رحلة الخيال في جنة الصور والمِثال ،، الجزء الأول

رحلة الخيال في جنة الصور والمِثال ،، الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هدفنا من هذه الرحلة إن شاء الله هو دخول سوق الصور في الجنة

لكننا لا نستطيع أن ندخله مباشرة وبدون أن نمر بقطارنا مرورا سريعا على عدة محطات تسبق وصولنا محطة سوق الصور

لن نتوقف طويلا بتلك المحطات وسنحاول كذلك أن لا تستغرق رحلتنا بين تلك المحطات طويلا

يعني سنأخذ لمحات بسيطة ولقطات قليلة في كل محطة وما بين تلك المحطات

المحطة الأول:

لقد ظهر القائم بالأمر وتم رفع الثلتين من الأولين على النجائب للرحمن برفقة قائدهم قائد الغر المحجلين

وهناك تم تكريمهم واكسابهم لقواهم وتم زقهم بالعلم زقا ثم أرجعوهم للقائم بالأمر

بهم هدم قواعد الكفر والفسوق وأقام دولة العدل والمساواة

300 سنة إستمرت دولة العدل بقيادة القائم بالأمر عليه السلام وكانت الأمور بها مستقرة بدون مشاكل

في هذه الفترة عم الرخاء جميع أرجاء المعمورة وانعدمت الحاجة بين الناس

وبث القائم بالأمر أجزاء العلم السبعة والعشرون كلها بين الناس

وبهذا العلم الوفير اصبح كل شيء تقريبا مجاني ، لأن أهم شيء أصبح مجاني ومتوفر للجميع وهو الطاقة

فأول شيء نشره هو كيفية استخراج الطاقة المجانية وبأبسط الاساليب وأسهلها من أي مكان وفي أي مكان

وبهذا أصبحت الحياة سهلة وغير مكلفة للجميع وبنفس الوقت وبسبب التكنلوجيا والعلوم المتقدمة التي بدء ينشرها بين الناس لم يعودوا يحتاجون للعمل لمدد طويلة في كل يوم

أخيرا وبعد 300 سنة عاد القائم بالأمر للكواليس الخلفية وبدأت دولة المهديين

والمهديون كما بيّنا ذلك سابقا هم نفسهم أسبق السابقين من الأولين الذين زقوهم العلم زقا

التطور العلمي في دولتهم لن يتوقف لكنه سيأخذ منحى آخر تنافسي متعدد القطبية كما هو الأمر حاليا

طبعا ما تم تأسيسه من العلوم والتكنلوجيا التي اساسها شيوع الطاقة المجانية التي تمنع استعباد الناس لبعضهم البعض والطمع ببعضهم البعض سيبقى من أساسيات ومعالم فترة الآخرة حتى نهايتها

ولذلك سيبقى التنافس السائد في ما بين الناس هو في تطوير تلك العلوم واستكشافهم في كيف يمكنهم الاستفادة منها في تطوير ذاتهم ومعارفهم وقضاء أوقات فراغهم الطويلة والاستمتاع بها

طبعا عملية الغربلة جارية على قدم وساق طوال هذه الفترة

الكثير من الناس بسبب الرفاهية وسهولة العيش وقلة المشاكل ستنشغل بكل ما يُمتع حواسها ويشعرها بالسعادة ، فهم سيشعرون انهم قد خلقوا جنتهم الأرضية ومن حقهم الاستمتاع بها وانتهى الامر

والقلة القلية منهم من سيحاولون ان يتذكروا عهدهم ويوفوا به

وكذلك القلة القلية منهم من سيحاول ان يعرف نفسه او سيفكّر بالجنة والنار وبخالقه وربه وبباقي المعارف الربانية

الخلاصة : أن الناس في تلك الفترة ستتطور عقولها لدرجة كبيرة جدا وسيبقون يتطورون أكثر وأكثر حتى يصلون لنهاية فترة الآخرة

ومرة أخرى ستتوالى الاحداث ليرفعوا منهم في نهايتها قليل وثلة ثالثة للجنة السماوية

أمّا الباقين من الأمة الواحدة المتنافسة فسوف يقودونهم زُمُرا ويدخلونهم جنة أرضية أخرى

في أول دخولهم بها فإن من فيها سيطلقون عليهم لقب الجهنميون

لكن بعد فترة سيندمج الجهنميون الجدد بين أهلها فيختفي هذا اللقب عنهم

ومع الوقت هم أيضا سينسون أنهم جهنميون

لأن كل من هم في هذه الجنة الأرضية هم من الأساس جهنميون

يعني أنهم كلهم من الأساس هم من الفرق الخاسرة التي لم تفز في المنافسات

فهم كلهم جهنميون ودخلوا هذه الجنة فشكلهم في البداية سيكون غريبا بين القدامى منهم فيها

يعني شكلهم فيها ساعتها مثل ما انك تجيب راعي غنم بحياته ما شاف حتى قرية صغيرة وتحطه فجأة في وسط مدينة نيويورك

فمثل ما سيكون شكل هذا الراعي غريب وتعرفه الناس كلها انه غريب فالقدماء من الجهنميون الذي اعتادوا على هذه الجنة الجديدة ونعيمها سيميزون الجهنميون أو الوافدون الجدد بمجرد ان يصادفوهم

لكن بمجرد اندماجهم (يعني الوافدين الجدد) بين أهل هذه الجنة فستختفي هذه الصفة عنهم ولن يعود أحد ليطلقها عليهم

فالفرق بين الجهنميون القدامى والجهنميون الجدد هي فقط مسألة الإعتياد على جمال هذا العالم الجميل والجديد والتعرف عليه والإندماج فيه وغياب نظرة الدهشة من على وجوههم

وبمجرد أن يتحقق ذلك فلن يستطيع احد من الجهنميون القدامى أن يميزهم بعد ذلك عن غيرهم

.

.

سيتوقف قطارنا الأن عند باب هذه الجنة الأرضية لنغادره وندخل منه مشيا على الأقدام مع الوافدين الجدد

وسنتقمص شخصيات اثنين من الوافدين الجدد كانا يجلسان بجانب بعضهما البعض في القطار لنعيش اللحظة من خلالهما

وهما سالم و نور

سالم: يبدو أننا قد وصلنا

نور: نعم يبدو ذلك فلقد توقف قطارنا

ما هي الا لحظات حتى سمعوا النداء بأن على الجميع النزول من القطار والتجمع على الرصيف وانتظار التعليمات

لم تمضي الا دقائق قليلة حتى اصطفّ جميع من كانوا في القطار على الرصيف وقفل القطار راجعا من حيث أتي

ولم تمضي سوى بضع دقائق أخرى حتى سمعوا من يطلب منهم أن يمشوا خلفه

بخطوات ثابتة وهادئة بدء الجميع يسيرون خلف دليلهم

وما أن خرجوا من المحطة حتى شاهدوا على مقربة منها بوابة ذهبية كبيرة لم يستطيعوا الرؤية من خلالها سوى سطح بدا لهم من بعيد وكأنه مرآة مائيّة تتموج تموجات خفيفة

والطريق الذي كانوا يسيرون فيه ينتهي عند تلك البوابة الذهبية

استمروا بالتقدم نحو هذه البوابة حتى وصلوا لها وهنا توقف الدليل وبدورهم توقفوا

لحظات انتظار مرت بطيئة على الجميع شق بعدها رجل جميل الجسم والوجه والملبس سطح المرآة المائية وتقدم نحوهم وهو يبتسم

وما ان وصل بقربهم وتوقف حتى ابتدرهم قائلا :

سلام عليكم ، إخوتي وأخواتي الكرام ورحمة الله وبركاته

إنني عمدة هذه المدينة وأود أن أبشّركم أنكم بمجرد دخولكم من هذه البوابة المائية لمدينتنا الجميلة سيذهب عنكم كل الحزن والخوف الذي عشتوه حتى هذه اللحظة

وأنكم ستعيشون بمدينتنا الجميلة أمنين مطمئنين طوال اقامتكم فيها ولن تحتاجوا فيها لأيّ شيئ

وفي مدينتنا الجميلة ستجدون كل ما يسعدكم

من يحب ان يعمل منكم سيجد بالتاكيد العمل الذي يناسبه ويسعده

طبعا العمل في مدينتنا ليس أمر إجباري على الإطلاق

فمن يفضّل أن لا يعمل فتوجد طرق أخرى للعيش في مدينتنا الجميلة

ومن يحب أن يتعلم هنا فسيجد بالتأكيد ما يناسبه من العلم

وسيجد كذلك من سيعلّمه إيّاه

السكن هنا مجاني للجميع

ومساكنكم جميعكم جاهزة بالفعل ولكل واحد منكم

وستجدون انها لا تشبه شيئا مما اعتدتم عليه من المساكن

وانها اجمل من كل شيء يمكنكم الآن ان تتخيلوه

كما واحب أن ابشركم بأن الموت قد رُفع عنكم منذ اليوم

وأنكم طوال تواجدكم في مدينتنا ستعيشون حياة لا موت فيها أبدا

طبعا إلّا في أحلامكم إن قررتم أن تحلموا

طبعا لا توجد عملات نقدية هنا

والبيع والشراء يتم بالوحدات الزمنية

وهذه بمجرد دخولكم من هذه البوابة سيتم تعبئة رصيدكم منها بمليون وحدة زمنية قابلة للتجديد مرتين او ثلاثة حتى تتعرفوا جيدا على المدينة وكيف يمكنكم كسب المزيد من الوحدات الزمنية وتبدؤون بالكسب

ويمكنكم التأكد من رصيدكم بالنظر في كفّكم الأيمن بعد جمع الابهام والسبابة سوية

والبيع والشراء يتم بالسلام بالايدي فينتقل من رصيدك لرصيده او من رصيده لرصيدك الوحدات الزمنية المتفق عليها

أمّا باقي التفاصيل فأعتقد ان امامكم حياة لا نهائية لتحصيلها ومعرفتها بنفسكم

الآن قبل ان تبدؤوا بالدخول من هذه البوابة هل يحب أحدكم أن يستفسر عن شيء في باله؟

لحظات صمت سادت الجو قبل أن تقطعها نور بالسؤال:

هل يمكننا مغادرة هذه المدينة؟

العمدة: يوجد طريقة واحدة للخروج من هذه المدينة وهي أن تشتري صورة رابحة

نور: صورة رابحة؟

ماذا تقصد بالصورة الرابحة؟

العمدة: لا تستعجلي على رزقك ، فعندك الوقت الكافي لكي تتعرفي على كل ما قد يخطر ببالك

كما انه لا يوجد معنى للوقت هنا الا حين تنظرين في كفّك حين تبيعين وتشترين

فلا يوجد شروق في مدينتنا ولا غروب ولا ليل بها ولا نهار

لكن وبنفس الوقت ستجدين وتعيشين بها كل ما تتمنينه وترغبين به

أعلم أن اجابتي هذه ستثير في عقلك المزيد من الأسئلة فأرجوا ان تتحلي بالصبر قليلا ، فبمجرد ان تمري من عبر هذه البوابة ستصبحين في شغل شاغل عن كل ما يشغل بالك في هذه اللحظة

قال العمدة هذه الكلمات ولم ينتظر من نور:الجواب

وأعطاهم الاشارة بيديه للتقدم نحو البوابة وهو يقول لهم بصوت تملؤه المحبة والسلام:

سلام عليكم طبتم فادخلوها آمنين

يتبع إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

..

…

….

…..