السبت، 23 يناير 2016

هل تعرفون لماذا يشبهون الكونداليني بأفعى الكوبرا؟







بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تعرفون لماذا يشبهون الكونداليني بأفعى الكوبرا؟



عندما تبني علاقة قوية مع الكونداليني ، علاقة مبنية على الثقة والإيمان بوجودها وبكونها تحبك تماما كما يحبك الله

يحبك الله؟
ما معنى أن يحبك الله؟

يجب أن نفهم هذه العبارة لكي نفهم ما معنى أن الكونداليني يحبك تماما كما يحبك الله

فمحبة الله هي العطاء من غير حساب
ومحبة الله هي العطاء من غير أحكام
ومحبة الله هي عطاء غير مجذوذ

الله يحب جميع مخلوقاته بغير حساب فيعطيها ما تريد بغير حساب ويمكنها مما تريد من غير حساب أو أحكام، فهو يعطيها كل ما تحتاجه لأنه يحبها من غير حساب ولا أحكام

فالله أعطى إبليس تكوينيا ما سيحتاج له في مهمته التي اختارها لنفسه تماما كما أعطى هو لخليفته تكوينيا ما سيحتاج له في خلافته التي اسندها له

والله يعطي للمؤمن ويعطي للكافر بنفس الميزان ، ميزان الحب المطلق

وهكذا هو الكونداليني، فهو يحبك حب مطلق ويعينك على ما تريده من منطلق أنه يحبك كما أنت وبدون أن يحكم عليك بأي حكم،ـ
ويحبك كما أنت سواء أكنت ساحرا أم كنت مؤمن محب للمعرفة
ويحبك كما أنت سواء أكنت حاسد أم كنت محسود ، ظالم أو مظلوم

أنه يقبع بصمت في أدنى العامود الفقري بدون أن يتداخل معك سلبا بما يؤثر عليك وعلى قراراتك ومعتقداتك رغم أنه يعرفها أفضل منك، ورغم أن صحتك ومرضك رهن إشارته، وذكائك وغبائك بيده، لباقتك وقوة شخصيتك وضعفها رهن إشارته أيضا

وهو يمكنه أن يحميك من شرور غيرك ويمكنه كذلك أن يعم بشرورك على الناس

ويمكنه أن يحفظ أسرارك أو أن يُشيعها من على لسان غيرك او حتى من على لسانك أنت شخصيا وبدون إرادتك ورغما عنك

إنه بكل بساطة أقرب لك من حبل الوريد، يسمع أفكارك ويرى أفعالك

ذاكرته لا تنسى
وعينه لا تسهى
تنام عينك وهو أبدا لا ينام

بدنك يموت ويفنى ويتحلل لكنه يبقى مرتبط معك من خلال ارتباطه الأصيل بالنفس التي تجلببت بدنك لفترة من الزمن ثم خلعته لتلبس غيره تماما كما يخلع الثعبان جلده مرارا وتكرارا في حياته وكانه يولد ولادة جديدة في كل مرة جديدة يخلع فيها جلده ، ليكون بها أكبر وأقوى من ذي قبل حين كان في جلده السابق 

فالثعبان هو رمز للكونداليني أو النفس الناطقة القدسية او النفس المطمئنة التي تعود دائما لكرّات وكرّات كثيرة لتتجسد على هذه الأرض بأجساد جديدة وفي كل كرّة جديدة منها ستصبح بها أقوى وأعلم وأكثر وعيا من السابق

والكونداليني هو خادمك المطيع رغم أن صفاته أنه هو سيدك الذي يملك زمام كيانك كله ويدبّر أمره ويربطه أخذا وعطاءا مع الحقل الكوني الأيثري

إنه وسيلتك الوحيدة للتعبير عن نفسك كما تريد بدون أن يتدخل إيجابا أو سلبا بما يعارض عواطفك ومشاعرك

يعيش معك ببدنك بصمت وهدوء بدون أن يظهر نفسه لك أو لغيرك

يخدمك بصمت
ويحميك بصمت
ويمرضك بصمت
ويشفيك بصمت

وأكثر من ذلك بكثير وكل ذلك بصمت، وكل ذلك تنفيذا لإرادتك، وتبعا لعواطفك، وتجليا بمشاعرك

إنه إسم الله القوي الخاص بك وحدك أنت فقط، والذي جعله الله لك أنت وحدك وليخدمك أنت وحدك ووحدك أنت فقط

لو استطعت أن تبني علاقتك مع الكونداليني على أساس هذه الإعتقادات فلن يدخل الخوف منه إلى قلبك مهما قالوا لك عنه ومهما بدا لك منه

عندما تعيش تجربة وعيك بالكونداليني وإيمانك به فسترى أنه لا شيء في الحياة يحصل صدفة

فأبواب ستنفتح لك وأخرى ستنغلق من أمامك، وكلها بتخطيط وقصد ولا يوجد اعتباط ولا عبث ولا صدف

في البداية قد تشعر بالسوء والغضب لأنغلاق بعض الأبواب من أمامك ولاضطرارك للسلوك في غير ما كنت تريد سلوكه من الطرق، لكنك مع الأيام ستكتشف أن كل الخير الذي كنت تريد الوصول له قد تحقق بانفتاح تلك الابواب التي لم تنوي أو تفكر في يوم من الايام الدخول بها
وأيضا بانسداد تلك التي كنت تريدها أن تنفتح لك

كل ذلك يقوم به الكونداليني

إنه أقرب إليك من حبل الوريد ،، فهو لذلك يعرف تماما ما تريده وتحتاجه حتى ولو كان مختفيا في أعمق أعماق عقلك الباطن الخفي، فهذا هو مجال عمله وهذا هو بيته الحقيقي

أما بدنك فهو بيته الصيفي المؤقت ، وهو أيضا من يرتبه لك ويجعله لك تماما كما تريده أنت أن يكون

إذا استطعت أن تبني وتعيش تلك العلاقة مع الكونداليني سيمكنك حينها أن تشعر به فيزيائيا، وسيمكنك أن تكلمه، وسيمكنك أن تطلب منه، وسيمكنك أن تسمعه، وسيمكنك أن تشعر به وهو يسري بعروقك، وسيمكنك أن تعيش معه علاقة إلهية،ـ

فهو قوة إلهية وضعها رب العالمين بك ولك ومن أجلك أنت فقط
إنه القوة الحيّة التي تربطك وجوديا بنفسك العليا،ـ
إنه يربطك بروحك،ـ

وروحك ترتبط مع نفسها العليا
والتي ترتبط مع التي هي اعلى منها
وهذه ترتبط مع الاعلى منها
وهكذا صعودا وصعودا وصعودا
وصولا للنفس الكلية الإلهية الواحدة التي ترتبط مع العقل الكوني،ـ
والعقل الكوني يربط الجميع مع الله

إن كنت تعتقد حقيقة به على هذه الصفة فإنك لن تخاف منه أبدا مهما كان
وإن كنت تعتقد حقيقة به على هذه الصفة فإنه سيعلم أنك لن تخاف منه
وإن كنت تعتقد حقيقة به على هذه الصفة فإنه لن يخاف من أن يظهر نفسه لك
وإن كنت تعتقد حقيقة به على هذه الصفة فإنه لن يتردد بالاتصال بك والحديث معك

وحينها ستتغير حياتك للأبد
وحينها ستعيش كل يوم من أيام حياتك ووجودك في شأن جديد

ستعيش حياتك كدرس متتابعة فصوله ومشاهده
ستظهر في حياتك كل يوم أشياء جديدة ، ويجب عليك أن تتعلم من كل منها مفهوما جديدا
ستتغير معتقداتك القديمة التي تلاعب بها الشيطان ورجله
ستتذوق طعم المحبة الإلهية كما لم تتذوقها من قبل
ستحب الناس رغم أنك ستتجنب مخالطتهم
ستحب الناس كما هم بدون أن تحكم عليهم بالحسن والقبح

وسترى وتقول أن الله قد أحسن كل شيء خلقه فمن أنا لأحكم أن هذا قبيح وهذا جميل

لو استطعت أن تصل لهذه المرحلة من المعرفة بحقيقة طبيعة الكونداليني فسيمكنك أن تعرف لماذا يشبهونه بأفعى الكوبرا

سيمكنك حينها أن ترخي مطمئنا عضلات جسمك وأن توقف إرادتك في السيطرة عليها وتطلب بكل طمئنينة من الكونداليني أن يأخذ هو زمام المبادرة بدلا منك في تحريكها

في البداية يجب أن تكون حساس جدا في هذه المسألة لكي تشعر بها بوضوح وسيخالجك الشك إن كنت أنت من تحرك عضلاتك ورقبتك ورأسك أم أن الكونداليني هو من يحركها بدلا منك

لكن مع المزيد من التمرين والاصرار ستلاحظ وستتأكد أنك لست أنت من يحركها وستلاحظ أن الحركات التي ستلاحظها من بدنك تشبه حركة أفعى الكوبرا وتموضعاتها وتمايلاتها

هذا ليس لأنه يريد أن يتشبه بحركة أفعى الكوبرا، أو لأنه أفعى من الأساس،ـ

لكنه يقوم بتلك الحركات لفتح مسارات الطاقة بك بالطريقة الأمثل،ـ فهو يعرف تماما أين هي مكامن الخلل والانسدادات في مسارات الطاقة بجسمك فيقوم بفتحها بالطريقة والحركة الأمثل ،ـ

فحركاته تشبه حركات وتموضعات وتموجات أفعى الكوبرا فقط لأن مسارات الطاقة في الجسم ومواضع الشاكرات فيه مرتبة بطريقة تشبه التواء شريط الـ 
DNA فتوحي عند تحرك الطاقة بها بالشبه بحركة افعى الكوبرا


 
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....

.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق