مكاشفة وبعض معانيها وتفاصيلها
المكاشفة:ـ
أغمضتُ عيني وأنا أردد سلامي على سيدي ومولاي الحسين عليه السلام
و مباشرةً أتى أمامي نور ذهبي قوي جداً
لدرجة أني لم استطع أن أنظر إليه
كأني أمام أشعة الشمس
وشيء فشيء استطعت النظر إليه
وإذا بها سيارة حديثة جداً
ذهبية تلمع
ويشع النور منها
ركزت نظري فيها
واذا بها لا تلامس الأرض
فهي مرتفعة فوق مستوى الأرض وتطفوا بموازاته في الهواء
كما انها ليس لها عجلات
كانت السيارة تقف في وسط شارع عام
وكان المكان مظلم لكن نور هذه السيارة اضاء المكان فرأيت ما حولي
وإذا بها بنايات عالية جداً كأننا في زمن متطور جداً
ورأيت أيضاً سيارة أخرى سوداء
وهي أيضا رائعة وجميلة وتلمع
وكأنه نزل منها شابان ولد وبنت
لا اتذكر شكل الولد لكنني أتذكر شكل البنت
كانت شقراء وجميلة
نزلا وذهبا وبقيت أنظر أنا للسيارة واتسائل في نفسي عنها
وفي هذه اللحظة شعرت بشيء يسحبني
وبنفس الوقت رأيت باب السيارة اليمين الخلفي ينفتح
وانتهيت جالسة في المقعد الخلفي
ومشت بي السيارة للأمام ثم استادرت يميناً
وإذا بها تصعد للسماء بثواني ثم توقفت
وحين وقفت السيارة نظرت لمكاننا وإذا بالسيارة تقف على غصن شجرة
طبعاً كنت اراقب وأنا في السيارة
لكن اللي كانت في السيارة كانت نقطة سُحبت مني وأُجلست في السيارة
حين انطلقت السيارة رأيت كأن شيء تكون حولها بسرعة كبيرة جداً
وكان هذا الشي عبارة عن شيء كروي لكنه مفتوح وليس مغلق
وكأنه كرة من قضبان
وكل قضيبين كانا بشكل ورقة أو عين
المهم أنها هكذا كان شكلها
وكانت مفتوحة من جميع جهاتها
لكن وبنفس الوقت هي مغلقة أيضا
يعني كقضبان باب السجن ترى من خلفها كل شيء ولكن لا تستطيع الخروج
وفهمت أنها الميركابا
وحين وصولي للسماء وعلى غصن تلك الشجرة بالضبط
رأيت كأن حبل يخرج من ذلك الغصن وتتدلى منه تلك الميركابا او القفص الكروي الذهبي
وكانت الدائرة من فوق من جهة الحبل ليست مكورة تماما كالكرة
ومن الاسفل كانت أيضا كذلك
وكان يوجد فيها مكان في الوسط مستوى يمكن الجلوس عليه
حينها رأيت كيف نزلت تلك النقطة من السيارة للحبل للقفص الذهبي
ليس كعملية خروج شيء من شيء
فالنقطة لم تخرج من باب أو فتحة جانبية ولم تمشي على الحبل
كلا
بل كان خروجها داخلي
وكأنها نزلت من السيارة للقفص الذهبي بأنبوب أو بمصعد أنبوبي
لا اعرف بالضبط كيف أصف ذلك ، وكأنها بثّت به بثّا
وهنا رأيت النقطة وهي تجلس في ذلك القفص وكنت أشعر بأنها تنظر حولها
وهنا رأيت كأن للسماء قاع وزروع
فرأيت تلك الشجرة بمكان جميل
وكانت هناك شابة جميلة جداً
ترتدي ثوب بيج فاتح جداً وعليه سترة صوفية خفيفة ناعمة لونها بيج غامق
شعرها متدلي وعلى رأسها قبعة
وكانت تقف قريبة من الغصن جداً وتنظر للقفص وهي تستعد
فقالت لي الحمد لله إنك عدتي
وكانت فرحانة بي جداً جداً
وكنت أنظر من حولي متعجبة ومتسائلة عن ما أراه
فقالت لي تلك الشابة الجميلة: لو تعلمين كم انتظرتك
فقلت لها : لماذا؟
هل تعرفيني؟
فقالت لي : أنا انتي
وهنا فتحت سترتها الصوفية تلك ووجهتها نحو القفص واحاطت به
وأخذت القفص لها ولفت عليه سترتها
فدخل القفص إلى قلبها
قلت لها متعجبة: أنا أنت؟
قالت: نعم ، ولقد كنت أنتظرك
قلت لها : أين؟
ألست أنا هنا في هذا القفص؟ فلما لم تاخذيه؟
وهنا تكلمت معها على أساس أنني دائماً هنا بالقفص
قالت : نعم صحيح
ولكنكِ الآن عدتي
طبعاً انا كنت مستغربة جداً من هذا الكلام العجيب
فقلت لها : كيف أنا أنت؟
وهنا كنت أنظر من مكاني في القفص
فأراني تحت وأراها فوق
قلت لها : وأين أنت؟
فقالت : أنا في الماضي الذي عدتي إليه
أنا ماضيكِ
فقلت : ماضييّ؟
كيف؟
قالت: أنا موجودة دائما ، وفي كل مكان تصعدين إليه ستجديني أنتظرك
ثم قالت لي : انتِ الآن من كم حرف يتكون إسمك؟
أليس من خمسة حروف؟
فقلت: نعم
قالت: أمّا أنا فاسمي هنا من أربعة حروف
وأنت حين تصعدين إلى هنا سيصبح اسمك أيضا من أربعة حروف
وحين تصعدين من هنا للمستوى الأعلى سينقص إسمك حرفا
وسيكون إسمك فيه من ثلاثة حروف
وكلما ارتفعت لمستوى أعلى ستقل حروف اسمك حرفا حتى تصبحين حرفا واحد
وحينها ستكونين في عالم الملك والملكوت
وستعودين للصمدانية
قلت لها: أذن فهي رحلة العودة للخلف للماضي؟
فقالت: نعم
قلت لها : لهذا ترانا نتعثر ونسقط ونتعب
فنحن لا نرى طريقنا بصورة واضحة
فقالت لي: لأن عينكم الثالثة غير مفتوحة
ولو كانت مفتوحة لأصبحتم ترون من كل الجهات
ولما كان هناك فرق عندكم بين الخلف والأمام
قلت : إذاً هي رحلة للماضي
قالت : بل لماضي المستقبل
فقلت متسائلة : وما معنى ماضي المستقبل؟
قالت : أنت الآن تعودين إلى ماضيك الذي يمثّـل مستقبلك
والذي كان في الماضي هو المستقبل لذلك الماضي
(((الصراحة أنني لم أفهم قصدها هنا ويا ريت تفيدني بقصدها لو حصل عندك علم أو فهم لمقصدها)))
وهنا قالت لي: هيا ، لقد حان موعد الرجوع
قلت لها : لا لا أرجوك ، لا أريد أن أرجع ، بل أريد أن ابقى معك هنا ، أرجوك
فقالت لي: سترجعين قريباً جداً ، لكن ليس الآن
فقلت لها : أرجوك ِ مولاتي !ـ
فقالت لي: لا تخافي ، فأنت الآن مستقرة
وما هي إلا دقائق وستعودين
المهم، أتذكر إنني قد تعلقت بيديها كالطفلة حين تتعلق بيد امها ، لعلّها تبقيني معها
فقالت لي : هيا هيا تشجعي ، قولي يا علي
فقلت : يا علي
وإذا بي مباشرة قد رجعت في تلك السيارة العجيبة
وما هي الا ثواني حتى وجدت نفسي بنفس المكان الذي ركبتها فيه
ففتحت الباب ورجعت تلك النقطة إلى مكانها فرجعتُ بيا علي
وكنت أشعر ذهاباً وإياباً بأن هناك من يقود السيارة رغم اني لم أره ولم أعرف من هو
والحمدلله رب العالمين.
إنــــــتــــــهــــى
معاني هذه المُكاشفة
هذه المكاشفة أختي الكريمة تريد أن تصف لك قَوْسَي نزول وصعود رحلة وجودك وخلقك
لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ
فمستقبلك الذي هو ماضيك هو بداية وجودك ووعيك بنفسك
فبداية وجودك كنقطة وعي والذي تسعين للوصول له من مستوى وعيك الحالي هي أحسن تقويم
فأحسن تقويم بالنسبة لك الأن هو ماضيك ونقطة بدايتك
وأحسن تقويم هو أيضا مستقبلك الذي تكدحين كدحا للوصول إليه
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ
فماضيك هو أحسن تقويم
ومستقبلك الذي تكدحين له كدحا هو أيضا أحسن تقويم
ورحلتك ما بين ماضيك ومستقبلك هي ما يطلقون عليها
قوس النزول
وقوس الصعود
وقرآنيا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
فمرافقك في كل هذه الرحلة من بدايتها إلى نهايتها هي نفسها هذه السيارة او المركبة التي ركبتيها
فهذه المركبة لم ولن تفارقك لحظة واحدة من بداية وجودك وبداية قوس رحلتك الوجودية في نزولها
هذه المركبة هي نفسها ما يطلقون عليها الميركابا كما تفضلتي
وفي روايات أهل البيت عليهم السلام فإن الميركابا هي نفسها
النور الذي قسمه لنصفين وجمعهما في جسد واحد جوهري
و فرّق بينهما بالتسمية و الصفات في الأمر
فَنصفي النور
هُمَا مَقَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ حِجَابُ خَالِقِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ
بِهِمَا فَتَحَ اللَّهُ بَدْءَ الْخَلْقِ وَ بِهِمَا يَخْتِمُ الْمُلْكَ وَ الْمَقَادِير
فالميركابا هي نفسها النور الأول الذي انقسم لنصفين
يعني نصف الميركابا الأول هو نور محمد
ونصف الميركابا الثاني هو نور علي
فنفس هذين النصفين المتحدين بجسد واحد جوهري
كانا هما من يحيطان بك عند بدء خلقك في أحسن تقويم
وهما نفسهما من سيرافقانك أو سيربّيانك في رحلة صعودك مرة أخرى إلى أحسن تقويم
إنتبهي لما تقوله الرواية هنا: ((فَهُمَا مَقَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) ـ
ولما تقوله الآية الكريمة : ((وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)) ـ
فمقام ربك الذي يجب ان تخافيه لتسعدي بالجنتين هو ليس مقام منفصل عنك
او انّه مقام موجود بعيدا عنك وفوق سبع سماوات
بل هو
مقام محيط كان بك منذ بداية وجودك كما يحيط الخاتم بالإصبع
ولا يزال محيط بك
وسيبقى محيط بك للأبد
وأنت مستقرة بهذا المقام كاستقرار الإصبع في الخاتم
فمقام رب العالمين لم ولن يفارقك او ينفصل عنك أبدا
حتى ولو بمقدار طرفة عين واحدة
والناس تتعامل في كل تفاصيل رحلة حياتها في قوسيّ نزولها وصعودها مع مقام رب العالمين الذي يحيط بها ظاهرا وباطنا
وكل من يطلب كماله الذي يراه لنفسه بغضّ النظر عن طبيعة هذا الكمال
فهو إنما يطلبه من هذا المقام
وهذا المقام هو من سيعينه للوصول له
فجميع الخلق يتعامل مع هذا المقام
فمن يطلب العلم الدنيوي فهو يتعامل معه
ومن يطلب العلم الروحي فهو يتعامل معه
ومن يطلب القوة البدنية فهو يتعامل معه
ومن يطلب السحر فهو يتعامل معه
ومن يطلب أي كمال آخر يحدده هو لنفسه
فهو انما يتعامل مع مقام رب العالمين الذي يحيط به بهذه الصورة
وبما ان كلّ الناس تتعامل مع نفس هذا المقام بدون ان تشعر به
فإن كل واحد منهم سيطلق عليه اسم يناسب ما يطلبه
فمن يجد كماله مثلا في تأليف القصص يدعوه بنات الأفكار
فهو ينتظر ان توحي بنات افكاره له بتفاصيل القصة التي يريد ان يكتبها
ومن يعملون بالسحر فانهم يطلقون عليه أسماء مختلفة
ومن يطلبون المعارف الالهية يطلقون عليه الوحي او اللمعات الفكرية او الكشوفات
وفي مراحل متقدمة يطلقون عليه الإسم الأعظم
ومن يطلبون حيازة القوى الخارقة يطلقون عليه القوى النفسيّة او الما ورائيّة
الخلاصة هي أن الجميع يتعامل مع نفس مقام رب العالمين الواحد والذي يربي الجميع
لكنهم يتعاملون معه ويطلبون كمالهم منه بأسماء وعناوين وطرق مختلفة
تسمح لهم أن يطلبوا منه إيصالهم او تمكينهم من ما يريدون
من دون أي خوف أو تردد بسبب الأحكام الدينية أو الأخلاقية المختلفة
والتي تطلقها الناس عبر الزمان والمكان على بعض الأعمال
فعل سبيل المثال فإن الساحر كان سابقا هو أفضل شخص في القبيلة
وكان الجميع يلجأ له في شدّاتهم
ولذلك كان يستطيع ان يقول أنني استمدّ قوتي من الله
أما حاليا فإن الساحر صوفته محروقة
وسمعته غالبا مجروحة
ولذلك لا يجروء على ان يقول انني استمد قوتي من الله أو حتى أن يعتقد بذلك
وهكذا فإن لكل إنسان مع ربه أو مع مقام رب العالمين الذي يحيط به ويربيه
له معه في رحلته المعرفية علاقات مختلفة بأسماء وصور مختلفة
الآن وبعد أن أوضحنا ذلك نأتي لما شاهدتيه ووصفتيه بأنها سيارة تطفو بالهواء ونورها ذهبي وقوي جداً لدرجة أنك لم تستطيعي في البداية النظر لها وكأنك أمام أشعة الشمس
وقلتي انك فهمتي انها الميركابا
طبعا كما تعرفين فإن مصطلح الميركابا ليس وارد في روايات اهل البيت عليهم السلام
بل إنه ورد في مصطلحات الأمم السابقة
وأولها الحضارة الفرعونية أو المصرية القديمة
فكلمة ميركابا تتكون من ثلاثة مقاطع وهي :
"مير" Mer : وتعني نور
و "كا" Ka : وتعني الروح
و"با" Ba : وتعني الجسم
فــ ميركابا : تعني روح في جسم وتحيط بهما حقول النور
لن نتكلم كثيرا عن الميركابا هنا
لكن سنستفاد من وصفك لها وقولك انك علمت انها الميركابا
قلنا في مقالات سابقة أن الميركابا عند الأمم الأخرى أنها هي نفسها الحور العين عندنا
وحسب ما قلناه قبل قليل فإن معنى اسم الحور العين سيكون :
أنه إسم من أسماء مقام رب العالمين الذي سيبدء المتنافس الفائز بالتعامل معه منذ لحظة فوزه وسيكمل معه الطريق
فهو من لحظة فوزه سيبدء بالتعامل مباشرة مع الإسم الأعظم أو الميركابا
أو كما قلنا مع مقام رب العالمين
لكنه سيتعامل معه هذه المرة بعنوان ((نجيبة))
أو بعنوان ((حور عين)) قد فاز بها وتم ربط وعيه بوعيها
فهذه السيارة التي رأيتيها هي نفسها النجائب أو الحور العين
وسأورد لك هنا كم رواية عن النجائب وعن الحور العين
فانتبهي للصفات الموجود فيها لحور العين
[229/ 22] وَ عَنْهُ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَنَانٍ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع،
فَقَالَ:«يَا أَبَا الصَّبَّاحِ : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ - قَالَهَا ثَلَاثاً وَ قُلْتُهَا ثَلَاثاً-
فَقَالَ: «إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ الْمُنْتَجَبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ هُمْ أَصْحَابُ النَّجَائِبِ» ....إنتهى
368 عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَيَّانَ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مِثْلَهُ
إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : ـ
يَا أَبَا الصَّبَّاحِ إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ الْمُنْتَجَبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،، هُمْ أَصْحَابُ النَّجَائِبِ.......إنتهى
والنجائب من روايات أخرى يمكن فهم أنها مركبات نورانية تعطى للفائزين كجوائز
وأنها هي نفسها الحور العين المعروضة في سوق الصور في الجنة
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ النَّبِيُّ ص :
إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقاً مَا فِيهَا شِرًى وَ لَا بَيْعٌ إِلَّا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ
مَنِ اشْتَهَى صُورَةً دَخَلَ فِيهَا
وَ إِنَّ فِيهَا مَجْمَعَ حُورِ الْعِينِ
يَرْفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ بِصَوْتٍ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِ
نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ أَبَداً
وَ نَحْنُ الطَّاعِمَاتُ فَلَا نَجُوعُ أَبَداً
وَ نَحْنُ الْكَاسِيَاتُ فَلَا نَعْرَى أَبَداً
وَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ أَبَداً
وَ نَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ أَبَداً
وَ نَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلَا نَظْعَنُ أَبَداً فَطُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَ كَانَ لَنَا
نَحْنُ خَيْراتٌ حِسانٌ
أَزْوَاجُنَا أَقْوَامٌ كِرَام ......إنتهى
فالحور العين او النجائب هي جوائز الفائزين
وهي تتكلم وتسمع
ويمكنها فعل الكثير من الاشياء
ومن سيفوز من المتنافسين سيتم تزويجه بحور عين
وتزوجيه تأتي هنا بمعنى أنه سيتم قرن وعيه بوعيها
وذلك كما تقول الرواية التالية ،، فيصبحان بالتزويج وعي واحد
بحيث هو يسمعها حين تتكلم هي معه
وهي تسمعه أيضا حين هو يفكر او يتكلم معها
بداية النقل من رواية طويلة : ـ
(((قلت: جعلت فداك من اى شيء خلقن الحور العين؟
قال: من تربة الجنة النورانية و يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مراته و كبده مراتها
قلت: جعلت فداك أ لهن كلام يتكلمن به في الجنة؟
قال: نعم ، كلام لم يسمع الخلايق اعذب منه
قلت: ما هو؟
قال : يقلن بأصوات رحيمة:ـ
نحن الخالدات فلا نموت،
و نحن الناعمات فلا نبؤس،
و نحن المقيمات فلا نظعن،
و نحن الراضيات فلا نسخط،
طوبى لمن خلق لنا، و طوبى لمن خلقنا له،
و نحن اللواتي لو أن قُرن أحد بنا، علق في جو السماء لأغشى نوره الأبصار،
فهاتان الآيتان و تفسيرهما رد على من أنكر خلق الجنة و النار........إنتهى
انتبهي هنا لما تقوله الحور العين في الرواية الثانية:
((و نحن اللواتي لو أن قرن أحد بنا، علق في جو السماء لأغشى نوره الأبصار))
فهذا الوصف مشابه لما شاهدتيه في المكاشفة
من صفة القوة الشديدة لنور ولمعان هذه السيارة
لدرجة أنه أغشى بصرك فلم تستطيعي في البداية النظر لها بسبب قوته وكأنك أمام الشمس
ولو انتبهتي أيضا لما ورد في الروايتان من صفات الحور العين لوجدتي ان الروايتان تكملان بعضهما البعض وتبينان كيف سيكون التزويج بينهما
فمعنى التزويج كما ورد في الرواية الأولى حين قالت:
أَزْوَاجُنَا أَقْوَامٌ كِرَام
هو نفسه عملية القرن بين الفائز وبين جائزته
وذلك حين قالت الرواية الثانية:
و نحن اللواتي لو أن قُرِن أحد بنا
فعملية التزويج في الرواية الأولى هي نفسها عملية القرن في الرواية الثانية
وماذا سيحدث عند القرن بين الفائز ونجيبته او حوريته؟
تقول الرواية انه سيسمعها وستسمعه
وهنا نسأل كيف ستسمعه وكيف سيسمعها؟
الرواية تقول أنها سيصبح ((كبدها مرآته هو)) ـ
وهو سيصبح ((كبده مراتها هي)) ـ
لكن ما الذي يميز الكبد ليتم التركيز عليه هنا؟
الكبد حسب رواية معرفة النفس لأمير المؤمنين عليه السلام
هو مركز القيادة للجسم او للنفس النامية النباتية
قال: يا مولاي ما النامية النباتية؟
قال: قوة أصلها الطبايع الاربع بدو إيجادها مسقط النطفة، مقرها الكبد.....إنتهى النقل
فعند التزويج او القرن ما بين الفائز ونجيبته
او ما بين الفائز والحور العين
فسيصبحان من ساعتها كجسد واحد
يسمعها حين تفكّر
وتسمعه حين يفكّر
ويكلمها لو شاء ذلك بلسان مسموع
وتكلمه أيضا لو شائت ذلكربصوت مسموع
وتستطيع أن تذهب أو أن تنتقل به حيثما شاء هو وأراد
كما أن أقدامك تنقلك لأي مكان تريدين الذهاب له
مع الإنتباه هنا أنكِ دائما وفي كل أحولك مجرد نقطة وعي وسط الميركابا
لكنك في كل مرحلة من مراحل رحلة وجود سترين نفسك او ستعين بنفسك وسطها بصورة مختلفة
وشعورك بوجود أحد معك في هذه السيارة خلال رحلتك هو بسبب شعورك بوعي نفس السيارة او بوعي الحور العين أو النجيبة التي كنت تركبينها
فلو كان يوجد شخص واعي يجلس بقربك فإنك سوف تشعرين بوجوده في المكان حتى ولو لم يتحدث معك وبقى صامتا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق