رحلة
النور والضياء بين الزيت والمصباح //
الجزء
الخامس
بسم
الله الرحمن الرحيم
اللهم
صلي على محمد وآل محمد
السلام
عليكم ورحمة الله وبركات
يا
طالب
طالب:--
كلّي
آذان صاغية
الأول:--
لقد
عرفت الآن ان النصفان هما النور والضياء
وأنّ
النور مظلم والضياء منير
طالب:--
نعم
عرفت ذلك
الأول:--
من
منهما الأقدم يا طالب؟
طالب:--
يبدو
أن النور المظلم هو الأقدم
الأول:--
وما
الذي يميز النور المظلم عن الضياء المنير
يا طالب؟
طالب:--
الضياء
المنير مهمته أن يكشف عن العلم المكنون
في النور المظلم
والنور
المظلم هو خُزانة العلم
الأول:
وما
هي صفة العلم المكنون في النور المظلم يا
طالب؟
طالب:--
صفة
علم النور المظلم هي انه الحكمة
الأول:--
ماذا
تقصد يا طالب من أن علمه هو الحكمة؟
طالب:--
أقصد
أنه لا يوجد في علمه أي امر غير حكيم
الأول:--
أوجز
يا طالب
طالب:--
إنه
كل مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ
وَ
الْأَمْرُ بَعْدَ الْأَمْرِ
وَ
الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ
مِنْ
طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ
أَوْ
مَوْتٍ أَوْ حَيَاة
وكل
الْآجَال وَ الْأَرْزَاق لكل العباد
من
كان ومن يكون منهم إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
كل
ذلك واكثر منه هو من الأمر الحكيم والعلم
المكنون في النور المظلم
الأول:
يا
طالب أوجز، من هو منهم العِلم ومن هو
المتعلّم ومن هو المعلّم؟
طالب:--
النور
هو العلم
والضياء
هو المتعلم
ونور
الضياء هو الكاشف المعلّم
الأول:--
ما
هي العلاقة إذن بيني وبينك وبين نوري الذي
ساجعله فيك حين اجعلك ضيائي؟
طالب:--
أنت
العلم وأنا المتعلم ونورك معلمي
الأول:--
من
الذي وسط الكل يا طالب ومن الذي يرى الكل؟
طالب:--النور
هو الذي هو وسط الكل
والضياء
هو من يرى الكل
فالضياء
هو العين والنور هو نور العين
فالضياء
هو العين التي ترى كل شيء والنور هو نور
العين
الأول:--
من
الظاهر ومن الباطن يا طالب؟
طالب:--
النور
هو الباطن وهو الظاهر
الأول:
وماذا
عن الضياء؟
طالب:--
مممم
لا يمكنني ان اجعل النور دليلا على الضياء
ولذلك سأجعل الضياء دليلا على النور
فأقول:
أن
النور أو ((الظل))
هو
باطن الضياء
وأن
النور أو ((الظل))
هو
ظاهر الضياء
الأول:--
ما
علاقة النور الباطن في العين بالنور
الظاهر من العين؟
طالب:--
مممم
يمكنني القول ان النور الباطن في العين
هو الظل
وأن
النور الظاهر من العين هو الأظلة
الأول:--
عبّر
عن ذلك بتعبير آخر يا طالب لأعرف انك تفهم
ما تقول
طالب:--
النور
الباطن في العين هو العقل نهاية المطالب
والنور
الظاهر من العين هو أداة العقل للتفكير
وخلق الصور العقلية
الأول:--
عبّر
عن ذلك بتعبير مختلف يا طالب لأتأكد انك
تفهم ما تقول
طالب:--
النور
الباطن في العين هو الإسم المكنون
والنور
الظاهر من العين هو الأسماء العظمى والحسنى
الأول:--
وضّح
كلامك أكثر عن الأسماء العظمى والحسنى
يا طالب لأعرف انك تفهم ما تتكلم عنه
طالب:--
الاسماء
الالهية هي الادوات التي خلقها العقل
نهاية المطالب او النور الباطن في العين
ليستعملها للفكير وخلق الصور العقلية
فنفس
هذه الاسماء الالهية او هذه الادوات التي
يستخدمها العقل للتفكير ولخلق الصور
العقلية هي فعلا أنوار ظلية أو أظلة لا
صور لها ولا اصوات ولا الوان
لكن
بنفس هذه الاسماء الالهية او هذه الادوات
التكوينية أو هذه الأظلة فإن العقل نهاية
المطالب او النور الظلي او الإسم المكنون
يخلق كل الصور والاصوات والمشاعر العقلية
فالاسماء
الالهية هي الإبداع الأول وهي الأظلة
وهذه
لا وزن لها ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا
حس
وهي
صنائع العقل
والخلق
من بعد يعني باقي الصور العقلية المختلفة
هم صنائع هذه الاسماء العظمى والحسنى
الأول:--
أعد
التوضيح بكلمات جديدة يا طالب لأتأكد انك
تفهم ما تقول
طالب:--
العقل
أو النور المكنون في النور الظلي خلق
الأظلة من تسبيح نفسه يعني أبدعها لا من
شيء فهي لا وزن لها ولا حركة ولا سمع ولا
لون ولا حس
وجعلها
وسيلة ليخلق بها كل ما كان من الأنواع
محسوساً ملموساً ذا ذوق ومنظوراً إليه
الأول:--
عبّر
عن ذلك بطريقة أخرى يا طالب لأتأكد من
جديد أنك تفهم ما تقول
طالب:--
الأسماء
الالهية العظمى والحسنى والفاعلة هي
صُوَرٌ
عَارِيَةٌ عَنِ الْمَوَادِّ، لا وزن لها
ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حس
خَالِيَةٌ
عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ،
ولولا انه مكنون بها فلا قوة ولا استعداد
لها
تَجَلَّى
لَهَا فَأَشْرَقَتْ، يعني خلقها من تسبيح
نفسه
وَ
طَالَعَهَا بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ،
فنورها وتلألها هو من نوره
وَ
أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ
فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَه ، فهو
العقل نهاية المطالب ونوره المكنون بها
هو الفاعل من خلالها
الأول:--
أجمل
أشد الإجمال يا طالب
طالب:--
خلق
العقل بعينه وخلق الأشياء بالعقل
الاول:--
بتعبير
مجمل آخر
طالب:--
خلق
العقل بالجوهرة وخلق الأشياء بالجوهرة
الأول:--
أجمل
أكثر من ذلك
طالب:--
العقل
نهاية المطالب
الأول:--
استعد
يا طالب إذن للدخول في المرحلة المقبلة
يتبع
إن شاء الله
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
.
..
...
....
.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق