
ســـــؤال و جـــواب
الــــســـــؤال: ـ
أخي الكريم
أدم وحواء والشجرة والاكل منها وظهور سوأتهما لهما وطفقهما بتغطية انفسهما بأوراق الجنة
هذه القصة ما تأويلها؟
فالمسألة بالتأكيد ليست شجرة والاكل منها
هل لشجرة علي ومحمد علاقة بهذه القصة ؟
وكيف اكلا منها؟
وما معنى بدت لهما سوءتهما؟
وهل حواء هي النفس الحسية عند ادم؟
لان القران لم يذكر خلق حواء
يعني كل ملابسات القصة حسب فهمك لها أخي الكريم
.
.
الـــجـــواب:ـ
اعرف أخي الكريم ان الكثيرين اولوها باساليب وطرق وقصص وصور مختلفة ويمكنني ان اختلق من خيالي ايضا واحدة
لكن ستبقى مجرد صورة اختلقتها اختلاقا بخيالي وفهمي
شخصيا بحثت كثيرا عن تاويل لهذه الايات في روايات اهل البيت بما يشابه او يقترب من ما يتكلمون عنه فلم اجد شيئا
فلم اشغل بالي به بعد ذلك وقلت في نفسي انها من الايات المتشابهات
فلو انها كانت من الايات المحكمات وضرورية في البناء الاعتقادي لبينوا لنا تأويلها ولحفظوا لنا تأويلها كذلك
فهم صلوات الله وسلامه عليهم فسروها بان ادم حسد شجرة محمد وال محمد
والايات القرآنية والروايات تؤيد هذا المعني
فالشيطان وعد آدم وحواء بأنهما إن هما أكلا من هذه الشجرة سيكونان ملكين او انهما سيكونان من الخالدين
فهو وعدهما بمعنى أنهما كانا يعرفان بما وعدهما به
فهما بالتأكيد كان يعرفان بأمر الملائكة وما لها
وبالتأكيد كانا يعرفان أيضا بأمر مجموعة الخالدين
وهذا هو ما وعدهما الشيطان بان يحصلا عليه أو أن يكونان عليه أو يتحولان إليه إن هما أكلا من هذه الشجرة
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ
فهو قال لهم ان افراد هذه الشجرة هم شجرة الخلد وملك لا يبلى
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى
فحسدوهم أو حسدو فروع وأغصان هذه الشجرة ، أو أنهما تمنيا على الأقل ان يكونا من فروع وأغصان هذه الشجرة
فهما بدل ان يسعيا لمعرفة هذه الشجرة جيدا تمنيا ان يكونا منها بدون علم بها وبأقصر طريقة دلهما عليها الشيطان
الان المتنافسين الذين سيفوزون بهذه المنافسة سيصبحون هم مثل هذه الشجرة
وهذا أمر ممكن وموصوف بالروايات
فاشجار الخلق كثيرة بدليل قوله صلى الله عليه وآله:ـ
انا وعلي من شجرة واحدة وباقي الناس من اشجار شتى
وشجرتهم هي شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى والتي حسب كلام أمير المؤمنين في حديث معرفة النفس
هي النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ التي من عرفها لم يضل ولم يشقى ابدا
فَقَالَ: مَا النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ؟
فَقَالَ عليهِ السَّلاَمُ: قُوَّةٌ لاَهُوتِيَّةٌ، وَجُوْهَرَةٌ بَسِيطَةٌ حَيَّةٌ بِالذَّاتِ، أَصْلُهَا الْعَقْلُ، مِنْهُ بَدَتْ، وَعَنْهُ دَعَتْ، وَإِلَيْةِ دَلَّتْ؛ وَعَوْدَهَا إلَيْهِ إِذَا أَكْمَلَتْ وَشَابَهَتْ، وَمِنْهَا بَدَتِ الْمَوْجُودَاتُ، وَإِلَيْهَا تَعُودُ بِالْكَمَالِ. وَهِيَ ذَاتُ الله الْعليا، وَشَجَرَةُ طُوبَي، وَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَي، وَجَنَّةُ الْمَأْوَي؛
مَنْ عَرَفَهَا لَمْ يَشْقَ أَبَدَاً، وَمَنْ جَهِلَهَا ضَلَّ وَغَوَي.ـ
يعني من عرف هذه الشجرة سيتحقق له الامران اللذان وعد بهما الشيطان ادم وحواء
فسيصبح ملكا وسيصبح من الخالدين
فآدم وحواء ارادا التحقق بمصداق هذه الشجرة بدون معرفة بها
وهنا بين لهما الشيطان الطريق الى ان يذوقا طعم هذه الشجرة بأن يأكلا منها
فالشيطان وصف لهما النهاية بدون ان يصف لهم الطريق
وصف لهما كيف أنهما سيصبحان ملكين او من الخالدين إن هما أكلا من هذه الشجرة
لكنه لم يبين لهما طريقة الأكل الصحيحة
ولم يصف لهما المعرفة الموصلة لما وعدهما به
فجعلهما يحسدانها (ياكلان منها) فحسداها (اكلا منها)
والطريقة الصحيحة لتذوق هذه الشجرة هو بأن تعرفها معرفة صحيحة
ففقط من سيعرف هذه الشجرة سيذوق طعمها
فقط من سيصل للمعرفة النورانية لهذه الشجرة سيذوق طعمها
فقط من سيصل للمعرفة النورانية سيصبح ملكا وايضا من الخالدين
فقط من سيعرف النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ
ذَاتُ الله الْعليا، وَشَجَرَةُ طُوبَي، وَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَي، وَجَنَّةُ الْمَأْوَي
لَن يَشْقَ أَبَدَاً وسيصبح ملكا وسيصبح من الخالدين
فإن كنت تريد ان تصبح ملكا ومن الخالدين
فعليك بالسعي لمعرفة هذه الشجرة
ومحبتها والتواضع امامها
والتذلل لها والتسليم لها
وومعرفة هذه الشجرة طبقات
وكلما صعدت في معرفتك لهذه الشجرة طبقة اضافية
كلما كنت مقربا من الشجرة اكثر
فمعرفة هذه الشجرة المعرفة التي تؤهلك لتذوق طعمها تتكون من سبعة طبقات
وكلها تدخل ضمن المعرفة النورانية لها
فاذا وصلت للطبقة السابعة من المعرفة النورانية لهذه الشجرة
تكون قد كمّلت الدين وانكتب اسمك مع الفائزين
فطريقك لان تكون ملكا او من الخالدين هو المعرفة النورانية لهذه الشجرة
ومعرفة من هو روحها
فشجرة الخلد والملك الذي لا يبلى هي شجرة الروح
وهذه الشجرة لها روح لا يفارقها وهو : ـ
العقل الجَوْهَرٌ الدَرَّاكٌ، المُحِيطٌ بِالاْشْيَاءِ عَنْ جَمِيعِ جِهَاتِهَا،
والعَارِفٌ بِالشَّيْءِ قَبْلَ كَوْنِهِ؛
والذي هُوَ عِلَّةٌ لِلْمَوْجُودَاتِ، وَنَهَايَةُ الْمَطَالِبِ
والفائزين سيكونون هم اعرف المتنافسين بهذه الشجرة وبنورانية هذه الشجرة
وسيكونون هم اكثرهم تسليما لها
وسيكونون هم اكثرهم تواضعا لها
وسيكونون هم اكثرهم محبة لها ولمعرفتها
لا يوجد بقلوبهم عداوة لها
ولا ظلم لها
ولا حسد لها
والشجرة هي شجرة محمد وآل محمد
ومحمد هو أسبق السابقين وأقرب المقربين
وآل محمد هم من يتبعونه في السبق وهم أقرب المقربين بعده
فجائزتهم انهم جعلوهم شجرة خلق جديدة الفائز الأول أصلها والنور فرعها ومن يتلونهما في الدرجات أغصانها والعلم الكثير الذي سيزقونهم به زقا سيكون ثمر هذه الشجرة
أما طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة فهي الكرات والمنافسات في عالم الخلق
1- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْخَشَّابُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع
قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ؟
فَقَالَ : ـ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص : ـ
أَنَا أَصْلُهَا وَ عَلِيٌّ فَرْعُهَا وَ الْأَئِمَّةُ أَغْصَانُهَا
وَ عِلْمُنَا ثَمَرُهَا
وَ شِيعَتُنَا وَرَقُهَا
يَا أَبَا حَمْزَةَ : ـ
هَلْ تَرَى فِيهَا فَضْلًا؟
قَالَ : ـ
قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا أَرَى فِيهَا
قَالَ: ـ
فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ : ـ
وَ اللَّهِ إِنَّ الْمَوْلُودَ يُولَدُ مِنْ شِيعَتِنَا فَتُورِقُ وَرَقَةً مِنْهَا
وَ يَمُوتُ فَتَسْقُطُ وَرَقَةٌ مِنْهَا......إنتهى
فالورقة التي تسقط هي كرة منتهية
والورقة المورقة منها هي كرة جديدة
ارواحهم معلقة في المحل الأعلى ويخفقان عليهما من ورق الجنة ، يعني قمصان او صور يدخلون بها ويتنافسون بها على معرفة شجرة الروح شجرة علي ومحمد وآلهما
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله بيته الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق