فتنة يوم القيامة للمتنافسين هي مثل اختبار آخر السنة في المدرسة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صار معلوم لجميع الأخوة والأخوات المتابعين أننا في هذه الصفحة نفهم أن وجودنا في هذه الأرض يتم بمحض اختيار وقبول كل واحد منا وبإرادته الذاتية
فمنزلنا الأصلي هو ليس هذه الأرض بل موطننا كلنا هو الجنة بأقسامها ومستوياتها
فالمتنافسون الخاسرون من كل المنافسات السابقة يدخلون في نهايتها بالشفاعة لجنة الجهنميين ،، وهي جنة جميلة جدا وكبيرة جدا وكل شيء بها مجاني وليس فقط مجاني بل كلما استمتعت أكثر زاد رصيدك أنت أكثر وزاد رصيد من استمتعت بما يقدمه لك أيضا أكثر
يعني لنقل انه مثل نظام اليوتيوب الاعلاني
فكلما شاهد الفلم الذي تنزله في قناتك جمهور اكثر كلما اعطاك اليوتيوب مقابلهم مقابل مادي أكثر
وهكذا في هذه الجنة كلما صنعت وروجت لأشياء ممتعة أكثر سيزيد صاحب هذه الجنة رصيدك وانت تعطي جزء منه لكل من يستمتع بما تصنعه وتقدمه لهم
يعني لو كنت من أهل هذه الجنة فأنت لن تحتاج لتعمل لتحصل على الرصيد الإضافي
ويكفي ان تستمتع بما يقدمه من يعملون بها على توفير الملذات
وهم سيعطونك جزء من ما سيحصلون عليه هم من صاحب الجنة مقابل تمتعك بما يقدمونه لك
المكان الوحيد الذي يجب عليك أن تدفع به من رصيدك هو سوق الصور
المهم
يمكننا ان نقول بكل قوة
أن هذه الجنة هي جنة الخاسرون
فالخاسرون هم الجهنميون الذين دخلوا لهذه الجنة بالشفاعة
فالذين يدخلون مع المتنافسين في الصور التي يشترونها هم الخاسرون
يعني هم الجهنميون الموجودون في جنة الجهنميون
وهؤلاء جميع أدوارهم أو الصور التي سيشترونها ستكون هي نفسها أدوار وصور الغافلين
يعني عندما تقرء مثل هذه الآية :
مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ
فَــأُولَــئِــكَ هُــمُ الْــخَــاسِــرُونَ
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ
لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَــئِــكَ كَــالأَنْــعَــامِ بَــلْ هُــمْ أَضَــلُّ
أُوْلَــئِــكَ هُــمُ الْــغَــافِــلُــونَ
-----------
فَــأُولَــئِــكَ هُــمُ الْــخَــاسِــرُونَ
وليس فَــأُولَــئِــكَ هُــمُ (((الذين))) الْــخَــاسِــرُونَ
ومجموعة ((فَــأُولَــئِــكَ هُــمُ الْــخَــاسِــرُونَ)) في هذه الآية
هم نفسهم نفس مجموعة ((أُوْلَــئِــكَ هُــمُ الْــغَــافِــلُــونَ)) في الاية التي تلتها
فالخاسرون في جنة الخاسرين يشترون صور الغافلين من سوق الصور ويدخلون فيها وهم يعلمون ومتأكدين تمام التأكد أنهم حين سيدخلون فيها سيكونون :
لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا
ففي أي آية تجد فيها التركيب اللفظي ((أُولَــئِــكَ هُــمُ الْــخَــاسِــرُونَ)) فالمقصودون به هم الجهنميون الخاسرون الذين يشترون الصور ويدخلون فيها
يعني حتى كونهم
لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا
فإن هذا الأمر متفق عليه بينهم وبين صاحب السواق والجماعة موافقين عليه 100%
فالذين أيدهم بنور منه هم فقط المتنافسين وفقط الذين يبدو لرب العالمين أن يوفقهم لشراء الصورة الرابحة
لماذا يوفقهم ؟
لا بد من وجود أسباب على اساسها سيبدو له في أحد أصحاب الشمال أن يجعله من أصحاب اليمين فيوفقه لشراء الصورة الرابحة فيخرجه بها من جنة الجهنميين ويدخله جنة المقربين وأصحاب اليمين
ما هي تلك الأسباب؟
الله العالم ، فحاليا لا نعلمها لكن قد نصل لمعرفتها في المستقبل
المهم
كل ما جرى وسيجري على الجميع في هذا العالم
فإن الكل كانوا موافقين عليه قبل أن يبدؤوا بالتنزل به
يعني نحن جميعنا كملائكة وروح
كلنا كنا نعلم بكل ما سنتنزل به بإذن ربنا في هذا العالم
لكن علمنا به كان علم إجمالي بدون تفاصيل ومشاعر وأحاسيس
والتي نحن من سنضيفها ونظهرها لهذا العلم الإجمالي خلال نفس تنزلنا به بإذن ربنا
بعد هذه المقدمة ومنها سنقول :
أنه بما اننا نزلنا من الجنة بملئ إرادتنا
وسنعود لها في كل الأحوال
فلا داعي لأن نخاف مهما جرى وسيجري في جميع مراحل برأنا لهذا العلم الإجمالي
وجميع ما بدأنا فعلا برؤيته وسنراه في الأيام القادمة
من الأحداث الكبيرة والمرعبة
جميعنا وافقنا على التنزل بها وبرء جميع تفاصيلها
جميعنا وافقنا
سواء كنّا
من الأبرار المتنافسين أهل الكرات
أو كنّا
من الفجّار الخاسرين ، الذين ينزلون معهم في الصور
طبعا الخاسرين الذين سينزلون في الصور مع المتنافسين
هؤلاء من الأساس مهمتهم الرئيسية في تلك الأيام هي أن يخافوا ويرتعبوا ويموتوا بكل صورة ممكنة
يعني عبر الحرائق والبراكين والزلازل والغرق في الطوفانات ونزول الوحوش والحروب والقتل والنهب وووو وكل ما سيحدث في تلك اليام
فهم حطب جهنم
يعني مهمتهم الأساسية في عملية البرء هذه هي :
ان يزيدوها اشتعالا ووهجا ورعبا ومشاعر ملتهبة في كل مكان وزمان منها
لماذا سيحدث كل ذلك في يوم القيامة؟
يوم القيامة الذي سيحصل في نهاية الحياة الدنيا وقبل بداية فترة الآخرة
يعتبر مثل يوم امتحانات نص السنة الدراسية بالنسبة للمتنافسين
ففي هذا اليوم سيتم اختبار قوة ايمان وتوكل وثقة كل متنافس من المتنافسين بربه
وقوة وضعف كل ذلك يعتمد على مقدار معرفة وفهم المتنافس للأسئلة الثلاثة الأهم على الإطلاق :
من أين
وفي أين
وإلى أين
وكذلك على مقادر معرفته لربه ولنفسه أيضا
فأنت لا يمكنك أن تعرف الإجابة الصحيحة عن سؤال: من أين
من دون أن تعرف قبل ذلك نفسك ومن أنت وما أنت ولماذا تم خلقك ولماذا أنت هنا وسط هذه المعمعة
فهي ثلاثة أسئلة فقط
لكن لكي تحصل على إجابات هذه السئلة الثلاثة
يجب عليك ان تحصل أو أن تجد قبلها الإجابات على مئات الأسئلة الأخرى المتفرعة منها
ويوم القيامة بالنسبة للمتنافسين وجميع ما سيجري به
هو للكشف عن مقدار معرفة كل متنافس من المتنافسين
لإجابات تلك الأسئلة الثلاثة والأسئلة المتفرعة منها
وليس فقط لمعرفة مقدار معرفته وفهمه
بل ايضا لتحديد مقدار إيمانه بما عرفه ووصل له من الإجابات
فكلما كان وضعه النفسي في تلك الأيام مستقر ومطمئن كلما دل ذلك على مقدار ايمانه وفهمه واطمئنانه وثقته
المسيح عليه السلام وهو نفسه محمد المصطفى صلى الله عليه وآله في كرّة سابقة
عندما كان مع اصحابه في السفينة وسط العاصفة الهوجاء
كان حاط راسه ونايم بكل اطمئنان وهدوء وراحة
بينما كان الخوف والرعب الشديد وانعدام الأمل بالنجاة يفتك بجميع اصحابه الذين كانوا معه في السفينة
يعني لو كان عندنا رسم بياني لمشاعر الخوف والطمئنية والثقة والايمان لجميع من كانوا في السفينة في وسط تلك العاصفة
فسيكون مؤشر الاطمئنان عند المسيح في القمة
وعند اصحابه في الحضيض
ومؤشر الخوف عنده في اسفل سافلين الرسم
وعند أصحابه في أعلى عليين
ومؤشر درجة الإيمان عنده في أعلى نقطة من الرسم
وعند أصحابه في اسفله
وهكذا يمكنكم تصور كيف ستكون باقي المؤشرات عنده وعند اصحابه في تلك اللحظات
يوم القيامة سيكون يوم مشهود
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ
ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ
وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ
من الذي سيشاهده؟
إنهم أهل الجنة ، أهل السماء ، أهل عالم الأمر
يعني يمكنكم تصور شهود أهل السماء لما سيجري في هذا اليوم بالصورة التالية
طبعا هم لا يهمهم في هذا اليوم ان يشهدوا أمر الخاسرين الداخلين منهم في الصور
وماذا سيفعلون وكيف سيخافون ويرتعبون
وما يهمهم فعلا هو معرفة ومراقبة أمر المتنافسين فقط
وسيراقبونهم في كل لحظات وساعات ذلك اليوم
ومن يدري ربما سيكون هناك مكتب للمراهنات على من سيفوز منهم ومن سيخسر ومن سيكون اسبق السابقين فيهم
المهم
تصوروا أنهم سيراقبون المتنافسين خلال هذا اليوم المشهود من خلال شاشات كبيرة
ومع كل متنافس من المتنافسين سيظهر بجانبه على الشاشة الرسم البياني الخاص بمشاعره في كل لحظة من لحظاته
والذي سيوضح للمشاهدين من أهل الجنة مقدار قوة وضعف جميع مشاعر ذلك المتنافس الذي يظهر أمامهم على الشاشة ويراقبونه
الذي سيحصل على أفضل المؤشرات من بين جميع المتنافسين سيكون هو اسبق السابقين
سيكون الأوّل على جميع المتنافسين
سيقف على المنصّة العليا عند نهاية المنافسة
سيكون أول من يستلم جائزته وأوّل من يتم تكريمه
وسيصفق له الجميع ويرفعون له القبعات احتراما واجلالا
الخلاصة :
فرصة فوزك في هذا اليوم عبر حصولك على المؤشرات الجيدة
ستكون كبيرة جدا فقط ما لو أنك كنت تعرف ما الذي يحصل من حولك
ولماذا يحصل ولماذا تحيط بك كل هذه القسوة من كل جانب
فكل من يعرف بأمر المنافسة
وبأمر هذا الامتحان
وبما يجب عليه ان يفعله فيه لينجح
كلهم سينجحون على الأغلب
لأن معرفته لكل ذلك وايمانه به
ستعني انه قد استيقظ في وسط حلمه الذي لا يزال يحلمه
وستعني أنه قد مات قبل أن يموت
وستعني انه آمن بالغيب
وأنه قد أوفى بعهده حين عرف ربه ووثق به وتوكل عليه
من الرواية التالية ربما سنفهم منها أن هذا اليوم أو هذا الإمتحان سيتكرر ثلاث مرات
ومن لم يفز أو ينجح في امتحان الدور الأول
فعنده فرصة لأن يفوز أو ينجح في امتحان الدور الثاني
ومن لم ينجح في الامتحان الثاني
فعنده فرصة لأن ينجح في الامتحان الثالث
ثلاث ثلل وقليل بثلاث امتحانات
فهو ليس صعود أو حشر واحد للمتقين الى الرحمن
بل هو حشر لثلاث ثلل وقليل إلى الرحمن
على ثلاث مراحل في ثلاث مرات
يفصل بين كل حشر منها والآخر فترة زمنية
وقد يكون الحشر الثالث هو حشر الـخاسرين من الـ72 فرقة إلى جنة الجهنميين الخاسرين
ننتبه لهذه الرواية جيدا
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ
خَلَقَ تِلْكَ الطِّينَتَيْنِ ثُمَّ فَرَّقَهُمَا فِرْقَتَيْنِ
فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَسْعَى
وَ قَالَ لِأَهْلِ الشِّمَالِ كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَدْرُجُ
ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً فَقَالَ ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي
فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا- مُحَمَّدٌ ص
((((إنتبهوا هنا أنّ محمدا صلى الله عليه وآله الذي تتحدث عنه هذه الرواية هنا كان فعلا من أصحاب اليمين وكان أيضا اسبق السابقين وليس أنه سيصبح من اصحاب اليمين أو أسبق السابقين،، ويعني ايضا ان محمد هنا هو من اصحاب النور أمير المؤمنين،، وكل ذلك حصل في المنافسة السابقة)))
ثُمَّ اتَّبَعَهُ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ أَوْصِيَاؤُهُمْ وَ أَتْبَاعُهُمْ
(((إنتبهوا هنا أيضا ان أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ أَوْصِيَاؤُهُمْ وَ أَتْبَاعُهُمْ حالهم حال أسبقم كانوا محددين ومعروفين من قبل أن يتبعوا أسبقهم، فهم ايضا كانوا يعرفون أنه اسبقهم وانه قائدهم، وكل ذلك حصل في المنافسة السابقة)))
ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي
فَقَالُوا رَبَّنَا خَلَقْتَنَا لِتُحْرِقَنَا؟
(((من هم اصحاب الشمال هنا؟
إنهم الذين قالوا عنهم في القرآن :
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ
فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ
يعني إنهم الأمة الواحدة التي أعطت العهد لربهم الذي قال لهم الست بربك)))
فَعَصَوْا
(((يعني جميع أفراد الأمة الواحدة الذين خلقوهم وصوروهم للتو
كلهم عصوا الأمر بالدخول إلى النار
لأنهم لا يعرفون الفلم لسه
ولذلك قالوا لربهم متسائلين ومتعجبين: رَبَّنَا خَلَقْتَنَا لِتُحْرِقَنَا؟
يعني بسم الله يا ربنا، توّك خلقتنا ، وجاي تحرقنا، فهّمنا شنو الفلم؟)))
فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ :
اخْرُجُوا بِإِذْنِي مِنَ النَّارِ لَمْ تَكْلِمِ النَّارُ مِنْهُمْ كَلْماً وَ لَمْ تُؤَثِّرْ فِيهِمْ أَثَراً
(((هنا أجابهم ربهم عمليا على سؤالهم:
سلّموا وادخلوا النار حالكم حال أصحاب اليمين ومثلهم لن يصيبكم أي مكروه)))
فَلَمَّا رَآهُمْ أَصْحَابُ الشِّمَالِ قَالُوا :
رَبَّنَا نَرَى أَصْحَابَنَا قَدْ سَلِمُوا فَأَقِلْنَا وَ مُرْنَا بِالدُّخُولِ
(((شكلهم فهموا الدرس)))
قَالَ قَدْ أَقَلْتُكُمْ فَادْخُلُوهَا
(((حسنا سنرى الآن هل فهمتم الدرس كما تدعون ام لم تفهموا)))
فَلَمَّا دَنَوْا وَ أَصَابَهُمُ الْوَهَجُ رَجَعُوا
فَقَالُوا
يَا رَبَّنَا لَا صَبْرَ لَنَا عَلَى الِاحْتِرَاقِ
فَعَصَوْا
(((يعني لم يفهموا الدرس بعد)))
فَأَمَرَهُمْ بِالدُّخُولِ ثَلَاثاً
كُلَّ ذَلِكَ يَعْصُونَ وَ يَرْجِعُونَ
وَ أَمَرَ أُولَئِكَ ثَلَاثاً
كُلَّ ذَلِكَ يُطِيعُونَ وَ يَخْرُجُونَ
(((يعني اعاد نفس الدرس عليهم وأمام اعينهم ثلاث مرات
واعاد نفس الامتحان عليهم ثلاث مرات
والجماعة متلّمين)))
فَقَالَ لَهُمْ
كُونُوا طِيناً بِإِذْنِي
فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَ
قَالَ : فَمَنْ كَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ لَا يَكُونُ مِنْ هَؤُلَاءِ
وَ مَنْ كَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ لَا يَكُونُ مِنْ هَؤُلَاءِ ....إنتهى النقل
وفي رواية أخرى طويلة قال:
ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ كَتِفِ آدَمَ الْأَيْسَرِ فَذَرَأَهَا فِي صُلْبِ آدَمَ فَقَالَ :
هَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَ لَا أُبَالِي وَ لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَ لِي فِي هَؤُلَاءِ الْبَدَاءُ بَعْدُ.....إنتهى
فالأصل في كل الذين خلقوهم وصوروهم وأشهدوهم امر السجود لآدم
أنهم كلهم من أصحاب الشمال
يعني انّ الشمال هو من سيربيهم ويعلمهم ويغربلهم غربلة شديدة
يعني هو من سيعذبهم عذابا شديدا
(((والعذاب من التصفية كما قلنا سابقا)))
لكي يستحقوا أن يبدو لربهم حينها فيهم
فيُخرجهم بالبداء من بين زُمَرِ اصحاب الشمال
(((معلمهم ومغربلهم)))
ويجعلهم من المتقين أصحاب اليمين
فالذين استيقظوا من نومهم وعرفوا نفسهم وربهم
وعرفوا من اين وفي اين والى اين
وعرفوا لماذا هم هنا في وسط هذه المعمعة
وعرفوا ماذا يجب عليهم أن يفعلوا ليخرجوا من وسطها
ستكون فرصة فوزهم وحصولهم على درجات جيدة
أفضل بكثير جدا من أفضل الذين لا يزالون نائمين
ولم يعرفوا من اين اتوا واين هم الآن وإلى أين سيذهبون من هنا
يعني في هذا اليوم ستكون درجات ومؤشرات أدنى الذين استيقظوا
ستكون بالتأكيد أفضل وأعلى من درجات ومؤشرات افضل النائمين
وكل عالم الأمر سيشهدون للفائزين انّ نفسياتهم كانت يومها اكثر نفسيات أهل الأرض والمتنافسين استقرارا وهدواء
فجهّز نفسك حين ترى أن حجارة من سجيل متوجهة نحوك وستقع عليك لا محالة
جهّز نفسك حينها لتدير وجهك مبتسما نحوا الكاميرا التي تنقل صورتك نقلا مباشرا
فيراك أهل السماء وأنت تبتسم وتصنع لهم باصابع يدك اليمين إشارة الإنتصار والطمئنينة
ولن تكْلِم حينها نَّار جميع حجارة السّجّيل مِنْك كَلْماً واحدا
وستنزل عليك بردا وسلاما
الصورة التي ستنتهي إليها مؤشراتك ستحدد إن كنت ستنتقل لجهة أصحاب اليمين ام ستبقى مع اصحاب الشمال لتدخل الامتحان الثاني معهم
وان كنت ستنجح بالفعل وتنتقل لجهة أصحاب اليمين
فمؤشراتك ستحدد مكانتك وموضعك بين الفائزين
فهل ستكون أسبقهم
أم ستكون من أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ
أم ستكون من أَوْصِيَاؤُهُمْ
أم ستكون فقط من أَتْبَاعُهُمْ
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق