بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجم طائر منير يهبط في بيت أمير
المؤمنين وينقسم لأربعة أجزاء
فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِي [ثنا] عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ [خَلَفٍ] الشَّيْبَانِيُّ مُعَنْعَناً عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ جَاءَتْ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ انْصِبْ لَنَا عَلَماً يَكُنْ [يَكُونُ] لَنَا مِنْ بَعْدِكَ لِنَهْتَدِيَ وَ لَا نَضِلَّ كَمَا ضَلَّتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بَعْدَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَقَدْ قَالَ رَبُّكَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ وَ لَسْنَا نَطْمَعُ أَنْ تُعَمَّرَ فِينَا مَا عُمِّرَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ وَ قَدْ عَرَفْتَ مُنْتَهَى أَجَلِكَ وَ نُرِيدُ أَنْ نَهْتَدِيَ وَ لَا نَضِلَّ قَالَ [فَقَالَ] إِنَّكُمْ قَرِيبُو عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَ فِي قُلُوبِ أَقْوَامٍ أَضْغَانٌ وَ عَسَيْتُ إِنْ فَعَلْتُ أَنْ لَا تقبلوا [يَقْبَلُوا] وَ لَكِنْ مَنْ كَانَ فِي مَنْزِلِهِ اللَّيْلَةَ آيَةٌ مِنْ غَيْرِ ضَيْرٍ فَهُوَ صَاحِبُ الْحَقِّ قَالَ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ص الْعِشَاءَ وَ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ سَقَطَ فِي مَنْزِلِي نَجْمٌ أَضَاءَتْ لَهُ الْمَدِينَةُ وَ مَا حَوْلَهَا وَ انْفَلَقَ بِأَرْبَعِ فِلَقٍ انْشَعَبَتْ فِي كُلِ شُعْبَةٍ فِلْقَةٌ مِنْ غَيْرِ ضَيْرٍ قَالَ نَوْفٌ قَالَ لِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ الْقَوْمَ أَصَرُّوا عَلَى ذَلِكَ وَ أَمْسَكُوا فَلَمَّا أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّهِ أَنِ ارْفَعْ ضَبْعَ ابْنِ عَمِّكَ قَالَ يَا جَبْرَئِيلُ أَخَافُ مِنْ تَشَتُّتِ قُلُوبِ الْقَوْمِ فَأَوْحَى اللَّهُ [تَعَالَى] إِلَيْهِ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ قَالَ فَأَمَرَ النَّبِيُّ ص بِلَالًا [أَنْ] [يُنَادِيَ] بِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَكُمُ الْيَوْمَ الشَّرَفُ صُفُّوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَكُمُ الْيَوْمَ الشَّرَفُ صُفُّوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ الْمَوَالِي لَكُمُ الْيَوْمَ الشَّرَفُ صُفُّوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَ طرس [قِرْطَاسٍ] فَأَمَرَ فَكُتِبَ فِيهِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ شَهِدْتُمْ قَالُوا نَعَمْ قَالَ
______________________________
(590). أورده المجلسي في البحار ج 35 ص 281 و قال: الضبع: وسط العضد، و الطرس بالكسر الصحيفة.
ر: و عشيت ان فعلت ... صلى النبيّ العشاء ... و انشعب في ... بضبع ابن. و في أ، ب: معشر. فى الموارد الثلاث دون ياء. و فيهما: قالوا: فقبض.
تفسير فرات الكوفي، ص: 451
أَ فَتَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ [أَنِّي] مَوْلَاكُمْ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ فَقَبَضَ عَلَى ضَبْعِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَرَفَعَهُ لِلنَّاسِ حَتَّى تَبَيَّنَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ [ثُمَّ قَالَ] اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ فِيهِ كَلَامٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى. وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى فَأَوْحَى إِلَيْهِ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك
.
.
.
إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، بِالْإِسْنَادِ إِلَى الْبَاقِرِ ع قَالَ: لَمَّا كَثُرَ قَوْلُ الْمُنَافِقِينَ وَ حُسَّادُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِيمَا يُظْهِرُهُ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ فَضْلِ عَلِيٍّ ع وَ يَنُصُّ عَلَيْهِ وَ يَأْمُرُ بِطَاعَتِهِ وَ يَأْخُذُ الْبَيْعَةَ لَهُ عَلَى كُبَرَائِهِمْ وَ مَنْ لَا يُؤْمِنُ غَدَرَهُ وَ يَأْمُرُهُمْ بِالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَ يَقُولُ لَهُمْ إِنَّهُ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي وَ قَاضِي دَيْنِي وَ مُنْجِزُ عِدَتِي وَ الْحُجَّةُ لِلَّهِ «1» عَلَى خَلْقِهِ مِنْ بَعْدِي مَنْ أَطَاعَهُ سَعِدَ وَ مَنْ خَالَفَهُ ضَلَّ وَ شَقِيَ قَالَ «2» الْمُنَافِقُونَ لَقَدْ ضَلَّ مُحَمَّدٌ فِي ابْنِ عَمِّهِ عَلِيٍّ وَ غَوَى وَ جُنَ «3» وَ اللَّهِ مَا أَفْتَنَهُ فِيهِ وَ حَبَّبَهُ إِلَيْهِ إِلَّا قَتْلُ الشُّجْعَانِ وَ الْأَقْرَانِ وَ الْفُرْسَانِ يَوْمَ بَدْرٍ وَ غَيْرِهَا مِنْ قُرَيْشٍ وَ سَائِرِ الْعَرَبِ وَ الْيَهُودِ وَ إِنَّ كُلَّ مَا يَأْتِينَا بِهِ وَ يُظْهِرُ فِي عَلِيٍّ مِنْ هَوَاهُ وَ كُلُّ ذَلِكَ يَبْلُغُ رَسُولَ اللَّهِ ص حَتَّى اجْتَمَعَتِ التِّسْعَةُ الْمُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فِي دَارِ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ التَّمِيمِيِّ وَ كَانَ يَسْكُنُهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ صُهَيْبٌ الرُّومِيُّ وَ هُمُ التِّسْعَةُ الَّذِينَ إِذَا عُدَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَعَهُمْ كَانَ عِدَّتُهُمْ عَشَرَةً وَ هُمْ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ سَعْدٌ وَ سَعِيدٌ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَقَالُوا لَقَدْ أَكْثَرَ مُحَمَّدٌ فِي حَقِّ عَلِيٍ «4» حَتَّى لَوْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَقُولَ لَنَا اعْبُدُوهُ لَقَالَ فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لَيْتَ مُحَمَّداً أَتَانَا فِيهِ بِآيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ كَمَا آتَاهُ اللَّهُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْآيَاتِ مِثْلَ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ وَ غَيْرِهِ فَبَاتُوا تِلْكَ لَيْلَتَهُمْ «5» فَنَزَلَ نَجْمٌ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى صَارَ فِي ذِرْوَةٍ بِجِدَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع مُتَعَلِّقاً «6» يُضِيءُ فِي سَائِرِ الْمَدِينَةِ حَتَّى دَخَلَ ضِيَاؤُهُ فِي الْبُيُوتِ وَ فِي الْآبَارِ «7» وَ فِي الْمَغَارَاتِ وَ فِي الْمَوَاضِعِ الْمُظْلِمَةِ مِنْ بُيُوتِ النَّاسِ فَذُعِرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذُعْراً «8» شَدِيداً وَ خَرَجُوا وَ هُمْ لَا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ النَّجْمَ عَلَى دَارِ مَنْ نَزَلَ وَ لَا أَيْنَ هُوَ
______________________________
(1) في المصدر: و منجز عداتى و حجة اللّه اه.
(2) جواب لما.
(3) جن- على بناء المجهول-: زال عقله.
(4) في المصدر: فى حقّ على حبا.
(5) في المصدر: فباتوا ليلتهم تلك.
(6) في المصدر: بجدار دار أمير المؤمنين عليه السلام معلقا.
(7) الآبار جمع البئر، و هو معروف. و المغار. الكهف.
(8) ذعر: دهش.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج35، ص: 277
مُتَعَلِّقٌ وَ لَكِنْ يَرَوْنَهُ عَلَى بَعْضِ مَنَازِلِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ص ضَجِيجَ النَّاسِ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَ نَادَى فِي النَّاسِ مَا الَّذِي أَرْعَبَكُمْ وَ أَخَافَكُمْ هَذَا النَّجْمُ عَلَى دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَ فَلَا تَقُولُونَ لِمُنَافِقِيكُمُ التِّسْعَةِ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا فِي أَمْسِكُمْ فِي دَارِ صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ فَقَالُوا فِيَّ وَ فِي عَلِيٍّ أَخِي مَا قَالُوهُ وَ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَيْتَ مُحَمَّداً أَتَانَا فِيهِ بِآيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ كَمَا أَتَانَا بِآيَةٍ فِي نَفْسِهِ مِنْ شَقِّ الْقَمَرِ وَ غَيْرِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا النَّجْمَ مُتَعَلِّقاً عَلَى مَشْرَبَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع «1» وَ بَقِيَ إِلَى أَنْ غَابَ كُلُّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ وَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ص صَلَاةَ الْفَجْرِ مُغَلِّساً «2» وَ أَقْبَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ مَا بَقِيَ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ وَ هَذَا النَّجْمُ مُعَلَّقٌ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص هَذَا حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ قَدْ أَنْزَلَ عَلَى هَذَا النَّجْمِ قُرْآناً تَسْمَعُونَهُ ثُمَّ قَرَأَ وَ النَّجْمِ إِذا هَوى- ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى- وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى- إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى- عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ثُمَّ ارْتَفَعَ النَّجْمُ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَ الشَّمْسُ قَدْ بَزَغَتْ «3» وَ غَابَ النَّجْمُ فِي السَّمَاءِ فَقَالَ بَعْضُ الْمُنَافِقِينَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَمَرَ هَذِهِ الشَّمْسَ فَنَادَتْ بِاسْمِ عَلِيٍّ وَ قَالَتْ هَذَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ فَخَبَّرَ النَّبِيَّ بِمَا قَالُوا وَ كَانَ ذَلِكَ فِي لَيْلَةِ الْخَمِيسِ وَ صَبِيحَتِهِ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ عَلَى النَّاسِ وَ قَالَ اسْتَدْعُوا لِي عَلِيّاً مِنْ مَنْزِلِهِ فَقَالَ لَهُ «4» يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ قَوْماً مِنْ مُنَافِقِي أُمَّتِي مَا قَنِعُوا بِآيَةِ النَّجْمِ حَتَّى قَالُوا لَوْ شَاءَ مُحَمَّدٌ لَأَمَرَ الشَّمْسَ أَنْ تُنَادِيَ بِاسْمِ عَلِيٍّ وَ يَقُولَ هَذَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ فَإِنَّكَ يَا عَلِيُّ فِي غَدٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ تَخْرُجُ مَعِي إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ «5» فَقِفْ نَحْوَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ فَإِذَا بَزَغَتِ الشَّمْسُ فَادْعُ بِدَعَوَاتٍ
______________________________
(1) المشربة: الغرفة التي يشربون فيها.
(2) في المصدر: مغلسا بها. و قال الجزريّ في النهاية (3: 166) فيه «انه كان يصلّي الصبح بغلس». الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح.
(3) بزغت الشمس: طلعت.
(4) في المصدر: فاستدعوه فقال له اه.
(5) في المصدر: بعد صلاتك صلاة الفجر تخرج الى بقيع الغرقد.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج35، ص: 278
أَنَا أُلَقِّنُكَ إِيَّاهَا وَ قُلْ لِلشَّمْسِ السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا خَلْقَ اللَّهِ الْجَدِيدَ وَ اسْمَعْ مَا تَقُولُ لَكَ وَ مَا تَرُدُّ عَلَيْكَ وَ انْصَرِفْ إِلَيَّ بِهِ فَسَمِعَ النَّاسُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ سَمِعَ التِّسْعَةُ الْمُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ «1»- لَا تَزَالُونَ تُغْرُونَ مُحَمَّداً بِأَنْ يُظْهِرَ فِي ابْنِ عَمِّهِ عَلِيٍّ كُلَّ آيَةٍ وَ لَيْسَ مِثْلُ مَا قَالَ «2» مُحَمَّدٌ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ اثْنَانِ مِنْهُمْ وَ أَقْسَمَا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمَا وَ هُمَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ إِنَّهُمَا لَيَحْضُرَانِ الْبَقِيعَ حَتَّى يَنْظُرَا وَ يَسْمَعَا مَا يَكُونُ «3» مِنْ عَلِيٍّ وَ الشَّمْسِ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ص الْفَجْرَ «4» وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَعَهُ فِي الصَّلَاةِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ وَ قَالَ قُمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ إِلَى مَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ وَ رَسُولُهُ فَأْتِ الْبَقِيعَ حَتَّى تَقُولَ لِلشَّمْسِ مَا قُلْتُ لَكَ وَ أَسَرَّ إِلَيْهِ سِرّاً كَانَ فِيهِ الدَّعَوَاتُ الَّتِي عَلَّمَهُ إِيَّاهَا فَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَسْعَى «5» إِلَى الْبَقِيعِ حَتَّى بَزَغَتِ الشَّمْسُ فَهَمْهَمَ بِذَلِكَ الدُّعَاءِ هَمْهَمَةً «6» لَمْ يَعْرِفُوهَا وَ قَالُوا هَذِهِ الْهَمْهَمَةُ مَا عَلَّمَهُ مُحَمَّدٌ مِنْ سِحْرِهِ وَ قَالَ لِلشَّمْسِ السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا خَلْقَ اللَّهِ الْجَدِيدَ فَأَنْطَقَهَا اللَّهُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَ قَالَتْ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِيَّهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ حَقّاً فَارْتَعَدُوا وَ اخْتَلَطَتْ عُقُولُهُمْ وَ انْكَفَئُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ تَفِيضُ أَنْفُسُهُمْ «7» فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الْعَجَبُ الْعَجِيبُ لَمْ نَسْمَعْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ لَا مِنَ الْمُرْسَلِينَ وَ لَا فِي الْأُمَمِ الْغَابِرَةِ «8» الْقَدِيمَةِ كُنْتَ تَقُولُ لَنَا إِنَّ عَلِيّاً لَيْسَ بِبَشَرٍ وَ هُوَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج35، ص: 279
بِمَحْضَرٍ مِنَ النَّاسِ فِي مَسْجِدِهِ تَقُولُونَ مَا قَالَتِ الشَّمْسُ وَ تَشْهَدُونَ بِمَا سَمِعْتُمْ قَالُوا يَحْضُرُ عَلِيٌّ فَيَقُولُ فَنَسْمَعُ «1» وَ نَشْهَدُ بِمَا قَالَ لِلشَّمْسِ وَ مَا قَالَتْ لَهُ الشَّمْسُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا بَلْ تَقُولُونَ فَقَالُوا قَالَ عَلِيٌّ لِلشَّمْسِ السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا خَلْقَ اللَّهِ الْجَدِيدَ بَعْدَ أَنْ هَمْهَمَ هَمْهَمَةً تَزَلْزَلَتْ مِنْهَا الْبَقِيعُ فَأَجَابَتْهُ الشَّمْسُ وَ قَالَتْ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِيَّهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ «2» حَقّاً فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَصَّنَا بِمَا تَجْهَلُونَ وَ أَعْطَانَا مَا لَا تَعْلَمُونَ ثُمَّ قَالَ قَدْ تَعْلَمُونَ «3» أَنِّي وَاخَيْتُ عَلِيّاً دُونَكُمْ وَ أَشْهَدْتُكُمْ أَنَّهُ وَصِيِّي فَمَا ذَا أَنْكَرْتُمْ عَسَاكُمْ تَقُولُونَ «4» مَا قَالَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِنَّكَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِأَنَّكَ أَخْبَرْتَنَا بِأَنْ اللَّهَ هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ فِي كِتَابِهِ الْمُنْزَلِ عَلَيْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَيْحَكُمْ وَ أَنَّى لَكُمْ بِعِلْمِ مَا قَالَتْ لَهُ الشَّمْسُ أَمَّا قَوْلُهَا إِنَّكَ الْأَوَّلُ فَصَدَقَتْ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ مِمَّنْ دَعَوْتُهُ إِلَى الْإِيمَانِ مِنَ الرِّجَالِ وَ خَدِيجَةُ مِنَ النِّسَاءِ وَ أَمَّا قَوْلُهَا الْآخِرُ فَإِنَّهُ آخِرُ الْأَوْصِيَاءِ وَ أَنَا خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ «5» وَ خَاتَمُ الرُّسُلِ وَ أَمَّا قَوْلُهَا الظَّاهِرُ فَإِنَّهُ ظَهَرَ عَلَى كُلِّ مَا أَعْطَانِيَ اللَّهُ مِنْ عِلْمِهِ «6» فَمَا عَلِمَهُ مَعِي غَيْرُهُ وَ لَا يَعْلَمُهُ بَعْدِي سِوَاهُ وَ مَنِ ارْتَضَاهُ لِسِرِّهِ مِنْ وُلْدِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهَا الْبَاطِنُ فَهُوَ وَ اللَّهِ الْبَاطِنُ عَلَى الْأَوَّلِينَ «7» وَ الْآخِرِينَ وَ سَائِرِ الْكُتُبِ الْمُنْزَلَةِ عَلَى النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ مَا زَادَنِيَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ عِلْمِ مَا لَمْ يَعْلَمُوهُ وَ فَضْلِ مَا لَمْ يُعْطَوْهُ «8» فَمَا ذَا تُنْكِرُونَ فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ نَحْنُ نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْنَا مَا تَعْلَمُ لَسَقَطَ «9» الْإِقْرَارُ بِالْفَضْلِ لَكَ
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج35، ص: 280
وَ لِعَلِيٍّ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ- سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ وَ هَذَا فِي سُورَةِ الْمُنَافِقِينَ «1» فَهَذَا مِنْ دَلَائِلِهِ ع «2».
وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
.
..
…
....
.....
لا اعلم ان كان احد غيرى يقراء هذه المدونة انه مدونة غير عادية نعم ان كاتبه قد يكون شيعيا الا ان الامر اذا اخذ بشئ من اللين وتقييم الافكار لكان المر افضل . اي طلب لو سمحتم كنت قد قرائت من قبل مقالة تتحدث عن رؤية مختلفة لقصة سيدنا ابراهيم ابو الانبياء من منظور علم الطاقة واكد كاتبها على ان النمروز كان يستعمل الطاقة فى الاصنام للئاثير على البشر وان سيدنا ابراهيم تصدى له بما انعم الله عليه من علم وقدر ارجو لو ان توالونى بما يشابه هذا الموضوع
ردحذفاللهم صل على محمد وال محمد نورتنا بهذه الروايه
ردحذف