الأحد، 27 سبتمبر 2020

الولاية بحران بينهما برزخ لا يبغيان ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان

 






الولاية بحران بينهما برزخ لا يبغيان ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان

اللؤلؤ هم أصحاب النجائب أو الحور العين

أمثال اللؤلؤ المكنون وهم السابقون السابقون المقرّبون

ثلّة من الأولين وقليل من الآخرين

والمرجان هم أصحاب اليمين

ساسة العباد وأركان البلاد ثلّة من الأولين وثلّة من الآخرين ثلّة

.

.

قال أمير المؤمنين : من كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه‏

وقال: أنّ الْعِلْمُ نُقْطَةٌ كَثَّرَهَا الْجَاهِلُون‏

وقال: أَنَا النُّقْطَةُ أَنَا الْخَطُّ أَنَا الْخَطُّ أَنَا النُّقْطَةُ أَنَا النُّقْطَةُ وَ الْخَط

وقال: «أنا النقطة التي تحت الباء المبسوطة»

وقال: َ أَنَا الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ‏

الخلاصة في قوله من هذه الكلمات هي : أنا النقطة ولا يوجد معي نقطة أخرى .

ونقطة وانتهى السطر

طيب

الآن عندما نستعمل الهندسة المقدسة لوصف هذا الكلام فماذا نقصد من الدائرة والمكعب والمثلث وبقية الاشكال الافلاطونية ونضع النقطة في وسطها؟

هل نقصد انها فعلا تحيط به؟

فإن كان هذا قصدنا فإننا سنكون قد جعلنا مع النقطة نقاط أخرى تحيط به

وقد يقول قائل انه هو نفسه النقطة تكثّر بذاته من ذاته

لكننا حينها سنبقى من من جعلوا مع النقطة نقطة أو نقاط أخرى

فما هو الحل إذن؟

الحل سهل ويمكننا ان ننطلق به من قوله :

أَنَا الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ‏

وكيف سنفعل ذلك؟

سنقول أن النقطة هنا هو الأول وهو الظاهر

والخطة أو الدائرة هي الباطن

باطن من ؟

باطن النقطة أو باطن الظاهر

كيف يمكننا ان نتصور هذا الوصف ؟

نتخيل ظهور المشيئة كنقطة نور من صبح الأزل

يعني ظهورها ذاتيا قبل أن يخلق بها العدم

بمعنى قبل أن يخلق بها النور الظلي

فالمشيئة هي نقطة نور اشرقت من صبح الآزل

وقولنا ذاتيا يعني أن المشيئة هي نفسها هي صبح الأزل

وكون النور اشرق من صبح الأزل يدلنا على أن:

النور الذي أشرق هو الظاهر

وصبح الأزل الذي أشرق منه النور هو الباطن

الأن يأتي السؤال التالي :

النور عندما أشرق هل توجه نوره بعيدا عن الباطن؟

فلو كان كذلك فإن النقطة ستصبح نقاطا لا حد لعددها ونكون قد ابتعدنا عن توحيد النقطة واصبحنا من الجاهلين

فما هو الحل؟

الحل أن نقول أن النور أشرق من باطنه على باطنه

يعني الظاهر أشرق على الباطن ليظهره

فالمشيئة غاصت في نفسها أو أشرقت في نفسها

في هذه الحالة فإن النقطة ستبقى نقطة ولن تتكثّر مهما تشعبت في باطنها

أو المشيئة الاولى الكلية ستبقى نقطة مهما غاصت في نفسها او في باطنها أعمق وأعمق وأعمق

كل ما سيحصل هو أنها ستتكوسر أو ستنقسم لكسور أصغر وأصغر وأصغر

فمهما قسّمت رقم الواحد لملايين المرات فلن تخرج من الواحد

بمعنى مهما غصت في الواحد أكثر وأكثر وأكثر فانك ستبقى في الواحد

وهكذا هي المشيئة النقطة مهما غاص وأشرق بها نورها أكثر وأكثر فإنّه لن يخرج منها أو من نفسه أبدا

فالباطن أو صبح الأزل هو بحر أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ كَثِيرُ الْحَيَّاتِ وَ الْحِيتَانِ يَعْلُو مَرَّةً وَ يَسْفُلُ أُخْرَى

لأن صوره والعلم المكنون به لا حد لها ولا له

فالظاهر من المشيئة هو ما تظهره لنا الشمس المضيئة في قعرها بنورها

فالنور هو الظاهر والمّظهر لنفسه أو لباطنه

فالظاهر الباطن هو من اظهر نفسه بنفسه

لم يخرج من ذاته أبدا ، فلا يوجد مع ذاته ذات أخرى ليخرج من ذاته إليها

فهو أشرق بظاهره على باطنه

فهو من دل بذاته الظاهرة على ذاته الباطنة

هو من أظهر باطنه بظاهره

اذا اردت ان تتصور هذا المعنى ارسم نقطة بيضاء صغيرة جدا على لوح أسود

ثم ضعها تحت المجهر وركز العدسة على النقطة

ثم قص السواد حول النقطة البيضاء بحيث لا يبقى تحت المجهر الا النقطة البيضاء وانت تعلم ان باطنها السواد

ركز العدسة اكثر واكثر حتى تصل لمنتصف هذه النقطة وضع نقطة سوداء في منتصفها

ثم ركز العدسة اكثر واكثر على النقطة السوداء حتى لا يبقى غيرها وضع نقطة بيضاء وسطها

وهكذا يمكنك ان تعيد هذه العملية آلآف المرات ، بل ملايين المرات ، بل لعدد لا محدود من المرات

كل هذا وانت لم تخرج من النقطة الوهمية الاولى التي لن يمكنك ان تصل لقرارها أبدا

وهكذا يمكنك أن تغوص بالنقطة وترسم الدائرة أول ما ترسم كما فعلنا

وداخلها ترسم الكلمة التامة كمثلث من ثلاث نقاط

وترسم داخلها المكعب

وترسم داخلها كل الاشكال الهندسية الاخرى

ثم تتعمق بهم اكثر واكثر واكثر

وكل ذلك ولم تخرج من النقطة بعد

ولن تخرج منها أبدا

فكل الوجود موجود في الباطن

ولولا النور او الظاهر لم يكن ليكن له حظ من الظهور

فالنقطة هو الظاهر

ونفس النقطة هو الباطن وهو نفسه الدائرة

الفرق هو أن الظاهر يمثّل الجانب الالهي العلوي الذكري

والدائرة تمثل الجانب الالهي الفاطمي الأنثوي

ومن كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه‏

ستعني

من كانت علويته في ولايتي أكثر من فاطميته خفّت موازينه

لأنه لم يعرفني كما أريده أن يعرفني

عقيدة قدماء المصريين إن الإنسان عندما يموت يوضع قلبه في أحد كفّتي الميزان

وفي الكفّة الأخرى يضعون ريشة الإلهة ماعت

وماعت هي:

إلهة الحق والعدل والنظام في الكون

وتُمثل بهيئة سيدة

تعلو رأسها ريشة النعام رمز العدالة ((من هنا جاء المثل أو السؤال الإستنكاري : يعني إنت على راسك ريشة؟ يعني قابل إنتَ الإلهة ماعت ومتكبّر علينا))

وممسكة في أحد يديها ((الشمال)) مفتاح الحياة (عنخ)

وتمسك في يدها الأخرى ((اليمين)) صولجان الحكم.

وأحيانا يرمز لإلهة الحق والعدل بالريشة

والإلهة ماعت يصورونها أيضا بسيدة لها جناحين من ريش

او أن يديها هما نفسهما جناحيها

يمين وشمال

يمين للحكم والسيطرة ورمزه كما قلنا صولجان الحكم

وشمال للمعرفة ورمز المعرفة هو مفتاح الحياة

وكلتا يدي الإلهة ماعت يمين

عند الموت يأخذون قلب الميت ويضعونه في الميزان ويضعون قباله ريشة الماعت

ومن كان ظاهره في الولاية ((المحبة القلبية)) أكبر من باطنه فيها

خفّت موازينه

الإلهة ماعت عند الفراعنة القدماء

هي نفسها الروح القدس ليلة القدر ، النور الظلّي الفاطمي عند اهل البيت عليهم السلام

وهي فاطمة المنصورة في السماء

فهي الله الأم

وصولجان الحكم والولاية بيد زوجها الرحمن

ومفتاح الحياة والمعرفة بيد أبنهما الرحيم

نور الرحمن الأب يمثّل في الأرض الولاية

واسم الرحمن يمثّل في الأرض الإمامة

النور آية للإسم

يعني نور الأب أية للإبن

يعني نور الولاية آية للإمامة

والإبن يدعو لولاية نور الأب

يعني الإمامة تدعو لنور الولاية

الامامة محمدية والولاية علوية

فمن كانت إماميته في الولاية أكبر من الولاية خفت موازينه

ومن كانت علويته في الولاية أكبر من فاطميته خفّت موازينه

فعند الحساب سيزنون كل هذه المراتب المعرفية للواقف امامهم

ويجب ان تكون ماعتيّته ((الريشة)) في الميزان ((الولاية)) أثقل من قلبيته او ظاهره فيها

الميزان هو الولاية

وكفّتيه هما الباطن والظاهر

في كفّة الباطن سيضعون الريشة

وفي كفّة الظاهر سيضعون القلب

من كان قلبه اثقل من الريشة خفّت موازينه

ومن كان قلبه أخف من الريشة ثقلت موازينه

يعني اذا كانت الريشة اثقل من قلبه ثقلت موازينه

فالولاية لها كفّتان

كفّة علوية وكفّة فاطمية

ظاهر وباطن

يعني الولاية بحران بينهما برزخ لا يبغيان

يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان

اللؤلؤ هم اصحاب النجائب أو الحور العين أمثال اللؤلؤ المكنون

وهم السابقون السابقون المقربون ثلّة من الأولين وقليل من الآخرين

والمرجان هم أصحاب اليمين ساسة العباد وآركان البلاد ثلّة من الأولين وثلّة من الآخرين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق