الأحد، 23 فبراير 2020

العلم نقطة كثّرها الجاهلون

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

العلم نقطة كثّرها الجاهلون 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العلم نقطة كثّرها الجاهلون 

إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ 

إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا 

سنحاول اليوم وحسب ما وصلنا له من الفهم حتى الآن من أمر المنافسة والمتنافسين الفائزين سواء المقربين منهم أو أصحاب اليمين 

أن نعرف من هم هؤلاء الجاهلون الذين كثّروا هذه النقطة

ولا يخفى علينا يعد كل ما تكلمناه عن النقطة من أنّ النقطة التي يتكلم عنها الإمام هنا ووصفها بأنها العلم هي المشيئة الأولى 

هي المشيئة الأولى التي خلقها بنفسها وخلق الأشياء بها 

فالمشيئة الأولى ظاهرها أنها وجه الله وباطنها المكنون بها هو العلم كله 

لكن كنقطة أولى أو مشيئة أولى هي تعتبر 

مشيئة إجمالية وعلم اجمالي لا تفصيل ولا تفاصيل بهما على الإطلاق 

وهذا هو معنى ان العلم نقطة 

ومعنى كثّرها الجاهلون هو: أن الجاهلين حين استعملوا مشيئتهم قاموا بتكثير هذه النقطة 

وفصّلوا العلم الإجمالي المكنون في هذه النقطة لأجزاء وأجزاء وأجزاء وأجزاء 

كلمة أقولها هنا وهي 

أننا قبل ان نصل للمنافسة وجائزة اقرب المقربين وجوائز من سيتلونه في القرب 

كان فهمنا لهذه المقولة : ان العلم نقطة كثرها الجاهلون 

هو أن من يرى انه يوجد كثرة في الوجود فهو جاهل 

لأن الحقيقة انه نقطة واحدة 

وهذا الكلام صحيح ان شاء الله 

لكن مع تطور فهمنا للصورة الكونية التي نعيش بها 

كان لا بد ان يتطور فهمنا لكلماتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 

وكذلك كان لا بد أن يتطور فهمنا للآيات الكريمة أيضا 

فكما ورد

ِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنِّي لَأُحَدِّثُ النَّاسَ عَلَى سَبْعِينَ وَجْهاً لِي فِي كُلِّ وَجْهٍ مِنْهَا الْمَخْرَجُ.

فالسبعين وجه كلها صحيحة ومناسبة في كل زمان ومكان 

لأنها تناسب مستويات افهام من يحدثونهم بها 

والناس دائما وأبدا في كل زمان ومكان مختلفين في درجات أفهامهم 

ولذلك نجد أنه كلما تطور وعي وفهم الانسان كلما تعلق من كلماتهم 

بتلك التي توازي وتعادل مستوى وعيه وفهمه الذي وصل له 

وبدورنا نعتقد اننا مع وصولنا للفهم الجديد المتعلق بمن هو الخليفة ومن هم أصحابه  ومن هم المنظرون ولماذا هم بالذات وليس غيرهم وووو 

كان من المتوقع بل ومن اللازم كذلك أن يتطور فهمنا للكثير من الآيات والروايات أيضا 

ولهذا فإنّ حديثنا اليوم عن النقطة وعن الجاهلين الذين كثروها سيكون مختلفا 

لأنه ينطلق من مستوى فهم جديد 

حتى الآن قلنا أن النقطة هي المشيئة التي ظاهرها هو وجه الله وباطنها هو علم لا ينتهي 

وأن الجاهلون هم من كثّروا هذه النقطة باستعمال مشيئتهم 

طبعا ظاهر كلامنا حتى الآن هو أنني وأنّك ومعنا عامة الناس كلنا ندخل ضمن إطار الجاهلون الذين كثروا هذه النقطة باستعمال مشيئتهم الذاتية 

وهذا الكلام أيضا صحيح 

لكن مع 

معرفة أمر نون والقلم وما يسطرون 

ومع معرفة أمر الملائكة والروح وما هم بأمر ربهم يبرأون 

سنفهم أننا لا نقوم بعملية تكثير هذه النقطة أو العلم بها بشكل عشوائي 

بل حسب ما يوافق ما سطره نون والقلم في الكتاب الذي حميعنا نبرأه حاليا

فلو تُرك لنا الاختيار بشكل كامل وفي كل الأوقات لما كان هناك قصة مسطورة من الأصل لكي نبرأها 

ولأصبحت الأمور عشوائية الى درجة ربما سيصعب حتى على الله ان يتنبأ كيف ستؤول الأمور 

ولن يعرف احد نهاية القصة لأنه بالاساس لن توجد قصة  

ولن توجد منافسة من الأساس ، لأن المنافسة تحتاج إلى بداية محددة وكذلك إلى نهاية محددة 

ولذلك ولأكثر منه من غير الممكن أن يترك الذين خلقونا كامل الاختيار لنا في هذه الحياة والمكان والزمان الذي انزلونا به 

فهم خلقونا لهدف معين ويجب أن يبلغوه في النهاية 

ولذلك لن يتركوا لنا كامل حرية الاختيار في كل الأوقات بحيث اننا وحدنا من سنوجه الاحداث كيفما شئنا وبشكل عشوائي لا يمكن التنبأ به او حتى توجيهه 

ولذلك فانهم لكي يبلغوا لأهدافهم فانهم سيفرضون علينا جبرا معايشة بعض الاحداث حسب السيناريوا والتسلسل المكتوب في الكتاب 

وسيتركون لنا حرية الاختيار خلال معايشتنا لها 

وما أجبرونا عليه لن يحاسبونا عليه 

وما خيرونا به سيحاسبونا عليه ضمن قانون انما تجزون ما كنتم تعملون 

لكن مع ترفق شديد 

ولذلك يجب أن تكون عملية تكثير هذه النقطة أو العلم المكنون بها عملية مسيطرة عليها بحيث يمكنهم توجيهها بالطريقة التي تخدم أهدافهم التي من اجلها خلقونا وخلقوا أرضنا وقبتها وما فيهما

الان سننتقل لهذه الاية ونعرف المراد منها ثم بعد ذلك سنربط بين ما ورد في الرواي وما ورد في هذه الآية الكريمة : 

إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ  إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا

فما هي هذه الأمانة؟ 

بداية سنقول أن الأمانة كما ورد عن أهل البيت عليهم السلام هي الولاية 

والولاية أو الولي هو نفسه النقطة وهو نفسه المشيئة الأولى وهو نفسه العلم اللانهائي المكنون به

بعد أن عرفنا معنى الأمانة وهي الولاية يجب ان نعرّف معنى حمل الولاية 

هنا سنقول أنّ معنى حمل الأمانة هو تولّي المسؤولية عن عملية تكثير هذه النقطة 

بإظهار جزئيات وخفايا العلم المكنون في هذه النقطة 

وذلك باستخراج كل صور الرحمة الموجودة في هذه النقطة 

وكذلك باستخراج كل صور النقمة الموجودة في هذه النقطة 

وذلك لا يكون الا بعد أن يحمل نفس العلم الإجمال قبل أن يشرع بعملية تجزيئه وتكثيره وتظهيره

وكيف سيحمله؟ 

سيتحد معه بجسد واحد 

بحيث يكون الولي هو روحه الساكنة به والناطقة منه مع الحفاظ طبعا على شخصيته المنفردة الخاصة به 

هذه هي الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا

فكل الخلق من بدايته لنهايته يسعى فقط خلف هذا الهدف 

وهو تكثير هذه النقطة 

تكثير العلم المكنون في النقطة 

وذلك بتحويل العلم المكنون بها من حالة مكونه 

لحالة ظهوره صوت وصورة ومشاعر 

الأن ربما سيسأل أحدكم ويقول : 

بما أنّها عملية عظيمة ومسؤولية عظيمة ودور عظيم هو هذا الذي سيقوم به من سيقوم به

فلماذا وصفه الناطق في الكتاب الكريم من أنّه كان  ظَلُومًا جَهُولا؟

وجوابه هو لأنه كما قلنا من انه سيكون هو المسؤول عن استخراج جزئيات وخفايا العلم المكنون في هذه النقطة 

يعني عن استخراج كل صور الرحمة الموجودة في هذه النقطة 

وكل صور النقمة الموجودة في هذه النقطة 

وحين يستخرج صور الرحمة وينثرها من عنده على الناس فلن يشكره أحد منهم 

لا هو ولا احد من اصحابه الثمانية عشر 

يعني لن يشكر الإنسان أحد من الناس وشكرهم كله سيذهب لله 

وحين يستخرج لهم صور النقمة حسب قانون انما تجزون ما كنتم تعملون 

فان كل اللعن والمسبة والنقمة من الناس ستكون عليه هو وحده 

وذلك يعني انه يقوم بهذا العمل وهذه المهمة بدون حتى أن يتوقع 

أن يأخذ أو أن يتلقى أي اجر من الناس

وكذلك بدون أن ينتظر منهم أي شكر

ويقوم بكل ذلك مع كامل الاستعداد النفسي 

لتلقي كل اللعن والسباب والذم من الناس عليه وكل الشكر لغيره 

لسان حاله واصحابه لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا
.
.

إني جاعل في الأرض خليفة

ما الداعي وما الضرورة لأن يجعل رب العالمين له في الأرض خليفة؟

وما الداعي لأن يعلّمه الأسماء كلها؟

وما الداعي لأن يجعل له أبناء؟

وما الداعي لأن يسلط عليهم من يومها ابليس والشيطان الى يوم الوقت المعلوم؟

وما الذي يدفع أي متنافس لأن يقبل بهذا الحال وهذه المهمة التي يظلم بها نفسه ويظلمه ابنائه فيها ايضا؟ 

وجواب كل ذلك يمكن اختصاره بجواب واحد وهو: 

أن كل ذلك هو من مستلزمات نجاح عملية تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر 

ومن كل أمر تعني :

من كل صور الرحمة الموجودة في النقطة 

وكذلك من كل صور النقمة الموجودة في هذه النقطة 

فالملائكة والروح يقومون باظهار كل امر حكيم منها سواء أكان خيرا أو كان او شرا 

ومِنْ خَلْقٍ وَ رِزْقٍ وَ أَجَلٍ وَ عَمَلٍ وَ عُمُرٍ وَ حَيَاةٍ وَ مَوْتٍ وَ عِلْمِ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ 

كل ذلك العلم عندما تقوم الملائكة والروح بالتنزل به فهي انما تقوم بتكثير النقطة 

وباستخراج العلم الاجمالي المكنون من باطن هذه النقطة الواحدة وتحويله لعلم تفصيلي ومكثّر نراه ونعيشه بكل تفاصيله الكثيرة في هذه الحياة

فالجاهلون الذين يكثرون هذه النقطة 

هم خلفاء الله في أرضه 

آدم بعد آدم بعد آدم إلى ما لا نهاية 

ومن يعينهم على هذه المهمة هم الملائكة والروح 

وكل واحد من هؤلاء الجاهلون له مهمة محددة في عملية تكثير هذه النقطة 

وجميعهم يقومون بهذه المهمة طواعية ليخرجوا من حالة الجهل لحالة العلم 

وجميعهم يتنافسون في هذه العملية لكن كل واحد من خلال موقعه الوجودي الذي هو به 

فالملائكة يتنافسون في عالم الامر مع بعضهم على من يزداد منهم أكثر من هذه المعرفة

والروح يتنافسون في الارض على من يزداد منهم أكثر من هذه المعرفة

والملائكة اكثرهم معرفة هو اكثرهم قربا

والروح ايضا اكثرهم معرفة هو ايضا اكثرهم قربا

فالمنافسة لا تنتهي وليس له حد او نهاية

لا في الارض بين الارواح

ولا في السماء بين الملائكة

فعلمه لا حد له

وقدرته لا حد لها

ومشيئته حدودها حدود خيال البحر الاجاج الظلماني الذي لا حدود له

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين 
.
..
...
....
.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق