط معرفة الجهل أيضا للإهتداء، فلا يكفي أن تعرف العقل لتهتدي////
.
.
قال سماعة :
فقلت جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا
فقال أبو عبد الله ع :
إن الله عز و جل خلق العقل و هو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره
.
.
//// فالعقل هو أوّل مخلوق روحاني على الإطلاق ،
وهو أوّل ما خلقه الله من أنوار العرش،
والعرش هو محمد الإثني عشري كما ورد في الروايات،
ونوره الذي على يمينه وخلق منه أوّل مخلوق روحاني هو جزء من نوره الكلّي الذي خلق منه العرش،،
ويمكن القول انه البشر الذي خلقه من الماء فجعله نسبا وصهرا/////
.
.
فقال له : أدبر فأدبر
ثم قال له : أقبل فأقبل
فقال الله تبارك و تعالى :
خلقتك خلقا عظيما و كرمتك على جميع خلقي
.
.
/////هذا العقل هو أوّل أسمائه الروحانيين ،، وأوّل أسمائه هو العليّ العظيم//////
.
.
قال :
ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا
.
.
/////فالجهل هو ثاني اسمائه الروحانيين الذين ابتدء بهم عملية الخلق،،
الكلام هنا لتفهمه كما يجب بدون أيّة أحكام مسبقة يجب عليك أن تحوله لفيزياء ،
أو لأمر علمي لأنه يتحدث عن بداية الخلق ،،
فإذا حولته لأمر علمي ستتوقف أحكامك العقلية حوله
وستبدء بمحاولة فهمه بدون أحكام مسبقة/////
.
.
فقال له : أدبر فأدبر
.
.
/////الجهل يشابه العقل في هذه الصفة//////
.
.
ثم قال له : أقبل فلم يقبل
.
.
/////الجهل يخالف العقل في هذه الصفة
يعني الجهل نصفه عقل وهو الذي يشابه العقل فيه
ونصفه الثاني مضاد للعقل وهو الذي يخالفه فيه
يعني العقل مكنون في الجهل
فالذي يحرّك الجهل هو مكنون فيه///////
.
.
فقال له : استكبرت
.
.
////من الذي أوحى للجهل أن يستكبر؟
وجوابه هو أن الذي اوحى له بالإستكبار هو نفسه العقل المكنون به
ولماذا اوحى له بالإستكبار؟
وجوابه هو : لكي يعلمه بعد ذلك لماذا يجب عليه أن يُقبل
فالعقل مكتفي بذاته ويعرف من البداية من الذي خلقه وأنه يجب ان يُقبل حسب أمره تماما كما أدبر حسب أمره
أمّا المخلوق الروحاني الثاني وهو الجهل
فإن الذي يوحي له من باطنه هو العقل
وهو الذي يحركه في ادباره وفي عدم اقباله
وبالنهاية سيصل به في التعليم لأن يسلّم تسليما فيُقبل من دون تردد
كما أدبر بدون تردد////
.
.
فلعنه
ثم جعل للعقل خمسة و سبعين جندا
.
.
/////أعطاه الجنود إبتداءا من غير طلب
لأن العقل مكتفي ذاتيا فلا يطلب ولا يحتاج لأن يطلب/////
.
.
فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل و ما أعطاه أضمر له العداوة
.
.
////من الذي أوحى له بأن يعادي العقل؟
جوابه هو أنّ الذي أوحى له بذلك هو نفسه العقل المكنون به ويحركه من باطنه/////
.
.
فقال الجهل :
يا رب هذا خلق مثلي
خلقته و كرمته و قويته
و أنا ضده و لا قوة لي به
.
.
//////كيف عرف الجهل الهدف الذي خلقه ربه من أجله؟
جوابه هو أن العقل المكنون به هو من بدء يعلمه ويوحي له ويفهّمه الغاية من خلقه
فاوحى له أنه مخلوق لكي يكون ضدا للعقل/////
.
.
فأعطني من الجند مثل ما أعطيته
.
.
///// لأن الجهل غير مكتفي بذاته فإن العقل المكنون به هو من أوحى له بأن يطلب هذا الطلب بأن يكون ندا للعقل لكي يصل به بعد ذلك وبالتعليم للإكتفاء الذاتي أو للتكامل/////
.
.
فقال : نعم
.
.
////الله لم يتردد طرفة عين بإجابته
فقال له مباشرة : نعم سأعطيك ما طلبت/////
.
.
فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك و جندك من رحمتي
.
.
/////فالجهل وجنده داخلون في رحمة الله وليسوا بخارجين عنها أو مطرودين منها
يعني اللعنة التي لعنها الله للجهل ليس معناها أنه أخرجه وطرده من رحمته،
بل لها معنى آخر يبقى به الجهل وجنوده داخلين ضمن إطار رحمته
التي وسعت كل شيء//////
.
.
قال :
قد رضيت
.
.
/////من الذي أوحى للجهل بأن يقول : قد رضيت؟
جوابه هو أنه هو نفسه العقل المكنون به//////
.
.
فأعطاه خمسة و سبعين جندا
فكان مما أعطى العقل من الخمسة و السبعين الجند
الخير و هو وزير العقل
و جعل ضده الشر و هو وزير الجهل..........بقية الرواية
.
.
فالعقل والجهل هما نور ونور منه
يعني النور مكنون بالنور الذي هو منه
.
.
والذي يحرّك الجهل ويعلمه ويوجهه هو نوره الذي هو منه ومكنون به
.
.
يعني النور المكنون في الجهل كان معه حين سجد وزير الجهل سجدة لله في خمسة آلآف سنة
فهو كان معه في سجوده
//////في سجوده يعني في إقباله او تسليمه أو خضوعه حتى فاز ورُفع مع الملائكة//////
وهو أيضا سيكون معه حين سيوحي له بعد ذلك أن يستكبر عن السجود للخير وزير العقل ،، يعني لآدم الخليفة الجديد
فيعلمه تعليم جديد حين يجعله ضده
.
.
فآدم الجديد سيكون هو من يؤدي دور الخير وزير العقل
وإبليس هو من سيؤدي دور الشر وزير الجهل
.
.
والعقل كما أنه هو من سيحرك وزير الخير وجميع جنوده لأنه مكنون بهم جميعهم
فإنه كذلك سيحرك الجهل ووزيره الشر وجميع جنوده من بواطنهم ، فهو المكنون بهم أيضا
.
.
نرجع لحديث جنود العقل والجهل ونسأل:
ماذا قال الإمام الصادق عليه السلام في خاتمة حديث جنود العقل والجهل؟
.
.
قال:
فلا تجتمع هذه الخصال كلّها من أجناد العقل
إلّا في نبي أو وصيّ نبيّ
.
.
ومن هم الأنبياء واوصيائهم؟
وجوابه هو أنّهم النفوس القدسية التي إعتدل مزاجها وفارقت الأضداد
5418- و سئل عليه السلام عن العالم العلوي فقال:
صور عارية عن المواد، خالية عن القوة و الاستعداد،
تجلى لها فأشرقت، و طالعها بنوره فتلألأت،
و ألقى في هويتها مثاله فأظهر عنها أفعاله،
و خلق الإنسان ذا نفس ناطقة،
إن زكاها بالعلم و العمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها
و إذا اعتدل مزاجها و فارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد.///////
.
.
أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان
.
.
/////وهم النفوس القدسية التي شابهت جواهر أوائل عللها في نفس الحديث السابق/////
.
.
و أمّا سائر ذلك من موالينا
.
.
/////من لم يفوزوا بالمنافسة//////
.
.
فإنّ أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود
حتى يستكمل و ينقّى من جنود الجهل
.
.
/////يعني سيبقى ضمن نظام الكرات او نظام شراء الصور من سوق الصور حتى يفوز في إحداها//////
.
.
فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء و الأوصياء
و إنما يدرك ذلك بمعرفة العقل و جنوده
و بمجانبة الجهل و جنوده
وفقنا الله و إياكم لطاعته و مرضاته..............إنتهى
.
.
وفقنا الله و إياكم لطاعته و مرضاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق