الاثنين، 4 مايو 2020

اننا في عالم عقلي مرقوم لا الليل فيه ليل ولا النهار فيه نهار

لا يتوفر وصف للصورة.

اننا في عالم عقلي مرقوم

لا الليل فيه ليل ولا النهار فيه نهار

لن تدرك حقيقة هذا الأمر الا حين تصبح من المقربين وتشهد كتب الأبرار في عليين

أو ستدركه على الأقل حين تحاول بخيالك ان تتصور نفسك وقد أصبحت من المقربين

وكيف انك تجلس في جنتك العليا وأمامك 70 او 72 شاشة ومن خلف كل شاشة تراقب ماذا يفعل الآن في حلمهم كل واحد من المتنافسين الأبرار السبعين او الإثنين والسبعين الذين أودعتهم في البيت المعمور

عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ:

يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الرَّجُلُ يُعْرَفُ بِالْكَذِبِ يَأْتِينَا عَنْكُمْ بِالْحَدِيثِ وَ مَا نَعْرِفُهُ أَ نَرُدُّهُ عَلَيْهِ؟

قَالَ: «يَقُولُ لَكُمْ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِنَّ اللَّيْلَ لَيْسَ بِلَيْلٍ وَ النَّهَارَ لَيْسَ بِنَهَارٍ»؟

قَالَ : مَا يَبْلُغُ إِلَى هَذَا،

فَقَالَ ع: «إِنْ قَالَ لَكَ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِنَّ اللَّيْلَ لَيْسَ بِلَيْلٍ وَ النَّهَارَ لَيْسَ بِنَهَارٍ فَلَا تُكَذِّبْهُ،

فَإِنَّكَ إِنَّمَا كَذَّبْتَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ،

قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا .....

و ما يعلم السامع ما قصد بالحديث......إنتهى

فالصادق عليه السلام لم يكذّب خبر أن الليل ليس بليل والنهار ليس بنهاروالذي هو بنفسه من اخبره للرجل ،، بل انه قاله للرجل أولا، ثم أكّد له صحته

السامع طبعا لم يفهم قصد الأمام كيف ان الليل ليس بليل ولا النهار ليس بنهار، لكنه سلّم ونقل الخبر على حاله وكما سمعه

في العالم العقلي كل المعاني الجزئية ستختفي او ستذوب في معنى واحد جامع لها جميعها

وهو تسبيح المعنى لنفسه ، او تسبيح العقل نهاية المطالب لنفسه

فالعقل العَلَوي خلق معناه النور الظلّي الفاطمي من تسبيح نفسه ولبسه كقميص له

ومعناه الفاطمي النور الظلي خلق الأظلة من تسبيح نفسه وجعلها قمصانا له هو وحده من يلبسها

والأظلة خلقت الأشباح من تسبيح نفسها كلباس لها ولبستها

والأشباح خلقت الأرواح من تسبيح نفسها ولبستها

والارواح خلقت مختلف الصور من تسبيح نفسها ولبستها كقمصان لها
.
.
لكن حين نقول ان العقل يسبّح فماذا نقصد هنا من التسبيح؟

التسبيح هو التفكير ،، فالعقل مهمته الوحيدة هي التفكير ، والتفكير هو نفسه الخيال أو التخيل

فسبح اسم ربك الأعلى ستعني

تفكّر باسم ربك الأعلى

تخيّل اسم ربك الأعلى

فكر باسم ربك الأعلى

فكّر وتفكّروتخيّل اسم ربك الأعلى ، هذا هو التسبيح

لا ان تمسك المسبحة من الليل للصباح وانت تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله.....

فهذه الطريقة اللقلقية هي افضل طريقة لأن توقف عقلك عن التفكير

وهي تشبه ما يقوم به الذين يعملون جلسات التأمل

فهمهم بها ان يوقفوا العقل عن التفكير

يعني العقل الذي مهمته ان يفكر ومخلوق فقط لكي يفكر ويتخيل يريدون هم ان يمسخوه ويمنعوه من اداء مهمته

كيف يفعلون ذلك؟ توجد طرق مختلفة لتعطيل العقل عن اداء وظيفته

مثل ان يقول لك ابدء بالعد العكسي من مائة لصفر او من الف لصفر

افعل ذلك وبالفعل ستجد ان محصلتك الفكرية في نهاية الجلسة هي صفر ، وانك فعلا لم تفكر بشيء سوى العد العكسي بشكل صحيح

فبالتسبيح عبر ترديد الاذكار نفس الطريقة لن تنال منها الا توقيف العقل عن التفكير والتفكر

يعني لن تنال منها الا عدم التسبيح

لقد حرّفوا معنى التسبيح من تفكّر وتفكير لمجرد لقلقة لسان

وبذلك بدأت قوة عقل الانسان ودرجة ذكائه واتصاله مع ربه ومعرفته به تقل مع الأيام

سبح اسم ربك الأعلى

بالتسبيح خلق العقل معناه

وبالتسبيح خلق المعنى الصادر الأول

وبالتسبيح خلق الصادر الأول كل جميل

فسبح اسم ربك الأعلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق