الخميس، 23 يوليو 2020

الأظلّة والأشباح





بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلنا حتى الأن في معرفة مراتب أهل البيت عليهم السلام هو أنهم لباس للروح أو انهم سكن للروح

وهذه الروح هي نفسها التي أخبر الإمام الصادق عليه السلام جابر عنها حين قال له:

الهداية الكبرى، ص: 231

قَالَيَا جَابِرُ خَابَ ظَنُّكَ وَ قَصُرَ رَأْيُكَ

أُولَئِكَ هُمُ الْمُقَصِّرَةُ وَ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ

قُلْتُيَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنِ الْمُقَصِّرَةُ؟

قَالَ الَّذِينَ يُقَصِّرُونَ عَنْ مَعْرِفَةِ الْأَئِمَّةِ وَ عَنْ مَعْرِفَةِ مَا فَوَّضَ إِلَيْهِمْ مِنْ رُوحِهِ،

قَالَ جَابِرٌمُنَّ عَلَيَّ يَا سَيِّدِي،

قَالَأَنْ تَعْرِفَ كُلَّ مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالرُّوحِ فَقَدْ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَهُ

أَنْ يَخْلُقَ بِإِذْنِهِ وَ يَعْلَمَ وَ يُخْبِرَ بِمَا فِي الضَّمَائِرِ

وَ يَعْلَمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

وَ ذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الرُّوحَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ

خَصَّهُ بِهَذِهِ الرُّوحِ وَ هُوَ كَامِلٌ غَيْرُ نَاقِصٍ

يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ بِأَمْرِ اللَّهِ

يَسِيرُ بِإِذْنِ اللَّهِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ فِي لَحْظَةٍ

وَ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَنْزِلُ إِلَى الْأَرْضِ مَتَى شَاءَ وَ أَرَادَ....إنتهى النقل

من هذه الرواية نفهم ان الله يختص من يشاء ويؤيده بهذه الروح ،

وهو حين يختصه من بين الخلق فلسبب وحكمة

وحين يؤيده بهذه الروح فأيضا يفعل ذلك لهدف وحكمة

طبعا رب العالمين يستطيع ان يختص من يشاء

فقط لأنه شاء ذلك وبدون أية أسباب

لأنه فوق الأسباب وهو مسبّبها

لكنه كتب على نفسه ان تجري الامور باسبابها

وله البداء فيها بعد ذلك

وحسب فهمنا للروايات والايات قلنا في المقالات السابقة

أن رب العالمين اختصه بهذه الروح لأنه

فاز في المنافسة السابقة لمنافستنا بمرتبة أسبق السابقين ، يعني طلع الأول على المتنافسين كلهم

بتعبير روائي آخر أنه في نهاية المنافسة كان هو أعرف المتنافسين بعليّ

وعلي هو النور

ولأنه كان أعرفهم بعلي النور

جَعَلَه اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اقربهم من علي

ما هي درجة قربه من عليّ النور؟

لقد خَصَّهُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَذِهِ الرُّوحَ مِنْ أَمْرِه

وهنا لم يتبين لنا حتى الأن درجة القرب التي خصّ الله بها أسبق السابقين من علي النور

ولكي نعرف مدى ذلك القرب نذهب لأمير المؤمنين عليه السلام

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ :

إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى

1- أَحَدٌ وَاحِدٌ تَفَرَّدَ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ

2- ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ نُوراً

3- ثُمَّ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مُحَمَّداً ص وَ خَلَقَنِي وَ ذُرِّيَّتِي

4- ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ رُوحاً

5- فَأَسْكَنَهُ اللَّهُ فِي ذَلِكَ النُّورِ

6- وَ أَسْكَنَهُ فِي أَبْدَانِنَا

7- فَنَحْنُ رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَاتُهُ

8- فَبِنَا احْتَجَّ عَلَى خَلْقِهِ

يعني أسكن الله الروح في النور

وبعد ذلك أسكن النور في أبدانهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

فالنور يخالط ابدانهم وارواحهم واجسامهم

فهم سكن للروح

الأن نرجع لكلام الإمام الصادق عليه السلام مع جابر عن الروح ومن يختصه الله به :

قَالَأَنْ تَعْرِفَ كُلَّ مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالرُّوحِ فَقَدْ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَهُ

أَنْ يَخْلُقَ بِإِذْنِهِ وَ يَعْلَمَ وَ يُخْبِرَ بِمَا فِي الضَّمَائِرِ

وَ يَعْلَمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
.
.

نرجع الآن لكلام أمير المؤمنين عليه السلام وبالتحديد لقوله :

ثُمَّ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مُحَمَّداً ص وَ خَلَقَنِي وَ ذُرِّيَّتِي

ونسأل :

كيف خلقهم؟

نذهب لرواية الإمام الصادق عليه السلام عن الأظلة والأشباح

ثُمَّ خَلَقَ الْأَظِلَّةَ أَشْبَاحاً

وَ جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ

وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ الْأَعْلَى ثُمَّ تَلَا :

وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ

الْوَحْيُ يَعْنِي الْأَظِلَّةَ

أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ يَعْنِي الْأَشْبَاحَ الَّتِي خُلِقَتْ مِنْ تَسْبِيحِ الْأَظِلَّةِ....إنتهى النقل

نرجع لسؤالنا السابق

كيف خلقهم حين قال الإمام ثُمَّ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مُحَمَّداً ص وَ خَلَقَنِي وَ ذُرِّيَّتِي ؟

وجوابه هو أنه خلقهم أشباحا وَ جَعَلَهُم لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ

يعني أسكن النور في الأشباح

وقبل ذلك اسكن الروح في النور

فهم بذلك هم سكن للنور وسكن للروح أيضا

ومن ساعتها هم يَخْلُقون بِإِذْنِهِ وَ يَعْلَمون وَ يُخْبِرون بِمَا فِي الضَّمَائِرِ

وَ يَعْلَمون مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

الأن بعد هذا التوضيح هل سيكون الجواب عندنا واضح ما لو اننا سألنا أنفسنا ما هو معنى قولهم سلام الله عليهم :

لَا تَرْفَعُوا الْبِنَاءَ فَوْقَ طَاقَتِنَا فَيَنْهَدِمَ

اجْعَلُونَا عَبِيداً مَخْلُوقِينَ وَ قُولُوا فِينَا مَا شِئْتُم‏

أعتقد أنه مع فهم أمر المنافسة وأسبق السابقين ومسألة إصطفائهم وتأييدهم بهذه الروح سيصبح الجواب سهل على الفهم والتصريح

الفائزون بالمنافسة تم خلقهم خلقا جديدا في العالم أو الكتاب المرقوم

وجعلهم فيه لباسا للأظلة

وأما اسبق السابقين فهو أقربهم من النور لأنه هو الجاب الأعلى

وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ الْأَعْلَى

فالحجاب الأعلى سيصبح هو مصدر النور لبقية الفائزين معه

يعني هو سيعلم ما بأنفسهم جميعهم

وهم لن يستطيعوا أن يعلموا بما في نفسه إلا بما شاء ان يعلمهم

الأن من هو الحجاب الأعلى؟

هو الإمام المهدي

ومن هو النور أو الروح الذي يسكنه؟

هو الامام علي

فهما نورين في نور واحد

ونور واحد من نصفين

فهما نفس وروح اجتمعا بجسد واحد جوهري وهما مقام رب العالمين كما تقول الرواية

بتعبير أخر فإن الْحِجَابَ الْأَعْلَى هو نفسه مقام رب العالمين لأن النور باطنه كما قلنا

فالامام المهدي أو الْحِجَابَ الْأَعْلَى هو :

مَقَامٌ عَلِيٌّ وَ نُورٌ جَلِيٌّ وَ سِرٌّ خَفِيٌّ

فَهُوَ مَلَكُ الذَّاتِ إِلَهِيُّ الصِّفَاتِ

زَائِدُ الْحَسَنَاتِ عَالِمٌ بِالْمُغَيَّبَاتِ

خَصّاً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ نَصّاً مِنَ الصَّادِقِ الْأَمِين‏

أَوْدَعَ اللَّهُ قَلْبَهُ سِرَّهُ وَ أَطْلَقَ بِهِ لِسَانَهُ فَهُوَ مَعْصُومٌ مُوَفَّقٌ

فهو بهذا السرّ الذي اودعه الله في قلبه واطلق به لسانه

عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ قَائِمٌ بِالرِّئَاسَةِ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ إِلَى يَوْمِ السَّاعَةِ

فربهم هو الذي اودع نوره وروحه وسره فيهم

مع هذا الفهم لعلاقتهم بربهم فان فقولهم :

اجْعَلوا لَنَا رَبّاً نَئُوبُ إِلَيْهِ وَ قُولُوا فِينَا مَا شِئْتُم‏

لا يستوجب منّا ان نفصلهم عن ربهم حتى وان كانوا عبادا مخلوقين ومربوبين

فهم موصولين به ومتصلين به من خلال اتصال انوارهم بنور الْحِجَابَ الْأَعْلَى الذي اودعه الله فيه

هذه المعرفة تسمح لنا أن نجعل لهم ربا وكذلك تسمح لنا أن نقول فيهم ما نشاء ،، كل ما نشاء ، جميع ما نشاء

حين قال الحجاب الأعلى لنا

إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ

فاعبدونِ هنا معناها فاعرفونِ المعرفة الصحيحة وبعدها قولوا فيّ ما شئتم

إعرفوا علاقتي بالنور

إعرفوا لماذا استحققت هذه العلاقة الاتحادية مع النور

إعرفوا علاقتي بكم وعلاقتكم بي

إعرفوا من ماذا خلقتكم

لقد خلقتكم من فاضل طينتي

يعني من فاضل نوري

يعني خلقتكم من النور الذي به فقط اصبحت الْحِجَابَ الْأَعْلَى

فمن هذا الروح النور الذي به أستطيع أنا

أن أخلق واخبر عن ما في الضمائر واعلم ما كان ويكون إلى يوم القيامة

من هذا الروح خلقتكم

فهو فاضل طينتي

يعني افضل جزء من تكويني

ومن هذا الروح وبهذا الروح خلقتكم

انه روح البصر روح الحياة الذي بخلقي لكم منه أكون قد ايدتكم به

فأنا والنور ابويكم

وانا والنور وانتم مثل الإبن والأب ومثل الاب والإبن

فانني مخلوق منه فهو أبي

ومنه خلقتكم فأنتم أبنائي وبالتالي فهو ابني

فأنا منه فهو أبي

وانتم خلقتكم منه فانا ابوه لأنني أبوكم

فأنتم مخلوقون من نور الله وسره

تماما كما انني مخلوق من نفس نور الله وسره

وتماما كما ان نوره معجون بدمي ولحمي

فان نوره معجون أيضا بدمكم ولحمكم

هذه المعرفة وعلاقتكم بالنور المودع بكم

فرصة كان ينتظرها أن تحصل ربما منذ الف كرّة

تخيلوا أنفسكم مكانه

يعني خلّي الواحد منكم يتخيل أنه منذ 50 الف سنة محبوس بجسد واحد مع واحد لا يعرف عن وجوده معه أي شيء على الإطلاق

ثم في يوم ما تحصل تلك المعجزة ويكتشف وجودك معه أو يسمع عن وجودك معه وتخالط دمه ولخمه وعقله وروحه

فكيف تتخيلون ان ردة فعلكم ستكون؟

ستصابون حينها بالجنون

وستفعلون كل شيء من أجل ان لا يرجع نصفك الآخر وينساك ويغفل عنك وأنت القادر المقتدر النور العلي العظيم

خصوصا وان المجتمع تم تصميمه وبرمجته منذ البدايات الأولى لمحاربة كل من يقترب من معرفة نفسه والاتصال بها

تخيل كيف أنك أنت القادر المقتدر النور العلي العظيم تشعر بالضعف والعجز الكامل عن ايقاظ نصفك الآخر واعلامه بانك اقرب له من حبل الوريد

لأنه تم برمجته وغسل دماغه ودماغ كامل أفراد المجتمع من حوله فقط لكي ينكر وجودك واتحادك معه بجسد واحد جوهري

لكي يخفي عنه حقيقتك وحقيقته

في الحضارة الهندية يقولون لو ان شخصا تعرف على الكونداليني واتصل به 

ثم بدل رأيه بعد ذلك ونسيه او قرر ان ينساه 

فإن الكونداليني سيجن جنونه عليه لأنه قرر ان يرجع للنوم والغفلة

وسيحاول بكل طريقة ان يوقظه مرة اخرى

وان لم يجد منه فائدة فإنّه سوف يتسبب بكسر قدمه او يده او حتى عاموده الفقري انتقاما منه

وربما سيتفل في وجهه صباحا ومساءا

إنها فرصة كان ينتظر حصولها عليها منذ 50 الف سنة

وحين حصلت هذه الفرصة الذهبية أخيرا

قررت أنت ان ترجع للنوم من جديد وتنساه او تنشغل عنه بسبب حلمك بوظيفة او بسيارة او بفتاة او بشابّ

او ربما لأنك خفت من نظرة ولسان المجتمع النائم المنوّم المخدوع المخادع الذي يحيط بك من كل جانب

ففاضل طينتهم النور هو ابو الحجاب الأعلى

لأن الحجاب الأعلى الإمام المهدي مخلوق منه

وجميع ابناء الحجاب الأعلى

وجميع ذريّات أبنائه

خلقهم الحجاب الأعلى من نفس نوره

الذي انخلق هو منه واتحد معه

بقى ان نقول ان علاقة الاشباح بالاظلة هي

كعلاقة الهواء والماء والنار والتراب

بنفس القوانين التي تعطي الماء والهواء والنار والتراب خواصها وتعمل على حركتها

فعندما ترى أن ورقة تتحرك طائرة في السماء هنا وهناك

فستقول أن الهواء هو من يحملها ويحركها ((ومقام الهواء هنا هو مقام أحد الشباح))

لكن السؤال الأهم هو من هو الذي يحرك الهواء؟

ستفكر حينها وتقول أن الشمس هي السبب الأساس في تحريك الهواء

فنارها تبث نورا يحمل حرارتها او طاقتها

وطاقتها ستنتقل لذرات الهواء فتسخّن فترتفع وتحل أخرى مكانها

وبالنهاية ستنتج من هذه العملية تيارات هوائية مختلفة

ونسأل ما الذي يجعل نور الشمس حار ومحرق وبه طاقة؟

ولماذا لم يكن بردا وسلاما؟

وهكذا يمكننا ان نطرح الآلآف من مثل هذه اللماذات

وعندما نبحث عن أجابات عنها في القران الكريم سنجد لها جميعها جوابا واحدا

وهو جعلنا

يعني يوجد مجموعة هي من تُكسب كل شيء صفاته وخواصه التي هو عليها

ونفس هذه المجموعة التي تُكسب الاشياء صفاتها يمكنها ان تسلب عنها تلك الصفات

يعني نفس المجموعة التي جعلت النار مُحرقة ، هي نفسها من جعلتها  بردا وسلاما بقول منهم على إبراهيم على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام

قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ

فهذه المجموعة التي تجعل القوانين وتُكسب الأشياء بالجعل صفاتها

وبكلمة منها تستطيع أن تبدل نفس الصفات والخواص التي جعلتها لها بصفات وخواص أخرى

هم الأشباح

الفاعل هم الأظلة

والجاعل هم الأشباح

فالجعل يكون من الأشباح للأظلة

يعني الأظلة منقادة في فعلها لمشيئة الأشباح

فحين تكون الأشباح لباس للأظلة

فإن الأظلة تتناسق في مشيئتها وحركتها مع مشيئة وحركة الأشباح

وبنفس الوقت فإن الأشباح تتناسق أيضا في مشيئتها وحركتها مع مشيئة وحركة الأظلة

يعني لا يمكننا التفريق بين حركة الجسم وحركة النفس

فعندما نرى جسمك يتحرك سنعلم ضمنا ويقينا ان نفسك هي من تحركه

وبنفس الوقت نعلم أن الروح التي تسكن نفسك وتكسبها الحياة هي من تحرك نفسك التي تحرّك بدنك

فروحك هنا هي بمقام نورك الظلي الذي يلبس نفسك التي تحرك جسمك

ونفسك هنا هي بمقام نورك الشبحي الذي يلبسه نورك الظلي

وهكذا فإن من سيفوزون في هذه المنافسة سيجعلونهم لباس للأظلة

وبدورهم سيكونون هم لباس جميع الأرواح والأنفس والأجسام والأبدان

أما نفس أسبق السابقين الذي سيكون اقربهم من علي

يعني اقربهم من النور واقربهم من الشمس المضيئة التي :

لَا يَنْبَغِي أَنْ يَطَّلِعَ إِلَيْهَا إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْفَرْدُ

فَمَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حُكْمِهِ

وَ نَازَعَهُ فِي سُلْطَانِهِ

وَ كَشَفَ عَنْ سِتْرِهِ وَ سِرِّهِ

وَ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ

وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِير........إنتهى

فكما قلنا في مقال سابق فعن فهمنا لمعنى هذا المقطع من هذه الرواية العظيمة

أن من سيطلع إليها ويكشف سرها سيكون هو أسبق السابقين وأعرف العارفين بعليّ النور ولذلك سيكون اقربهم منه

فيصبح هو مركز وعي جميع من في المنافسة الجديدة والعالم الجديد الذي سيكون هو كتابه

وضربنا حينها مثالا لذلك فقلنا :

أن أعظم وأهم قطعة في الكمبيوتر هي البروسسور

فالبروسسور هو من يدير جميع العمليات في الكمبيوتر

وهو من يحرك ويوجه التعليمات لجميع أجزاء الكمبيوتر وجميع برامجه وجميع ما يجري منها ولها وعليها

فهو بيت النار في الكمبيوتر لأن كل المعلومات والأوامر فيه هي ترد له وتصدر منه

ولذلك فإنهم يوجّهون عليه مراوح قوية لتبريده دونا عن بقية قطع الكمبيوتر الأخرى

فهو بيت النار المركزية في عالم الماتركس او عالم الكتاب المرقوم

وهو الذي يسيطر ويحرك ويعلم بكل ما يجري به

فما من صغيرة ولا كبيرة إلا وهي محصيّة في هذا الكتاب المرقوم وإلّا هو يعلمها

فلا تغيب عنه فيه غائبة ولا تتحرك فيه معلومة الا له ومنه

الْحِجَاب الْأَعْلَى هذا هو إمامي الذي أعتقد به

الْحِجَاب الْأَعْلَى هو القائم بالأمر

الْحِجَاب الْأَعْلَى خليفة الله في أرضه

ظاهره بشري وباطنه إلهي ، لأن باطنه هو النور

والنور ظهر بشخص عليّ أمير المؤمنين

ولذلك فان رسالة القائم بالامر للناس هي رسالة واحدة وهو أنه يدعوا لولاية النور باطنه

يريدك ان تعرف باطنه

فهو رسول باطنه

وسره ليس بظاهره

لكن بباطنه

فهو لم يصبح الْحِجَاب الْأَعْلَى إلا لأنه كان أعرف الناس بالنور

فهو مخلوق من النور فالنور أبوه

وهو خلق امته الواحدة من نفس النور فهو ابوهم

فهو والنور هما ابوا هذه الأمة الواحدة

ولذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام من كان ظاهره في ولايتي اكبر من باطنه فيها خفّت موازينه

وهنا يمكننا ان نفهمها بمعنى انه من كان مهديا في ولايتي أكثر من كونه علويا خفّت موازينه

فهو واللقائم بالأمر واحد لأنهم الْإِسْمَيْنِ الْأَعْلَيْنِ اللَّذَيْنِ جُمِعَا فَاجْتَمَعَا

فماذا يجب عليك ان تفعل حين تعرف ان ابويك هما أقوى إثنين في هذا العالم ؟

و حين تعرف أن أبويك وذريتهما هم أقوى من في هذا العالم؟

و حين تعرف أنهم هم من يديرون هذا العالم بكله وكليله؟

و حين تعرف أنّهم روح هذا العالم ونفسه؟

و حين تعرف أنّهم هم قطرات الماءحين تصعد في جو السماء وحين تنزل مطرا؟

مقدار ثقتك من هذا الامر وايمانك به ستشهد عليه اعمالك وصفاء نيتك وتركك لملهيات هذه الدنيا قدر المستطاع

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....