الثلاثاء، 26 يناير 2016

نظرة واحدة فاحصة وحياديّة ومتعريّة سوف تنقلكم لصورة عالم آخر







بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نظرة واحدة فاحصة وحياديّة ومتعريّة سوف تنقلكم لصورة عالم آخر

 فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ

وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

نظرة واحدة فاحصة وحياديّة ومتعريّة من كلّ الأحكام والتفسيرات التي ربما سمعتموها في يوم من الأيام لهذه الآيات والتي سبقتها والتي تبعتها ،، هذه النظرة سوف تنقلكم لصورة عالم آخر لا تشبه صورته صورة هذا العالم الذي تعيشون وسطه حتى الآن

فهذه الآيات تقول لنا أن المعادلة الإلهية الفاعلة في هذا الوجود يوجد بها طرفان فاعلان ومكمّلان لبعضهما البعض


طرف أول مهمته معاقبة الكافرين على كفرهم وأعمالهم بالتعذيب

وطرف آخر مهمته توفية اجور الذين آمنوا وعملوا الصالحات بشكل جميل

والمتحدث في هذه الآية الكريمة مع نبي الله عيسى على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام هو الذي مهمته تعذيب الكافرين

حيث قال فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ 

 ولا أحتاج لأن أعيد نفسي هنا بالقول أن جهنم وعذاباتها هي ليست كما نتصورها نيران وأعمدة نارية ملتهبة تقبضها الملائكة بأيديها لتحرقنا وتكوينا بها بشكل عشوائي

تماما كما أن نظام الثواب كذلك ليس كما نتصوره أيضا 

فلا يوجد عشوائية بنظام العقاب ولا بنظام الثوابا 

فـنظام النزول لكرّات متتابعة في هذه الأرض او في جهنم كما اقول، والتي لبثنا بها حتى الآن أحقابا طويلة ،، يحكمه نظام العقاب والثواب المعروف 

بنظام ((الكارما))ا

أو نظام ((إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))ا

فـنظام ((إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) هو الذي سيحدد لكلّ واحد منّا الصورة الكاملة للحياة الجديدة التي سنعيشها في كرّة جديدة سنكّرها على هذه الأرض

ويبدو لنا من خلال هذه الآية الكريمة أن الذي كان يخاطب عيسى على نبينا وآله وعليه السلام أنّه هو مع الطرف الآخر هما صاحبي الميزان ،، أو انّهما هما الحاضران عند وزن الأعمال بعد الموت 

وعند انتهاء عملية الحساب والوزن لأي إنسان بعد موته ومعرفة هل موازينه ثقيلة أو خفيفة فسيتم معرفة هل انه سيكون من نصيب المعذِّب فيستلمه مرة أخرى ليكتب عليه أنواع العذاب التي سيعذبه بها في حياته التالية

أم انه سيكون من نصيب الآخر الذي سيكتب له أنواع النعيم ليعيشها في جنّة السماء

إذا أردت أن تعتقد مثلي أننا نعيش الآن في جهنم وأننا سنعود لها فيجب عليك أن تؤمن أننا جميعا كنّا ولا نزال ننتمي لفئة واحدة وهي فئة الذين كفروا ،، ولولا ذلك لما كنّا سنلتقي عليها أبدا

فمهما كنت تعتقد بنفسك أنك صالح وأنك مؤمن وأنك من خير البرية فوجودك معي على سطح هذه الأرض التي أقول عنها انها جهنم يثبت لي أنني وأننا جميعا لا نزال من فئة الذين كفروا

فلسنا نحن من نحدد بموازيننا المختلفة وعقولنا الناقصة ان كنّا من المؤمنين او من الذين كفروا

فميزان الكفر والإيمان في القرآن الكريم يختلف

فحسب ما جاء في سورة المعارج الكريمة  فإن الناس قد يكونون 

من الأصحاب المقربين للرسول صلى الله عليه وآله 

بحيث انهم يجلسون 

قباله 
وعن يمينه 
وعن شماله 

ومهطعين لكلماته وحركاته 

ويؤمنون بالله وبرسالته وبانبيائه وبالملائكة وبالجنة والنار وبكل ما بين ذلك من المعتقدات 

الّا انهم ورغم ذلك كله 

بل وقبل ذلك كله هم من الذين كفروا

بسم الله الرحمن الرحيم

فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا 

 قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ () عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ

 أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ

 كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ 

 فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ

عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ


 ،،فالآيات الكريمات تقول لنا أنه رغم أنّهم يؤمنون به كرسول الله ويؤمنون برسالته السماوية، وهم يطمعون كذلك بالدخول للجنة لكنهم قبل كل ذلك من مجموعة الذين كفروا
  
فالكفر لا علاقة له بالإيمان بالله ورسوله وملائكته والمعاد

الكفر له علاقة بشيئ آخر ما لم نؤمن ونقرّ به بتمامه فتثقل موازيننا فإننا سنبقى من الذين كفروا مهما فعلنا

نحن نقول أن هذا الشيئ هو الامامة،، 

لكن أي إمامة هي تلك التي لا ايمان بدونها؟

هل هي إمامة الشيعة الواصفة؟ 

أي امامة اللقلقة باللسان بدون معرفة المعاني؟

أم هل هي مرتبة الإمامة التي تؤمن بها العجائز؟

أم هل هي الإمامة القلبية؟

أم هل هي الإمامة الكونية؟

أم هل هي الإمامة الإلهية؟

أم هل هي كل ذلك وأكثر منه؟

أمير المؤمنين حدد لنا ما يريد منّا أن نؤمن به لكي تثقل موازيننا عند الحساب،، 

فقال لنا مَنْ كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه 

فهو يريد منّا الايمان بكل صور الولاية الظاهرية ،،، لكنه يريد منّا قبل ذلك الايمان بالولاية الباطنية أكثر من الإيمان بـ صورها الظاهرية

والولاية الباطنية تشمل الولاية الالهيّة والكونيّة والتكوينيّة والقلبيّة والعقليّة

والحياة هي مدرسة نتعلم بها مختلف العلوم والمعاني

وتخرّجنا منها لا يمكن أن يكون إلا بِنَـيْـلِ مرتبة الايمان بولاية الاسم المخلوق المكنون المبسوطة على كل ذرة من ذرات هذا الكون المخلوق الكبير 

وبتطبيقنا لهذا الايمان  بصورة عملية في كل يوم سنعيشه في هذه المدرسة

وعندما تكون الحياة مدرسة فعقاب الذي يرسب بأحد فصولها هو أن يعيد ذلك الفصل من جديد مرات ومرات ومرات عديدة وحتى ينجح أخيرا

فتعذيبنا عذابا شديدا في الدنيا هو اساسا لتعليمنا كأرواح جديدة لا زالت بأول طريق صعودها لتشارك الملأ الأعلى عالمهم ،، 

فتعذيبنا هو لتعليمنا مختلف المفاهيم والمعاني والصور العقلية وللإرتقاء بنا فكريّا وروحيّا

فتعذيبنا هو لتنقيتنا من الشوائب 

فتعذيبنا هو لجعلنا أكثر عذوبة

فالامام الصادق يبين لنا ذلك حين قال في خاتمة حديث جنود العقل والجهل :

فلا تجتمع هذي الخصال كلّها من أجناد العقل إلّا في نبيّ أو وصيّ نبيّ أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان

وأمّا سائر ذلك من موالينا فإنّ أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود


حتّى يستكمل وينقى من جنود الجهل

فــــــعـــــــــنــــــــد ذلك يكون في الدّرجة العليا مع الانبياء والاوصياء

وإنّما يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده وبمجانبة الجهل وجنوده وفّقنا الله وإيّاكم لطاعته ومرضاته...........إنتهى


فنار العذاب هي كالنار التي تسلط على الذهب والفضة لكي تخلصها من الشوائب وتزيد بريقها ونقائها

وما لم يقرر مدير المدرسة رب الأرض أنك قد نجحت وحققت الموازين المطلوبة وأصبحت ماءا عذبا بعد أن كنت مخلوط بماء الجهل الملح الأجاج المذكور بنفس الرواية السابقة فإنك ستبقى تكرّ وتكرّ وتكرّ بمدرسته حتّى تُنقّى بالتعذيب الشديد لتصبح ماءا عذبا

ولن يعطيك شهادة التخرج منها أبدا

ولإبعاد اللبس في الفهم ولا يُفهم من كلامي أنني أشير إلى أن المعذّب للذين كفروا الناطق بالقرآن الكريم هو إبليس أو رئيس الشياطين

سأقول هنا أننا لو رجعنا للآيات الكريمة سنجد أن المعذّب هو الرحمن

ومرة أخرى أعيد أن المعذّب هو الذي يزيد العذوبة 

فنحن عندما نقول ملّح الطعام فنعني بذلك زاده ملوحة 

وهكذا فإن تعذيب الرحمن لنا هو لزيادة عذوبتنا ولتنقيتنا من ملوحة البحر الملح الأجاج الذي خُلط جزء منه مع الماء العذب فجعله مالحا 

ولعلكم الآن تعرفون أخبار طينة محمد التي خُلق شيعتهم من فاضلها

فالذي يعذّب الكافرين بأمر الله عذابا شديدا حتى يستكملون وينقون من جنود الجهل ويصبحون من الذين آمنوا وعملوا الصالحات هو الرحمن

والذي يوفّي الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بأمر الله بعد أن نقّاهم الرحمن من جنود الجهل وزاد عذوبتهم هو الرحيم

فالإنسان لن يصل للرحيم إلا من بوابة الرحمن 

وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

فالرحمن والرحيم هما يديّ الله وكلتا يديه يمين

هما جناحيه الظاهرين في الوجود

مقامهما سوية هو مقام رب العالمين الظاهر والباطن

فبهما يربّي الله العالمين ظاهرا وباطنا
.
بسم الله الرحمن الرحيم

الله // الرحمن // الرحيم
.
.

الله في الوسط

وجناحه اليمين هو يمينه 

وجناحه اليسار هو يساره

والإسم المكنون مكنون بهم ثلاثتهم

هؤلاء هم نفسهم الله والرحمن والرحيم

وهم نفسهم هم الأب والإبن والروح القدس

وهم نفسهم هم ثالوث آتوم وشو وتفنوت

وهم نفسهم هم ثالوث أوزوريس، إيزيس، حورس

وهم نفسهم هم ثالوث امون وموت وخنسو 

 وهم نفسهم هم ثالوث براهما وفيشنو وشيفا

تذكّروا أن رسالة الرسل والأنبياء انما هي رسالة واحدة للجميع،

 بل يجب أن تكون كذلك في كل الكون أيضا بكل عوالمه وأبعاده

فعندما ترى صورة النسر وهو فارد جناحيه منحوتة ومرسومة في أعلى وعلى مقدمة معابد وقصور وآثار أغلب الإمم 

فنحن نفعل ذلك اليوم أيضا مثلهم حين نزيّن معابدنا وقصورنا وبيوتنا بكتابة البسملة الشريفة عليها بأجمل الخطوط

فإسمي الله الأعظمين الرحمن والرحيم والذان مقامهما هو مقام رب العالمين ينفذان خطة الله كما يريد الله إظهارها وتنفيذها في هذا الكون الفسيح بكل أبعاده

قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى

وكل الذين كانوا موجودين في اجتماع الملأ الأعلى إنّما هم خدم وعبيد وعباد لهما

سواء نحن على مستوى النفوس الناطقة القدسية 

أو الملائكة

أو الروح

أو مجموعة المخلصين

أو مجموعة الكافرين

أو الجن والشياطين 

فكلنا وبدون استثناء إنّما نحن عبيدهما وعبادهما وخدمهما،، نعمل بأمرهما ما يأمران به 

ولهما أن يفعلا بنا ما يريدان

(يعذّبان أو يُنقّيانبعضنا ببعض 

يرفعان بعضنا ببعض

يكيدان بعضنا ببعض

يفتنان بعضنا ببعض

فليس لنا من أمرنا من شيء

والأمر كله هو أمرهما

وأمرهما هو أمر الله

فالأمر كله هو أمر الله وبيد الله

ونحن وهما نعمل بأمر الله

والإسم المكنون يدير ويراقب العملية من وسط الجميع

والإسم المخلوق الذي لا يمكن الحديث عنه بأي طريقة يحيط به وبالكل

والله المعنى المعبود محيط بالجميع


وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
.
..
….
…..



هناك 3 تعليقات:

  1. احسنتم
    اخوك في ولاية مولى النور مصطفى الساعدي

    ردحذف
  2. اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

    ردحذف
  3. اللهم صل على محمد وآل محمد

    ردحذف