اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بهمسة
خافتة قطعت رانيا لحظة الهيام التي كانت
تعيشها نور وهي واقفة أمام تلك المركبات
النورانية تستمع لجمال كلماتها وألحانها
وأصواتها وحركاتها
رانيا:
هل
تعلمين يا نور أنك وسالم تستطيعان أن
تنالا فرصة فريدة تتحدان بها روحيا وبدنيا
مع إحدى الحور العين الموجودة هنا؟
نور:
ماذا
تقصدين بالاتحاد روحيا وبدنيا من إحدى
الحور الهين الموجودة هنا؟
رانيا:
إنها
فرصة فريدة ووحيدة لن تنسي طعمها بعد ذلك
أبدا ، ورغم أنك لن تنسيها لكنك لن تعيشيها
مرة أخرى الا حين تفوزين بها
نور:
هل
تقصدين انها ستبقى معروضة في هذا السوق
تنتظرني حتى لحظة فوزي بها؟
رانيا:
كلا
يا نور ، فما هذه الحور التي ترينها معروضة
أمامك في هذا المَجْمَع الا نماذج لتلك
التي سيخلقون كل واحدة منها وبشكل خاص
يناسب كل فائز من الفائزين
فهذه
النماذج مصنوعة بطريقة يمكنها أن تتحد
بها روحيا وبدنيا مع أكثر من شخص لأنها
ستوضع للعرض في هذا المجمع
فأنت
ربما ستجدين في هذا السوق الحور العين
التي ستناديك
وربما
ستجدينها في سوق أخر وتجربين الاتحاد
معها
لكن
بعد أن تنتهي تجربتك معها ستعودين للانفصال
عنها مرة أخرى
ليجربها
غيرك
أما
تلك التي ستفوزين بها فلن تنفصلي عنها
أبدا بعد أن تتحدي بها
ومن
حينها ستصبحان روح واحدة لكن لها جسدان
وبحيث
ستصبحين انت روح جسدها وهي روح جسدك
يعني
سيتم تزويجكما أو سيتم قرنكما مع بعضكما
البعض
بحيث
لو سألتك وقتها عن علاقتك بها فستقولين
:
أنا
منها وهي مني
أنا
روح جسدها وهي روح جسدي
فانت
ستتحدين معها وهي ستتحد معك
بحيث
تصبحان سوية جسد واحد جوهري يتكون من
اتحاد وعيين اثنين
وعيك
انت
ووعيها
هي
وستصبحان
جسد واحد لكن له عينين
أنت
عين وهي عين
فما
ترينه أنت ستراه هي معك
وما
ستراه هي سترينه أنت معها
لكن
مع اختلاف بسيط
لكنكما
ستكملان بعضكما
وستصبحان
جسد واحد له أذنين
أنت
أُذن وهي الأُذن الأخرى
تسمع
هي ما تسمعينه أنت
وتسمعين
أنت ما تسمعه هي
لكن
مع اختلاف بسيط بينكما
لكنكما
بالنهاية ستكملان بعضكما
ستصبحان
جسد واحد وعقل واحد لكن له نصفين
أنت
نصف عقلها الثاني وهي نصف عقلك الثاني
تفكرين
وتسمعك وتفكر هي وانت تسمعينها
باتحادكما
ستصبحان جسد جوهري واحد ، يكمل بعضه بعضا
كبدكِ
مِرآتها و كبدها مرآتكِ
وكل
واحد منكما له وظائفه الخاصة به وحده
لكنكما
بالنهاية ستكملان بعضكما بعضا
هل
ترين يا نور كل هؤلاء الذين يقفون مثلك
الآن مشدوهين ومنبهرين وسارحين؟
إنّهم
جميعهم يتذكرون في هذه اللحظة جمال وسحر
وخيال تلك اللحظة التي لا يزالون من وقتها
يعيشون على أمل أن يتذوقوها ويشربوا منها
مرة أخرى شربة لا يظمؤوا بعدها أبدا
نور:
لقد
شوقتيني لها كثيرا يا رانيا ، فأخبريني
كيف وأين سأجد من ستقبل أن أتحد بها ومعها؟
رانيا:
لا
تقلقي نور ، لو كانت هنا فستجدينها، بل
هي من ستجدك وهي من ستناديك وهي ستعرفك
بنفسها
في
تلك اللحظة بدء سالم يتحرك للأمام
رانيا:
إلى
أين تريد يا سالم؟
سالم:
إنني
أسمع صوت جميل وساحر ينادي باسمي وطريقة
لم اسمع بها من قبل
نور:
رانيا
هل ...
رانيا:
نعم
يا نور
صباح:
دعونا
نمشي خلفه لنرى المشهد
وبمجرد
ما أن بدؤوا بالسير خلفه حتى أدرك الواقفون
ما سيحصل وكأنهم كانوا ينتظرون حصوله
فبدؤوا أيضا بالسير بكل هدوء خلفهم
في
تلك اللحظة بدئت جميع الحور بالارتفاع
للأعلى ولم يبقى منها الا واحدة فقط ،
وبدء سالم يتجه مباشرة نحوها وجميع من
كانو واقفين في المَجْمَعِ بدؤوا بالأقتراب
نحوها بهدوء وأخيرا توقفوا جميعهم عند
مسافة معينة منها مشكلين حولها دائرة بين
استمر سالم بالاقتراب منها أكثر وأكثر
وكلما
كان سالم يقترب منها أكثر وأكثر كان نورها
يزداد أيضا توهجه أكثر وأكثر
حتى
أصبحت أخيرا وكأنها شمس بيضاء صغيرة لكن
نورها كان أقوى من نور الشمس الف مرة ،
لكنه ورغم قوته كان نورا باردا ومنعشا لا
يؤذي على الإطلاق من ينظر له
بل
وكان إشعاعها لنورها لم يكن مثل إشعاع
أنوار للأبصار والعيون
بل
وكانها كانت تشع الحب المطلق الغير مشروط
والذي كان يدخل في قلوب جميع الحاضرين
بلا استإذان
جميع
الحاضرين دخلوا حينها بحالة نشوة ورعشة
جميلة وطويلة ذابوا بسببها بذلك النور
الذي لا مثيل له الا من مثيلاتها
أما
سالم فلقد ارتفعت قدماه عن الأرض ولم يعد
يلامسها لكنه استمر بالتقدم لا إراديا
نحوها ، وكانها هي من رفعته عن الأرض وهي
كذلك من تجذبه نحوها
وكلما
كان يقترب منها كان نورها واشعاعها يزداد
قوة ومعه تزداد قوة نشوة ورعشة الحاضرين
كلهم
وفي
اللحظة التي لامس بها جسد سالم نور تلك
الحور تحول جسده لكتلة من النور تعادل في
قوتها قوة نور تلك الحور فأصبحا كلؤلؤتين
من النور الأبيض ملتصقتين ببعضهما البعض
ويدوران حول بعضهما البعض
وأخيرا
اندمجا سوية فأصبح نورهما أقوى ألف ألف
مرة من ما كانا عليه سوية حالة النشوى
والرعشة والتمتع سيطرت على كل الحاضرين
الذين بقوا لا إراديا متسمرين مكانهم وقد
ارتفعت اقدامهم جميعهم أيضا عن الأرض
وبقوا معلقين في الهواء
لا
أحد يعرف كما بالضبط كانت هي المدة التي
بقوا فيها على هذا الحال ولا حتى نفس سالم
لكن
بمجرد أن بدء سالم بالانفصال جسديا وروحيا
ونوريا عن تلك الحور بدؤوا هم أيضا باستعادة
شعورهم بنفسهم ووجودهم بالتدريج ، وإلا
فانهم كانوا حتى ما قبل تلك اللحظة قد فنى
شعورهم بانفسهم وانتهى معه احساسهم
بوجودهم الفيزيائي وحضورهم النفسي ولم
يبقى حينها في البين الا نور سالم وحوريته
الذي ذابوا واتحدوا به جميعهم
عاد
سالم بصمت الى حيث تقف نور ورانيا وصباح
وبدأت بقية الحور بالهبوط مرة أخرى وتفرق
الحاضرين بصمت من حوله وغادروا المجْمع
نهائيا وكانهم حصلوا على ما كانوا ينتظرونه
فلا داعي لبقائهم فيه مرة أخرى
نور:
ماذا
حصل معك يا سالم وكيف شعرت؟
سالم
بقى ينظر له فترة وهو صامت لا يتكلم
نور:
ما
بك لماذا لا تجيبني يا سالم؟
سالم:
إنني
أحاول أن أجد كلمات أستطيع أن أصف لك بها
ما شعرت به ورأيته ، لكنني لم اتوفق
لإيجادها
فكل
الكلمات والمفاهيم العقلية التي أعرفها
لم اجد منها أي كلمة أو مفهوم عقلي أستطيع
أن أصف لك به شعوري لحظة اندماجي كلي بها
كلها
وان
كان لا بد من الوصف فلا يمكنني الا القول
ان شعوري لحظتها كان كالشعور بالحب المطلق
الغير محدود
ولا
تسأليني عن معنى الحب المطلق الغير محدود
فلا يوجد له بعقلي تعريف واضح ومحدد
يتبع
إن شاء الله
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
.
..
…
….
…..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق