إعتراض وبيان حول مقال ((نور العقل نهاية المطالب هو مثال العقل))
.
الإعتراض :
بما ان الكلام حول العقل ..
كيف يصح ان يكون الشيء علّة ذاته ؟
فالمشية خلقت نفسها وكذا النور
فكيف يصح عقلا ان يكون الشيء علّة ذاته؟
أما بقية الكلام ففي بعضه تعارض مع نصوص القران الكريم
فكيف خلق الام من الاب والذكر خلق الانثى !
البيان:
.
كلامنا في المقال المذكور كان كله يدور عن علي وفاطمة
فعلي وفاطمة في روايات مدرسة أهل البيت عليهم السلام يرمزان لبدايات عملية الخلق
فالله أوّل ما خلق خلق ما به سيخلق كل شيء بعد ذلك
يعني أوّل شيء خلق مادة الخلق التي بها سيخلق بها بعد ذلك كلّ خلقه
فما هي مادة الخلق هذه؟
إنها النور
يعني الله خلق نورا وبه خلق كلّ خلقه
وهذه بالنسبة لي من المحكمات التي لا اتنازل عنها
وأطلق عليها وحدة النور
ويوجد عندنا مئات الروايات التي تؤيد هذا المعنى أيضا
ونظرة فاحصة وسريعة لما كتبته في المقال سيتضح منها انها جميعها مضامين روايات قمت بالمقابلة بينها وبين فاطمة وعلي
ومن واحدة من هذه الروايات وبما يقابلها من الآيات الكريمة سأبيّن لك معنى ما تعترض عليه
وهذه هي الرواية:
.
4- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
خَلَقَ اللَّهُ
الْمَشِيئَةَ بِنَفْسِهَا
ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بِالْمَشِيئَةِ............إنتهى
.
.
الآن سنحاول ان نسأل أسئلة نفكك بها هذه الرواية قليلا
من الذي خلق الْمَشِيئَةَ؟
والجواب من نفس الرواية هو أنّ الله هو من خلقها
يعني الله هو علة المشيئة
هل يوجد اعتراض على ذلك؟
لا أعتقد انه يوجد اعتراض او ان الكلام يحتاج إلى توضيح
إلا إن أحببت أن تسأل من الذي خلق الله؟ ولا أظنك ستفعل ذلك
الآن سنحاول أن نفهم ما معنى أن الله خلق الْمَشِيئَةَ بنفسها؟
ولكي نعرف معنى أن الله خلق الْمَشِيئَةَ بنفسها
يجب أن نجيب على السؤال التالي :
هل الْمَشِيئَةَ هي نفسها؟
أم أن نفس الْمَشِيئَةَ هي غير الْمَشِيئَةَ؟
يعني هل نفس الْمَشِيئَةَ سابقة للْمَشِيئَةَ؟
أم أنّ الْمَشِيئَةَ سابقة لنفسها؟
يبدو من سياق ألفاظ الرواية أن نفس الْمَشِيئَةَ
سابق في وجوده على وجود الْمَشِيئَةَ
الأن سنسأل :
هل توجد آية قرآنية تؤيد هذا المعنى؟
والجواب هو:
نعم توجد مثل هذه الآية
تريد أن تعرفها وتفهمها كما لم تعرفها وتفهمها سابقا ؟
إذن تفضل إقرء معي هذه الآية الآن:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم
مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء
وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
----------------
الآن نعود لنسأل أسألة أخرى لنفهم منها هذه الآية وكيفيّة ارتباطها بالرواية السابقة:
من هو النفس الواحدة؟
ومن هي زوجه التي خلقها منه (يعني من النفس الواحدة)؟
وهل النفس الواحدة سابق في وجوده على وجود زوجه التي خلقها منه؟
والجواب على هذا السؤال الأخير يجب أن يكون :
نعم
وإلّا فكيف سيخلقها منه إن لم يكن يسبقها وجودا
ونفس هذه الآية قبل ان تبيّن لنا انّه منه خلق زوجه
أكّدت لنا انه قد خلقنا جميعا من هذا النفس الواحدة
فهذا النفس الواحدة هو مادة الخلق التي منها خلق كلّ شيء
لكنه خلق منها زوجه إبتداءا
ثم بهذا النفس الواحدة وزوجه بثّ منهما رجالا كثيرا ونساءا
فبالنفس الواحدة خلق زوجه
يعني ماذا؟
يعني خلق زوج النفس الواحدة بالنفس الواحدة
يعني خلق الْمَشِيئَةَ بنفسها
الأن عرفنا من هي الْمَشِيئَةَ ومن هو نفسها
الْمَشِيئَةَ هي زوج النفس الواحدة
والنفس الواحدة هو زوجها
يعني زوج الْمَشِيئَةَ
يعني خلق الزوجة بالزوج
يعني خلق الزوج ومنه خلق الزوجة
يعني خلق النفس الواحدة ومنه خلق الْمَشِيئَةَ
يعني خلق الْمَشِيئَةَ بزوجها
يعني خلق الْمَشِيئَةَ بنفسها
يعني خلق فاطمة بعلي
وفاطمة هي نور السماوات والأرض
يعني خلق النور الفاطمي بنفسها النور العلوي
وبنفس الترتيب خلق المشكاة بالمصباح
يعني خلق الزهراء نور السماوات والأرض
التي من نورها أزهرت السماوات والأرض بالنور العلوي
فالنفس الواحدة هو النور العلوي
والنور العلوي هو مادة مادة الخلق وهذا هو مقام الولاية
أشهد أن عليا وليّ الله تعني أشهد أن عليّا نور الله
فالنور العلوي هو منوّر النور الفاطمي
وبالتالي فإن النّور العلوي هو منّور كلّ نور
فهو منّور النّور على النّور
والنفس الواحدة منوّر الأنوار هو ذات الله
ومنوّر الأنوار تعني أنّه مذوّت الذوات
فالنّفس الواحدة منوّر الأنوار تعني أنّه هو مذوّت الذوات
وأنّه الذات في الذوات
فاستعمالي لهذه المقابلات بين الألفاظ والمعاني الواردة في الآيات والروايات
هو لكي اقوله بها انها جميعها تشير لحقيقة واحدة
لجمال واحد
وهذا الجمال الواحد هو النور الذي منه جميع الأنوار
فالنور العلويّ في روايات أهل البيت عليهم السلام
يمثّل الجانب الإلهي الذكري
والنور الفاطمي يمثل الجانب الإلهي الأنثوي
ففاطمة هي الأنثى الإلهية
وهي ملكة الدنيا والآخرة
وزوجها هو ملكها وملك الدنيا والآخرة
انت أخي الكريم جديد على الصفحة التي اتحدث واكتب بها عن هذه المعاني منذ سبع سنوات
ولذلك لم تستطعم المكتوب فيها ورأيته غريبا
ولو أعطيت نفسك فرصة لتطلع على بقية مقالات الصفحة والأفكار التي اطرحها بها لكان موقفك يختلف اختلافا كبيرا
فأغلب الاخوات والإخوة في الصفحة موجودين معنا ومتابعين معنا بشكل مستمر منذ مدة طويلة أو على الأقل لمدة لا بأس بها
ولذلك فكلماتي هذه متكررة عليهم
وشروحاتي لها متكررة أيضا ومن كل الجوانب
ليس من طبعي ان اتجنب الاجابة على أي سؤال اعرف اجابته
لكنني افهم الروايات والآيات بشكل مختلف
وأدقق في الالفاظ أشد التدقيق
وعندي كما قلت لك محكمات لا اتنازل عنها ابدا
وأحاول أن يدور فهمي دائما حولها وحسب مضامينها
واهم هذه المحكمات هي وحدة النور
وفهم ديننا بواسطة مجمل تفسير سيدة ديننا سور القدر المباركة
وان اليمين رجل وهو أمير المؤمنين
وأن الشمال هو أيضا رجل وهو خليفة الله في أرضه والقائم بالأمر
وأن اصحاب اليمين هم الفائزون
وأن أصحاب الشمال هم الخاسرون المستحقون لِشَفَاعَتِهِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق