الأحد، 17 مايو 2020

انت حر لمن تريد أن تقرء له






انت حر لمن تريد أن تقرء له

وكذلك أنت حرّ لمن تريد أن تصدق كلامه

فالدعاة ينقسمون لقسمين

دعاة يهدون لليمين

وهؤلاء يبشرون الناس ويدعونهم للفوز بجنة السماء والصعود مع اليمين عبر معرفتهم لليمين

ودعاة يدعون للشمال

وهؤلاء يبشرون الناس ويدعونهم لجنة الأرض والعلوّ في الأرض مع الشمال أيام دولته دولة العدل الالهي.

المراجع والمشايخ والعرفاء الذين تُفتح لهم المنابر والفضائيات

هؤلاء كلّهم يبشرون الناس ويدعونهم لجنة الأرض ودولة العدل الالهي مع القائم عليه السلام

وكلّهم تم تنصيبهم بطريقة أو بأخرى من القائم بالأمر ليدعون له

فيجمعوا له الخراف التي تاهت عن راعيها وصاحبها اليمين

لكي لا يصطلمها الاعداء ولا تأكلها الوحوش.

لكن توجد خراف أخرى لا تجري إلّا خلف راعيها وصاحبها اليمين

فهي تبحث عنه وتشم ريحه اينما كان

وهؤلاء لا يقنعهم كلام دعاة الشمال

فرائحته لا تشبه ريح كلام دعاة اليمين.

فأنت وكل انسان حرّ في من تريد ان تتبع

والدعاة من القسمين دائما موجودين.

وإن كنت تريد العلوّ في الأرض أيام دولة العدل

فلا فرق حينها بين اي داع من دعاته اتبعت أو قلّدت

والذي يفرق معك هو فقط كمية عباداتك من صلاة وصيام وصدقات وتخلقك بالاخلاق الكريمة

أمّا الذي يريد جنة السماء والقرب من اليمين

فلا مناص له من البحث عن من يدعوه لليمين ويبشره بجنة السماء فقط.

ولا مهرب له من الغوص كلّ يوم في عبادة التفكر أكثر وأكثر

يمكننا القول انّه يوجد صراع بين اليمين والشمال على الأتباع

ومن خلال هذا الصراع تكون الغربلة

فالشمال هو من يغربل لليمين اصحابه والمقربين منه

فهو يعرف الذين يريدون العلو في الأرض سواء في الدنيا أو في الآخرة أيام دولته دولة العدل

ويعرف كذلك من لا يريدون العلوّ لا في الدنيا ولا في الاخرة وكل طلبهم هو معرفة ربهم اليمين

فهو من سيغربلهم كلهم كما يغربل الزؤان من القمح‏

فيعزل الزؤان عن القمح

يعني يعزل من يريد منهم العلوّ في الأرض في الدنيا او في الاخرة

عن من لا يريد العلوّ في الأرض لا في الدنيا ولا في الآخرة

فيدفع لليمين من يريدونه لنفسه فقط حبا وشوقا للعودة إليه

ويحتفظ ببقية الخراف ليغربلهم في الآخرة مرة أخرى غربلة شديدة

ويعطيه الصافي المصفّى منهم.

أمّا البقية فسيبقون معه لمرّات أخرى وأخرى و أخرى

ليغربلهم له مرة تلو اخرى تلو اخرى تلو اخرى.

ومن كل غربلة يصفو منهم ثلتين او ثلة وقليل سياخذهم ويعطيهم لليمين.

فانت حرّ لمن تقرأ

وحرّ لمن تصدق من الدعاة

فلن تصدق الا من روح كلامه وعقله وادراكه يوافق روحك ودرجة عقلك وادراكك.

فبالنهاية أصحاب الشمال لن يستطيعوا ان يكونوا من أصحاب اليمين إلا ان بدا للرحمن فيهم بداء

واصحاب اليمين لن يبدو لله فيهم فيجعلهم من اصحاب الشمال

فأصحاب اليمين هم خرافه التي لا تشم الا ريحه ولا تبحث الا عنه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق