بسم
الله الرحمن الرحيم
اللهم
صلي على محمد وآل محمد
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
العاقبة للمتقين وهذا هو الفوز العظيم
تنزل
الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل
أمر
كنا
ولا نزال وسنبقى إن شاء الله حتى الأخير
في فناء سيدة ديننا إنّا أنزلناه
لأن
فضل المؤمن بجملة تفسيرها على غيره كما
قال الباقر عليه السلام هو كفضل الانسان
على البهائم ونحن إن شاء الله نريد أن
ننال هذا الفضل الكبير
لماذا
الدوران مدار تفسير انا أنزلناه ؟
لو
ضربنا لروايات أهل البيت مثلا فسنقول أن
روايات أهل البيت مثل أوراق شجرة كبيرة
جدا ووارفة
وكل
رواية من رواياتهم هي مثل ورقة من اوراق
تلك الشجرة وبعضها تعتبر ثمرة من ثمارها
ايضا
وتلك
الاوراق منها ما هو قريب من سطح الارض
تتناوله جميع الأيدي لجميع الناس القصار
والطوال الاطفال والكبار
ومنها
ما لا تناله الا أيدي الكبار الطوال منهم
ومنها
ما لا تناله الأيدي الا بمساعدة سلّم له
اكثر من درجة
وكلما
صعدت درجة من درجاته وصلت لأوراق وثمار
جديدة
واخيرا
يوجد منها ما لا تستطيع ان تصل له أبدا
الا اذا كنت خفيف جدا وتستطيع الطيران
فتحط على اغصان تلك الاوراق البعيدة عن
كل يد
ومجمل
تفسير إنا أنزلناه يمثّل تلك الأوراق
والثمار البعيدة التي لا يمكن لأحد أن
يصل لها الا بمعونتهم
فمجمل
تفسير انا انزلنا يقودنا مباشرة الى فهم
واستيعاب حديثهم الصعب المستصعب الذي لا
يحتمله لا نبي مرسل و لا ملك مقرب ولا عبد
امتحن الله قلبه للإيمان
فموسى
عليه السلام وهو نبي مرسل وكليم الله لم
يحتمل هذا الحديث من أن كل شيء يجري من
حوله هو من تنزلات الملائكة والروح وهو
يجري باذن ربه
فاعترض
على العبد الصالح وغضب منه غضبا شديدا
حتى مسكه وجلد به الأرض
واغلب
الناس بنسبة 99,9999%
على
مر الزمان كانوا سيفعلون نفس ما فعله موسى
على نبينا وآله وعليه السلام مع العبد
الصالح
هذا
طبعا إن لم يزيدوا عليه اضعافه وأضعاف
اضعافه وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
كل
ما يجري في هذه الأرض هو من تنزلات الملائكة
والروح فيها
وكل
تنزلاتهم يتنزلون بها بإذن ربهم
يعني
ربهم ليس فقط راضي عنها
بل
هم يتنزلون بها بامره ايضا
والملائكة
والروح الذين يتنزلون باذن ربهم من كل
امر هم نفسهم الملائكة والروح الذين
يعرجون لربهم في يوم كان مقداره 50
الف
سنة
والـ
50
الف
سنة هي مقدار وقت هذه المنافسة من بدايتها
لنهايتها
سبقها
الفين عام خُلقت بها الارواح قبل الأبدان
، يعني قبل أن تبدء فترة الكرات وهي فترة
المنافسة
فكل
من نراهم في هذه الأرض هم أما من الملائكة
أو من الروح
وأغلبهم
هم من الملائكة الذين يشترون الصور من
سوق الصور في الجنة ويدخلون فيها
وهؤلاء
الملائكة الذين يدخلون في الصور هم حطب
جهنم
فهم
يشترونها ويدخلون فيها مع الروح المتنافسين
ليس لكي ينافسوهم على الفوز بهذه المنافسة
بل
لكي يعطّلوهم ويعرقلوهم ولكي يُشعل بهم
خزنة جهنم التسعة عشر نيران جهنم حول
المتنافسين أكثر وأكثر
فنحن
((واقصد
المتنافسين وأهل الصور))
ندخل
في هذه المنافسة المعقودة في جهنم بملئ
أرادتنا
وكل
واحد منا له هدفه الخاص به من دخوله في
اجواء هذه المنافسة في جهنم
فالروح
يريدون الفوز بها لكي يصبحوا من الملائكة
أو يفوزون بالعاقبة
وأمّا
الملائكة الذين يدخلون في الصور فانهم
يدخلونها على امل الفوز بالصورة الرابحة
فيصعدون درجة جديدة
أو
لعلهم يكونون بها من المتقين فيفوزون
بالعاقبة
والعاقبة
هي الإمامة
وربما
يدخلون فيها للتسلية فقط
فكما
اننا نحلم بالجنة ونعيمها فهم يرون ان
جهنم بالنسبة لهم هي أرض الأحلام والمغامرات
والمشاعر القوية التي لا يمكنهم الحصول
عليها الا بالنزول في جهنم
وعندهم
في سوق الصور 12
الف
الف جهنم يختارون واحدة منها وينزلون
فيها بصورة خاصة بها يختارونها بنفسهم
لأنفسهم ويدخلون فيها
فسورة
انا انزلناه تجيبنا بكل وضوح عن الأسئلة
الثلاثة من اين وفي اين وإلى أين
فنحن
كملائكة وروح من الجنة نزلنا وفي الأرض
نزلنا وإلى الجنة سنعود
امّا
نفس هذه الأرض وكل ما يجري فيها فهي كتاب
مرقوم ، عالم رقمي ، ماتركس ، وهم ، سراب
رقمي يحسبه الضمان ماءا
يعني
نحن كملائكة وروح نتزل بإذن ربنا من كل
أمر موجودون الآن خارج هذا الكتاب المرقوم
لكننا نشعر عقليا أننا داخله لنا وجود
مادي
يعني
عندما قررنا أن ندخل في هذه المنافسة كنّا
متأكدين تمام التأكد اننا لن يحصل لنا أي
سوء في هذا العالم الرقمي الوهمي السرابي
يعني
دخلنا في هذه المنافسة ونحن في غاية
الإطمئنان على ان أنانا لن يصيبها اي
مكروه على الإطلاق
وأسوء
ما قد يمكن أن يحصل لنا جرّاء مساهمتنا
فيها هو فقط أننا سنخسر في هذه المنافسة
وبما
أننا كملائكة وروح خالدين لا نموت أبدا
فامامنا الفرصة الكاملة حينها لأن ندخل
بألف ألف منافسة غيرها
أو
لأن نشتري صور وندخل فيها بالف الف منافسة
غيرها
ونبقى
نفعل ذلك حتى نفوز في إحداها
كل
ذلك ونحن مطمئنون تمام الإطمئنان اننا
كملائكة وروح لن يصيبنا خلال ذلك أي سوء
على الإطلاق
وكل
مرة نستيقظ فيها عند نهاية المنافسة سنظن
أننا ما لبثنا فيها إِلاَّ قَلِيلاً ،
وأحدهم سيؤكد لنا أن ظننا هذا ليس مجرد
ظنّ بل هو حقيقة وذلك حين يقول لنا عند
استيقاظنا :
إِن
لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلا لَّوْ
أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
فجميعنا
دخلنا في هذه المنافسة ونحن مطمئنون
ولكي
نفوز بها يجب ان نخوضها ونحن أيضا مطمئنون
فالاسد
أو النمر رغم انه ابطأ من الغزال بكثير
لكنه يتمكن من اصطياده في اغلب الأوقات
لأن
الغزال يبقى طوال المطاردة يلتفت من خوفه
للخلف فيخفف من سرعته فيعطي فرصة للاسد
او النمر من اللحاق به واصطياده
فخوفه
من الاسد أو النمر هو الذي يجعله يخسر في
كل مرة
وهكذا
المتنافسين الذين يدخلون في هذه المنافسة
وهم خائفون
فخوفهم
يجعلهم يترددون الف مرة من محاولة كسر
القيود الفكرية التي بناها المجتمع وحزب
الشيطان من حولهم فتمنعهم من الخروج منها
او من كسرها
فيبقون
عبيدها حتى اللحظة الأخيرة وبعدها يقولون
:
تِلْكَ
إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ
ومجمل
تفسير إنّا انزلناه في ليلة القدر كفيل
بأن يكسر كل تلك القيود الوهمية التي حرص
رجال الدين على تقييدنا بها طوال المدة
السابقة من المنافسة
ولذلك
يقول الامام الباقر عليه السلام :
يَا
مَعْشَرَ الشِّيعَةِ خَاصِمُوا بِسُورَةِ
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ تَفْلُجُواتِلْكَ
إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ
لأنكم
ستكسرون بها كل القيود التي تم تقييدكم
بها فتفلجوا ، يعني ستفوزون
ولذلك
لن تجد أبدا أي رجل من رجال الدين يتكلم
عنها او حتى يقترب منها رغم توجيه اهل
البيت شيعتهم لها
ولن
تجد في كتب تفاسير المفسرين بالرأي أي
شيء يُذكر عنها
وبعضهم
من من يعلم الحقيقة اذا سألته عن تفسيره
سيقول لك انه ما يسوى فلسين ، لأنه يعرف
ان تفسيره مضلل عن الحقيقة اكثر من ان
يكون دال عليها
فرجال
الدين الذين يتم تعيينهم في مناصبهم من
قبل أحد التسعة عشر ليس مهمتهم ان يُعينوك
على الفوز ، هذا ان لم يكن العكس هو الصحيح
بل
مهمتهم الأساسية هي فقط المحافظة عليك
وابقائك في اجواء المنافسة كي لا تخرج
منها فيصطلمك الاعداء ((تميل
لهم))
فتكون
من الغاوين
أما
الفوز فيجب ان تستحقه بنفسك وبتعبك
وأما
القيود فيجب ان تكسرها بنفسك واصرارك
فهذه
المنافسة كما ورد عن أمير المؤمنين الذين
يفسدون فيها هم من خِيار الملائكة ، يعني
من أفضلهم
وهم
يفعلون ذلك بإذن ربهم ، بل بأمر ربهم ،
فاستفزز
وأجلب وشاركهم بالاموال والولاد وعدهم
غرورا فقط
هذه
كلها افعال أمر أمرها رب العالمين لاثنين
من الحاضرين في اجتماع الملأ الأعلى
سيصبحان تاليا من التسعة عشر المنظرين
خزنة جهنم
انها
منافسة يقيمها اهل الجنة فيما بينهم برضى
وقبول وتوجيه ربهم
فربهم
حين يكتب لهم القصة ويقول لهم خذوها
وإبرأوها فهو راضي عن كل ما كتبه فيها من
الأحداث
وهم
سيأخذون المكتوب فيها على أنه أوامر
فينفذونها
ومن
أجل أن يبرأوها سينتخبون أفضلهم وخِيارهم
ليقوموا تحت إدارتهم ببرء كل ذلك المكتوب
فهي
منافسة يقومون فيها فيما بينهم
ومن
يفوز منهم فيها سيكونون هم الذين سيبرؤون
القصة القادمة
وهذا
معنى العاقبة للمتقين
معناها
الإمامة للمتقين
الأمامة
التي تهدي بأمرهم
والإمامة
التي تدعوا للنار
واعظم
جائزة للمتقين والتي هي اعظم من الإدارة
ومن كونهم سيكونون هم حكام البلاد وساسة
العباد في القصة القادمة
هي
انهم سيعيشون اجواء صدور النور وانقسامه
وكيف سيبنون القبة والارض ويقسمون فيها
ارزاقها ووووو
فنحن
في كتاب مرقوم كما قلنا والبيت المعمور
هو بمثابة الكمبيوتر الذي تجري فيه جميع
الأحداث
والفائزون
سيفوزون كما قلنا قبل قليل بالعاقبة
والعاقبة هي الامامة كما ورد في الروايات
فالفائزون
سيتم دمج وعيهم ضمن وعي البيت المعمور
فيصبحون هم وعيه وكل ما يحيط به البيت
المعمور من الأحداث داخل القصة هم سيحيطون
بها ايضا
فأسبق
السابقين سيصبح هو الكتاب والنور معه ،
والنور هو نفسه البيت المعمور
فأسبق
السابقين سيصبح هو الكتاب او سينزلون على
قلبه القصة كاملة من بدايتها حتى نهايتها
وسيكون النور معه يعلمه ويوجهه هو والبقية
كيف يبرأون القصة من بدايتها حتى نهايتها
انتبهوا
لهذا الجزء من هذه الرواية التي تحكي لنا
عن ما جرى في رحلة الاسراء والمعراج
فَاجْتَمَعَتِ
الْمَلَائِكَةُ وَ قَالَتْ :
مَرْحَباً
بِالْأَوَّلِ وَ مَرْحَباً بِالْآخِرِ
وَ
مَرْحَباً بِالْحَاشِرِ وَ مَرْحَباً
بِالنَّاشِرِ
مُحَمَّدٌ
خَيْرُ النَّبِيِّينَ وَ عَلِيٌّ خَيْرُ
الْوَصِيِّينَ
قَالَ
النَّبِيُّ ص ثُمَّ سَلَّمُوا عَلَيَّ
وَ سَأَلُونِي عَنْ أَخِي
قُلْتُ
:
هُوَ
فِي الْأَرْضِ
أَ
فَتَعْرِفُونَهُ؟
قَالُوا
:
وَ
كَيْفَ لَا نَعْرِفُهُ وَ قَدْ نَحُجُّ
الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ كُلَّ سَنَةٍ
وَ عَلَيْهِ رَقٌّ أَبْيَضُ
فِيهِ
اسْمُ مُحَمَّدٍ وَ اسْمُ عَلِيٍّ وَ
الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ الْأَئِمَّةِ
ع وَ شِيعَتِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَ
إِنَّا لَنُبَارِكُ عَلَيْهِمْ كُلَّ
يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ خَمْساً ((يَعْنُونَ
فِي وَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ))
وَ
يَمْسَحُونَ رُءُوسَهُمْ بِأَيْدِيهِم.....إنتهى
النقل
فمحمد
أسبق السابقين وعلي النور والحسن والحسين
وبقية الأئمة عليهم السلام وشيعتهم كلهم
كانوا
ولا يزالون موجودين في البيت المعمور منذ
بداية القصة
وسيبقون
حتى يوم القيامة موجودين في البيت المعمور
ومن
هناك هم يديرون كل ما يجري في هذا العالم
الرقمي الكتاب المرقوم
ومن
سيفوزون سيأخذون مكانهم في القصة القادمة
او
على الأقل سيجلسون أو ينامون بمكان مثل
مكان محمد وعلي والأئمة الحالي
ومنه
سيديرون قصتهم التي سيبرأونها
وسيعيشون
حضوريا كل احداث صدور النور وانقسام النور
لنصفين ولأنوار وأظلة وأشباح وأرواح
يعني
النور سيربلك لهم تجربة صدور النور
وانقسامه ويجعلهم يعيشونها بأنفسهم
ومعها
سيعيشون حضوريا كيف أنهم سيبنون السماء
بأيدي وكيف أنهم سيخلقون ويحيون ويميتون
ويرزقون ويصطفون ويبعثون ويحاسبون وووو
والعاقبة
للمتقين وهذا هو الفوز العظيم
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى
الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته
الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق