ما الفرق بينك وبين مشيئتك؟
الفرق الوحيد انك تخلقها لتفعل بها
فكل فعل تفعله انت تخلق قبله مشيئة تقوم بها بمتابعة فعل ذلك الفعل
الأن لو سألتك في أي مكان تخلق مشيئتك ربما ستقول في عقلي اخلق المشيئة
وهنا سيأتي السؤال ما الذي يجعل عقلك يشاء أن يخلق المشيئة؟
وهل الذي سيشاء ان يجعل عقلك يخلق المشيئة عاقل؟
يعني داخل عقلك يوجد هناك من يقول له فكّر فيبدء عقلك بالتفكير
ويقول له اهدء فيهدء
فالعلاقة بين عقلك ومحركه الذي يحركه هي كالعلاقة بين العقل الآمر والعقل الفاعل أو المنفعل
فالعقل الفاعل يقول لا ذنب ولا فضل لي حين أفعل ،، فإنني عبدٌ مأمور
فإنني عبد منفعل ، يعني بمجرد أن يأتيني الأمر من الآمر فإنني لا بد أن أنفعل مع هذا الأمر وأفعله
أما العقل الآمر فيقول إنني مخلوق لكي أ أمر
وهكذا خلق المشيئة بذاتها
المشيئة الآمرة والمشيئة الفاعلة او المنفعلة
وهكذا الجوهرة الحية بالذات
فالجوهرة هي المشيئة الفاعلة ، او العقل الفاعل المنفعل
والذات للجوهرة هو العقل الآمر ، أمر الله ، نهاية المطالب
المشكاة التي جعلها زجاجة هي العقل الفاعل المنفعل والمصباح هو العقل الآمر ، أمر الله نهاية المطالب
هياكل التوحيد هي العقل الفاعل المنفعل ، والنور الذي اشرق من صبح الأزل هو أمر الله ، العقل الآمر، المشيئة ، المصباح، الزيت ، نهاية المطالب
العقل الفاعل أو المنفعل هو صنيعة العقل الآمر وباقي الخلق ((الأفكار)) هم صنيعة العقل الفاعل المنفعل
فالعقل الأمر مهمته أن يأمر العقل الفاعل
والعقل الفاعل مهمته أن ينفعل مع أمر العقل الآمر ويخلق له صورة أمره ((مشيئته))
خلق المشيئة بنفسها وخلق الأشياء بالمشيئة
نحن صنائع الله والخلق من بعد صنائعنا
نور السماوات والأرض
جوهرة حية بالذات
أسم مخلوق واسم مكنون
الذات ومذوت الذوات
ِالاسْمِ الْمَكْنُونِ الْمُنْفَرِجِ بَيْنَ الْكَافِ وَ النُّونِ
وَالاسْمِ الْغَامِضِ الْمَكْنُونِ الَّذِي تَكَوَّنَ مِنْهُ الْكَوْنُ قَبْلَ أَنْ يَكُون
المعاني والمعنى
النور الظلي الذي جعله أظلة ، والاسم المكنون المخزون فيها
الحقيقة والحق
فاطمة التي جعلها محمد الإثني عشري ، وعلي
الكلمة المخلوقة التي جعلها كلمة تامة ، والاسم المكنون المخزون بها
كلها تعابير مختلفة تتحدث عن معاني عقلية هي معنى المعاني كلها ومعناها الذي معّنها
قبل الاسم المكنون لا تقول عنه شيء ، بل ويجب ان تنفي عنه كل الصفات
وهذا هو تجريد التوحيد كما يقول أمير المؤمنين في خطبة التوحيد
تحف العقول، النص، ص: 67
لَا دِينَ إِلَّا بِمَعْرِفَةٍ وَ لَا مَعْرِفَةَ إِلَّا بِتَصْدِيقٍ
وَ لَا تَصْدِيقَ إِلَّا بِتَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ وَ لَا تَوْحِيدَ إِلَّا بِالْإِخْلَاصِ
وَ لَا إِخْلَاصَ مَعَ التَّشْبِيهِ وَ لَا نَفْيَ مَعَ إِثْبَاتِ الصِّفَاتِ
وَ لَا تَجْرِيدَ إِلَّا بِاسْتِقْصَاءِ النَّفْيِ كُلِّهِ.....إنتهى النقل
وبما ان الله خلق المشيئة بنفسها وخلق الأشياء بالمشيئة
وقَالَ الرِّضَا ع اعْلَمْ : أَنَّ التَّوَهُّمَ وَ الْمَشِيئَةَ وَ الْإِرَادَةَ مَعْنَاهَا وَاحِدٌ وَ أَسْمَاؤُهَا ثَلَاثَةٌ
فمعناها لو بدلنا كلمة المشيئة بالتّوهم فستكون النتيجة
أنّ الله خلق التوهم بنفسه وخلق الأشياء بالتوهم
او معناها خلق العقل الآمر بنفسه العقل الفاعل المنفعل
وخلق الأشياء بالعقل الفاعل المنفعل
وعلاقة العقل بالعقل المنفعل او الفاعل
هي نفس ما يحصل في الحلم ،
فشعورك داخل الحلم شعور حقيقي خلقه لك العقل المنفعل
لكنه في أصله هو وهم وخيال عقلي أمر أو شاء العقل الآمر العقل المنفعل أن يريه صورته
وبنفس الطريقة هذه الحياة
فانت كمثال للإسم المكنون او العقل تأمر العقل المنفعل أن يريك صور أوامرك له بكل صورها ومشاعرها كحقيقة معاشة
لكنك ستجد عند الموت ان هذه الحياة مجرد سراب واوهام لا حقيقة لها
الآن لو سألتني من هو او من هم العقل المنفعل ؟
فالجواب سيكون هو : إنهم الأسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية
وإن سألتني من هو العقل الآمر للأسرار الالهية المودعة في هيكلك البشري؟
وجوابه سيكون هو : انت كمثال للإسم المكنون أو كمثال للمشيئة ،، أنت هو الآمر لهم
فهم بأمرك يفعلون
يعني بأمرك يظهرون لك مشيئتك
فالعقل المنفعل او الاسرار الالهية المودعة في هيكلك البشري هم زمانك
وانت بالنسبة لهم إمامهم
فالإسم المكنون عندما خلق الأسرار الالهية أو
تَجَلَّى لصُوَرٌ الْعَالَمِ الْعِلْوِي العَارِيَةٌ عَنِ الْمَوَادِّ، والخَالِيَةٌ عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَاد فَأَشْرَقَتْ
وَ طَالَعَهَا بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ وَ أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ
فَهو إنما فعل ذلك لكي يُظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَهُ
فصور الْعَالَمِ الْعِلْوِي سواء الأظلة أو الأشباح هي منقادة للإسم المكنون
لأن حقيقتها المكنونة بها والفاعلة منها هو نفسه الإسم المكنون وليس غيره
ففعل مثاله هو نفسه فعل نفسه وليس غيره
ويمكنك ان تقول ان مثاله هو نسخة طبق الأصل منه
فهو خلق الخلق ليعرف نفسه
وبمجرد أن خلق الظل الذي جعله أظلة بكن واحدة فكانوا فألقى فيهم مثاله تحقق مراده كاملا
فأول فعل فعله من خلال الظل الذي جعله أظلة هو انه عرف نفسه كما يعرف نفسه
فخلقت الخلق لكي أُعرف ليس المقصود منها انه خلق كل هذا الخلق بكل صوره
فعندما نعتقد بذلك فدوام خلقه يعني انه لا يزال لم يعرف نفسه حتى الآن
ولذلك فإن عملية الخلق لا تزال مستمرة
لكن اذا عرفنا انه بمجرد ان صنائعه الذين القى بهم مثاله عرفوه به
فسنعرف ان مشيئته وهدفه من صنعه لهم تحققت بمجرد ان صنعهم
ومع اوّل كن عرف نفسه كما يريد
فهو عرف نفسه بنفسه المكنونة والفاعلة من الظل الذي جعله أظلة
والظل الذي جعله أظلة هو خلقه الساكن الذي ذكره الإمام الرضا حين قال لا يوجد الأن الا الله وخلقه الساكن
والله هو الحق وخلقه الساكن الظل الذي جعله أظلة هو الحقيقة
وهما نفسهما البحران اللذان بينهما برزخ لا يبغيان
فلا يوجد غير الحق والحقيقة ، لا يوجد غير البحران اللذان بينهما برزخ لا يبغيان
يعني لا يوجد غير المشيئة ونفسها
يعني لا يوجد غير النور ومرآته
يعني لا يوجد غير النور الذي اشرق من صبح الأزل وهياكل التوحيد
فعندما تذهب للسينما ، ستجد أن المرآة فيها ثابتة لا تتحرك ((يعني الشاشة ثابتة لا تتحرك))
وآلة العرض ثابتة أيضا ((يعني الإسم المكنون))
والنور الذي يصدر من آلة العرض ((الإسم المكنون)) هو أيضا ثابت
لكن مع ذلك تشعر في الفلم ان كل شيء يتحرك حركة حقيقية
فما تعايشه في السينما من الأحداث المتحركة هي مجرد:
نور يُشرق من آلة العرض ((العقل الآمر الإسم المكنون المشيئة ))
فتلوح على الشاشة آثاره ((على العقل المنفعل، أو على هياكل التوحيد ، أوعلى الظل الذي جعله أظلة))
الأن تريد ان تتخيل علاقة النور أو العقل الآمر بخلقه الساكن الظل الذي جعله أظلة او هياكل التوحيد او العقل المنفعل؟
دعنا نجعل الشاشة اولا على شكل مشكاة كروية
ثم لنكبرها ونجعلها بحجم غرفة مثلا
ثم ندخل فيها
ستكون مظلمة لكن في وسطها سنجد شمسا مضيئة
نخفف ضوء الشمس بحيث نستطيع ان ننظر لها وسنجدها تشبه العين
نقترب من سواد العين وندخل فيه
وهناك في قعر السواد سنجد جوهرة صافية مضيئة
وصفائها وضيائها مِثلُ صَفَاء الْيَاقُوتِ وَ ضِيَائِه
حين ندخل للجوهرة سنجد كرسي يجلس عليه جالس عظيم
يرى من كل الجهات بنفس القوة والتركيز
نسأله ماذا ترى الأن؟
فيقول إنني ارى نفسي بكل صورة ممكنة
فنقول له اننا لا نرى شيئا
فيقول لنا ساضع من نوري بعيونكم لتروا نفس ما أرى
يضع نوره في عيوننا فنبدء نرى سطح الشاشة الكروية الداخلي وكانه كوكب دري يشع بالالوان والحركة
نركز نظرنا على السطح فتتحول كل نقطة من نقاطه لشاشة سينمائية
نركز على الشاشة فندخل في أي شاشة منها فنعيش فورا احداث ما يجري فيها معايشة حضورية وكاننا فيها حقيقة
وليس فقط ما كان يظهر على الصورة بل كل ما كان يجري في كل عالم منها
فكل شاشة هي عالم مستقل منها عن البقية
وكل عالم منها هو قبة مستقلة
والقبة هو نفسه خليفة ذلك العالم
فالجالس على الكرسي يرى ذلك العالم وجميع ما يجري فيه من خلال عيني الخليفة الذي يجعل وعيه هو نفسه وعي القبة بكل ما يجري فيها
كل نقطة منها كانت شاشة وعالم مختلف عن الموجود في النقاط الباقية
الجالس العظيم : في كل أرض منها اضع خليفة يدير جميع ما يجري في ذلك العالم ، ويستطيع ذلك لأنني اضع مثالي به ليعينه ويعلمه
انتم ربما اصابتكم الحيرة فقط بسبب النظر من عيني خليفة واحد
لكنني أرى في هذه اللحظة وفي كل لحظة من خلال عيون من أعينهم خلفاء لي في تلك الأرضين أو العوالم المختلفة جميع وكل ما يجري في جميع تلك الأراضين أو العوالم
صور خلفائي مختلفة وأبدلهم باستمرار من خلال اقامة المنافسات المختلفة في جميع تلك العوالم
وفي كل عالم منها لي شأن
ها انت رأيت ما جئت تطلب رؤيته ، فهل اكتفيت؟
طالب: نعم اكتفيت
رفع الجالس العظيم ابهامه امام عينيه ثم نتره للأمام وكانه دفعني به كالخرزة
فوجدت نفسي خلف الشاشة اكتب : وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
..
...
....
.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق