الجمعة، 20 مارس 2020

رحلَة الخَيَاَل في جنّة الصّور والمِثال ،، الجزء الثّامن





بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحلَة الخَيَاَل في جنّة الصّور والمِثال ،، الجزء الثّامن 

انهم يحبونك حبا شديدا بحيث انهم لا يريدونك ان تغادر سجنهم أبدا

وهم سيفعلون كل ما سيستطيعون فعله من اجل اقناعك بالبقاء معهم سعيدا ومرتاحا

ولذلك فكل من سيساعدهم من أبناء هذا العالم على تسويق الوهم وصناعته وترويجه وتسويقه وتزيينه وتجميله

فإنهم سوف يكافؤونه بأضعاف ما خسره من رصيده وبأضعاف ما بذله من المجهود من أجل ذلك

سالم: وهل تعرفون سجانيكم في هذا العالم؟ ففي عالمنا السابق لم نعرف ـو نسمع أنه سجن وانه يوجد عليه سجّانين ومدراء ومسيطرين الا في الساعات الأخيرة وقبل خروجنا منه

فهل تعرفون الإدارة هنا؟

صباح: ممممممم ، يمكنك أن تقول أننا نعرفهم وبنفس الوقت لا نعرفهم أيضا

فهم كأشخاص فإننا نراهم ويظهرون ويمشون بيننا دائما ، والناس تحب ظهورهم أيضا ويحبون أن يكونوا متواجدين بقربهم حين يظهرون

سالم: عجيب!! تعرفون أنهم سجانيكم وتحبونهم وتحبون أن تكونوا بقربهم أيضا؟

صباح: السبب في ذلك هو أنه لو ظهر أحدهم في هذا الشارع فكل من سيكونون متواجدين في هذا الشارع ويرونهم سيتضاعف رصيدهم مباشرة في تلك اللحظة

تخيل في عالمكم أن ملك عالمكم كله كان كلما خرج للشارع بين العوام كان ينثر الذهب والجواهر والأموال على الناس طوال مشيه بينهم بحيث أن جميع ممتلكاتهم كانت تتضاعف في كل مرة كانوا يرونه فيها ، فهل كنتم ستحبونه وتبجلونهم ، أم كنتم ستكرهونه لأنه هو سيد عالمكم كله ؟

سالم: الصراحة أن حكامنا كانوا يظلموننا ويحرموننا من أبسط حقوقنا ويستغلوننا بأبشع الصور ويلقوننا في الحروب التي كانت تحصد الملايين منا ، ويفعلون بنا كل ذلك وأكثر منه بكثير بدون حتى ان يرمش لهم جفن

ومع كل ذلك كنا نحبهم ونعلق صورهم في بيوتنا ونُقسم برؤوسهم ولا نقبل أن يدوس على طرفهم أحد من الناس واذا تكرّم علينا في كل سنة بدجاجة كنا نبقى نتذكر كرمه هذا علينا حتى السنة القابلة

صباح: فهل تعتقد أنك ستحب ملكنا وملكك وهو يَحْثُو الْمَالَ عليك حَثْواً وَ بدون حتى أن يَعُدُّهُ؟

سالم: بالتأكيد سأعبده محبة وطاعة ولا أشرك بحبه وطاعته أحدا

صباح: وهذا هو حال الجميع هنا مع الملك ، فكلهم يحبونه ويطيعونه ولا يشركون بحبه وطاعته أحدا

سالم: إن هذا لهو الملك العظيم

صباح: كلا يا سالم ، إن مملكة أخيه أعظم من مملكة ملكنا بكثير

سالم: هل رأيتموها أو ذهبتم إليها؟

صباح: لم يسعفنا الحظ بعد لأن ندخل فيها

سالم: وكيف عرفتم بأن أخاه له مملكة عظيمة وجميلة وأنها أعظم وأجمل من هذا العالم الجميل؟

صباح: يوجد هنا من يدعون له ويصفون مملكته لكل من يستمعون لهم

سالم: يبدو أنهم يشبهون رجال الدين في عالمنا والذين كانوا يبشروننا ويدعوننا لجنة عرضها كعرض السماوات والأرض ، لكن انتهى الحال باتباعنا لهم معكم هنا

صباح: وهذا أمر جيد ، فلولا اتباعكم تعليمات رجال الدين في عالمكم لما وصلتم هنا
ولكنتم انحشرتم مع الذين ضربوا حولهم سور من النار ثم حشروهم في توابيت الحديد إلى عالم أرضي جهنمي جديد

سالم: ذكرتني بهم ،نعم لقد كانت ساعات مخيفة بحق

صباح: وكما يوجد هنا مطاعم واسوق للصور والملابس وغيرها من التي تسوق الوهم بكل صوره يوجد لمن يدعون لأخيهم ومملكة أخيهم أيضا مقرات يدعون بها لأخيهم ومملكة أخيهم ويقولون أنها هي الحقيقة المقابلة لهذا الوهم الذي نعيشه ونبيعه ونشتريه ونستمتع به هنا

سالم: إذن لم تختلف الأوضاع كثيرا عن ما كانت عليه في عالمنا السابق

صباح: من حيث المبدء نعم ، لكنها من حيث التطبيق تختلف اختلاف جذري

ففي عالمنا السابق فالندرة منا من كانوا يعتقدون فعلا أنه عالم وهم وخيال ، كما أن النظام المالي والإجتماعي فيه مبني على ترسيخ وتأصيل فكرة أنه عالم حقيقي لا خيالي

لكن هنا الجميع متفقون ومتأكدون 100% أنهم يعيشون في عالم خيالي ، كما أن نفس النظام والاجتماعي مبني لترسيخ وتوضيح كيف ان هذا العالم كله هو عالم خيالي ووهمي

فهو يشجع ساكنيه على صناعة الوهم ويكافئهم على ذلك

ويشجعهم على ان يعيشوا الوهم ويكافئهم على ذلك أيضا

ويشجعهم على الاستمتاع بالوهم ويكافئهم على ذلك أيضا

ولا يريدهم ان يخرجوا من الوهم وسترى لاحقا كيف انه بصورة ما يعاقب كل من يحاول أن يخرج أو يعتزل وهم هذا العالم

وفي عالمنا السابق كان الذهاب الى دور العبادة والاعتقاد بالاديان أمر مهم وضرورة اجتماعية يعاقب المجتمع أحيانا كثيرة كل من لا يتماشى معه فيها

أما هنا فهذا الأمر أمر اختياري 100% لا يعاقبك المجتمع ولا ملك وسيد هذا المجتمع على تركه بل وربما يشجعونك أو يحثّونك عليه أحيانا بالجوائز الإضافية

فكل ما يقوم به جميع الناس هنا يدخل ضمن ارادة وقبول ملك وسيد هذا العالم وتخطيطه

سالم: أرجو أن توضح لي مسألة الجوائز الاضافية قبل ان ندخل سوق الصور لكي أكون على بينة من أمري

صباح: حسنا ،، توجد عدة أنواع من الصور والعوالم التي يمكن لك أن تشتريها وتدخل بها

توجد صور يتم تفصيلها لك حسب الطلب

يعني تريد مثلا أن تكون ملكا ، أو ربما ملكة ، حينها سيسألك صاحب المحل عن تفاصيل التجربة الشعورية التي تريد أن تعيشها بكل تفاصيلها ، وحسب إجاباتك سيقوم مولد الصور بتفصيل قصة كاملة تعيشها بكل تفاصيلها الرئيسية التي انت من طلبتها وحددتها ، ويضيف لها من عنده الكثير من التفاصيل الجزئية والجانبية التي تتماشى مع الصورة التي طلبتها بنفسك لنفسك

وهذه القصة سيخترعها لك الحاسوب من ألفها إلى يائها ثم تدخل أنت فيها لتعيشها كما رسمها لك وكما تتفاعل انت معها

يعني مثل حين تلعب الشطرنج مع الكمبيوتر ،

فأنت من تحدد درجة الذكاء التي تريد من الكمبيوتر ان يلعب معك بها

تريده غبي؟ حينها سيلعب معك بغباء فتفوز انت دائما

تريده بمستوى ذكائك الذي تقدره لنفسك ؟ سيلعب معك حينها بمستوى ذكائك

فتفوز أنت احيانا ويفوز هو احيانا اخرى

ويوجد نوع أخر من الصور إذا ما دخلت بها فإنك لن يكون لك بها أي نوع من الاختيار ، ولكنك ستشعر بها وكأنك أنت من تختار

وهذه الصور لشخصيات كانت تعيش ضمن منافسات جرت وانتهت فعلا ، لكن تم استنساخ جميع الاحداث التي حصلت بها بكل تفاصيلها ولكل شخصياتها

يعني منافستكم التي انتهت لتوها ومنها اتيتم تم استنساخ جميع احداثها ولكل شخصياتها من بدايتها لنهايتها

ويوجد شخصية معروفة ومشهورة من ضمن شخصياتها المشهورة اسمه نيكولا تيسلا

انت يمكنك أن تطلب أن تعيش قصة نيكولا تيسلا من بدايتها حتى نهايتها وللحظة موته

في هذه الحالة انت لا اختيار لك نهائيا في هذه الصورة ، وكل ما سيجري منك وتفعله هو أمر قد تم فعله بتمامه وتم الانتهاء منه ، لنقل أنك ستلبس صورته فقط وتشعر معها بجميع ما شعر به نيكولا في كل يوم من ايام حياته من يوم ولادته لغاية لحظة موته

بالطبع ستشعر طوال وجودك في الصورة انك حر الارادة وانك انت من تختار افعالك وانك انت من تفعلها وبارادتك تقرر فعلها ، لكن الحقيقة هي ان شعورك هذا سيكون حينها مجرد شعور شبحي بحرية الارادة

ويمكنك ان تختار اي قصة تريدها من قصص أي منافسة منتهية وتدخل فيها، سواء كانت صور الجبارين فيها او الانبياء او الأولياء او الأئمة

فالقصة كلها تم استنساخها بجميع تفاصيلها من بدايتها لنهايتها ولكل شخصياتها

يعني لو احببت فيمكنك الأن ان تدخل لسوق الصور ولا تخرج منه الا بعد ان تدخل في 50 الف صورة لخمسين الف شخصية في خمسين مكان من القارات السبعة وحينها ستعرف حقيقة ما جرى في كل الحروب وأغلب تفاصيل قصة عالمكم الذي جئتم منه من بدايته حتى نهايته

ستعيش تفاصيل كل ذلك لكن بدون أن تستطيع أن تغيّر أو تؤثر في الاحداث التي تجري من حولك

فحالك هنا في عدم تأثيرك على الاحداث كحالك حين تشاهد فلم من الافلام من خلف شاشة فأنت حينها مجرد مشاهد

لكنك هنا حين تشتري الصورة وتدخل فيها فانك ستشاهدها من خلال عين الشخصية او الصورة التي اخترتها انت بنفسك بدل ان تشاهدها من خلف شاشة

ويمكنك شراء صورة في منافسة من المنافسات التي لا تزال أحداثها وصراعاتها جارية ولم تنتهي بعد وتدخل فيها لكن ليس كمتنافس من المتنافسين

فالمتنافسون في كل منافسة من المنافسات عددهم محدد وثابت من بدايتها الأولى حتى نهايتها فلا يزيد عددهم واحد ولا ينقص واحد

كما أن عدد الفائزين منهم أيضا محدد وثابت من قبل بداية المنافسة

فلا يزيد عليهم خلال المنافسة واحد ولا ينقص خلالها أيضا من عددهم واحد

في هذه الحالة فإن لك نوع من الاختيار حين تدخل في الصورة كما ويمكن لك أن ينكتب إسمك مع الفائزين

لكن ليحصل ذلك يجب قبلها أن يبدو للمدير العام ان يوفقك لأن تكون من الفائزين

وهنا تحديدا يأتي دَور تلك الدور التي يدعو بها الدعاة لأخي ملكنا ولمملكته الأكبر والأجمل

فحسب إدّعائهم أنه لن يبدو للملك أن يوفق للفوز الا من كان يرتاد تلك البيوت ويتعلم منها ما يعلمونه فيها

وحسب الظاهر يبدو أن الكثير جدا ممن فازوا بالصورة الرابحة وبدا للملك ان يوفقهم كانوا في مرحلة من مراحل وجودهم في هذا العالم الجميل فعلا ممن ارتادوا هذه الدور قبل فوزهم وخروجهم منه

يتبع إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
..
.
..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق