الأحد، 24 يناير 2016

علاقة اليقظة الروحية عند الإنسان بالكونداليني وبنشاطه الجنسي






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


علاقة اليقظة الروحية عند الإنسان بالكونداليني وبنشاطه الجنسي

----
الكونداليني-----

مقال منقول بتصرف بسيط

وما سأضعه بين أربعة اقواس هو من كلامي للتوضيح والربط


في علم اليوغ الكونداليني هي ما يسمى بالطاقة الإلهية أو الكونية الكامنة في جسم الإنسان

هي مصدر الحياة

ولذا تسمى بالطاقة الحيوية وتُعبد على أنها (الأم الإلهية)ـ

هي نائمة في الناس الدنيويين ويقظة تماماً في الحكماء والقديسين

حيث تعبّر عن ذاتها على شكل طاقة هائلة هي واحدة مع الطاقة التي تسود الوجود وتسيره

يمكن لهذه الطاقة أن تستيقظ فجأة بسبب لحظة عصيبة مثل (المرض – التحدي – السعادة العميقة) ولكن هذا نادر جداً

غالباً ما توقظ بعد جهد دؤوب طويل يُبذل في تقنيات الإستبطان

طورت التقنيات الهندية طرقاً لضبط هذه الطاقة الحيوية وإخراجها من حال الهمود وتوجيهها تدريجياً إلى الهدف الأسمى وهو الخلاص من الوجود الظواهري الزائل

لا يعني هذا بان معرفة الكونداليني محصورة بالتراث الهندي

فكل الذين نجحوا في تجاوز الدرجة الأولى من السلم الروحي واجهوا هذا الواقع العظيم من الطاقة الإلهية وإن كانوا قد أطلقوا عليها أسماء مختلفة
تتمحور الرمزية الهندية التي تُظهر الكونداليني كحية نائمة ملتفة على ذاتها حول فكرة "مساماة ((من السمو)) الطاقة الحيوية المقتصرة" بحسب علم النفس الحديث على التعبير الجنسي في الناس الدنيويين

يتبنى اليوغيون نذراً بالعفة لتحويل هذه القوة إلى طاقة روحية والتخلص من كل أنواع الروابط المادية والفكرية

يتخلون عن الملذات البشرية من اجل السماح للحب الكوني بالتعبير عن ذاته من خلال اتحاد الوعي الإلهي والطاقة الإلهية الأولية

هناك رابط جلي بين الروحانية والمشاعر ،، لكن الحدود الصحيحة بينهما صعبة الرسم

توجّه السبل التعبدية المشاعر نحو الألوهية لتجاوز الجسد

ينجح هذا حين تكون مشاعر المريد صادقة وتنبع من عمق قلبه

لكن الذي لا زال يحاول وهو غير متكرس كلياً وعفوياً من الصعب عليه غالباً نسيان جسده واحتياجاته العاطفية

يعترف التحليل النفسي بحسب فرويد بضرورة صقل ومُسَامَاة المشاعر


لكنه يركّز كثيراً على النشاط الجنسي واعتلالاته
و يبقى على المستوى الأدنى من الاعتبار

أما التحليل النفسي بحسب يونغ
فقد أحرز تقدماً ملحوظاً بمحاولته شرح رموز وتعابير اللبيدو
أو الطاقة النفسية المستمدة من الدوافع البيولوجية الأولية
أو من الشهوة الجنسية

لكنه يشدد على أن الفكر الدواعي يقوم بالتحولات الداخلية الضرورية

ويهدف اليوغي إلى تجاوز مبدأ المساماة بدون قمع حاجات الإنسان العاطفية ،، فلا يهمل الجسد وطاقاته

بل على العكس يستعملها لفتح قنوات جديدة للإدراك والشعور

للسماح للطاقة الحيوية الكونداليني بالإنبعاث والتسامي والظهور بشكل مستويات أعلى من الوعي والإدراك والنشاط

وفي الواقع يتجاوز اليوغي مبدأي الذكر والأنثى
باكتشاف وجهه الداخلي المكمّل
لبلوغ التوازن العاطفي التام والسلام الفكري

وهذا يعني في علم النفس بأن مبدأ الذكر – الأنثى الداخلي قد بلغ هدفه

أي أن الأنثى المكمّلة والقائمة في كل ذكر قد وجدت نصفها الآخر

و العكس بالعكس

فيُدفع كل رجل للعمل من خلال انجذابه إلى أنثاه الداخلية الخاصة به
وكل امرأة إلى ذكرها الداخلي الخاص بها

مختلف الرغبات الدنيوية والروحية هي أساساً تعابير عن هذه الحاجة الرئيسة

إن الحكيم الذي تجاوز ثنائية مبدأ الذكر – الأنثى الداخلي
هو كامل داخل نفسه
ولا يحتاج إلى علاقات جسدية أو عاطفية لبلوغ وحدة قد بلغها سلفاً بكل الوجود

يشرح اليوغي الحاجة إلى موازنة أزواج الأضداد بلغة الحاجة إلى توسيع الوعي

روح الإنسان عادة مسجونة في الجسد وتطمح إلى الخروج منه حالما تدرك بأن المتع الحسية لا تجلب السعادة أو الحرية ضمن حدود الجسد

عندما يدرك الإنسان بأن لا الحب البشري ولا النجاح في المجتمع يُحدثان التمدد الحيوي , فإنه يتحول إلى الداخل ويبدأ بالممارسات الروحية

وإذا ما ملك الأدوات الصحيحة والشروط الداخلية فإنه سيوقظ الدوائر المرهفة ،، أي مراكز الوعي

وسيلجأ إلى التركيز وضبط الذات لإيقاظ الكونداليني داخله

وكلما كان المركز أرهف كلما قل التماثل مع الجسد والطبع والشخصية

وفي النهاية يدرك اليوغي أن ذاته تتجاوز الجسد

أكان ذكراً أو أنثى

وتتجاوز الأنا

والفئات والصفات الفكرية المميزة

ولبلوغ هذا التوازن التام والمرهف يجب أن يتمتع الفكر الدواعي بالسلام

وبالخلو من الإحباط والخيبات البارزة والرغبات غير المحققة

ويختبر بعض اليوغيين في حالة الاستغراق المصحوب بالكشف والإدراك عوالم فاتنة يعيشون فيها حالات سماوية سعيدة تحرق كل رغباتهم الدنيوية

واختبارات هذا الإستغراق التي تحدثها طاقة الكونداليني هي قوية لدرجة جعل كل الرغبات والمكاسب والخسائر الدنيوية تبدو تافهة

فلا إشباع الحواس ولا الاختبار الجنسي ولا السلطة ولا تكديس الثروات ولا الحب لأي مخلوق يمكنها أن تعني أي شيء لليوغي الذي عرف واقع اختبار الكونداليني والعوالم السماوية للاستغراق المصحوب بالكشف والإدراك

ومع هذه الاكتشافات لا بد من أن دراسة اليوغا والطاقة الهائلة للكوندلني ستكون عنصراً هاماً في روحانية القرن الحادي والعشرين

فعندما تستيقظ الكونداليني يصير الجهد المبذول في الممارسة الروحية أقل أهمية

لأن إرادة الكونداليني تسود على إرادة المريد
وتوجهه
وتفتح
وتطهر الجسد والفكر

لتجعل هذا الأخير أكثر رهافة وشفافية على الواقع الإلهي وعلى كل السبل الآيلة إلى الخلاص

وبإيقاظ هذه الطاقة الإلهية في مرحلة مبكرة أو متأخرة في غير هذه الحالة لا يوجد أيّ أمل بأي تقدم حقيقي

والشروط الواجب إنجازها قبل ايقاظ الكونداليني :ـ

ـ1- التحلي بدافع صادق طاهر خلف أي ممارسة يوغية

إذ لا بد أن لا يكون الهدف من الممارسة اكتساب القدرات أو الشهرة أو المركز الاجتماعي أو أي كسب دنيوي

فيجب أن تكون النية صافية وطاهرة

ـ2- التحلي بفكر متزن خالي من الخوف والتعلقات
وبقدرة تمييزية عالية
وجسد قوي
ووحده الشجاع ذو الفكر السليم يستطيع الشروع في رحلة كهذه

ـ3- الحصول على الإرشاد الصحيح من شخص مرّ بهذا الاختبار ويعرف درجاته ومخاطره

ـ4- إتباع قواعد النذور
وهي اللاعنف
وعدم السرقة
والتعفف
وعدم الإشتهاء أو تكديس الثروات
والنظافة
والرضا
والتقشف
وقراءة النصوص المقدسة
والتوكل على الله

ـ5- التحلي بالايمان العملي بالله يعبر عن ذاته بعطف كبير تجاه كل المحتاجين

وبحسب اليوغا:ـ

فعندما تكون الكونداليني هاجعة في الناس الدنيويين فإنها تكون حبيسة عند قاعدة العمود الفقري في المركز الروحي المسمى دائرة قاعدة الجذر

وتهدف الممارسات الروحية على اختلافها إلى إيقاظ الكونداليني من حالة السبات
وإلى جعلها تخرق الدائرة الأولى لتطلع إلى الدوائر من المرهفة إلى الأرهف
حتى تبلغ اتحادها بالوعي المطلق

وهذا يعني بأن الممارسات الروحية تجعل الطاقة الكونية الساكنة في الممارس الروحاني ناشطة ،، حتى تبلغ توازنها التام في الاتحاد بين الوعي والطاقة الأولية

وما دامت الكونداليني حبيسة قاعدة الجذر يعبّر اللبيدو عن ذاته في الأغلب بالغرائز الجنسية

يتم طلوع الكونداليني باتجاه الدوائر المختلفة من خلال مسالك مرهفة

الأساسي بينها هو مسلك السُشُمنا والمعروف بالمسلك الملكي
وهو في وسط العمود الفقري

يصفه التيبتيون على أنه أزرق فاتح وضيق جداً
داخله شعاع براق مثل شعلة شمعة
وهو ناعم ولين ومرن كبتلة اللوتس

وهناك مسلكان مهمان هما


ـ1- إيدا

ـ2- وبنغلا

ويتصل مسلك إيدا بالمنخر الأيسر
ويمثل الوعي ((الكلم الطيب))ـ

ويتصل مسلك بنغلا بالمنخر الأيمن
ويمثل العمل ((العمل الصالح))ـ

وهدف تمارين ضبط النفس هو خلق توازن بين إيدا وبنغلا
أي بين الوعي والعمل ((بين الكلم الطيب والعمل الصالح))ـ

وأخيراً من خلال حبس النفس التام والصحيح يتم السماح للكنداليني بالدخول في السُشُمنا

عندما تدخل الكونداليني داخل السشمنا ستنال فرصة لبلوغ الدائرة الأعلى عند قمة الرأس


وهي مقر الوعي المطلق ((تشاكرا الحكمة،،وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ))ـ

هناك في ذاك المركز تتجمع وتتركز كل الطاقات
ويبلغ الجسم مرحلة تشبه الموت إلى حد بعيد

تتوقف كل المشاعر ويصير الجسد جامداً كلياً فيما الوعي يقظ تماماً

وعندما يرسّخ الممارس الكونداليني في المسلك الوسطى للسشمنا فإنه يتحرر من أغلال الزمن

و تُعرف آخر دائرة بدائرة الألف بتلة ((الكوثر))ـ
لأن آلاف المسالك تلتقي عندها

كتب اللاما (لوبسنغ رمبا) عن الكونداليني ما موجزه :ـ

إن علماء الفسيولوجيا في هذا العصر شرّحوا جسم الإنسان حتى صار بين أيديهم كومة من لحم وعظم
لكنهم بقوا في حيّز المادة
ولم يكتشفوا
بل لم يحاولوا أن يكتشفوا تلك الأشياء الخفية غير الملموسة في الإنسان والتي عرفها الهنود والصينيون والتيبتيون قبل الميلاد بوفرة من القرون

فالعمود الفقري مثلاً يعرفون أنه بنية مهمة جداً في الجسد
يؤوي النخاع الشوكي الذي بدونه يصاب الإنسان بالشلل ويعود غير صالح لشيء

لكنهم لا يعرفون أن للنخاع الشوكي دوراً آخر أكثر أهمية من ذلك


فهو أنبوب تستطيع الطاقة المسماة كونداليني
 kundalini

أن تتحرك فيه عند ايقاظها
 
ففي قاعدة العمود الفقري يوجد ما يسميه الشرقيون (النار – الأفعى) وهو المركز الرئيس للحياة

هذه الطاقة العظيمة هي عند معظم الغربيين راقدة خامدة وتكاد تكون مشلولة لعدم استعمالها

و كتب اللاما لوبسنغ رمبا عنها:ـ

إنها في واقعها تشبه الأفعى
متكورة في أسفل العمود الفقري
ذات قوة جبارة

إلا أنها ولأسباب شتى لا تستطيع الإفلات مؤقتاً من سجنها

إن هذه الأفعى المتنسّكة في محبسها والتي ندعوها كونداليني
يعرف الشرقيون المتنورون
أنها إذا ما أوقظت
تستطيع أن تصعد عن طريق العصب اللولبي فتبلغ الدماغ وتتخطاه إلى العالم الكوكبي

وفي أثناء تساميها تُحرك كلاً من مراكز الطاقة

كالمركز الحنجري
والمركز السُرّي
وغيرهما من المراكز الحيوية

فيمتلئ الإنسان حياة وقوة
ويستطيع أن يسيطر على الآخرين


كان الكهنة الأقدمون يعرفون جيداً الكونداليني (النار – الأفعى) الكامنة في قاعدة العمود الفقري عند الإنسان

ويعرفون أنه يمكن إيقاظها بالعمل الجنسي

لذلك كانوا يعتبرون الجنس خطيئة وهو رأس كل الشرور ((لإبقاء وعي الانسان حبيس وعدم اتصاله بالكونداليني))ـ

و بما أن الكونداليني تكون متكورة حول نفسها في مستقرها كلولب الساعة وبما أنها ذات قوة هائلة فإنها تكون خطرة جداً إذا انتفضت بغتة

و هذه القوة الفريدة تكون أساساً في قاعدة العمود الفقري
لكنها توجد جزئياً في الأعضاء التناسلية
وشعوب الشرق تعرف ذلك

وفي بعض النحل الهندية كانوا يكرّمون الجنس في بعض حفلاتهم الدينية
ويمارسونه بشكل خاص مختلف
لكي يحصلوا على النتائج المتوخاة

ويحصلون عليها فعلاً من حيث شفوف الرؤية
وقوة التخاطر
والحصول على قوات خفية أخرى

قال أحد العارفين عن الكونداليني :ـ

الكونداليني مادة ترسبيّة من الجسد اللطيف
تختلط بمادة الأكتوبلازما من الجسد الكثيف
وتساعد على الاتصال بالعالم الآخر بنسبة المقدار الموجود منها في الجسد

إن هذه القوة خارقة وعجيبة في نظر الناس
لكنها في نظر السادة العارفين ليست بشيء يذكر
وهي موجودة لدى كل إنسان

لكن عليه أن يعيها
ويوقظها في أعماقه

وقد كانت قديماً من جملة العلوم السرية التي تُلقن للمستحقين في الهياكل الدينية

لكي تكون في خدمة الناس

--------- إنتهى المقال ---------

تعليقي واضافتي
--------------

كل ما قيل بالأعلى صحيح جدا جدا ،، لكن تنقصه حسب فهمي القاصر أضافة أو توضيح بسيط يكمل الفكرة

فالكونداليني لا يتحرك من وحده ،،، أي أن إرادته ليست ملك يمينه بالكامل

فالرقيب الحقيقي ،، او المراقب الحقيقي لنوايا ودوافع السالك الروحاني هو ليس الكونداليني ،، بل هما نفسيه الحسيّة الحيوانية والناطقة القدسية والاسم المكنون بهما ،، فهما من يسيطران على جميع نشاطاته الفكرية والحيوية بشكل كامل لا يشذ عنه شيء  

فتحقق القواعد أو الشروط الخمسة التي ذكرها صاحب المقال من سلوك ونيّة السالك او المريد هي من ستجعل الاسم المكنون في النفس الناطقة القدسية يحرّك الكونداليني داخله لتحصل عنده صحوة روحية  
وبالتالي ستكون هي ملكة مملكة ذلك الإنسان القدسي

وخُلوص النيّة هي أصعب شرط يستطيع السالك الروحاني أن يحققه وينجح به

لكن وبنفس الوقت فإن السّحَرَة ،، او الذين يريدون تنشيط الكونداليني لأغراض السحر وما شابهها من الاعمال الشريرة فإنهم وحسب ما علمت لا يحتاجون لتحقق تلك الشروط الخمسة ،، بل يكفيهم لتنشيط الكونداليني عندهم أن يذبحوا قطة أو كلب اعلانا منهم لنيتهم

وحينها فإن الاسم المكنون في النفس الحسيّة الحيوانية هو من سيأمر أو هو من سيحرك الكونداليني وينشطه ليخدم أهداف الساحر ،،

وبالتالي ستكون هذه النفس الحيوانية هي ملكة مملكة ذلك الإنسان الدنيوي

وكما نرى هنا ان تحقق خلوص النية للسالك الدنيوي هو اسهل شرط ممكن تحققه

إجمالا يمكننا أن نقول: أنّه كما أنّ لسان حال عالم الأمر العلوي من الملائكة والروح وربهم يقول دائما وأبدا :ـ

كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا

فإن رسوليهما المرافقين لكل بدن دنيوي وأقصد بذلك النفسين الحسية الحيوانية والناطقة القدسية لسان حالهما مع الرقم (9) أو الإسم المكنون المريد والمشيء الحقيقي من خلالهما ينطق أيضا بنفس لسان حال من أرسلهما من عالم الأمر ،، فهما يقولان له دائما وأبدا أننا


كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا

وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
.
..
...
....

.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق