الجمعة، 8 مايو 2020

دعـــاء الـــنـــدبـــة اسمعه سمعا جديدا وافهمه فهما جديدا فهو...




دعـــاء الـــنـــدبـــة اسمعه سمعا جديدا وافهمه فهما جديدا فهو

يـــروي لنا قـــصـــة أســـبـــق الـــســـابـــقـــيـــن

فـــي الـــمـــنـــافـــســـة الـــســـابـــقـــة

وقـــصة كـــل من فـــازوا مـــعـــه مـــن

الـــثـــلـــل الـــثـــلاثـــة والـــقـــلـــيـــل

ويـــخـــبـــرنـــا مـــن هـــم ومـا هـي صـفـاتـهـم فـــي

هـــذه الــمــنــافــســة الــتــي حــالــيــا جــمــيــعــا مساهمين بـهــا

وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُدْعَى بِهِ فِي الْأَعْيَادِ الْأَرْبَعَةِ:ـ ((على عدد المجموعات الفائزة الأربعة، ثلاث ثلل وقليل))
.

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ، وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً.

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا جَرَى بِهِ قَضَاؤُكَ فِي أَوْلِيَائِكَ،

الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دِينِكَ،

إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ مَا عِنْدَكَ مِنَ النَّعِيمِ‏ الْمُقِيمِ،

الَّذِي لَا زَوَالَ لَهُ وَ لَا اضْمِحْلَالَ،

بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي درجات هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزَخَارِفِ و زِبْرِجِهَا

فَشَرَطُوا لَكَ ذَلِكَ، وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفَاءَ بِهِ.

فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ‏ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّنَاءَ الْجَلِيَّ،

وَ أَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلَائِكَتَكَ، وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ،

وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ،

وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّرَائِعَ‏ إِلَيْكَ،

وَ الْوَسِيلَةَ إِلَى رِضْوَانِكَ.

فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ إِلَى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنْهَا،

وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ

وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ،

وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لنفسك خَلِيلًا،

وَ سَأَلَكَ‏ لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ‏ فَأَجَبْتَهُ،

وَ جَعَلْتَ ذَلِكَ عَلِيّاً.

وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً،

وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ رِدْءاً وَ وَزِيراً،

وَ بَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ،

وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّنَاتِ

وَ أَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ.

وَ كُلًّا شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً،

وَ نَهَجْتَ له مِنْهَاجاً،

وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِيَاءَ،

مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ،

مِنْ مُدَّةٍ إِلَى مُدَّةٍ،

إِقَامَةً لِدِينِكَ، وَ حُجَّةً عَلَى عِبَادِكَ،

وَ لِئَلَّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ،

وَ يَغْلِبَ الْبَاطِلُ عَلَى أَهْلِهِ،

وَ لَا يَقُولَ أَحَدٌ

لَوْ لَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا مُنْذِراً،

واقمت لنا علماً هاديا

فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى‏.

إِلَى أَنِ انْتَهَيْتَ بِالْأَمْرِ إِلَى حَبِيبِكَ وَ نَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ،

فَكَانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ،

وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ،

وَ أَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ،

وَ أَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ.

قَدَّمْتَهُ عَلَى أَنْبِيَائِكَ،

وَ بَعَثْتَهُ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبَادِكَ،

وَ أَوْطَأْتَهُ مَشَارِقَكَ وَ مَغَارِبَكَ،

وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُرَاقَ،

وَ عَرَجْتَ بِهِ إِلَى سَمَائِكَ،

وَ أَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كان ومَا يَكُونُ إِلَى انْقِضَاءِ خَلْقِكَ.

ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ،

وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئِيلَ

وَ مِيكَائِيلَ

وَ الْمُسَوِّمِينَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ،

وَ وَعَدْتَهُ أَن تُظْهِرَ دينهُ‏ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ،

وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*.

وَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ‏ مُبَوَّءَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ،

وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ أَوَّلَ‏ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ،

لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً، وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ،

فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ، مَقامُ إِبْراهِيمَ،

وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً

وَ قُلْتَ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتَابِكَ فَقُلْتَ:

قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِيلًا

فَكَانُوا هُمُ السَّبِيلَ إِلَيْكَ، وَ الْمَسْلَكَ إِلَى رِضْوَانِكَ.

فَلَمَّا انْقَضَتْ أَيَّامُهُ

أَقَامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمَا وَ آلِهِمَا

هَادِياً، إِذْ كَانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ،

فَقَالَ وَ الْمَلَأُ أَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ،

اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ،

وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ،

وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ،

وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ،

وَ قَالَ: مَنْ كُنْتُ أَنَا وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ،

وَ قَالَ: أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ

وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْ أَشْجَارٍ شَتَّى.

وَ أَحَلَّهُ مَحَلَّ هَارُونَ مِنْ مُوسَى،

فَقَالَ له: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي،

وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ،

وَ أَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ مَا حَلَّ لَهُ،

وَ سَدَّ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَهُ.

ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ،

فَقَالَ: أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِيٌّ بَابُهَا،

فَمَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا،

ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَنْتَ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَارِثِي،

لَحْمُكَ مِنْ لَحْمِي، وَ دَمُكَ مِنْ دَمِي،

وَ سِلْمُكَ سِلْمِي، وَ حَرْبُكَ حَرْبِي،

وَ الْإِيمَانُ مُخَالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ،

كَمَا خَالَطَ لَحْمِي وَ دَمِي،

وَ أَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ مَعِي، وَ أَنْتَ خَلِيفَتِي،

وَ أَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي وَ تُنْجِزُ عِدَاتِي،

وَ شِيعَتُكَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ

مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِي فِي الْجَنَّةِ

وَ هُمْ جِيرَانِي،

وَ لَوْ لَا أَنْتَ يَا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِي.

فَكَانَ بَعْدَهُ هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ، وَ نُوراً مِنَ الْعَمَى،

وَ حَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينَ

وَ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ،

لَا يُسْبَقُ بِقَرَابَةٍ فِي رَحِمٍ،

وَ لَا بِسَابِقَةٍ فِي دِينٍ،

وَ لَا يُلْحَقُ فِي مَنْقَبَةٍ مِنْ مَنَاقِبِهِ،

يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَ آلِهِمَا،

وَ يُقَاتِلُ عَلَى التَّأْوِيلِ،

وَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ.

قَدْ وَتَرَ فِيهِ صَنَادِيدَ الْعَرَبِ،

وَ قَتَلَ أَبْطَالَهُمْ، وَ نَاهَشَ‏ ذُؤْبَانَهُمْ‏ ،

فأَوْدَعَ‏ قُلُوبَهُمْ

أَحْقَاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً

وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ،

فَأَضَبَّتْ‏ عَلَى عَدَاوَتِهِ،

وَ أَكَبَّتْ عَلَى مُنَابَذَتِهِ‏ ،

حَتَّى قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ.

وَ لَمَّا قَضَى نَحْبَهُ‏

وَ قَتَلَهُ أَشْقَى الْآخِرِينَ،

يَتْبَعُ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ،

لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهَادِينَ بَعْدَ الْهَادِينَ،

وَ الْأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلَى مَقْتِهِ،

مُجْمِعَةٌ عَلَى قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَ إِقْصَاءِ وُلْدِهِ،

إِلَّا الْقَلِيلَ مِمَّنْ وَفَى لِرِعَايَةِ الْحَقِّ فِيهِمْ.

فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ،

وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ،

وَ أُقْصِيَ مَنْ أُقْصِيَ،

وَ جَرَى الْقَضَاءُ لَهُمْ بِمَا يُرْجَى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ،

إِذْ كَانَتِ الْأَرْضُ لِلَّهِ‏ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ‏ الصَّالِحِينَ‏

وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ*،

وَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا،

وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ‏، وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*.

فَعَلَى الْأَطَائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَ آلِهِمَا،

فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ،

وَ إِيَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبُونَ،

وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتُذرِفِ الدُّمُوعُ،

وَ لْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ،

وَ يَضِجَّ الضَّاجُّونَ،

وَ يَعِجَ‏ الْعَاجُّونَ.

أَيْنَ الْحَسَنُ أَيْنَ الْحُسَيْنُ،

أَيْنَ أَبْنَاءُ الْحُسَيْنِ،

صَالِحٌ بَعْدَ صَالِحٍ،

وَ صَادِقٌ بَعْدَ صَادِقٍ،

أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ،

أَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ،

أَيْنَ الشَّمُوسُ الطَّالِعَةُ،

أَيْنَ الْأَقْمَارُ الْمُنِيرَةُ،

أَيْنَ الْأَنْجُمُ الزَّاهِرَةُ،

أَيْنَ أَعْلَامُ الدِّينِ وَ قَوَاعِدُ الْعِلْمِ.

أَيْنَ بَقِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي لَا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهَادِيَةِ،

أَيْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دَابِرِ الظَّلَمَةِ،

أَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لِإِقَامَةِ الْأَمْتِ‏ وَ الْعِوَجِ،

أَيْنَ الْمُرْتَجَى لِإِزَالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوَانِ،

أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ،

أَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لِإِعَادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّرِيعَةِ،

أَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لِإِحْيَاءِ الْكِتَابِ وَ حُدُودِهِ،

أَيْنَ مُحْيِي مَعَالِمِ الدِّينِ وَ أَهْلِهِ،

أَيْنَ قَاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدِينَ،

أَيْنَ هَادِمُ أَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفَاقِ.

أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الْفِسْقِ وَ الْعِصْيَانِ،

أَيْنَ حَاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقَاقِ،

أَيْنَ طَامِسُ‏ آثَارِ الزَّيْغِ وَ الْأَهْوَاءِ،

أَيْنَ قَاطِعُ حَبَائِلِ الْكَذِبِ وَ الِافْتِرَاءِ،

أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الْعِنَادِ وَ الْمَرَدَةِ،

أَيْنَ مُعِزُّ الْأَوْلِيَاءِ وَ مُذِلُّ الْأَعْدَاءِ،

أَيْنَ جَامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوَى،

أَيْنَ بَابُ اللَّهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتَى.

أَيْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي إِلَيْهِ تَتَوَجَّهُ الْأَوْلِيَاءُ،

أَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ،

أَيْنَ صَاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ نَاشِرُ رَايَةِ الْهُدَى،

أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلَاحِ وَ الرِّضَا،

أَيْنَ الطَّالِبُ بِذُحُولِ‏ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَبْنَاءِ الْأَنْبِيَاءِ،

أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلَاءَ.

أَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلَى مَنِ اعْتَدَى عَلَيْهِ وَ افْتَرَى،

أَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذِي يُجَابُ إِذَا دَعَا،

أَيْنَ صَدْرُ الْخَلَائِفِ ذُو الْبِرِّ وَ التَّقْوَى،

أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى،

وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى،

وَ ابْنُ خَدِيجَةَ الْغَرَّاءِ،

وَ ابْنُ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى.

بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي

وَ نَفْسِي لَكَ الْوِقَاءُ وَ الْحِمَى،

يَا ابْنَ السَّادَةِ الْمُقَرَّبِينَ،

يَا ابْنَ النُّجَبَاءِ الْأَكْرَمِينَ،

يَا ابْنَ الْهُدَاةِ الْمَهْدِيِّينَ،

يَا ابْنِ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبِينَ،

يَا ابْنَ الْغَطَارِفَةِ الْأَنْجَبِينَ.

يَا ابْنَ الْأَطَائِبِ الْمُطَهَّرِينَ،

يَا ابْنَ الْخَضَارِمَةِ الْمُنْتَجَبِينَ،

يَا ابْنَ الْقَمَاقِمَةِ الْأَكْرَمِينَ،

يَا ابْنَ الْبُدُورِ الْمُنِيرَةِ،

يَا ابْنَ السُّرُجِ الْمُضِيئَةِ،

يَا ابْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ،

يَا ابْنَ الْأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ،

يَا ابْنَ السُّبُلِ الْوَاضِحَةِ،

يَا ابْنَ الْأَعْلَامِ اللَّائِحَةِ،

يَا ابْنَ الْعُلُومِ الْكَامِلَةِ،

يَا ابْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ.

يَا ابْنَ الْمَعَالِمِ الْمَأْثُورَةِ،

يَا ابْنَ الْمُعْجِزَاتِ الْمَوْجُودَةِ،

يَا ابْنَ الدَّلَائِلِ الْمَشْهُورَةِ،

يَا ابْنَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ،

يَا ابْنَ النَّبَإِ الْعَظِيمِ،

يَا ابْنَ مَنْ هُوَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَى اللَّهِ عَلِيٌّ حَكِيمٌ،

يَا ابْنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ،

يَا ابْنَ الدَّلَائِلِ الظَّاهِرَاتِ،

يَا ابْنَ الْبَرَاهِينِ الْبَاهِرَاتِ.

يَا ابْنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَاتِ،

يَا ابْنَ النِّعَمِ السَّابِغَاتِ،

يَا ابْنَ طه وَ الْمُحْكَمَاتِ،

يَا ابْنَ يس وَ الذَّارِيَاتِ،

يَا ابْنَ الطُّورِ وَ الْعَادِيَاتِ،

يَا ابْنَ مَنْ‏ دَنا فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏،

دُنُوّاً وَ اقْتِرَاباً مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى.

لَيْتَ شِعْرِي، أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوَى،

بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ‏ أَوْ ثَرَى‏

أَ بِرَضْوَى أَوْ غَيْرِهَا مِنْ ذِي طُوَى‏

عَزِيزٌ عَلَيَ‏ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَ أَنْتَ لَا تُرَى،

وَ لَا أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَ لَا نَجْوَى،

عَزِيزٌ عَلَيَّ أَن تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوَى،

وَ لَا يَنَالَكَ مِنِّي ضَجِيجٌ وَ لَا شَكْوَى.

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنَّا،

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَازِحٍ مَا نَزَحَ‏ عَنَّا،

بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شَائِقٍ يَتَمَنَّى، مِنْ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرَا فَحَنَّا

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ عَقِيدِ عِزٍّ لَا يُسَامَى‏

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ‏ مَجْدٍ لَا يُجَازَى‏

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ تِلَادِ نِعَمٍ لَا تُضَاهَى

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَصِيفِ‏ شَرَفٍ لَا يُسَاوَى.

إِلَى مَتَى أَحَارُ فِيكَ يَا مَوْلَايَ، وَ إِلَى مَتَى،

وَ أَيَّ خِطَابٍ أَصِفُ فِيكَ‏ وَ أَيَّ نَجْوَى،

عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجَابَ دُونَكَ وَ أُنَاغَى‏ ،

عَزِيزُ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرَى

عَزِيزُ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ مَا جَرَى.

هَلْ مِنْ مُعِينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ الْعَوِيلَ وَ الْبُكَاءَ،

هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَأُسَاعِدَ جَزَعَهُ إِذَا خَلَا،

هَلْ قَذِيَتْ‏ عَيْنٌ فَسَاعَدَتْهَا عَيْنِي عَلَى الْقَذَى،

هَلْ إِلَيْكَ يَا ابْنَ أَحْمَدَ سَبِيلٌ فَتُلْقَى،

هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنَا مِنْكَ بِغدَه فَنَحْظَى.

مَتَى نَرِدُ مَنَاهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوَى‏

مَتَى ننتقع [نَنْتَفِعُ‏] مِنْ عَذْبِ مَائِكَ فَقَدْ طَالَ الصَّدَى

مَتَى نُغَادِيكَ وَ نُرَاوِحُكَ‏ فَتُقِرَّ منها عينا

مَتَى تَرَانَا وَ نَرَاكَ

وَ قَدْ نَشَرْتَ لِوَاءَ النَّصْرِ تُرَى.

أَ تَرَانَا نَحُفُّ بِكَ وَ أَنْتَ تَؤُمُّ الْمَلَأَ،

وَ قَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلًا،

وَ أَذَقْتَ أَعْدَاءَكَ هَوَاناً وَ عِقَاباً،

وَ أَبَرْتَ الْعُتَاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ،

وَ قَطَعْتَ دَابِرَ الْمُتَكَبِّرِينَ،

وَ اجَتَثَثْتَ‏ أُصُولَ الظَّالِمِينَ،

وَ نَحْنُ نَقُولُ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*.

اللَّهُمَّ أَنْتَ كَشَّافُ الْكُرَبِ وَ الْبَلْوَى،

وَ إِلَيْكَ أَسْتَعْدِي فَعِنْدَكَ الْعَدْوَى،

وَ أَنْتَ رَبُّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى.

فَأَغِثْ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ،

عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلَى،

وَ أَرِهِ سَيِّدَهُ يَا شَدِيدَ الْقُوَى،

وَ أَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسَى‏ وَ الْجَوَى‏

وَ بَرِّدْ غَلِيلَهُ‏

يَا مَنْ‏ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏،

وَ مَنْ إِلَيْهِ الرُّجْعَى وَ الْمُنْتَهَى.

اللَّهُمَّ وَ نَحْنُ عَبِيدُكَ التَّائِقُونَ‏ إِلَى وَلِيِّكَ، الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ،

خَلَقْتَهُ لَنَا عِصْمَةً وَ مَلَاذاً،

وَ أَقَمْتَهُ لَنَا قِوَاماً وَ مَعَاذاً،

وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنَّا إِمَاماً،

فَبَلِّغْهُ عَنَّا تَحِيَّةً وَ سَلَاماً،

وَ زِدْنَا بِذَلِكَ يَا رَبِّ إِكْرَاماً،

وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنَا مُسْتَقَرّاً وَ مُقَاماً،

وَ أَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْدِيمِكَ إِيَّاهُ أَمَامَنَا،

حَتَّى تُورِدَنَا جِنَانَكَ

وَ مُرَافَقَةَ الشُّهَدَاءِ مِنْ خُلَصَائِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،

وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ رَسُولِكَ

السَّيِّدِ الْأَكْبَرِ،

وَ عَلَى أَبِيهِ السَّيِّدِ الْأَصْغَرِ ،

وَ جَدَّتِهِ الصِّدِّيقَةِ الْكُبْرَى

فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ،

وَ عَلَى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبَائِهِ الْبَرَرَةِ،

وَ عَلَيْهِ أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ، وَ أَتَمَّ وَ أَدْوَمَ،

وَ أَكْبَرَ وَ أَوْفَرَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيَائِكَ

وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ،

وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلَاةً لَا غَايَةَ لِعَدَدِهَا،

وَ لَا نَفَادَ لِأَمَدِهَا.

اللَّهُمَّ وَ أَقِمْ بِهِ الْحَقَّ،

وَ أَدْحِضْ‏ بِهِ الْبَاطِلَ،

وَ أَدِلْ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ،

وَ أَذْلِلْ بِهِ أَعْدَاءَكَ،

وَ صِلِ اللَّهُمَّ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدِّي إِلَى مُرَافَقَةِ سَلَفِهِ.

وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَأْخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ‏

وَ يَمْكُثُ فِي ظِلِّهِمْ،

وَ أَعِنَّا عَلَى تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ،

وَ الِاجْتِهَادِ فِي طَاعَتِهِ،

وَ اجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ،

وَ امْنُنْ عَلَيْنَا بِرِضَاهُ،

وَ هَبْ لَنَا رَأْفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ،

وَ دُعَاءَهُ وَ خَيْرَهُ،

مَا نَنَالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ،

وَ فَوْزاً عِنْدَكَ،

وَ اجْعَلْ صَلَاتَنَا بِهِ مَقْبُولَةً،

وَ ذُنُوبَنَا بِهِ مَغْفُورَةً،

وَ دُعَاءَنَا بِهِ مُسْتَجَاباً.

وَ اجْعَلْ أَرْزَاقَنَا بِهِ مَبْسُوطَةً،

وَ هُمُومَنَا بِهِ مَكْفِيَّةً،

وَ حَوَائِجَنَا بِهِ مَقْضِيَّةً،

وَ أَقْبِلْ إِلَيْنَا بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ،

وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنَا إِلَيْكَ،

وَ انْظُرْ إِلَيْنَا نَظْرَةً رَحِيمَةً،

نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرَامَةَ عِنْدَكَ،

ثُمَّ لَا تَصْرِفْهَا عَنَّا بِجُودِكَ،

وَ اسْقِنَا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ،

بِكَأْسِهِ وَ بِيَدِهِ،

رَيّاً رَوِيّاً، هَنِيئاً سَائِغاً،

لَا أَظْمَأُ بَعْدَهَا،

يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق