وَ لَــنَــا نَــطَــقَــتِ الــشَّــجَــرَةُ
أيّ شجرة هي هذه التي نطقت لهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟
.
.
.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ع قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع:
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا وَ صَوَّرَنَا فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا
وَ جَعَلَنَا خُزَّانَهُ فِي سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ
وَ لَــنَــا نَــطَــقَــتِ الــشَّــجَــرَةُ
وَ بِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْلَانَا مَا عُبِدَ اللَّه
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج2، ص: 350
.
.
.
لنعرف هذه الشجرة سنذهب إلى تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 221 - 222
.
.
.
103 قَالَ الْإِمَامُ ع :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا لَعَنَ إِبْلِيسَ بِإِبَائِهِ،
وَ أَكْرَمَ الْمَلَائِكَةَ بِسُجُودِهَا لِآدَمَ، وَ طَاعَتِهِمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
أَمَرَ بِآدَمَ وَ حَوَّاءَ إِلَى الْجَنَّةِ وَ قَالَ:
يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها مِنَ الْجَنَّةِ رَغَداً وَاسِعاً حَيْثُ شِئْتُما بِلَا تَعَبٍ.
[الشَّجَرَةُ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا، وَ أَنَّهَا شَجَرَةُ عِلْمِ مُحَمَّدٍ ص:]
وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ : شَجَرَةَ الْعِلْمِ، شَجَرَةَ عِلْمِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ص الَّذِينَ آثَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا دُونَ سَائِرِ خَلْقِهِ.
فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ : شَجَرَةَ الْعِلْمِ
فَإِنَّهَا لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهِمْ،
وَ لَا يَتَنَاوَلُ مِنْهَا بِأَمْرِ اللَّهِ إِلَّا هُمْ،
وَ مِنْهَا مَا كَانَ يَتَنَاوَلُهُ النَّبِيُّ ص وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ-
بَعْدَ إِطْعَامِهِمُ
الْـــمِـــسْـــكِـــيـــنَ
وَ الْـــيَـــتِـــيـــمَ
وَ الْأَسِــــــيــــــرَ-
حَتَّى لَمْ يُحِسُّوا بَعْدُ بِجُوعٍ وَ لَا عَطَشٍ وَ لَا تَعَبٍ وَ لَا نَصَبٍ.
وَ هِــيَ شَــجَــرَةٌ تَــمَــيَّــزَتْ مِــنْ بَــيْــنِ أَشْــجَــارِ الْــجَــنَّــةِ.
إِنَّ سَائِـرَ أَشْـجَـارِ الْـجَـنَّـةِ كَـانَ كُـلُّ نَـوْعٍ مِـنْـهَـا يَـحْـمِـلُ نَـوْعـاً مِـنَ الـثِّـمَـارِ وَ الْـمَـأْكُـولِ
وَ كَانَتْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَ جِنْسُهَا تَحْمِلُ الْبُرَّ- وَ الْعِنَبَ وَ التِّينَ وَ الْعُنَّابَ-
وَ سَائِرَ أَنْوَاعِ الثِّمَارِ وَ الْفَوَاكِهِ وَ الْأَطْعِمَةِ.
فَلِذَلِكَ اخْتَلَفَ الْحَاكُونَ لِتِلْكَ الشَّجَرَةِ
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ بُرَّةٌ.
وَ قَالَ آخَرُونَ: هِيَ عِنَبَةٌ.
وَ قَالَ آخَرُونَ: هِيَ تِينَةٌ.
وَ قَالَ آخَرُونَ: هِيَ عُنَّابَةٌ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ: تَـلْـتَـمِـسَـانِ بِـذَلِـكَ دَرَجَــةَ مُـحَـمَّـدٍ وَ آلِ مُـحَـمَّـد فِـي فَـضْـلِـهِـمْ
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَــصَّــهُــمْ بِــهَــذِهِ الــدَّرَجَـةِ دُونَ غَـيْـرِهِــمْ
وَ هِيَ الــشَّــجَــرَةُ الَّــتِــي مَــنْ تَــنَــاوَلَ مِــنْــهَــا بِــإِذْنِ اللَّهِ
أُلْــهِــمَ عِــلْــمَ الْأَوَّلِــيــنَ وَ الْآخِــرِيــنَ مِــنْ غَــيْــرِ تَــعَــلُّــمٍ
وَ مَــنْ تَــنَــاوَلَ مِــنْــهَــا بِــغَــيْــرِ إِذْنِ اللَّهِ
خَــابَ مِــنْ مُــرَادِهِ وَ عَــصَــى رَبَّــهُ
فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ بِمَعْصِيَتِكُمَا وَ الْتِمَاسِكُمَا دَرَجَةً قَدْ أُوثِرَ بِهَا غَيْرُكُمَا
إِذَا أَرَدْتُمَاهَا بِغَيْرِ حُكْمِ اللَّهِ .
ِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها : (عَنِ الْجَنَّةِ) بِوَسْوَسَتِهِ وَ خَدِيعَتِهِ وَ إِيهَامِهِ وَ غُرُورِهِ
بِأَنْ بَدَأَ بِآدَمَ فَقَالَ:
ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ :
إِنْ تَنَاوَلْتُمَا مِنْهَا تَعْلَمَانِ الْغَيْبَ وَ تَقْدِرَانِ عَلَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْقُدْرَةِ
أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ : لَا تَمُوتَانِ أَبَداً
وَ قاسَمَهُما : حَلَفَ لَهُمَا إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِين..................بقية الرواية
.
.
.
حتى الأن عرفنا من هو الْـــيَـــتِـــيـــمَ الذي سيطعمونه من هذه الشجرة
ويبدو أن الْـــمِـــسْـــاكِـــيـــنَ وَ الْأُســــــارَى هم
الأقوام الذين سيهدونهم لذلك الْـــيَـــتِـــيـــم الذي سيطعمونه من شجرة العلم هذه
والْـــيَـــتِـــيـــمَ بدوره سيطعم هؤلاء الْـــمِـــسْـــاكِـــيـــنَ وَ الْأُســــــارَى من ما أطعموه من علم هذه الشجرة
.
.
.
هل لعلاقة هذه الشجرة المباركة بمحمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ذكر في القرآن الكريم ؟
.
بالتأكيد يوجد
من رواية طويلة في تفسير القمي ، ج2، ص: 104 - 105 سأنقل نوضع الشاهد منها
مَثَلُنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ كَمَثَلِ مِشْكَاةٍ-
وَ الْمِشْكَاةُ فِي الْقِنْدِيلِ-
فَنَحْنُ الْمِشْكَاةُ
فِيهَا مِصْبَاحٌ:
الْمِصْبَاحُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ص
«الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ» :
مِنْ عُنْصُرَةٍ طَاهِرَةٍ
«الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ- يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ- لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ» :
لَا دَعِيَّةٍ وَ لَا مُنْكِرَةٍ
«يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ»:
الْقُرْآنُ
«نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ- وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ- وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» :
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ
ع يَهْدِي اللَّهُ لِوَلَايَتِنَا مَنْ أَحَبَّ،
(((ولايتهم هو النور)))
(((يهدي الله للنور من أحب)))
وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَبْعَثَ وَلِيَّنَا
مُشْرِقاً وَجْهُهُ ((((كالدينار))))
مُنِيراً بُرْهَانُهُ ((((كالمنشار))))
ظَاهِرَةً عِنْدَ اللَّهِ حُجَّتُهُ ((((كحريق النار))))
حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَ أَوْلِيَاءَنَا الْمُتَّقِينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءَ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً.............إنتهى النقل
.
.
.
نسأل الله وأهل بيته لكم ولنا أن يطعموننا جميعا من هذه الشجرة التي
انطقها الله بالعلم والحكمة لهم خاصة
فألهمتهم عِــلْــمَ الْأَوَّلِــيــنَ وَ الْآخِــرِيــنَ مِــنْ غَــيْــرِ تَــعَــلُّــمٍ
آمين رب العالمين
نعيد ونتبرك بترديد هذه العبارة حـــتـــى إنـــقـــطـــاع الـــنـــفـــس :
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ
فَــــالــــنُّــــورُ عَــــلِــــيٌّ حـــتـــى إنـــقـــطـــاع الـــنـــفـــس
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق