رحلَة
الخَيَاَل في جنّة الصّور والمِثال ،،
الجزء الخامس
بسم
الله الرحمن الرحيم
اللهم
صلي على محمد وآل محمد
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
وهنا
قال الجيني خلفه:
نعم
الله وكتابه ومن عنده علم الكتاب شهداء
عليّ بالوفاء بكامل ما تعهدت لهما به
والأن
تفضلا بالدخول آمنين إلى أجمل وأكبر وأروع
سوق للصور في هذه الجنة الكبيرة
يسرني
ان اقول لكما لو استعجلتما قليلا بالدخول
فتسنتظركما مفاجأة جميلة أول دخولكما
رانيا
صاحت بهما في تلك اللحظة هيا بنا لندخل
من هذه البوابة سريعا ، هيا
لم
يحتاجا الا لعدة حطوات حتى دخلوا من
البوابة الكبيرة والتي ما أن ولجوا منها
حتى بدأت الأجراس تدق بصوت لم يسمعو بمثله
أبدا والتهبت السماء من فوقهم بالاضواء
والالوان
وظهر
الجيني الأزرق ((عّدلت
اللون من الأخضر للأزرق))
أمامهم
من جديد بابتسامة عريضة وهو يقول :
مبروك
عليكما الجائزة الكبرى لهذا اليوم وهي
عشرون مليون لكل واحد منكما لكونكما أوّل
وافدين جديدين من الدفعة الجديدة يدخلان
سوق الصور
أنظرا
لرصيدكما الأن
رفع
سالم كفّه اليمين وجمع الإبهام والسبابة
وكذلك فعلت نور
فظهر
أوّل الأمر رقم مليون امامهما
ثم
بدء الرقم يرتفع ويرتفع حتى استقر اخيرا
على 21
مليون
وتوقف
هنا
قال الجيني لهما :
اتمنى
لكما اقامة دائمة وممتعة في مدينتنا
الجميلة ودوام الحظ الجميل في سوقي الكبير
،، وبدء بالعودة إلى قمة البوابة وهو
يقول لهما الى اللقاء يا سعيدي الحظ
صباح:
انكما
فعلا محظوظان لتكسبا هذه الجائزة مع بداية
دخولكما في هذه المدينة الجميلة
سالم:
هل
يمكنني أن أسألكما رصيدنا ارتفع الى 21
مليون
ماذا؟
رانيا:
لا
تهتم انه مجرد رقم ، فلا هو فضة ولا ذهب
ولا هو عملة ورقية ولا غير ذلك
إنه
مجرد رقم إذا ما تصفّر سينتهي وجودك مع
انتهائه
في
عالمك ربما كنتم ستطلقون عليه زمن بقائكم
هنا ربما ساعات أو أيام او شهور او سنين
او قرون ، لكن بما انه لا يوجد معنى للزمن
في هذا العالم فلا معنى للقول انه يشير
للزمن ، فهو مجرد رقم وسائل زيادته للملايين
وسائل سهلة وبسيطة
وبها
تستطيع أن تحصل على ما تشاء وترغب من كل
البضائع المعروضة هنا للبيع
مثلا
هذا الكشك يبيع مأكولات جميلة ذات طعوم
مختلفة بالتأكيد لم تذوفا منها في حياتكما
أبدا
تعالوا
معي إليه فانتم ضيوفي اليوم
تقدم
صباح نحو الكشك الصغير وتبعه سالم ونور
ورانيا
وما
ان وصلوا إليه حتى بدء صاحب الكشك يعرض
عليهم كتالوج المأكولات مصورا ويصف لهم
روعة طعم كل منها
فاختار
كل واحد منهم صورة وجبة منها اعجبته وهنا
كانت المفاجأة لسالم ونور حين مرر صاحب
الكشك يده على الصور نحو الأمام وكانت
الوجبة تنزل امام كل واحد منهم حارة
ورائحتها تملأء المكان
اربع
مرات مرر يده فوق الصور فنزلت منها اربع
وجبات ساخنة يتطاير منها البخار والرائحة
الزكية
نور:
هل
هذا طعام حقيقي؟
رانيا
:
نعم
إنّه طعام حقيقي كحقيقة كل شيء هنا وكذلك
كحقيقة نفس هذا العالم كله
صباح:
إذا
اعجبكم طعم وجباتكما يمكنكما تجديد الطلب
بالقدر الذي يعجبكم
نور:
شكرا
لك لكن لا أعتقد انني ساجدد الطلب فهذه
الوجبة كبيرة بما فيه الكفاية لكي أشعر
بالتخمة لمدة طويلة بعدها
رانيا
مبتسمة:
من
هذه الجهة إطمئني على الأخير ، فلن تشعري
هنا لا بالتخمة ولا للحاجة لقضاء الحاجة
في بيت الخلاء كما كان يجري معكما في
عالمكما السابق
سالم
:
إممممممم
، ما ألذ هذا الطعام
نور:
كيف
استطعت أن تأكل هذا الشيء؟
سالم:
ولما
لا؟
أنّه
لذيذ بشكل عجيب
كما
أنّ رائحته جميلة بشكل عجيب لم أختبر
مثلها سابقا
كلّي
كلّي ، وصدقيني لن تندمي
وعاد
ليتمم وجبته باستمتاع كبير
صباح
فعل مثله ، بينما بقت نور تنظر لهما
باستغراب كبير ، ورانيا بقت تضحك بسبب
نظرات نور المتعجبة والمستنكرة لما تشاهده
منهما
رانيا:
لا
تتعجبي يا عزيزتي، فالرجال هم هكذا على
الدوام ، عقولهم في بطونهم
لحظات
من الصمت سادت المكان برزت معها اصوات
رغم انها كانت خافتة وبعيدة الا انها كانت
جميلة وآسرة وكانها اصوت غناء ملائكة
الجمال والسعادة
هنا
وقفت نور واتجهت بضع خطوات للأمام مقتربة
من مصدر الصوت ، ثم توقفت والتفتت لخلف
وقالت لرانيا:
ما
هذه الأصوات الجميلة والألحان الملائكيّة
؟
رانيا:
ستحبينها
جدا ، وبسببها ربما ستَدمني إرتياد هذا
السوق ولن تتركيه أبدا
نور:
ما
هي بالله عليك؟ لقد شوقتيني لها
رانيا:
سيخبرونك
هم من هم ، فهم أدرى بنفسهم واقدر على ان
يبينوا لك من هم حقيقة
نور:
صباح
، سالم!!
ألا
زلتما تأكلان؟
انهيا
وجبتكما سريعا والا تركتكما وذهبت لوحدي
مع نور
سالم:
لماذا
الاستعجال؟ ألم تسمعي انه لا معنى للوقت
هنا ولا يوجد داعي للاستعجال أبدا؟ فدعينا
نستمتع قليلا بهذا الطعام اللذيذ ثم بعد
ذلك نذهب جميعا سويّة
نور:
لا
عليكما ساذهب لوحدي ولو ارادت رانيا ان
تاتي معي فلن امانع
رانيا
:
نعم
سآتي معك
صباح:
قم
يا سالم ، ودعنا نذهب معهما ، وسأدعوك
لاحقا على طعام وشراب الذ من هذا الطعام
بالف مرة
سالم:
حسنا
لكن سألزمك بوعدك
بحركة
سريعة وضع سالم كفّه بكف صاحب الكشك فدفع
له الحساب ثم شكره ، وانطلقوا سوية نحو
تلك الاصوات الجميلة الساحرة التي كان
جمالها وسحرها يزداد ويتعاظم كلما اقتربوا
منها أكثر وأكثر
وأخيرا
وصلوا إلى قاعة كبيرة جدا تنتشر بها مركبات
نورانية لها وجوه كوجوه البشر ونورها
وجمالها يأخذ الأبصار من حلاوته ويجتمع
حولها الكثير من الناس وقوفا فاقتربوا
منها بدورهم ووقفوا معهم مشدوهين ومسحورين
بجمالها وسحر صوتها ينظرون ويستمعون لها
وهي تقول بصوت ولحن ساحر لم يسمعوا بمثله
أبدا:
نَحْنُ
النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ أَبَداً
وَ
نَحْنُ الطَّاعِمَاتُ فَلَا نَجُوعُ
أَبَداً
وَ
نَحْنُ الْكَاسِيَاتُ فَلَا نَعْرَى
أَبَداً
وَ
نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ
أَبَداً
وَ
نَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ
أَبَداً
وَ
نَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلَا نَظْعَنُ
أَبَداً
فَطُوبَى
لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَ كَانَ لَنَا
نَحْنُ
خَيْراتٌ حِسانٌ
أَزْوَاجُنَا
أَقْوَامٌ كِرَام
نَحْنُ
اللَّوَاتِي لَوْ أَنَ قَرْنَ إِحْدَانَا
عُلِّقَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ لَأَغْشَى
نُورُهُ الْأَبْصَار
سالم
ونور كانا مشدوهين من جمال المنظر وسحر
وعذوبة أنغام وأصوات هذه المراكب النورانية
وهي تتكلم
اقترب
سالم بهدوء من صباح وسأله بصوت خافت:
ما
هي هذه المخلوقات الجميلة ولماذا هي
مصفوفة هنا ولماذا تقول هذا الكلام الجميل
؟
صباح:
ألا
تعرفها؟
سالم:
إطلاقا،
فلم اسمع من قبل أبدا بوجود مثل هذا الجمال
صباح:
إنهن
الحور العين
سالم:
الحور
العين؟ ماذا تقول؟
أليست
الحور العين نساء جميلات فوق العادة؟
صباح:
ههههه
وأي جمال بامرأة مدورة كأنها بيضة مفلطحة
أو لؤلؤة مدورة لا تعرف رأسها من رجليها؟
سالم
:
ماذا
تقصد؟
أقصد
اننا نعرف كل ما يجول في عقولكم من أفكار
وخيالات ، فعقولكم بالنهاية أغلبها هي
نفسها عقولنا ، لا تسألني الآن كيف فستفهم
ذلك لاحقا
ألم
تقرء في كتابك قوله :
وَعِندَهُمْ
قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ
بَيْضٌ مَّكْنُونٌ
و
قوله:
وَحُورٌ
عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ
فكيف
يعدك بإمرأة مدورة ومفلطحة كأنها بيضة
أو مدورة كأنها لؤلؤة
والأنكى
إنها بيضاء أيضا
فهل
من المعقول أن يعدك بامرأة كأنها بطيخة
بيضاء لتستمتع بها جنسيّا؟
سالم:
تقصد
ان الحور العين لسن نساءا؟
صباح:
بالتأكيد
كلا، إبدء بتنظيف عقلك ايّها الجهنمي
سالم:
الصراحة
انني ومن فرط جمال النساء هنا اعتقدت
للوهلة الأولى انهن كلهن حور عين لنا
صباح:
وماذا
عن الرجال هنا، هل حسبتهم أيضا غِلْمَانٌ
لَّكم كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ؟
سالم:
الصراحة
نعم، فالرجال هنا احلى من النساء
صباح:
شكرا
لصراحتك، لكن ألم تلاحظ أننا أيضا لا نشبه
البطيخ الأبيض
سالم:
لم
أنتبه لذلك الا الآن وبعد ان نبهتني
صباح:
الحمد
لله، من الآن سأشعر بأمان أكبر حين أكون
بقربك وتكون بقربي
سالم:
ههههه
، فهمتني غلط بالتأكيد ، فهذا كان تفكيري
فقط في أول لحظات لنا هنا ، لكنه تبدل
بمجرد حديثنا معكما
صباح:
هذه
أول مرة يحصل لي أن أكون بالقرب من الحور
العين وأنشغل عنها بشيء آخر ، والفضل
بالطبع لك أيها الجهنمي ولأفكارك المنحرفة
سالم:
لا
تؤاخذني فطباعي لا تزالي جهنمية ولم تتبدل
بعد
المهم
قل لي لو سمحت ، من أي شيء جميل مخلوقة هذه
الحور العين؟
صباح:
إنها
مخلوقة من تربة الجنة النورانية
سالم:
وما
هي صفات هذه التربة النورانية؟
صباح:
كلا
كلا، أنت لم تفهم قصدي جيدا،
فقولي
النورانية أقصد به الجنة وليس نفس التربة
وان كان ايضا نورانية
فنحن
الآن في جنة أرضية ، وهذه الحور العين
ليست مخلوقة في عالمنا هذا ولا من مواد
عالمنا او جنتنا هذه
فيوجد
جنة أخرى غير جنتنا هذه هي أعلى درجة
وصفاءا ونورانية من جنتنا الأرضية هذه
وهذه
الحور العين مخلوقة من تربة هذه الجنة
النورانية
وتم
إنزالها هنا في هذا السوق وفي هذا المجمع
الكبير خصيصا لتشويق سكان عالمنا لتلك
الجنة النورانية وجمالها
ولتشجيعنا
على شراء الصور الخاصة بعالمكم السابق
والدخول فيها على أمل الفوز بإحداها
سالم:
تقصد
أن الصور التي تشترونها وتدخلون بها في
عالمنا هي بالنسبة لكم مثل تذاكر اليانصيب
عندنا؟
صباح:
مخك
نظيف أيها الجهنمي ، بالفعل هذا هو اقرب
مثال يوضح بابسط كلمات سبب إقبالنا على
شراء الصور من عالمكم البائس والدخول
فيها معكم
فكما
ان الملايين يشترون عشرات الملايين من
تذاكر اليانصيب وهم متأكدون أن من سيفوز
منهم جميعهم بالجائزة الكبرى هو فقط واحد
او اثنين
فكذلك
نحن نشتري الصور على أمل أن نفوز بإحدى
هذه الحور العين وبها نستطيع الخروج من
هذه الجنة الأرضية وندخل في الجنة النورانية
يتبع
إن شاء الله
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
.
..
…
….
…..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق