لأنَهُمَا
الِاسْمَيْن الأيْمَنِيْنِ اللَّذَيْنِ
جُمِعَا فَاجْتَمَعَا
كنت أريد أن أكتب
مقال أخر غير هذا عن الإسمين الأعظمين
المذكورين في خطبة المخزون لأمير المؤمنين
عليه السلام لكن قررت ان اكتب هذا المقال
القصير عنهما قبل الذي كنت انوي كتابته
والاسمين الأعظمين
هما البحران المذكوران في سورة الرحمن :
مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
والبحران هما
نفسهما الإسمين الأعظمين ((رَبِّكُمَا))
المشار لهما 31 مرة
في سورة الرحمن بالقول:
فَبِأَيِّ آلاء
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
وختم السورة
بالقول :
تَبَارَكَ اسْمُ
رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
ونجد هنا إن إسم
ربك اسم مفرد وليس زوج كما هو ((رَبِّكُمَا))
وهنا نعرف ان
((إسم ربك))
هو نور النبي ، وأنه هو
النور الظلي الذي انخلق من الصادر الأول
الذي صدر من النقطة
وهو النور الفاطمي
، أو الدائرة كما اشرنا لذلك عدة مرات في
حديثنا عنهم صلوات الله عليهم حسب معطيات
الهندسة المقدسة
فالنور الفاطمي
هو نور محمد لكن قبل أن يصبح محمد محمدا،
وهو الصادر الأول من النقطة
يعني النقطة خلق
من نوره اول ما خلق خلق النور الظلي ليلة
القدر
فنوره هو أبو
النور الظلي
لكنه عندما جعل
النور الظلي أظلة صار النور الظلي الفاطمي
أم أبيها
فاول ما قسم
النور الظلي الفاطمي قسمه لنصفين
نصفه محمد ونصفه
علي
فــ اسْمُ ــــ
رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
هو النور الفاطمي
أمّا ــــ رَبِّكَ
ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ فهو الإسم
المكنون أو النقطة أو العقل نهاية المطالب
فــ رَبِّكَ ذِي
الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ هو الزيت قبل
أن يصدر منه نوره
او هو المشيئة
قبل أن يشاء
أو هو العقل
الكلي نهاية المطالب قبل أن يخلق النور
الظلي من تسبيح نفسه ، يعني من تفكيره
فالعقل نهاية
المطالب هو رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ
وَالإِكْرَامِ
والنور الفاطمي
هو اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ
وَالإِكْرَامِ
والإسمين الأعظمين
هما نصفي النور الفاطمي
يعني هما نصفي
اسم ربنا ذي الجلال والإكرام
فهما الإسمين
الأعظمين لأنهما نصفي اسم ربنا ذي الجلال
والإكرام
ففاطمة هي الله
نور السماوات والأرض
والاسمين الأعظمين
هما الرحمن و الرحيم
فالنصفان هما
يدي النور الأول الفاطمي وكلتا يديه يمين
ولذلك فإن الحافظ
رجب البرسي في كتابه "مشارق
أنوار اليقين في فضائل أمير المؤمنين"
عندما بدء الحديث عن النور
الاول الذي انقسم نصفين قال:
لأنهما الاسمين
الأيمنين اللذين جمعا فاجتمعا
ومن بقية حديثه
ووصفه في هذا الموضع يتبين لنا جليا انه
في هذا الموضع قد اقتبس كلامه وصاغه كله
من وحي كلام أمير المؤمنين في خطبة المخزون
اورد لكما هنا
بعض ما قاله وبعدها سأضع المقطع من خطبة
المخزون الذي استوحى منها كلماته هنا:
فصل [أول
الخلق نور محمد و علي عليهما السلام]
ظهر الواحد عن
الأحد، و فاض عن الواحد سائر العدد،
و ذاك كما ظهر
الخط عن النقطة، و السطح عن الخط، و الجسم
عنهم،
و الحروف عن
النقطة، و الكلام عن الحروف، و المعاني
عن الكلام،
و الكل من واحد،
منه المبدأ و إليه المعاد،
بدؤها منك و
عودها إليك،
فالنقطة الواحدة
هي حقيقة الموجودات، و مبدأ الكائنات،
و قطب الدائرات،
و عالم الغيب و الشهادة،
و ظاهرها النبوة،
و باطنها الولاية،
و هما نور واحد
في الظاهر و الباطن،
و لكن الولاية
من النبوة و عنها
لأنهما الاسمين
الأيمنين اللذين جمعا فاجتمعا،
و لا يصلحان إلا
معا،
يسميان فيفرقان
محمد و علي،
و يوصفان فيجتمعان
نبي و ولي،
و تمامهما في
تمام أحدهما،
تمام الولي من
النبي،
لأن القمر يستمد
من الشمس، فإذا كمل صار بدرا
فإذا غابت الشمس
كان الحكم للبدر.......إنتهى
النقل
أما المقطع من
خطبة المخزون فهذا هو:
فَظَاهِرُهُ
أَنِيقٌ، وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ،
لَا تَنْقَضِي
عَجَائِبُهُ وَ لَا تَفْنَى غَرَائِبُهُ،
فِيهِ يَنَابِيعُ
النِّعَمِ، وَ مَصَابِيحُ الظُّلَمِ،
لَا تُفْتَحُ
الْخَيْرَاتُ إِلَّا بِمَفَاتِيحِهِ،
وَ لَا تَنْكَشِفُ الظُّلُمَاتُ إِلَّا
بِمَصَابِيحِهِ،
فِيهِ تَفْصِيلٌ
وَ تَوْصِيلٌ،
وَ بَيَانُ
الِاسْمَيْنِ الْأَعْلَيْنِ اللَّذَيْنِ
جُمِعَا فَاجْتَمَعَا،
لَا يَصْلُحَانِ
إِلَّا مَعاً،
يُسَمَّيَانِ
فَيُعْرَفَانِ، وَ يُوصَفَانِ
فَيَجْتَمِعَانِ،
قِيَامُهُمَا
فِي تَمَامِ أَحَدِهِمَا فِي مَنَازِلِهِمَا،
جَرَى بِهِمَا،
وَ لَهُمَا
نُجُومٌ، وَ عَلَى نُجُومِهِمَا نُجُومٌ
سِوَاهُمَا،
تُحْمَى حِمَاهُ،
وَ تُرْعَى مَرَاعِيهِ،
وَ فِي الْقُرْآنِ
بَيَانُهُ وَ حُدُودُهُ وَ أَرْكَانُهُ،
وَ مَوَاضِعُ
تَقَادِيرِ مَا خُزِنَ بِخَزَائِنِهِ،
وَ وُزِنَ بِمِيزَانِهِ،
مِيزَانُ
الْعَدْلِ وَ حُكْمُ الْفَصْلِ......إنتهى
لا يخفى عليكم
اننا اشرنا عدة مرات أن الإسمين الأعظمين
هما نفسهما طرفي الكونداليني وذلك انطلاقا
من قوله سلام الله عليه في بعض وصفهما :
قِيَامُهُمَا
فِي تَمَامِ أَحَدِهِمَا فِي مَنَازِلِهِمَا،
وهذا الوصف يطابق
تماما نفس ما يتحدثون به عندما يتكلمون
عن طرفي الكونداليني
لن أطيل الحديث
عن الإسمين الأعظمين كما كنت أنوي لكنني
احببت هنا أن أشير إلى أن :
الحفظ رجب البرسي
أشار لمحمد وعلي على أنهما الاسمين
الأيمنين اللذين جمعا فاجتمعا
ورغم أن اليمين
والشمال أمر مفروغ منه عندما تقسم النور
لنصفين وتخالف بينهما في الصفات والاسماء
لكنه اختار ان
يشير للنصفين المختلفين بالصفات والأسماء
باليمينين
بالنسبة لي اقول
ان النصفين يجب ان يكونا متقابلين في كل
شيء لأنه خالف بينهما في الصفات والأسماء
لكنهما كلاهما
يمين ، بمعنى كلاهما جميل ، وكلاهما خير
، وكلاهما ربنا
يعني يمكننا ان
نقرء قوله تعالى
فَبِأَيِّ آلاء
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
بصيغة
فَبِأَيِّ آلاء
محمّد وعليّ تُكَذِّبَانِ
أو بصيغة
فَبِأَيِّ آلاء
اليمين والشمال تُكَذِّبَانِ
أو بالصيغة التي
استعملها الحافظ رجب البرسي
فَبِأَيِّ آلاء
الإسمين اليمينين تُكَذِّبَانِ
وكلها
ستعطي نفس المعنى
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعجل فرج آل محمد وفرجنا بهم ياكريم يارحمن يارحيم
ردحذفاحسنتم التوضيح الدقيق والعميق
جزيت الله خيراً
اخوك في ولاية مولى النور.. مصطفى الساعدي