بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التّفكر ،، والمعرفة الباطنية
ما هي العلاقة بين التفكّر والمعرفة الباطنية أو المعرفة الإشراقية؟
لمعرفة العلاقة بينهما يجب أن نعرف أولا لماذا أطلقوا على هذا النوع من المعرفة اسم المعرفة الباطنية
فعندما نقرء كتب وافكار من يقولون عنهم انه علماء باطنين أو إشراقين فإننا لن نجد انهم يستشهدون بأيات أو روايات مختلفة عن باقي الناس،
كما ولن نجد أنهم يخترعون روايات وآيات من عندهم ليدعموا بها ما عندهم من الافكار والمعتقدات
فبضاعتهم هي نفسها نفس بضاعة بقية العلماء والمفكرين،،
نفس الآيات والروايات لكنهم يرتبونها بشكل مختلف ويفهمونها أيضا بشكل مختلف
وعندما تسألهم كيف رتبتوا بهذا الشكل وخرجتوا لنا بهذا الفكر فيقولون إنه إشراق باطني أشرق علينا بهذا الترتيب وهذا الفهم
ولكي نعرف كيف يشرق الباطن بهذا الفهم وبهذا الترتيب المعلوماتي على نفس صاحبه ،، فإننا يجب علينا أوّلا أن نفهم النفس وأن نعرفها ونعرف أركانها وقواها
لأنها تعتبر بمرتبة من المراتب العالية لها هي المربية الحقيقية
وعند الحديث عن النفس ومعرفة النفس نجد أنه برغم الروايات والايات الكثيرة التي تحث على السعي لمعرفة النفس فإن أكثر من نلقّبهم بالعلماء ينفون القدرة على معرفة النفس
ويربطون نفيهم هذا بنفيهم القدرة على معرفة الله ،، وذلك رغم أن الأحاديث والروايات الحاثة على معرفة النفس لم تأتي على ذكر معرفة الله أبدا
بل فقط على معرفة رب النفس ،،
فمن عرف نفسه عرف ربه وليس من عرف نفسه عرف الله،،
فهم بهذه الحجة ينهون الناس عن محاولة التعمق بعلوم النفس لمعرفتها ،،
وهذه بعض الروايات التي تحث الناس على معرفة النفس
1 –
من حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لرجل
اسمه مجاشع، قال: يا رسول الله،
كيف الطريق إلى معرفة الحق فقال صلى الله عليه وآله وسلم:" معرفة النفس ".
2 –
2 –
وجاء في رواية أن إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله
وسلم سألته: متى يعرف الإنسان ربه؟
فقال: "إذا عرف نفسه"
3 –
فقال: "إذا عرف نفسه"
3 –
وعن أمير المؤمنين عليه السلام "أعرفكم بنفسه
أعرفكم بربه"
4 –
4 –
وأيضا قوله عليه السلام: "عجبت لمن يجهل نفسه كيف
يعرف ربه"
5 –
5 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "عجبت لمن ينشد ضالته،
وقد اضل نفسه فلا يطلبها"
6 –
6 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "أكثر الناس معرفة
لنفسه أخوفهم لربه"
7 –
7 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "من عرف نفسه فقد
انتهي الي غاية كل معرفة و علم"
8 –
8 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "نال الفوز الأكبر من
ظفر بمعرفة النفس"
9 –
9 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "أكثر الناس معرفة
لنفسه أخوفهم لربه"
10 –
10 –
وأيضا عنه عليه السلام أنه قال ". لا تجهل نفسك،
فإن الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل شيء"
11 –
11 –
وعن أمير المؤمنين عليه السلام "معرفة النفس أعرف
المعارف"
12 –
12 –
وعنه عليه السلام أنه قال "لا تعص نفسك إذا هي
أرشدتك"
13 –
13 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "أفضل المعرفة معرفة
الإنسان نفسه"
14 –
14 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "من عرف نفسه جل أمره"
15 –
15 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "الكيس من عرف نفسه
وأخلص أعماله"
16 –
16 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "العارف من عرف نفسه
فأعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها"
17 –
17 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "إن عقلت أمرك أو أصبت
معرفة نفسك فأعرض عن الدنيا وأزهد فيها، فإنها دار الأشقياء وليست بدار السعداء،
بهجتها زور، وزينتها غرور، وسحائبها متقشعة، ومواهبها مرتجعة منتزعة وعواريها
مرتجعة"
18 –
18 –
وأيضا عنه عليه السلام أنه قال: "من لم يعرف نفسه
بعد عن سبيل النجاة، وخبط في الضلال والجهالات"
19 –
19 –
وأيضا عنه عليه السلام أنه قال: "من عرف قدر نفسه
لم يهنها بالفانيات"
20 –
20 –
وفي دعاء الإمام زين العابدين: واجعلنا من الذين عرفوا
أنفسهم، وأيقنوا بمستقرهم، فكانت أعمارهم في طاعتك تفنى.
.
وفي هذا الموضوع لن أطيل الكلام عن النفس وقواها ،، حيث أنني قد فصّلت فعلا حول ما اعتقده بالنفس وقواها واركانها في عدة مواضيع سابقة ،، وبدلا من ذلك سأدخل مباشرة في صلب الموضوع
أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيك انطوى العالم الأكبر ،،
وهذا المقال يكاد يكون منطوق على لسان جميع الانبياء والحكماء السابقين ولا زال العالم يردده حتى اليوم ،،
حيث انظم علماء الفيزياء الى القافلة بعد أن اكتشفوا علميا كيف تنطوي المجرة بالذرة كانطواء الذرة بالمجرة
ومن يحب أن يطلع على الكيفية فليتابع أبحاث العالم الشاب الفيزيائي نسيم حرمين ((NASSIM HARAMEIN))
ولذلك فإننا سنذهب في هذا الموضوع مباشرة للعالم الأكبر ونعتبر أنه مركب بنفس الطريقة التي تتركب منها النفس الانسانية ونطبق عليها كلامنا
ما هو العالم الأكبر؟
عن هذا السؤال يجيبنا الامام الصادق عليه السلام برواية الإسم المكنون والكلمة التامة واركان اسماء الكلمة التامة الثلاثة الظاهرين وأسماء أفعال الأركان الإثني عشرة الثلاثمائة والستون
وحيث أن رواية الاسم المكنون تصف لنا أول ما خلق الله ،، فإنها تصف لنا أيضا نور السماوات والأرض بأسمائه الثلاثة المشكاة والمصباح والزجاجة،
فهكذا هو الإنسان أيضا ،، واقصد حرفيا كل إنسان ،،
فكل إنسان متكون من مشكاة ومصباح وزجاجة
وكل إنسان حسب رواية الإسم المكنون متكون من 360 إسم ظاهر وإسم باطني واحد وهو مستبطن بهم كلهم ،،
وهو مثال أو هو سفير العقل الكوني الكلي في العقل الانساني الجزئي
وفي هذا الموضوع لن أطيل الكلام عن النفس وقواها ،، حيث أنني قد فصّلت فعلا حول ما اعتقده بالنفس وقواها واركانها في عدة مواضيع سابقة ،، وبدلا من ذلك سأدخل مباشرة في صلب الموضوع
أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيك انطوى العالم الأكبر ،،
وهذا المقال يكاد يكون منطوق على لسان جميع الانبياء والحكماء السابقين ولا زال العالم يردده حتى اليوم ،،
حيث انظم علماء الفيزياء الى القافلة بعد أن اكتشفوا علميا كيف تنطوي المجرة بالذرة كانطواء الذرة بالمجرة
ومن يحب أن يطلع على الكيفية فليتابع أبحاث العالم الشاب الفيزيائي نسيم حرمين ((NASSIM HARAMEIN))
ولذلك فإننا سنذهب في هذا الموضوع مباشرة للعالم الأكبر ونعتبر أنه مركب بنفس الطريقة التي تتركب منها النفس الانسانية ونطبق عليها كلامنا
ما هو العالم الأكبر؟
عن هذا السؤال يجيبنا الامام الصادق عليه السلام برواية الإسم المكنون والكلمة التامة واركان اسماء الكلمة التامة الثلاثة الظاهرين وأسماء أفعال الأركان الإثني عشرة الثلاثمائة والستون
وحيث أن رواية الاسم المكنون تصف لنا أول ما خلق الله ،، فإنها تصف لنا أيضا نور السماوات والأرض بأسمائه الثلاثة المشكاة والمصباح والزجاجة،
فهكذا هو الإنسان أيضا ،، واقصد حرفيا كل إنسان ،،
فكل إنسان متكون من مشكاة ومصباح وزجاجة
وكل إنسان حسب رواية الإسم المكنون متكون من 360 إسم ظاهر وإسم باطني واحد وهو مستبطن بهم كلهم ،،
وهو مثال أو هو سفير العقل الكوني الكلي في العقل الانساني الجزئي
وتفصيلهم بالشكل التالي:
ثلاث أسماء عظمى منطوية في 12 اسم من الاسماء الحسنى وهؤلاء منطوون في 360 اسم فعل ظاهر ،، والاسم المكنون هو مكنون في جميع تلك الأسماء الـ360
قد يستغرب البعض من هذا الكلام وربما يسمعه لأوّل مرة ولكن يجب أن نعرف أن هذا الفهم ليس فهم غريب أو فهم فريد أو مستحدث ،،
بل هو فهم قديم وقديم وقديم جدا جدا جدا ،،
فهو معروف على سطح هذه الأرض منذ بزوغ أول حضارة عليه ،،
وهي الحضارة السومرية التي تدلنا الآثار والترجمات للالواح الحجرية أنها الحضارة التي قامت ونشأت من بدايتها كحضارة عظيمة ومتطورة علميا وروحيا وأنها لم تبدء من الصفر كما العادة ،،
وسبب ذلك يعود كما تقول الترجمات الحجرية الى أن من اسس وأقام تلك الحضارة هم الأنوناكي ((الذين أتو من السماء)) وهؤلاء عددهم عدد محدود من الأشخاص جاؤوا من كوكب آخر بسبب مشكلة كبيرة حصلت لهم ولكوكبهم نيبيروا فاستوطنوا هذه الأرض لذلك السبب لفترة طويلة جدا بحثا عن حل لمشكلتهم العويصة جدا
ثلاث أسماء عظمى منطوية في 12 اسم من الاسماء الحسنى وهؤلاء منطوون في 360 اسم فعل ظاهر ،، والاسم المكنون هو مكنون في جميع تلك الأسماء الـ360
قد يستغرب البعض من هذا الكلام وربما يسمعه لأوّل مرة ولكن يجب أن نعرف أن هذا الفهم ليس فهم غريب أو فهم فريد أو مستحدث ،،
بل هو فهم قديم وقديم وقديم جدا جدا جدا ،،
فهو معروف على سطح هذه الأرض منذ بزوغ أول حضارة عليه ،،
وهي الحضارة السومرية التي تدلنا الآثار والترجمات للالواح الحجرية أنها الحضارة التي قامت ونشأت من بدايتها كحضارة عظيمة ومتطورة علميا وروحيا وأنها لم تبدء من الصفر كما العادة ،،
وسبب ذلك يعود كما تقول الترجمات الحجرية الى أن من اسس وأقام تلك الحضارة هم الأنوناكي ((الذين أتو من السماء)) وهؤلاء عددهم عدد محدود من الأشخاص جاؤوا من كوكب آخر بسبب مشكلة كبيرة حصلت لهم ولكوكبهم نيبيروا فاستوطنوا هذه الأرض لذلك السبب لفترة طويلة جدا بحثا عن حل لمشكلتهم العويصة جدا
وهذا المعنى يمكننا ان نجده في القرآن الكريم اذا ما قرأنا الآية الكريمة التالية بتمعن
وبحثنا في موارد الفعل فَنَقَّبُوا وكذلك لموارد اللفظ مَّحِيصٍ فبالتأكيد ستظهر لنا منها معاني جديدة:
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ
أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ
فعند البحث عن مورد يشرح معنى الفعل فَنَقَّبُوا فلن نجد غير مورد واحد آخر لهذا الفعل وهو:
فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا
لَهُ نَقْبًا
واذا ما طابقنا بالمعنى بين الموردين سيكون معنى
((فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ))
هو أنهم أكثروا وأمعنوا بالحفر أو التنقيب في البلاد
أما سبب مبالغتهم بالحفر أو التنقيب في البلاد فستتكفل
موارد كلمة
من مَّحِيصٍ
الأخرى بتبيانه، وعدد تلك الموارد الأخرى هي ثلاثة، وهي:
1-
وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ
2-
وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ
وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ
3-
وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء
لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ
عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ
لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ
والمعنى الواضح الذي يتبادر الى الذهن من خلال تلك
الآيات الشريفة ولمورد مِن مَّحِيصٍ فيها هو أحد المعاني التالية:
من حل
أو من هروب
أو من خلاص
فالذين هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا إنما كانوا
يمعنون بالحفر والتنقيب في البلاد:
بحثا عن حل لمعضلة
أو للهروب من وضع صعب
أو للخلاص من مصيبة محتومة
وهذا هو نفس الدافع الذي دفع الأنوناكي حسب القصة
المعروفة للقدوم إلى كوكب الأرض واستيطانه لمدة طويلة جدا أمعنوا خلالها أول الأمر
بالحفر بانفسهم ثم بعد ذلك خلقوا نظاما اقتصاديا وهميا يدور كله حول الذهب فجعلوا
الناس يعملون على تنقيبه بأنفسهم ليل نهار وهم يجمعونه منهم بالنهاية بوسائل وطرق
مختلفة
وربما لا يزال يوجد منهم حتى اليوم بقية منهم باقية بيننا تجمعه ليتم نقله لكوكبهم ما بين فترة وأخرى
المهم ،، منهم انتقل هذا الفهم لشجرة الحياة لبلاد الرافدين ولمصر ،، ومن مصر انتقل الى اجزاء كثيرة من قارة أفريقيا ،،
وانتقل كذلك لقارة أمريكا الجنوبية ولمختلف بقاع الأرض
لكن بعد ذلك وبمرور الزمن ولأسباب متعددة اختفت هذه المعرفة للنفس وقواها من أذهان عامة الناس وكتبهم
بينما بقيت محفوظة عند نخبة النخبة منهم فقط
وربما لا يزال يوجد منهم حتى اليوم بقية منهم باقية بيننا تجمعه ليتم نقله لكوكبهم ما بين فترة وأخرى
المهم ،، منهم انتقل هذا الفهم لشجرة الحياة لبلاد الرافدين ولمصر ،، ومن مصر انتقل الى اجزاء كثيرة من قارة أفريقيا ،،
وانتقل كذلك لقارة أمريكا الجنوبية ولمختلف بقاع الأرض
لكن بعد ذلك وبمرور الزمن ولأسباب متعددة اختفت هذه المعرفة للنفس وقواها من أذهان عامة الناس وكتبهم
بينما بقيت محفوظة عند نخبة النخبة منهم فقط
وهؤلاء بقوا يتوارثون أسرارها فيما بينهم بسرّية تامة
داخل الأخويات والمنظمات السريّة ،،
وغالبا ما كانت تنتقل بينهم فقط من فم لفم ومن ذهن لذهن
وحتى رجال الدين الذين وصلوا لفهم هذا العلم حافظوا على سرية هذا الفهم ومنعوه عن العامة
واصبحوا يتوارثونه بينهم ،،
وربما لا يطرقه فم المعلم خلال كل حياته سوى على سمع طالب واحد من طلّابه فقط ،،
وهذا بدوره سينقله بعد عمر طويل أيضا لواحد من طلّابه فقط،،
وبهذه الطريقة استمرت السريّة تحيط بهذا العلم حتى عصرنا الحاضر
ولزيادة السرية له فلقد أخفوا هذا الفهم التكويني للنفس عبر رموز ورسوم معقدة جدا،
وأحاطوا تلك الرموز والرسوم بتهم كبيرة وخطيرة مثل أنها رموز ورسوم خاصة بالسحر والشعوذة والشيطنة فجعلوا الناس تنفر منها بمجرد رؤيتها ،، كما انهم بنفس الوقت منعوهم من محاولة معرفة النفس وقواها وتركيبها بحجج مختلفة
فالمناهج العلمية والدينية السائدة في المؤسسات الدينية حول العالم تم برمجتها ومنهجتها لكي تمنع غالبية طلبة العلم أو غالبية طلبة الدين منعا باتا وبحجج مختلفة من سلوك المنهج التّفكّري العميق بالنفس ومكوناتها وقواها
وغالبا ما كانت تنتقل بينهم فقط من فم لفم ومن ذهن لذهن
وحتى رجال الدين الذين وصلوا لفهم هذا العلم حافظوا على سرية هذا الفهم ومنعوه عن العامة
واصبحوا يتوارثونه بينهم ،،
وربما لا يطرقه فم المعلم خلال كل حياته سوى على سمع طالب واحد من طلّابه فقط ،،
وهذا بدوره سينقله بعد عمر طويل أيضا لواحد من طلّابه فقط،،
وبهذه الطريقة استمرت السريّة تحيط بهذا العلم حتى عصرنا الحاضر
ولزيادة السرية له فلقد أخفوا هذا الفهم التكويني للنفس عبر رموز ورسوم معقدة جدا،
وأحاطوا تلك الرموز والرسوم بتهم كبيرة وخطيرة مثل أنها رموز ورسوم خاصة بالسحر والشعوذة والشيطنة فجعلوا الناس تنفر منها بمجرد رؤيتها ،، كما انهم بنفس الوقت منعوهم من محاولة معرفة النفس وقواها وتركيبها بحجج مختلفة
فالمناهج العلمية والدينية السائدة في المؤسسات الدينية حول العالم تم برمجتها ومنهجتها لكي تمنع غالبية طلبة العلم أو غالبية طلبة الدين منعا باتا وبحجج مختلفة من سلوك المنهج التّفكّري العميق بالنفس ومكوناتها وقواها
أولها أن معرفة النفس ممتنعة لأن معرفة الله ممتنعة،، رغم ان الروايات لم تقل أبدا ان من عرف نفسه عرف الله ،، بل عرف ربه فقط،، فلبّسوا عليهم المعاني وأطّروها لهم بأطر شيطانية ،،
فانصرفوا عن طلب هذا العلم الشريف ،،
وبنفس الوقت فلقد شغلوهم بطلب العلوم الدينية الدنيوية التي تعتمد على الحفظ والتفكير أكثر منها على التفكّر
بينما بقيت علوم معرفة النفس أو علوم شجرة الحياة ،، أو شجرة الكابالا ،،
والميركابا ،، وزهرة الحياة ،، والهندسة المقدسة حكرا على من يختارونه من طلبتهم
الاكثر دهاءا وطاعة لهم
وهذه العلوم لا يمكن الوصول لمعانيها واسرارها الحقيقية بالتفكير وحده أو حتى بالتّفكر
فهذه العلوم ليست من العلوم التي اكتشفتها العقول البشرية الناقصة عبر الزمان ،،
فبداية ظهورها كما تقول الاثار كانت على يد أشخاص وصِفوا بصفات ملائكية أكثر منها بشرية ،، ولا زالت الحضارات حتى هذا اليوم تتداول أسمائهم بشيء كبير من الاحترام والتبجيل
هذه العلوم والرموز يمكن الوصول لمعانيها الباطنية من خلال وجود المعلم الخارجي والداخلي أيضا
فالمعلم الخارجي مهمته أن يصف لك الطريق الخارجي الذي سيربط لك به بين أجزاء ومعاني تلك الرموز مع الايات والروايات وأجزاء النفس
وبنفس الوقت يجب أن يرافقك المعلم الداخلي في رحلة تعلمك وفهمك لهذا العلم لأسباب سنأتي عليها بعد قليل
فبالتفكير او بالتّفكّر وحده فقط لن يمكننا الوصول لأسرار هذا العلم ومعانيه الباطنية العميقة
فصحيح أن المعلم الخارجي ضروري جدا في هذه العملية
لكن المعلم الخارجي في هذا الزمان من الممكن أن يكون كتاب في هذه العلوم
ومن الممكن أن يكون دروس مسموعة ومرئية موجودة على اليوتيوب
أو دورات في علوم زهرة الحياة والهندسة المقدسة التي بدأت تنتشر هذه الأيام بشكل متسارع
لكن مرافقة المعلم الداخلي لا يمكن وعلى الاطلاق الاستعاضة عنها بدروس خارجية او غيرها
وبدون مرافقة المعلم الداخلي لن يصل الطالب للمعاني الباطنية ،، وستبقى معرفته معرفة سطحية لهذه العلوم
كما ستبقى المعاني العرفانية معاني سطحية لا تمسها قلوب الغالبية العظمى من الذين يدرسون علوم التوحيد والعرفان ،،
فأغلب هؤلاء تبقى أذهانهم معلقة ومحبوسة بمعارف التوحيد النظري وبعيدين جدا عن التوحيد العملي وعن اشراقات النفس عليهم بالمعارف الباطنية
فصاحب التوحيد النظري او العرفان النظري ما لم يحصل له اشراق باطني فانه سيبقى حبيس المفاهيم والكلمات والجمل والأفكار التي يحفظها كلها عن ظهر قلب وبدون أن تمس قلبه وروحه
فكثرة الافكار والقوانين والايات التي نعرفها ونحفظها عن ظهر قلب قد تكون أحيانا كثيرة مبعدة عن الحقيقة غير مقربة لها
فمن الممكن ان يكون عندك وعندي الف ألف فكرة وفكرة
والف الف معلومة ومعلومة ،،
وألف ألف رواية ورواية
لكن طريقة تعاملنا مع هذه الافكار والروايات هي من ستحدد هل نحن من المفكّرين السطحيين ام اننا من المتفكّرين الباطنيين
فما هو الفرق بين طريقة ومنهج المفكّرين بالتعامل مع هذه الافكار والمعلومات الكثيرة عن المتفكّرين؟
ربما يرى بعضنا هذا الامر من منظار يختلف عما اراه واصفه هنا لكن هذا الاختلاف ان شاء الله لا ولن يفسد للود قضية،،
وسابين هنا الفرق بينهما حسب وجهة نظري وفهمي للأمر
أمّا المفكر فإنه يحتفظ بتلك الافكار بذاكرته كما هي بدون أن يغوص في باطنها،،
وربما ليخرج بنتيجة فكريّة منها فإنه سيعمد لأن يزاوج بين فكرتين او ثلاثة أفكار او حتى عشرة افكار منها ،،
لكنه بشكل عام سيحتفظ بتلك الافكار كاصول ثابتة في عقله،،
تماما كما إننا نحتفظ بالسندات والكمبيالات والصكوك داخل خزائن حديدية ،،
فهو يحتفظ بها كما هي داخل عقله وذاكرته وكلما احتاج لبعضها فإنه يخرجها فرادى من تلك الخزائن العقلية وكما هي ،،
فيستنسخها ويستعملها لصياغة الفكرة التي يريدها ثم يرجع ويعيدها بعد ذلك لمكانها من دون ان يحدث اي تغيير او تبديل عليها
وهذا الانسان نجده مع الايام يحاول بجِـدّ كبير ان يزيد من حجم هذا الخزين المعلوماتي والافكاري الذي يضعه بهذه الخزائن ،،
فهو يعتبر ان ثروته تكمن بكثرة الاصول الثابتة وتعددها وتنوعها ،،
فتراه طوال الوقت مشغول بجمع المزيد منها من مختلف المصادر ،، ومشغول بتصنيفها وتبويبها وفهرستها داخل عقله ،،
وكثيرا ما نجد أن هذا المفكّر يتناقض مع نفسه فيما يكتب او حين يتحدث في مواطن ومواقف متعددة عن مواضيع مختلفة ،،
والسبب في ذلك انه قد يستحضر نفس المعلومات والافكار المختلفة المخزونة عنده ليقوم بعد ذلك بالمزاوجة بينها لتأييد الفكرة التي يتحدث عنها
فهو يتعامل مع كل موقف على حدة ،،
فيأخذ أو ينتقي له من الافكار والمعلومات الكثيرة المخزونة عنده ويرتبها بشكل تعطيه نتيجة معقولة ومترابطة ،،،
لكن فقط عن هذا الموقف او عن ذاك،،
وبغض النظر ما لو انه كان متناقضا مع نفسه في ما تحدث عنه في مواضيع أخرى
وهذا سيحكم عليه المستمع المتابع بانه متناقض في كلامه وافكاره ،،
بينما هو لا يرى ذلك من نفسه أبدا ،،
فهو يتكلم من خلال معلومات وافكار حقيقية وصحيحة هو يحويها فعلا في خزائنه العقلية ،،
فهو يرى أنه صادق مع نفسه كليا، لانه لم ياتي بشيء غريب عنه ليتحدث به وعنه،،
فلقد تعب كثيرا خلال أيّام حياته في جمع تلك المعلومات وتصنيفها وتبويبها وحفظها لكي يستعملها عند الحاجة،،
أمّا المتفكّر فحاله يختلف كلّيا ،،
فهذا يجمع خلال النهار كل المعلومات الممكنة ثم يصهرها آخر النهار او في جوف الليل ببوتقة التّفكّر والتأمل،،
وفي صباح اليوم التالي لن تجد عنده في خزائنه فكرتين اثنتين او حتى فكرة واحدة
فهو لا يهتم بالافكار ،،
ولا يريد ان يزيد الافكار برأسه ،،
وبدل ان يشغل نفسه بتبويبها وفهرستها وحفظها
فانه يصهرها قبل طلوع فجر ثاني يوم ببوتقة التفكر والتامل مع جميع الافكار التي صهرها سابقا ،،
وهو عندما يصهر تلك الافكار والمعلومات فانه يسعى لأن يكون منها كتلة فكرية واحدة مترابط اولها بآخرها ،،
كتلة فكرية واحدة تشبه المرآة السحرية التي كلما نظر الساحر بها فإنه سيشاهد فيها ما كان يبحث عنه
فالمتفكّر لا توجد بعقله فهارس وابواب وفصول معلوماتية ،،
وكل ما يملكه في عقله هو هذه الكتلة الفكرية ،،
أو هذه المرآة السحرية ،،
طبعا في البداية سيتعب كثيرا حتى يصقل سطح هذه المرآة لتصبح مرآة عاكسة،،
لأنه في البداية سيتفكّر كثيرا وكثيرا جدا بالمعلومات التي حصل عليها وصهرها في كتلة فكرية واحدة ،،
وهذه الكتلة الفكرية الواحدة ستتحول بعد فترة من الزمان لنظرة كونية ثلاثية الأبعاد ،،
لكنها ستكون نظرة كونية غير مصقولة بشكل جيد ولا زالت الكثير من صورها مشوبة بالضبابية
ويمكن تشبيه ما يقوم به المتفكّر بنفس ما يقوم به الذي يجمع اجزاء الصورة المجزئة لألف جزء ،،
فكل معلومة بالنسبة له هي جزء واحد من الصورة ،،
وهو غير مهتم بالاجزاء لكونها أجزاء حتى ولو كانت صور وألوان تلك الأجزاء صور وألوان جميلة ،،
لكنه مهتم بها،، أي بالاجزاء لكونها اجزاء للصورة الكليّة الواحدة الشاملة التي يبحث عنها ،،
فلذلك فإنه عندما سيحصل على أي معلومة جديدة فإنه سيتفكّر بها كثيرا لكي يضعها في مكانها الصحيح بجانب المعلومات الاخرى التي تكملها وتتناسق معها من كل الجهات ،،
وبعد أن يفعل ذلك فإن حفظ وتبويب وفهرسة نفس تلك المعلومة ستصبح عملية غير مهمة على الإطلاق لأنها أخذت مكانها الصحيح داخل الصورة وثبتت به واضافت بُعدا جديدا للصورة الكلية التي يبحث عنها
وكلما كملت أجزاء الصورة عنده في اماكنها الصحيحة كلما أصبحت الصورة عنده أكمل وأوضح ،،
لكن توجد هناك دائما صور جزئية صغيرة ناقصة هنا وهناك في تلك الصورة الكونية
الشاملة التي بدء يراها بعقله
ولكي يكملها فإنه سيبحث دائما عن من سيسئله الاسئلة الجديدة التي لم يسئلها أحد من قبل ،، طبعا هو غير مهتم اطلاقا بالصور او بالأسئلة الأخرى التي اجاباتها لا تكمل هذه الصورة له
فتفكّره بتلك الأسئلة الجديدة ليجيب عنها سيسلط عدسة الفكر عنده على تلك الأجزاء الناقصة من الصورة
وهنا تماما سيدخل دور المعلم الداخلي بالعملية ،، أو الكونداليني ،، او داعي الله،، أو النفس الناطقة القدسية التي مقرها العلوم الحقيقية الدينية، وموادها التأييدات العقلية، وفعلها المعارف الربانية ،،
فالمتفكّر أو المتأمّل تعلم خلال رحلة حياته وتفكّره وتأمّله الطويلة أن يُنصت ويستمع لصوت المعلم الداخلي عندما يتكلم
والمعلم الداخلي لا يعطيك المعلومة الجديدة ولا يخلقها بكيانك خلقا،،
نعم ربما سيدلك عليها ،، لكن أنت من عليك السعي لها لتحصيلها
و سيأتي دور المعلم الداخلي فقط بعد أن تسعى للمعلومة وتبذل جهدا من أجل تحصيلها والتّفكّر بها
فتلك المعلومات المختلفة الكثيرة التي سعيت لتحصيلها وحصّلتها فعلا
فإن كلّ معلومة منها تمثل صورة جزئية واحدة ناقصة من أجزاء الصورة الكلية ،،
لكنك لا تعلم بعد أين هو موقعها من الصورة لتضع تلك المعلومة بها وتكمل بها الصورة ،،
الكونداليني أو المعلم الداخلي هو من يعلم بها
هو من يعلم أين بالضبط يجب أن تضع تلك المعلومة
لكنه يحتاج منك أن تركّز عدسة الفكر بحثا عن هذه الصورة الناقصة وحين تجدها فقط فسيمكنه أن يشير لك لمكانها الصحيح فتضعها فيها
انه يريد منك أن تسأل السؤال الصحيح فيدلك على مكان الاجابة،،
فعندما تكون الصورة الجزئية كمعلومة جزئية هي بحوزتك فعلا،،
وعندما تطرح السؤال المناسب
فإن المعلم الداخلي سيدلك أين يجب عليك أن تضع
تلك المعلومة أو تلك الصورة الجزئية ،،
وعندما ستضعها حيث اشار لك ستكتشف الجواب من عدة جهات
بل انك سترى الجواب كرؤية قلبية ثلاثية الابعاد
فمهمة الكونداليني او المعلم الداخلي هي أن يدلك فقط اين يجب عليك أن تضع هذا الجزء من الصورة او ذاك الجزء منها لتتوضّح لك الصورة الكبيرة حينها أكثر وأكثر
ولذلك فإن من يريد أن ينشط الكونداليني عنده يجب عليه الاكثار من الكتابة ،،
من يريد أن يتصل بمعلمه الداخلي عليه الاكثار من الكتابة ،،
ان كانت غايتك أن تتنور فلا يهم حينها ماذا ستكتب
فأنت تريد أن تفتح الاذن الداخلية لكي تسمع كلام المعلم الداخلي
ومع كل سطر جديد ستكتبه ستنفتح اذنك الداخلية شيء قليل
وحين تكتب يجب عليك أن تتعلم الانصات لنفسك وهي تتحدث
جلسات التأمل الصامتة مفيدة ،
لكنها لن تخرج الافكار من قلبك لعقلك بشكل واضح ومتكامل
لكنك مع الكتابة ستجد أن مع مرور الايام ستستطيع أن تكتب مائة او مائتين او حتى ألف صفحة عن مواضيع عميقة لا فكرة سابقة لك عنها على الاطلاق
من يقول لك أنك تستطيع أن تنشط الكونداليني من خلال تونات موسيقية فانه يخدعك
فالكونداليني نشط أكثر منك وحيّ أكثر منك
وهو ينتظرك لأن تستيقظ وتأتي إليه ليوقظك بيقظته
يقولون لك أن الكونداليني هي طاقة الحياة ثم يقولون لك أنها نائمة!!!
فمتى نامت طاقة الحياة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ويقولون لك أن الكونداليني هو الروح القدس!!!!!!!
فهل ينام الروح القدس أبدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنت من عليك أن تستيقظ
أنت من عليك أن تنتفض وتخرج من سباتك
لا أعرف كم ورقة يجب عليك أن تكتب لكي تتمكن من الاستماع لصوت داعي الله في نفسك وبشكل واضح
ربما عشرة أوراق أو ربما عشرة آلآف ورقة وأكثر
فالأمر يعتمد على قابلياتك الروحية واستعداداتك النفسية ، وقبل ذلك يعتمد على هدفك من سعيك للاتصال به
وهدفك يجب أن يكون طلب المعرفة للمعرفة فقط
ليس لتنال الجنة
ليس للتخلص من نظام الكرات
ليس لطلب الجاه والسمعة
ليس لأي شيء
المعرفة للمعرفة
طلب المعرفة فقط للمعرفة
طالب المعرفة هو الكلم الطيب
والكونداليني هو العمل الصالح
أطلب المعرفة يرفعك العمل الصالح
النيّة الصحيحة والوحيدة هي أن تطلب المعرفة حبا
بالمعرفة وشغفا بالمعرفة وشوقا للمعرفة وغراما بالمعرفة
وهذه هي أصعب نيّة
وهذه هي الصورة الأبهى والأكمل والأتم لعبادة الحب
الخالص من كل أطماع او مخاوف
لكن اذا اردت أن يبدء الكونداليني طريقه معك وأن يكمل الطريق معك للاخير فيجب عليك أن تكون دائما وفي جميع الأحوال من الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا
لكن اذا اردت أن يبدء الكونداليني طريقه معك وأن يكمل الطريق معك للاخير فيجب عليك أن تكون دائما وفي جميع الأحوال من الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا
وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
.
..
...
....
.....
شكرا
ردحذففي البدء كان النور
ردحذفسلام على من يتجلى النور في قلبه.
شكر الله سعيك ووفقك الله لمايحب ويرضاه واخلص نيتك وعملك للتي هي أزكى
ردحذفاخوك في ولاية مولى النور
مصطفى الساعدي
جزاكم الله خير الجزاء
ردحذف