بسم
الله الرحمن الرحيم
اللهم
صلي على محمد وآل محمد
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
وَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ
سنحاول
إن شاء الله في الفترة القادمة ومن خلال
المراجعة السريعة لما كتبناه في هذه
الصفحة منذ سبع سنوات حتى اليوم ان نجعل
باطننا في الولاية أكبر من ظاهرنا
وهذا
هو أساس هذه المنافسة والهدف منها ، وعليه
ستتحدد درجات المتنافسين ان شاء الله
يعني
كل من كان باطنه في الولاية أعمق كانت
درجته بين المتنافسين أعلى
وإذا
أردنا أن نزاوج بين قول أمير المؤمنين
عليه السلام ((من
كان ظاهره في ولايتي اكثر من باطنه خفت
موازين))
وبين
ما ورد عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ
السَّلَامُ)
حين
قَالَ:
إِنَّ
اللَّهَ (تَعَالَى)
أَمْهَرَ
فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا
السَّلَامُ)
رُبُعَ
الدُّنْيَا، فَرُبُعُهَا لَهَا،
وَ
أَمْهَرَهَا الْجَنَّةَ وَ النَّارَ،
تُدْخِلُ
أَعْدَاءَهَا النَّارَ، وَ تُدْخِلُ
أَوْلِيَاءَهَا الْجَنَّةَ،
وَ
هِيَ الصِّدِّيقَةُ الْكُبْرَى، وَ عَلَى
مَعْرِفَتِهَا دَارَتِ الْقُرُونُ
الْأُوَلُ....إنتهى
سنفهم
أن باطن ولاية الأمير هو معرفة فاطمة سلام
الله وليلة قدره
فعلى
معرفتها دارت المنافسات السابقة
يعني
على معرفة باطن ولاية امير المؤمنين دارت
المنافسات السابقة
فمعرفة
باطن الولاية
=
معرفة
فاطمة
=
معرفة
ليلة القدر
=
معرفة
النور الظلي
=
معرفة
البحر الملح الاجاج الظلماني ((الظلماني
هنا ليس من الظلم بل من الظلام))
=
معرفة
الإسم المخلوق الذي جعله كلمة تامة
=
معرفة
المعنى الذي جعله معاني
=
معرفة
وجه الله
=
معرفة
الجوهرة الحية بالذات
=
معرفة
النفس الالهية الملكوتية الكلية
=
معرفة
الروح
=
معرفة
الماء الذي جعلوا منه كل شيء حي
=
معرفة
زهرة الحياة
اختصارا
نقول ان كل تلك المعارف =
معرفة
نور السماوات والأرض نور الزهراء الذي
منه ازهرت السماوات والأرض
فنور
السماوات والارض هو النور الواحد الذي
له صور شتى
فهذا
النور الواحد هو الذي اظهر كل صور الأشياء
المختلفة
وهذا
يعني انه رغم أن هذا النور نور مظلم اسود
كسواد الليل الدامس
لكن
منه وبه ظهر نور الشمس المضيئة
فهي
مشكاة الزيت الذي به تضاء تلك الشمس
المضيئة
يعني
هي روح تلك الشمس المضيئة
فهي
مصدر طاقتها وحياتها ونورها
فهي
بهذا المعنى هي روح كل الوجود والموجودات
ففاطمة
هي الروح وهي الماء الذي جعلوا منه كل شيء
حي
يقول
رب العالمين في محكم كتابه الكريم:
وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ
رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ
إِلاَّ قَلِيلاً
ويقول
امير المؤمنين عن الروح
أنّ:
الرُّوحُ
وَاحِدَةٌ وَ الصُّوَرُ شَتَّى
بتعبير
آخر فان الماء واحد وصوره شتّى ، أو النور
واحد والصور شتّى
فكل
الروايات التي تتحدث عن بداية الخلق انما
هي تتحدث عن هذه الروح الواحدة
وعن
هذا النور الواحد الذي حين ازهر ازهرت
السماوات والأرض
ومن
تلك الروايات العظيمة هذه الرواية التي
سأنقل لكم منها هذا المقطع :
.
.
وَ
إِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ نُوراً
ابْتَدَعَهُ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
ثُمَّ
خَلَقَ مِنْهُ ظُلْمَةً
وَ
كَانَ قَدِيراً أَنْ يَخْلُقَ الظُّلْمَةَ
لَا مِنْ شَيْءٍ كَمَا خَلَقَ النُّورَ
مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
ثُمَّ
خَلَقَ مِنَ الظُّلْمَةِ نُوراً
وَ
خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً غِلَظُهَا
كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ
أَرَضِينَ
ثُمَّ
زَجَرَ الْيَاقُوتَةَ فَمَاعَتْ
لِهَيْبَتِهِ
فَصَارَتْ
مَاءً مُرْتَعِداً وَ لَا يَزَالُ
مُرْتَعِداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
ثُمَّ
خَلَقَ عَرْشَهُ مِنْ نُورِهِ
وَ
جَعَلَهُ عَلَى الْمَاءِ .....إنتهى
النقل
فهذه
الياقوتة التي ذابت فأصبحت ماءا مرتعدا
هي نفسها الروح ونفسها ليلة القدر ونفسها
البحر الأسود الدامس
ومن
نوره الذي خلق منه هذه الياقوتة التي
غلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ
وَ سَبْعِ أَرَضِينَ وذابت من هيبته
واصبحت ماءا مرتعدا خلق عرشه المكعّب
وجعله على الماء
يعني
الماء محيط بالمكعب او بالعرش من كل جهاته
يعني
لو أردنا أن نتصور شكل الياقوتة التي ذابت
واصبحت ماءا مرتعدا وكيف أنها تحيط
بالمكعّب او تحيط بالعرش من كل جهاته
فسيكون شكلها كما في الصورة المرفقة مع
المقال
الياقوتة
ماعت فاصبحت مشكاة دائرية من الماء
يعني
لا يوجد لها زوايا مضلعة لها كزوايا سطح
الياقوتة
وداخل
هذه الياقوتة التي ماعت يوجد العرش او
المكعب
والذي
هو نفسه الميركابا ، فالميركابا لها
ثمانية اركان اذا ما وصلت بينها سيصبح
شكلها مكعبا
فالعرش
المكعّب على الماء سيكون شكله حينها كشكل
الميركابا وسط بحر مائي كروي
فهذا
هو النور الواحد
الروح
الواحدة
ومن
يريد ان يكون باطنه في الولاية اكثر من
ظاهره يجب أن يعرف نفسه
لأن
معرفة النفس هي معرفة الرب
والماء
او الروح الواحدة التي لها صور شتى هي رب
كل صورها
بل
هي رب العرش العظيم لأنها هي روحه
والاسم
المكنون هو ربها
وكلهم
بعضهم من بعض لا فرق بينهم
فهم
كلهم نور واحد
وهم
كلهم نور على نور
ولكي
يكون باطننا في الولاية اكثر من ظاهرنا
يجب ان يكون فهمنا للمعاني الباطنية
المخفية بين سطور الايات والروايات دقيق
ولكي
يكون فهمنا للمعاني الباطنية المخفية
بين سطور الايات والروايات دقيق يجب ان
يكون ميزاننا في تمييز المحكم والمتشابه
من الآيات والروايات ايضا ميزان دقيق
وتطبيقه على الأيات والروايات لاستخراج
المحكم والمتشابه منها سهل وواضح
وأهل
البيت عليهم السلام دلونا على هذا الميزان
السهل والواضح الذي اعرض عنه كل مفسري
هذا العصر ومن كتبهم التفسيرية منتشرة
بين الناس من كل الطوائف لأنه لا ينفعهم
ولا ينفع توجهاتهم السياسية والمذهبية
والطائفية
وهذا
الميزان هو الذي بينه وحدده لنا الامام
الباقر عليه السلام في الرواية التالية
6-
وَ
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:
يَا
مَعْشَرَ الشِّيعَةِ
خَاصِمُوا
بِسُورَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ تَفْلُجُوا
فَوَ
اللَّهِ إِنَّهَا لَحُجَّةُ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى الْخَلْقِ
بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص
وَ
إِنَّهَا لَسَيِّدَةُ دِينِكُمْ
وَ
إِنَّهَا لَغَايَةُ عِلْمِنَا
يَا
مَعْشَرَ الشِّيعَةِ خَاصِمُوا بِ حم وَ
الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ
فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا
مُنْذِرِينَ
فَإِنَّهَا
لِوُلَاةِ الْأَمْرِ خَاصَّةً بَعْدَ
رَسُولِ اللَّهِ ص
يَا
مَعْشَرَ الشِّيعَةِ
يَقُولُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى-
وَ
إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها
نَذِير.....بقية
الرواية
فالميزان
الذي سنعتمده للتمييز بين المحكم والمتشابه
من الايات والروايات هو سيدة ديننا سُورَة
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في ليلة القدر
وسورة
حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا
أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ
إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ
كما
ان الذي سيعتمد هذا الميزان في تحديد
المحكم والمتشابه ويبني فكره وعقيدته
حسبه سيكون فضله كما قال الامام الباقر
عليه السلام على من لا يعتمده كفضل الانسان
على البهائم
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ ع :
فَضْلُ
إِيمَانِ الْمُؤْمِنِ بِجُمْلَةِ-
إِنَّا
أَنْزَلْنَاهُ وَ بِتَفْسِيرِهَا عَلَى
مَنْ لَيْسَ مِثْلَهُ فِي الْإِيمَانِ
بِهَا
كَفَضْلِ
الْإِنْسَانِ عَلَى الْبَهَائِم
فعلى
معرفة ليلة القدر دارت القرون
ومن
لا يتبع ليلة القدر لن يعرفها
ديننا
هو عليّ
وسيدة
ديننا هي فاطمة
ومن
لا تدله فاطمة على عليّ لن يهتدي لعلي
أبدا
فهي
الجوهرة الحية بالذات التي أَصْلُهَا
الْعَقْلُ، ومِنْهُ بَدَتْ،
وَعَنْهُ
دَعَتْ،
وَإِلَيْةِ
دَلَّتْ؛
وَعَوْدَهَا
إلَيْهِ إِذَا أَكْمَلَتْ وَشَابَهَتْ،
وَمِنْهَا
بَدَتِ الْمَوْجُودَاتُ، وَإِلَيْهَا
تَعُودُ بِالْكَمَالِ.
وَهِيَ
ذَاتُ الْعليا، وَشَجَرَةُ طُوبَي،
وَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَي، وَجَنَّةُ
الْمَأْوَي؛
مَنْ
عَرَفَهَا لَمْ يَشْقَ أَبَدَاً، وَمَنْ
جَهِلَهَا ضَلَّ وَغَوَي.
يعني
من
عرف فاطمة لَمْ يَشْقَ أَبَدَاً
ومن
جهل فاطمة ضَلَّ وَغَوَي
يعني
من
عرف ليلة القدر لَمْ يَشْقَ أَبَدَاً
ومن
جهل ليلة القدر ضَلَّ وَغَوَي
يعني
فضل
من عرف فاطمة على من لم يعرفها كَفَضْلِ
الْإِنْسَانِ عَلَى الْبَهَائِم
والانسان
هو نقطة ماء واحدة من بحر فاطمة ، بحر
الروح الواحدة ، بحر نور السماوات والأرض
حين
تجلس وتتأمل او تجلس وتتفكر فتذكر ان
فاطمة معك وتحيط بك ظاهرا وباطنا كما تحيط
نقطة الماء هذه بالميركابا ظاهرا وباطنا
عندما
تناجيها فانت تناجي المشكاة التي تحويك
وتحيط بك باطنا وظاهر
تناجي
نور السماوات والأرض
تناجي
الروح الواحدة
تناجي
ذات الله العليا
تناجي
ربك العظيم
كل
ما كتبنا في هذه الصفحة حتى هذا اليوم من
المقالات هو في معرفة فاطمة ومعرفة ابيها
وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
فهي
ذات العقل الإسم المكنون السر المستودع
فيها وهو ذاتها
فهي
ذاته التي يدل بها على ذاته
فهي
أَصْلُهَا الْعَقْلُ، ومِنْهُ بَدَتْ،
وَعَنْهُ دَعَتْ، وَإِلَيْةِ دَلَّتْ؛
تذكروا
هذه الخلاصة دائما وابدا أنه مهما تعددت
العناوين التي تحدثنا وسنتحدث بها وعنها
فان حديثنا هو فقط عن معنى فاطمة ومعنى
علي ومعنى محمد
فحين
نتحدث عن محمد وعلي فهما معنى فاطمة
وحين
نتحدث عن علي وفاطمة فهما معنى محمد
وحين
نتحدث عن محمد وفاطمة فهما معنى علي
وحين
نتحدث عن علي وفاطمة ومحمد فهم معنى النقطة
المشيئة الأولى والنور الذي منه تنورت
الأنوار
وصلى
الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله
الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق