ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ
وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ
ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ
.
.
.
في البداية سنطرح سؤالين حول هذه الاية الكريمة ومنها ننطلق إن شاء الله في حديثنا عنها من خلال الروايات :
السؤال الأول:
من هو الكتاب الذي سيورثونه من يصطفونهم من عبادهم؟
.
.
السؤال الثاني :
ما هو الكتاب الذي سيورثونه من يصطفونهم من عباده؟
.
.
من الواضح أن المعنى من صيغة السؤال الأول وجوابه كذلك
سيفرق عن معناه وعن جوابه كذلك حسب صيغة السؤال الثاني
فالسؤال الأول معناه أن الكتاب هو شخص عاقل وهو من سيرث الذين سيصطفونهم من عبادهم
فالكتاب هنا هو لقب ""لشخص"" معين
فحينها فإن المجموعة المصطفية ستصطفي مجموعة من عبادهم أوّل الأمر
ثم بعد ذلك سيورثونهم لــــــــــ ""الكتاب""
أو سيورثونهم لهذا الشخص المعين الذي لقّبوه بـ""الكتاب""
.
.
.
بينما في السؤال الثاني فإن الكتاب هو شيء ما وليس شخص ما
والذين سيصطفون من يشاؤون من عبادهم
سيصطفونهم أولا
ثم سيورثونهم هذا الشيء الذي إسمه ""الكتاب""
ويبدو أن الروايات بعضها تبين لنا تصريحا أن هذا ""الكتاب"" هو شيء ما
وبعضها يتبين لنا من خلال ربطها مع بعضها البعض
أن الكتاب هو شخص ما
او على القل انهم مجموعة معينة
فمثلا هذا الجزء من هذه الرواية الطويلة عن الامام الكاظم عليه السلام يقول لنا بها صراحة:
ان هذا الكتاب هو شيء ورثه مجموعة من الأشخاص الذين اصطفاهم الله :
بداية الإقتباس:
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :
وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى
بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً
وَ قَدْ وَرِثْنَا هَذَا الْقُرْآنَ
فَفِيهِ مَا يُقَطَّعُ بِهِ الْجِبَالُ
وَ يُقَطَّعُ الْمَدَائِنُ بِهِ
وَ يُحْيَا بِهِ الْمَوْتَى
وَ نَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ
وَ إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَآيَاتٍ
مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلَى أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ بِهِ مَعَ مَا فِيهِ إِذْنُ اللَّهِ
فَمَا كَتَبَهُ لِلْمَاضِينَ جَعَلَهُ اللَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ
إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :
ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ
ثُمَّ قَالَ :
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا
فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللَّهُ فَـوَرَّثَـنَـا هَذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ........إنتهى
انتبه هنا لقول الإمام في السطر الأخير وكيف انه يوضح به بجلاء
أن الكتاب الذي ورّثهم الله إيّاه هو شيء وليس شخص
وذلك حين قال:
.
.
.
فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللَّهُ فَــــــوَرَّثَــــــنَــــــا هَــــــــــــذَا الَّــــــــــــذِي
فِــــــــــــيــــــــــــهِ تِــــــبْــــــيَــــــانُ كُــــــلِّ شَــــــيْءٍ
.
.
.
فقوله سلام الله عليه (((فَــــــوَرَّثَــــــنَــــــا هَــــــــــــذَا الَّــــــــــــذِي فِــــــــــــيــــــــــــهِ)))
يشير بوضوح إلى أنّه شيء ما
ونفس هذه الرواية يقول لنا بها: انّهم قبل ان يرثوه لم يكونوا يملكوه
وأنّهم لم يرثوه الا بعد ان اصطفاهم الله أولا
والامام يقول هنا أيضا انهم ورثوا هذا الكتاب فعلا
وانهم تم اصطفائهم قبلها فعلا
يعني حين قال هذا الكلام فهو من الذين تم اصطفائهم فعلا
ومن الذين ورثوا هذا الشيء فعلا
بينما هذه الآية تقول أن الإصطفاء لم يحدث حتى الآن
وبالتالي فإن توريث هذا الكتاب أيضا لم يحدث حتى الآن
وصحيح هنا أنّ الامام استشهد بهذه الآية لبيان المعنى
لكنه لم يقل في كلامه اننا نحن هم الذين ستصطفينا المجموعة المصطفية
ثم سيورثنا الكتاب بعد ذلك
وهذا يدل على انطباق الآية عليهم من جهة وانطباقها أيضا على غيرهم من جهة أخرى
فلو خصصنا معنى هذه الآية بهم فقط
فمعناها انهم سلام الله عليهم لا يملكون هذا الكتاب الآن ولم يتم اصطفائهم حتى الآن
بل سيملكونه مستقبلا بعد ان يصطفوهم
بينما مئات الروايات الأخرى مثل هذه الرواية وغيرها تدلنا على انهم كانوا يملكونه سابقا وهم يملكونه الآن أيضا وانهم تمّ اصطفائهم فعلا
وهذا يرجعنا لحديثنا السابق
من انهم سلام الله عليهم أجمعين قد فازوا في منافسة سابقة على غيرهم
وبسبب فوزهم اصطفاهم الله من بين خلقه
وبعد أن اصطفاهم من دون كل خلقه أورثهم هذا الذي به تبيان كل شيء
ومع ملاحظة ضمير المفرد والجمع في كلام الإمام وما ورد في الآية
فسنجد أن الإمام في كلامه قد نسب الفعل الذي وقع عليهم من الاصطفاء والتوريث مباشرة لله جل جلاله
وليس لمجموعة فعلها الاصطفاء كما فعلت الآية الكريمة
التي نسبت فعل الإصطفاء لمجموعة
وأحد افراد تلك المجموعة هو الناطق بهذه الآية
كما نسبت الآية فعل التوريث ايضا لمجموعة
والناطق بهذه الاية هو أيضا واحد منهم
فهم كمجموعة مهمتهم هي غربلة المتنافسين
ثم غربلتهم ثم غربلتهم حتى يذهب الكدر ويبقى الصفو منهم فقط
وهذه الغربلة نفسها معناها إصطفاء الأفضل ثم الأفضل والأندر ثم الأندر منهم
وهذه المجموعة التي سيصطفونها ماذا سيفعلون بها في النهاية؟
ما سيفعلونه بها هو أنهم :
بقيادة قائد الغرّ المحجلين سيحشرون أفرادها غرّ محجلين
وعلى النجائب إلى الرحمن وفدا
.
.
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا
.
.
170 عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ غَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ :
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً
قَالَ : يُحْشَرُونَ عَلَى النَّجَائِبِ.......إنتهى
.
.
وهنا نسأل :
لماذا سيحشرونهم إلى الرحمن وفدا؟
والجواب هو :
ليوفيهم الله أجورهم
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
والذين سيُحشرون إلى الرحمن هم فقط سبعين ألفا كما تقول الروايات
وهم نفسهم مجموعة المتقين الذين سيحشرونهم من ظهر الكوفة يدخلون الجنة من غير حساب
وهؤلاء بدون شك هم مجموعة السابقون بالخيرات
وليسوا مجموعة الذين ظلموا انفسهم
وكذلك ليسوا مجموعة المقتصدين
فالفضل العظيم بدون ريبة ولا شك لا يستحقه من بين جميع المتنافسين
إلّا السابقون منهم بالخيرات
والسابقون بالخيرات هم الذين عرفوا امامهم حق المعرفة
عن أبي الدَّرْدَاءِ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] قال:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ :
ثُمَ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا
فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ
ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص :
السَّابِقُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ
((((السبعون ألفا هم فقط من يدخلون الجنة بغير حساب))))
وَ الْمُقْتَصِدُ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً
وَ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ يُحْبَسُ فِي يَوْمٍ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
حَتَّى يَدْخُلَ الْحُزْنُ [فِي] جَوْفِهِ
ثُمَّ يَرْحَمُهُ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ الَّذِي أَدْخَلَ أَجْوَافَهُمْ فِي طُولِ الْمَحْشَرِ
إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ
قَالَ :
شَكَرَ لَهُمُ الْعَمَلَ الْقَلِيلَ وَ عَفَا [غَفَرَ] لَهُمُ الذُّنُوبَ الْعِظَام......إنتهى
تفسير فرات الكوفي، ص: 350
فمن سيورثونهم الكتاب أو هذا الشيء الذي به تبيان كل شيء هم ليسوا جميع أفراد تلك المجموعات الثلاثة
يهني مجموعة الظلمون لنفسهم
ومجموعة المقتصدون
ومجموعة السابقون بالخيرات
بل فقط مجموعة السابقون بالخيرات هم من سيورثونهم الكتاب
او سيورثونهم هذا الشيء الذي به تبيان كل شيء
.
.
.
لكن يوجد جملة من هذه الرواية تفتح لنا الباب لفهم أن هذه المجموعات الثلاثة سيورثونهم ايضا لشخص معين
وهذه الجملة هي هذه:
وَ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ يُحْبَسُ فِي يَوْمٍ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
حَتَّى يَدْخُلَ الْحُزْنُ [فِي] جَوْفِهِ ثُمَّ يَرْحَمُهُ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ
.
.
خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
فالظالمين لأنفسهم هم مجموعة الظلمة وأتباع الظلمة
وهم الذين سيجمعونهم بتابوت من حديد
ويلقونهم في قعر جهنم جديدة فيبدؤون بهم برء أحداث قصة ومنافسة جديدة مدتها خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
وخليفة الله في هذه القصة والمنافسة الجديدة
هو الآدم الجديد
وهو نفسه اسبق السابقين
ولذلك قالوا لنا في روايات اخرى أن السابق بالخيرات هو الإمام
مثل هذه الرواية:
14- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ :
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا إِلَى آخِرِهَا
قَالَ : السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ هُوَ الْإِمَامُ.........إنتهى
فمجموعة السابقون بالخيرات الذين سيرثون الكتاب
او هذا الشيء الذي به تبيان كل شيء
سيكونون هم الأئمة والرسل والصالحين في المنافسة والقصة المقبلة
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ:
سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ
يَقُولُ: لَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا
قَالَ:
فَقَالَ: إِنَّ الْجَاهِلِيَّةَ قَالُوا:
كُنَّا نَطُوفُ بِهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَإِذَا جَاءَ الْإِسْلَامُ فَلَا نَطُوفُ بِهِمَا،
قَالَ: وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ.
قَالَ: قُلْتُ: خَاصَّةٌ هِيَ أَمْ عَامَّةٌ؟
قَالَ:
هِيَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا
فَمَنْ دَخَلَ فِيهِ مِنَ النَّاسِ كَانَ بِمَنْزِلَتِهِمْ،
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ:
وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِين.......إنتهى
.
.
فــــ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِين الذين تم اصطفائهم من المنافسة السابقة
سيصبحون هم مجموعة الْمُخْلَصِينَ في المنافسة التالية
والْمُخْلَصِينَ معناها هنا لم ياتي من الإخلاص ،، بل من الإصطفاء
فهم الذين تم اصطفائهم سابقا فاصبحوا ""الْمُخْلَصِينَ""
داخل مجموعة السابقين في الخيرات توجد مجموعة تعتبر هي افضلهم
وهي مجموعة المحسنين ،، فهم ايضا من مجموعة السابقون بالخيرات
لكنهم افضلهم
فهم مجموعة صغيرة داخل مجموعة كبيرة
مثل قوله تعالى :
قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا
وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا
وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
فكل مؤمن هو مسلم بالضرورة
لكن ليس كل مسلم هو مؤمن
وهكذا يمكن القول أن كل مُحسن هو بالضرورة أيضا
من مجموعة المتقين الـ 70 ألفا
لكن ليس بالضرورة أن كل المتّقين هم من مجموعة المحسنين
فالمتقي المُحسن له درجة اضافية على من درجته انه متّقي فقط
ومن هو المحسن؟
المحسن هو الذي اقترف حسنة وزادوا له فيها حسنا كما ورد في تفسير الاية الكريمة رقم 24 من سورة الشورى المباركة :
4- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- :
وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً
قَالَ : الِاقْتِرَافُ التَّسْلِيمُ لَنَا وَ الصِّدْقُ عَلَيْنَا وَ أَلَّا يَكْذِبَ عَلَيْنَا........إنتهى
لكن نفس هذه الاية جائت لإكمال فهم الية رقم 20 من نفس السورة وتوضيح الطريق لها
وهي هذه الآية :
مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ
وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ
وفي تفسيرها :
64- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً
قَالَ :
أَمَّا قَوْلُهُ حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ
فَهُوَ خُرُوجُ الْقَائِمِ وَ هُوَ السَّاعَةُ
فَسَيَعْلَمُونَ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَلَى يَدَيْ قَائِمِهِ
فَذَلِكَ قَوْلُهُ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً يَعْنِي عِنْدَ الْقَائِمِ وَ أَضْعَفُ جُنْداً
قُلْتُ : مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ؟
قَالَ مَعْرِفَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ ع
نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ؟
قَالَ :
نَزِيدُهُ مِنْهَا
قَالَ : يَسْتَوْفِي نَصِيبَهُ مِنْ دَوْلَتِهِمْ
وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ؟
قَالَ :
لَيْسَ لَهُ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ مَعَ الْقَائِمِ نَصِيبٌ.........إنتهى
فأحرث الحارثين في معرفة أمير المؤمنين عليه السلام
هو أحسن المحسنين في مودة أهل البيت عليهم السلام ولا يكذب عليهم في تفسيره وتأويله لكلماتهم الشريفة فلا يحرفها برأيه وفهمه المحدود عن معانيها
وهو أسبق السابقين بالخيرات
وأخيَرَ الخيرات التي يمكن للإنسان ان يزرعها وينبتها ويحرثها لآخرته
هي معرفة أمير المؤمنين عليه السلام
واسبق السابقين بالخيرات هو اقربهم من علي لأنه أكثرهم معرفة بعلي
المهم
أسبق السابقين سيكون هو خليفة الله في أرضه الجديدة
وبالتالي فإنه سيرث الظالمين لأنفسهم
وكذلك فإنّه
سيرث المقتصدين الذين سيدخلون بالشفاعة للجنة التي فيها سوق الصور
وسيرث كل السابقين في الخيرات من من هم دونه في المعرفة والقرب من النور
وهؤلاء هم السبعين ألفا الذين سيصبحون النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِين في المنافسة الجديدة التي سيكون هو من يُديرها ويُشرف عليها
وبهذا المعنى سيكون هو الكتاب او الشخص المعين الذي سيورثونه من سيصطفونهم من عبادهم
صحيح ان الله هو من سيورثه كل ذلك
لكنهم من البداية يقومون بعملية الغربلة لكل المتنافسي لاصطفاء أفضلهم لكي بالنهاية يكونون هم اعوان وآل اسبق السابقين وأحرث الحارثين وأعرف العارفين
أما نفس أعرف العارفين وأحرث الحارثين وأسبق السابقين فاختياره وتحديده ليس من شانهم وامرهم جميعا
بل هو من شأن وأمر خليفة الله والقائم بأمره فقط
فاليتيم الجديد لا يجده ولا يختاره ولا يحدده ولا يعلمه ولا يصفّيه
إلّا اليتيم السابق
أو
إلّا اليتيم الحالي القائم بالأمر
فخليفة الله الحالي والقائم بالأمر في هذه المنافسة
هو اليتيم الذي لا شبيه له فيها
فمن هو هذا الذي يشبه او يعادل في علمه وقوته وسطوته وقربه من النور
لخيفة الله؟
فلا يجد او يختار أو يحدد اليتيم الذي لا مثيل له
الّا اليتيم الذي لا مثيل له
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....
كعبة الارواح هى مهديكم
ردحذف{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فتدبروا لماذا يقول رب العزة يهدى الله الى صراط مستقيم من 👈 يشاء ...
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [ الانفطار]
يقول الشيخ الاكبر حين كشفه الله عن الحقيقة المحمدية حضرة الذات العلية المقام العيسوى 👈 ممّا جرى بيني وبين الكعبة المعظمة عند طوافي بها من باب المكاشفة والمطالعة إلى بعض من يكرم عليه من أصحابه ، ويعزّ لديه من أترابه بمكة سنة ستمائة . فهذه الكعبة التى وقعت المكاشفة عليها هى كعبة الارواح الروح الاولى وهى روح القدس النور الفاطمي التى دارت على معرفته القرون الاولى ...هى الحور والحقيقة التى لم يطمثها انس ولا جان
ردحذففالناس باختلاف انواعهم ومذاهبهم لم يصلوا لحقيقة هذه الروح القدس لانها قدس الاقداس ..والكوندالينى وكلمة الكوندالينى التى يتداولها العالم باسره وما نسميهم نحن بالوثنيين هي كلمة( الام الكونية ) او القوى النترية العظمى
فلو رجعنا الى اقوال اهل البيت سنجدها تترجم الى كلمة النور الفاطمي ...فاستعجالكم الفرج هو استعجالكم للفتنة الكبرى والموت والدمار والخراب ..حتى وان كنتم من اهل الصوفية فانكم ستنكرون هذا الامر وذلك تمسكا بمشائخكم والاقرار لهم بانهم حاملين الاسم الاعظم او السر الاعظم كما ادعى هذا الامر بعض المريدين بان شيوخهم هم المهدى المنتظر ولم يدركوا ان كل الاولياء الصالحين هم خلفاء عن الخليفة الاول ..الامام الاعظم والكنز المطلسم النور الكوندالينى .الفاطمى فهى التى دارت على معرفتها القرون الاولى ..ففاطمة هى الدائرة التى فتح الله بنورها الكون وهى التى ستغلق بها الدائرة لانها تحمل فى قلب الدائرة ومركزها السر الاعظم العلي الاعلا والامام المجتبى والولي المصطفى امام الائمة والحق المبين ...
ردحذفففاطمة هى محمد صل الله عليه وسلم وهي نوره وسره الذى بين جنبيه ...ومحمد ص وعلي واحد .. نور من نور فاطمى الكساء اليمانى والنور الاول ومنه الفتق والرتق
فماذا تستعجلون ..وماذا تنتظرون ...فانتم باستعجالكم لظهور صاحب الامر تستعجلون موتكم وهلاككم وخرابكم وليس كما تظنون ...انه العلي الاعلى الباطن فى دائرة الوجود ..فهي النور الذى حوى النورين وهى كعبة القبلتين
ردحذفوهي امام الائمة الموحدين ..وهي النور ما بين السماوات والارضين ..ففاطمة هى من حوت الاكوان والعرش والارض والسماء والاكوان والجنة والنار ..مهرها ربع الدنيا وادخال كل من ناواها النار ...وادخال من والاها جنان الخلد ...اللهم والى من والاها وعادى من عاداها ...
وعند طواف الشيخ الاكبر بالكعبة قال : الحمد للّه الذي توّجني بتاج العزّة بعد الخضوع ، وردّاني برداء الرفعة بعد الخشوع ، ووحدني بالواحدة البتول من الأعيان ، التي لم يطمثها إنس قبلي ولا جان ، وصلّى اللّه على السيد المختار من آل عدنان ، وسلم كثيرا ما اختلف الملوان .
وها هو الشيخ الاكبر يرشدكم الى كعبة الارواح فهو الوريث المحمدى وكل ما اتى به هو من تجليات الله عليه باسم العليم ... فخذوا منه ولا تتولوا عنه ففى اقواله صلاحكم وفى كلماته رحمات من النور الفاطمى عليكم ...فلمح واشار وحدث وقال عنها ...
ردحذفتفتر عن درّ منظوم ، وتتنفّس عن مسك مختوم ، سبطة البنان ، مريضة الأجفان ( وهذا صحيح فهى مريضة الاجفان من كثرة المتابعة والقراءة والنظر فى شاشات العصر) ، عنبرية النشر ، دائمة البشر ، صابرة محتسبة ، قائمة منتصبة ، لا تعترض ولا تعرض وتمرض بعد ما تمرض .
عذبة الكلام ، شهيّة الفدام ، سهلة الهوى ، صعبة القياد ، كثيرة البلوى ، حليفة السهاد ، تقيد الخاطر ، وتسحر الناظر ، وتذيب الأشباح ، وتفني الأرواح ، وتنحل الأجساد ، وتنضج الأكباد ، وتورث الاحتراق ، وتربّي الأشواق ، وتفي بالعهد والميثاق ، صادقة الموعد ، إلهيّة المحتد ، ربانية المولد ، روحانية المقصد ، عزيّة المشهد .
إن نظرت إلى عباراتها قلت : عربية عرباء .