الإسم
المكنون والكتاب المرقوم
العاقبة للمتقين وهذا هو الفوز العظيم /2
بسم
الله الرحمن الرحيم
اللهم
صلي على محمد وآل محمد
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
خصّصنا
في هذه الصفحة عشرات المقالات للحديث عن
الإسم المكنون
وأمّا
الحديث العرضي عنه داخل المقالات فربما
بعد أوّل مقال تكلمنا فيه عنه لن تجد بعده
في هذه الصفحة مقالا واحد لم نذكر فيه
شيئا عن الإسم المكنون
يعني
ستجد أن الإسم المكنون مكنون في كل المقالات
وبنفس
الطريقة ستجدنا قد ذكرناه في الأجوبة على
الأسئلة بشكل كبير ودائم
فالإسم
المكنون يحتل من فكرنا وعقيدتنا مساحة
كبيرة جدا جدا ، والمفروض فعلا انه يحتل
المساحة كلها ، ولذلك فإنني عندما اقول
مساحة كبيرة جدا جدا فضمنا اقول معها أن
علمنا به وفهمنا له ليس كاملا
لأن
العلم الكامل والمعرفة الكاملة به تستوجب
منا ان نراه في كل شيء ، بحيث ما ننظر لشيء
الا ونراه فيه وفوقه وتحته وقبله وبعده
وامامه وخلفه
التعبير
قرأنيا عن الاسم المكنون جاء في هذه الآية
الكريمة
أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مَا
يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ
هُوَ رَابِعُهُمْ
وَلا
خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ
وَلا
أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ
هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا
ثُمَّ
يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ
إِنَّ
اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
فهذا
الإسم الذي هو مع الجميع هو نفسه الإسم
المكنون
وبدأت
الآية بالثلاثة وهو رابعهم لأن الثلاثة
هم اسماء الكلمة التامة ، فهو رابع اسماء
الكلمة التامة وهو نفسه الإسم المخلوق
الذي جعله كلمة تامة من اربعة اسماء
كيف
يمكننا تصور علاقة الاسم المكنون بالاسم
المخلوق ؟
قلنا
سابقا أن الإسم المخلوق هو مرآة "هو"
يعني
هو عندما احب أن يعرف نفسه خلق لنفسه مرآة
تعكس له صورة نفسه
وقلنا
أن هذه المرآة هي الأنا الكلية
من
خواص المرآة ان كل جزء منها يعكس كامل
الصورة بدون اي نقص
يعني
لو جئت بمرآة كاملة ووقفت امامه وعكست لك
صورتك كاملة ثم قمت بتحطيم هذه المرآة
لمليون قطعة صغيرة
فان
كل قطعة صغيرة من هذه المرآة قادرة على
ان تعكس لك كامل صورتك وكانها هي المرآة
الكاملة ، لكن صورتك المعكوسة داخلها هي
التي ستصبح أصغر
يعني
لو كنت تستطيع النظر في كل تلك الاجزاء
المليون بنفس اللحظة فستستطيع أن ترى
لنفسك فيها مليون صورة
وكل
صورة من تلك الصور المليون حينما تنظر
لها لن تشك أبدا انها صورتك أنت
يعني
لو سألتك من هذا الموجودة صورته في هذا
الجزء من المرآة او ذاك الجزء؟
فجوابك
دائما سيكون هو :
أنا
فأنت
ستنظر للصِور المنعكسة لك من كل تشطرات
هذه المرآة التي تشطّرت لمليون شطر ، بل
وحتى لو كل ذرة منها اصبحت شطرا ، و ستقول
بكل ثقة عن كل صورة من جميع تلك الصور :
هذا
أنا
الآن
نرجع مرة أخرى للمرآة قبل أن نكسرها
ونشطّرها لمليون قطعة ، لكن لنبقي معها
على تصورنا ان داخل كل ذرة من ذرات هذه
المرآة الكلية توجد صورة واحدة من صور
"هو"
يعني
بتعبير روائي أو بصورة روائية يمكننا
نقول أن هذه المرآة تعكس لــ"هو"
صور
بعدد الخلائق ما كان وما يكون منها الى
يوم القيامة
و"هو"
فقط
من ينظر لنفسه في هذه المرآة العجيبة ويرى
نفسه بكل صورة ممكنة
نضع
الآن المسميات للأطراف التي ذكرناها في
هذا المثال
1-
هذه
المرآة بكلها وكليلها هي النور الظلي ،
هي :
العقل
الكلي، هي الإسم المخلوق ، هي الروح القدس،
هي الأم، هي النور الفاطمي، هي ليلة القدر
، وهي النفس الواحدة أو هي زوجها ،،، فلا
فرق
2-
كل
ذرة من ذرات هذه المرآة والتي تعكس كل ذرة
منها صورة واحدة من صور "هو"
،
هذه هي:
هياكل
التوحيد ، الأظلة ، العرش ، النور المحمدي
، هي الرجال والنساء الكثير الذين بثهم
من النفس الواحدة التي جعل منها زوجها
فهم
بمجموعهم كلهم وكل واحد منهم هم أبناء
النفس الواحدة وزوجها
يعني
نستطيع ان نقول ان الأنوار الظلية هياكل
التوحيد كلهم ابناء فاطمة ، يعني ابناء
النور الظلي
وبتعبير
جامع فلكون ان جميع الانوار الظلية هم
بمجموعهم يشكّلون النور المحمدي الكلمة
التامة ،، فنستطيع أن نقول أن النورالمحمدي
هو ابن النور الفاطمي
أو
نقول انه خلق نورا فاطميّا فجعله محمّديّا
يعني
خلقها إبتداءا مرآة كلية فجعلها مرايا
او هياكل توحيد
فليلة
القدر هي روح القدس وهي الأم
ومحمد
هو الإبن
لكن
من هو الأب ؟
القاعدة
أن "هو"
لا
يخالط خلقه
فإن
كان لا يخالطهم فكيف خلق المرآة وهياكل
التوحيد والصور؟
وكيف
يحيط بهم ويفعل منهم؟
الجواب
هو أنه يفعل كل ذلك بنوره
فـ
"هو"
صدر
منه نور او صدر منه ((العقل))
هذا
النور او العقل هو ذاته أو نفسه
عندما
تقرء تاليا قولي من تسبيح نفسه فمعناها
:
من
تسبيح العقل ، او من تفكير العقل
ومن
تسبيح نفسه ((عقله))
توهّم
العقل مرآة كليّة هي ليلة قدره التي جعلها
الفجر وليالي عشر والشفع والوتر
أو
من تسبيح نفسه ((عقله))
خلق
العقل مرآة كليّة هي نوره الظلي الذي جعله
أظلة
أو
من تسبيح نفسه ((عقله))
جعل
العقل مرآة كليّة هي زوجه التي منها وبها
بث رجالا كثيرا ونساءا
أو
من تسبيح نفسه ((عقله))
خلق
العقل مرآة كليّة هي العقل الكلي الذي له
رؤوس بعدد الخلائق
فنوره
هو الأب وهو المكنون في كل هذا النظام
الصُّوَري
فالمرآة
وهياكل التوحيد هي العالم العلوي وهي
مجرد صُوَرٌ خيالية مبدعة بالابداع يعني
بـ((العقل))
عَارِيَةٌ
عَنِ الْمَوَادِّ، خَالِيَةٌ عَنِ
الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ،
تَجَلَّى
لَهَا ((العقل))
فَأَشْرَقَتْ،
وَ
طَالَعَهَا ((العقل))
بِنُورِهِ
فَتَلَأْلَأَتْ،
وَ
أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ
((العقل))
فَأَظْهَرَ
((العقل))
عَنْهَا
أَفْعَالَه
المهم
والأهم وربّاط الكلام هو أن :
جميع
الصور المنعكسة لـ"هو"
من
هذه المرآة هي صور مختلفة لـ"هو"
خلقها
أو ابدعها او تخيلها نوره ((العقل))
لنفسه
ليرى نفسه بها
وبالتالي
لا يوجد ما يمنع من أن يُري ((العقل))
"هو"
جميع
صوره بلا استثناء صوره بأي صورة كانت ،
بصورة ضعيفة او قوية
او
ضعيفة ثم قوية
او
كيف انها ترقت درجة بعد درجة من صورة من
صوره الضعيفة حتى اصبحت صورة من صوره
القوية
يعني
لا مانع أن يرى نفسه في أي صورة من كل صوره
وقد تحول من ضعيف لمن له الولاية التكوينية
على كل ما هنالك من الوجود
فكل
الصور هي صوره
واي
صورة منها ترقّت وترقّت حتى ملكت الولاية
التكوينية فهي ستبقى صورته هو وليس صورة
غيره
ومن
الأساس لا يوجد غيره ونوره وصوره
فالغيب
المنيع خلق له بنوره مرايا مختلفة
وكل
مرآة منها ستعكس له صورة من صوره
الأن
جميع هذه الصور هي ليست هو وهي أيضا هو
فهي
ليست هو لأنها من صنعه ومن خلقه
وهي
هو لأنها صوره التي ألقى بها مثاله لينطق
ويفعل من خلالها
يعني
ليظهر عنها افعاله
فهي
ليست هو ،، وهي أيضا هو
فاذا
شاء الغيب المنيع شائت هذه الصور
وإذا
شائت هذه الصور شاء الغيب المنيع
من
هذه الصورة التي وصفناها حتى الآن سنفهم
قولهم سلام الله عليهم :
لنا
مع الله حالات هو هو ونحن نحن، وهو نحن
ونحن هو
وهذا
هو ايضا نفس معنى قول أمير المؤمنين عليه
السلام عندما سألوه عن العالم العلويّ
فَقَالَ:
صُوَرٌ
عَارِيَةٌ عَنِ الْمَوَادِّ، خَالِيَةٌ
عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ،
تَجَلَّى
لَهَا فَأَشْرَقَتْ، وَ طَالَعَهَا
بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ،
وَ
أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ
فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَهُ.....بقية
الحديث
وهذه
الصور الأولى العَارِيَةٌ عَنِ الْمَوَادِّ،
والخَالِيَةٌ عَنِ الْقُوَّةِ وَ
الِاسْتِعْدَاد
والتي
القى فيها مثاله وأظهر عنها أفعاله هي
نفسها النور الظلّي والأظلة
بتعبير
آخر هم نفسهم الإسم المخلوق الذي جعله
كلمة تامة
بتعبير
ثالث وبنفس الترتيب هم النور الفاطمي
الذي جعله النور المحمدي الإثني عشري
فالنور
الظلي هو مرآته الكليّة وليلة قدره
والأظلة
هم مراياه الجزئية الفجر وليالي عشر
والشفع والوتر
والنور
الظلي والأظلة لا يمكن لأحد أن يراهم
ويطلع عليهم كظل وأظلة فهم العقل الكلي
يعني
الأفكار العقلية لا يمكنها أن تحيط بالعقل
الذي يخلقها
ولذلك
فان الأظلة تخلق لها ايضا مرايا وتلقي في
هوياتها أمثالها فتظهر عنها افعالها
يعني
الأظلة ستلبس تلك الصور التي ستلقي فيها
أمثالها لتظهر عنها أفعالها
هذه
الصور التي تخلقها الأظلة لتلبسها وتُظهر
عنها افعالها إسمها في الروايات الأشباح
،
فالأشباح
تخلقها الأظلة لكي تلبسها فتظهر عنها
أفعالها
وهذا
هو معنى قول الإمام الصادق عليه السلام
:
ثُمَّ
خَلَقَ الْأَظِلَّةَ أَشْبَاحاً وَ
جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ
وَ
خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ
الْأَعْلَى
ثُمَّ
تَلَا وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ
اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ
حِجابٍ الْوَحْيُ
يَعْنِي
الْأَظِلَّةَ
أَوْ
مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ يَعْنِي الْأَشْبَاحَ
الَّتِي خُلِقَتْ مِنْ تَسْبِيحِ
الْأَظِلَّةِ
فالأشباح
التي خلقها وَ جَعَلَهَا لِبَاساً
لِلْأَظِلَّةِ
لسان
حالها مع الأظلة كلسان حال الأظلة مع
الغيب المنيع
يعني
لسان حال الشباح يقول :
لنا
مع الأظلة حالات
هي
نحن، ونحن نحن
وهي
نحن ، ونحن هي
فلذلك
فإن الأشباح في كل العوالم بتمامها وكمالها
سينطقون بنفس لسان الحال
فعندما
نتكلم عن الإمامة والعاقبة وان العاقبة
للمتقين، فكلامنا هو حصرا عن الإمامة
الأرضية
فمقام
الإمامة الأرضية هو فقط الذي يمكن طلبه
والوصول إليه
يعني
مقام الأشباح فقط هو الذي يمكن للأرواح
بمختلف مقاماتها ان تطلبه وتترقى بالمقامات
حتى تصل إليه
فمقام
الغيب المنيع محفوظ للغيب المنيع فلا
يشاركه به مشارك
ومقام
الأظلة محفوظ للأظلة فقط فلا يشاركهم به
مشارك
ومقام
النور الظلي محفوظ للنور الظلي لا يشاركها
به مشارك
والمقام
الوحيد المفتوح والذي تتنافس كل الملائكة
والروح للوصول له هو مقام الأشباح
وهذا
المقام لا يمكن الوصول له والتلبّس به
إلّا لمن اصطفتهم الأظلة وطهرتهم من الرجس
تطهيرا ولبستهم
وحين
ستلبسهم الأظلة وتنطق وتفعل من خلالهم
فلا
فرق حينها إن كان من اصطفوهم الأظلة
وطهروهم تطهيرا وجعلوهما اشباحا ولبسوهم
، فلا فرق إن كانوا أي صورة من صور هذا
العالم او من صور ذاك العالم او من أي عالم
كان من كل العوالم الموجودة
فالأشباح
هم مجرد مرايا صقلتها الأظلة ونظّفتها
ولمّعتها جيدا لتعكس افعالهم ومشيئتهم
حين يلبسونها
يعني
لسان حال الأظلة مع الاشباح هو اصطنعتك
لنفسي
يعني
تماما كما أن الظلة هم مجرد مرايا للغيب
المنيع يعكسون ويظهرون فعله ومشيئته
والأشباح
في دورها وعالمها ستخلق الأرواح وتلبسها
وتفعل من خلالها
ولذلك
فاسمائكم في الأسماء وارواحكم في الأرواح
ونفوسكم في النفوس
فأسمائنا
هي لباس لأسمائهم
وأرواحنا
هي لباس لأرواحهم
وانفسنا
هي لباس لأنفسهم
وأجسادنا
هي لباس لجسادهم
فأي
صورة أو إسم من الأسماء
من
أي مجموعة كان
ومن
اي عالم كان
وبأي
صورة من الصور كان
تختاره
الأظلة
وتجعله
من الاشباح وتلبسه
سيمكنه
أن يقول:
إن
لله -
عز
وجل -
إثنى
عشر ألف عالم، كل عالم منهم أكبر من سبع
سماوات وسبع أرضين، لا يرى كل عالم منهم
أن لله -
تعالى
-
عالما
غيره، وإني الحجة عليهم.
لأن
الناطق منه ومنهم جميعهم أينما كانوا هو
نفس الناطق
وهم
الأظلة الذين من الساس
هم
هو وهو هم
وهم
مجرد صور تجلى لها وألقى فيهم مثاله ليُظهر
عنهم افعاله
إن
شاء الله اكون قد توفقت في توضيح هذه
المسألة لكم بصورة مناسبة ومقنعة
واذا
كان عندكم أي سؤال أو اعتراض فستجدوني إن
شاء الله بالخدمة
وصلى
الله على خير خلقه اجمعين محمد وآل بيته
الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....
يعني ماشي الحال بس موكتير
ردحذف