الهدف من كلّ منافسة جديدة من المنافسات المتتالية
ومن وجود كلّ آدم جديد تبع ألف ألف آدم سابق
هو بناء شجرة خلق جديدة
وهذه لا تكمل ألا بسبع سماوات أو بسبع محمدين ، أو بسبعة أئمة
وكل واحد منهم سيكون سماء من تلك السماوات السبعة
لتلك الشجرة الجديدة
واحد من هؤلاء السبعة سيكون هو اصلها
والفائزين معه على قدر مراتبهم سيكونون هم اغصانها وفروعها
.
.
.
تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 592
يَا سُلَيْمَانُ، هَذِهِ سُبُعُ مَا أَهَبُهُ لِمُحَمَّدٍ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ،
تَمَامَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ إِلَى آخِرِهَا.
فَقَالَ: يَا رَبِّ أَ تَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْأَلَكَ تَمَامَهَا
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
يَا سُلَيْمَانُ اقْنَعْ بِمَا أَعْطَيْتُكَ،
فَلَنْ تَبْلُغَ شَرَفَ مُحَمَّدٍ،
وَ إِيَّاكَ أَنْ تَقْتَرِحَ عَلَى دَرَجَةِ مُحَمَّدٍ وَ فَضْلِهِ وَ جَلَالِهِ،
فَأُخْرِجَكَ عَنْ مُلْكِكَ كَمَا أَخْرَجْتُ آدَمَ عَنْ تِلْكَ الْجِنَانِ
لَمَّا اقْتَرَحَ دَرَجَةَ مُحَمَّدٍ فِي الشَّجَرَةِ- الَّتِي أَمَرْتُهُ أَنْ لَا يَقْرَبَهَا،
يَرُومُ أَنْ يَكُونَ لَهُ فَضْلُهُمَا،
وَ هِيَ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا مُحَمَّدٌ،
وَ أَكْبَرُ أَغْصَانِهَا عَلِيٌّ،
وَ سَائِرُ أَغْصَانِهَا آلُ مُحَمَّدٍ عَلَى قَدْرِ مَرَاتِبِهِمْ،
وَ قُضْبَانُهَا شِيعَتُهُ وَ أُمَّتُهُ- عَلَى [قَدْرِ] مَرَاتِبِهِمْ وَ أَحْوَالِهِمْ،
إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ (يَا سُلَيْمَانُ مِنْ دَرَجَاتِ الْفَضَائِلِ عِنْدِي مَا لِمُحَمَّدٍ).
فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ سُلَيْمَانُ:
يَا رَبِّ- قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي. فَأَقْنَعَهُ.
فَقَالَ: يَا رَبِّ سَلَّمْتُ وَ رَضِيتُ، وَ قَنِعْتُ وَ عَلِمْتُ أَنْ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِثْلُ دَرَجَاتِ مُحَمَّدٍ........إنتهى
.
.
.
فاكتمال بناء الشجرة يحتاج إلى سبعة أيتام وكل يتيم منهم سيكون هو محمد من المحمدين السبعة
ولذلك فإن قصة الاصطفاء والإستخلاص دائما تنعاد تماما كما بدات
وتماما كما انتهت
فالمهدي ((اليتيم)) من كل قصة سيصبح هو الهادي ((الآدم أو الخليفة)) للقصة التالية
وعليه بدوره أن يجد اليتيم الجديد في قصته ويهديه
وهذا اليتيم الجديد بدوره سيصبح الهادي والخليفة في القصة التالية ويبحث عن أيضا عن اليتيم ويهديه
وهكذا تنتقل الخلافة من آدم لآدم أو من هادي لهادي أو من يتيم ليتيم
وهكذا تستمر أغصان وفروع شجرة الحياة بالنمو والإتساع
9- شي، تفسير العياشي سَمَاعَةُ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع :
وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
قَالَ :
لَمْ يُعْطَ الْأَنْبِيَاءُ إِلَّا مُحَمَّدٌ ص
وَ هُمُ السَّبْعَةُ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ يَدُورُ عَلَيْهِمُ الْفُلْكُ
وَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ مُحَمَّدٌ ص.............إنتهى
والنور سيكون دائما مكنون بهم ومعهم كلهم
في كل الأشجار القديمة والجديدة
والتي كلها تعتبر فروع تفرّعت من أفرعِ الشجرة الواحدة الكبيرة هي شجرة الحياة
وكما أن الأغصان القديمة في الأشجار هي من تنمّي وتنتج وتغذّي الأغصان الجديدة المتفرعة منها
فكذلك فأن كل شجرة خلق تامّة ستكون هي المسؤولة عن إتمام إنتاج شجرة خلق جديدة تتفرّع منها
والرحمن ينفخ من روحه في كل تلك الأشجار الجديدة والجديدة والجديدة
تخيّل الأمر وكانك عندك بالون تنفخ فيه من روحك
وكلما نفخت فيه من جديد كلما تفرّع منه بالون جديد
وهكذا سيصبح البالون في النهاية شجرة حياة تستمر فروعها وأغصانها واوراقها بالنمو والتكاثر
وروحك أو أنفاسك هي اصل كل تلك الأشجار وسبب بقائها
لكن روحك لتدخل في الشجرة او في الفرع الجديد وتستقر به فيجب عليها ان تنتقل لها من الشجرة التي سبقتها او الفرع الذي سبقها وتفرّعت هي منه
فأشجار الخلق الكثيرة تكوّن بمجموعها شجرة خلق واحدة وروحها هي زهرة الحياة
فشجرة الخلق هي دائما محمد
وروحها هي دائما الزهرة
والنافخ من روحه في الشجرة وفروعها وأغصانها هو دائما الرحمن
وهكذا فإن الملائكة والروح يقيمون هذه المنافسات بهدف إنماء شجرة الحياة بفروع وأغصان وأوراق جديدة
يدفعهم ويحرّكهم لذلك هو رغبتهم في التوسّع في كشف معارفها وعلومها واحتمالاتها
فلو قلنا أن هذه الشجرة الكلّية بها الأن ألف ألف شجرة جزئية
فالأن تجري بالتوازي مع منافستنا هذه ألف ألف منافسة غيرها
وكل منافسة منها تستمر لمدة 50 الف سنة من ما نعدّ
يعني مدتها يوم عند الله
وبذلك فكل سبعة أيام
أو كل 350 الف سنة من ما نعد
فإن ملائكة وروح أشجار الخلق السابقة
سيبنون شجرة خلق جديدة بسبعة أنبياء جدد يصطفونهم وشيعتهم من بين المتنافسين
والأنبياء السبعة هم نفسه الأئمة السبعة الَّذِينَ يَدُورُ عَلَيْهِمُ الْفُلْكُ
وكل فائز منهم مع شيعته الفائزين معه في دفعته
سيأخذون مكانهم في هذه الشجرة الجديدة تماما حسب مراتبهم
ويبدو أن الفائز الأول بعد السابع الذي اكتملت به الشجرة السابقة
سيكون هو الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ مُحَمَّدٌ ص للشجرة الجديدة
والتي ستحتاج إلى سبعة ايام جديدة ((350 الف سنة من ما نعد))
ليكتمل بنائها باصطفاء الائمة السبعة لها
ثم تبدء الدورة الجديدة وهكذا تستمر العملية
فاليتيم الجديد والفائزين معه سيكونون هم المحسودين من بقية المتنافسين معهم
بل حتى بعض الأحيان سيكونون محسودين من بعض شيعتهم الأنبياء كما هو مذكور في هذه الرواية
فرب قال له : هووووب ، قف عندك يا سليمان ودير بالك أن تقترح عليّا أن أجعل لك مرتبة الفائز بدون ان تفوز أنت بها
فهذه المرتبة وهذا المقام لا يُنال إلا بالفوز
ولا أعطيه لأحد إلا بالفوز
ولا أنفخ في أحد من روحي فأضع فيه سري وأنطق به لسانه إلا أن يكون من الفائزين
هكذا تتم العملية وليس بالإقتراح
فلا تتجرء وتقترح عليّ هذا الإقتراح
.
.
.
فالرحمن هو من سينفخ من روحه في بداية كل منافسة جديدة في كلّ فائز جديد فيجعله خليفته الجديد وسمائه الجديدة
وروحه الذي سينفخه فيه هذا هو النور الذي سيكون مكنون بهم جميعهم وينزله معهم جميعهم
وكلهم سيدعون إلى عبادة الرحمن فقط
وسيدعون إلى ولاية روحه فقط
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق