السبت، 28 مارس 2020

رحلة الخيال في جنة الصور والمِثال ،، الجزء التاسع





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحلة الخيال في جنة الصور والمِثال ،، الجزء التاسع

سالم: شوّقتني بكلامك هذا كثيرا لسوق الصور ، فما رأيك بأن نذهب له الآن؟

صباح: لا مانع من ذلك أبدا ،، تعرف الطريقة فخذنا بنفسك له

سالم بدوره رفع كفه وقبضه ثم نفخ فيه وقال : سوق الصور

نبضة سريعة صدرت من جبهة سالم فتحت له من أمامه بوابة مكانية شاهد من خلفها حائط له أشكال هندسية جميلة وعجيبة

تقدم سالم داخلا من هذه البوابة وتبعه صباح

وقف سالم ينظر من حوله متعجبا من الهدوء وفروغ المكان من كل أحد الا منه ومن صباح

سالم: كنت أعتقد اننا سندخل في مكان مزدحم كالمرّة السابقة واذا بي في هذا المكان الجديد والفارغ من الناس، فما السبب يا ترى؟

صباح: أنت الأن في نفس المكان ولو كشف الآن عن بصرك لما رأيت موضعا لتضع قدمك فيه في هذا السوق

فهذا السوق يرتاده كل من في السماوات والأرض وليس له الا هذا الباب ، فكل من يرومون الدخول في هذا السوق فلا بد أن يدخلوه من هذا الباب

سالم: معقولة؟

سوق يرتاده كل من في السماوات والأرض ولا يوجد له الا باب واحد؟

صباح: نعم يا سالم معقولة، وما يميز هذا السوق هو ان الطريق الوحيد للوصول له فقط هو عبر هذه البوابة التي تفتحها العين الثالثة

فأي مكان آخر يمكننا لو شئنا ذلك ان نذهب اليه رجالا او ركبانا ، إلّا هذا السوق فلا يمكننا الوصول إليه ابدا الا بواسطة هذه العين وأقصد العين الثالثة

وهذه العين تعرف بالضبط الى اين تريد الوصول فتأخذك له مباشرة

ففي المرة السابقة رانيا كانت تريد أن نصل لمجمع الحور في سوق الصور وليس لنفس السوق ، وذلك لترى ان كان احد منكما له نصيب من الحور العين المعروضة هنا

ولذلك فإن العين الثالثة فتحت البوابة مباشرة للمجمع

أمّا الأن فنيتك لم تكن الذهاب للمجمع بل لسوق الصور نفسه ففتحت لك العين الثالثة بوابة مباشرة له

سالم: جميل جدا ، هل تسمح لي بأن أسألك هل لهذا السوق من إسم آخر؟

صباح: نعم ، يمكننا أن نطلق عليه أيضا أنّه مدينة العلم

ففي أسواق هذه المدينة يمكنك أن تجد

علم ما كان حتى الأن

وعلم ما يجري الآن

وعلم ما سيجري بعد ذلك

فكل ما جرى ويجري وسيجري في اثني عشر الف الف عالم

وكل عالم منها جرت فيه قصص ألف ألف آدم

وستجري به قصص الف الف الف آدم جديدين

والأرقام هنا فقط لتقريب صورة اللا نهاية والأبدية من عقلك وخيالك

فالعلم بما جرى ويجري وسيجري في الزمكان كله

تم

ويتم الآن

وسيتم بالمستقبل

استنساخه وحفظه في هذا السوق

فكل ما جرى في تلك العوالم

ومع جميع أولائك الآدميين وذرياتهم وأبنائهم

تم استنساخه عالم بعالمه

وبكل تفاصيل أحداثها

وتم إيداعه بعد ذلك في أسواق هذه المدينة

فعندما تدخل في سوق الصور فإنك ستكون قد دخلت في مدينة العلم

مدينة العلم بما كان وما يكون وما سيكون

سالم: هل لهذا السوق أو لهذه المدينة من إسم آخر غير هذاالاسم؟

صباح: ما رأيك بسجلات أكاشا؟

سالم: وهل سوق الصور هو نفسه سجلات أكاشا؟

صباح: الأسماء غير مهمة ، المهم أن تعرف معنى تلك الأسماء

أعني أن تعرف المعنى الذي أقصده عندما أقول مدينة العلم أو عندما أقول سجلات أكاشا

لتعرف حينها عندما تدخل هذا السوق أين أنت حينها

فالصور المرئية مثلها مثل الكلمات المنطوقة ،، فهي تشير لمعاني عقلية تسهّل على العقل أن يستحضرها ويعيشها ويتفاعل معها

يعني تسهّل عليه أن يعيش ويتفاعل مع المعاني

يعني لو قلت لك أنك ستدخل في ذاكرة العقل الكوني فلن يمكنك حينها أن تتصور هذا المعنى وكيف أنك داخل العقل بطريقة سهلة

لكن لو قلت لك أنك ستدخل في سوق ستجد به علم ما كان ويكون وسيكون

وكل ذلك العلم سيكون مرصوص أمامك كلمفات مرقومة ومبوبة حسب العصور والعوالم والآدميين

فسيمكنك حينها أن تتقبل هذه الفكرة وتتعامل معها بسهولة

يعني حين ستدخل في هذا السوق فإنك ستدخله تماما كما حين ستدخل في أيّ مكتبة عامة كبيرة فيها العديد من الكتب المختلفة

وبنفس الطريقة فانك ستجد في هذا السوق من سيساعدك ويأتي لك بما تريده من الملفات الرقمية ويعرضها عليك

تماما كما أنك ستجد في المكتبة العامة من يساعدك على ايجاد الكتب

ومن سيظهر لك في هذا السوق لمساعدتك في العثور على ما تطلبه من المعلومات والصور يعرف كل صغيرة وكبيرة في كل هذه الملفات وبدون استثناء

ولكي لا تتردد بالسؤال منه لشعورك بالصغار أمامه فإنه لن يظهر لك بصورة عظيمة ومهولة ومهيبة فتتهيب منه

بل سيظهر لك بصورة كصورة أمين المكتبة العامة في عالمكم

يعني سيظهر لك بصورة موظف بسيط رغم انه فعليا عنده نفس علم نفس العقل الكلي بعظمته

فعلوم هذه المكتبة أو هذه المدينة العلمية لا يمكن ان يحيط بها كلها وبدون استثناء الا نفس العقل الكلي او الكتاب أو من عنده علم الكتاب كله

فمن عنده علم الكتاب كله سيظهر نفسه لك بصورة بسيطة

وسيكلمك ببساطة

وحينها سيسهل عليك التعامل معه بكل بساطة

وبدون خوف او تردد

فتحصل حينها على تمام ما جئت لمدينته من أجله

فسوق الصور هو ذاكرة الكون التاريخية

عندما ستدخل من هذا الباب يا سالم فإنك ستكون قد دخلت من نافذة التاريخ

ويمكنك نظريا وعمليا ان تبقى تائها في هذه المدينة او في هذا السوق للأبد

تقلب ملفاته وتطلع عليها واحدة بعد الأخرى

ولن تنتهي تلك الملفات أبدا

فمع انتهائك من الإطلاع على ملف واحد من تلك الملفات الموجودة في هذا السوق

سيكون قد تم اضافة 100 ملف جديد لهذا السوق لمائة قصة انتهت الملائكة والروح فعلا من التنزل بأحداثها كاملة

وتم استنساخها بكل تفاصيلها

وتم وضعها أخيرا على رفوف هذا السوق

يتبع إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
..
.
..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق