الاثنين، 4 مايو 2020

كيف يجب أن نتعامل مع الرجال؟





كيف يجب أن نتعامل مع الرجال؟

فلقد ورد عنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كما

قَالَ الصَّادِقُ ع :

اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا

فَإِنَّا لَا نَعُدُّ الْفَقِيهَ مِنْهُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثاً

فَقِيلَ لَهُ : أَ وَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً؟

قَالَ يَكُونُ مُفْهَماً

وَ الْمُفْهَمُ الْمُحَدَّثُ........إنتهى

لكن ورد عنهم أيضا قول أخر يجعل تحديد من هو صاحبهم أمر معقد وصعب جدا
مثل ما ورد في هذه الرواية:

زَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ:

إِنَّ لَنَا أَوْعِيَةً نَمْلَأُهَا عِلْماً وَ حُكْماً، وَ لَيْسَتْ لَهَا بِأَهْلٍ،

فَمَا نَمْلَأُهَا إِلَّا لِتُنْقَلَ إِلَى شِيعَتِنَا؛

فَانْظُرُوا إِلَى مَا فِي الْأَوْعِيَةِ فَخُذُوهَا، ثُمَّ صَفُّوهَا مِنَ الْكُدُورَةِ تَأْخُذُوا مِنْهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً صَافِيَةً.

وَ إِيَّاكُمْ وَ الْأَوْعِيَةَ؛ فَإِنَّهَا وِعَاءُ سَوْءٍ فَتَنَكَّبُوهَا.......إنتهى

فهذه الرواية تجمع النقيضين في وعاء واحد

فمن باب يقولون عن هذه الأوعية : اننا نحن من نَمْلَأُهَا عِلْماً وَ حُكْماً

ومن باب آخر يقولون لنا : إنها أو عية لَيْسَتْ لَهَا بِأَهْلٍ ويحذروننا بشكل عام فيقولون إِيَّاكُمْ وَ الْأَوْعِيَةَ؛ فَإِنَّهَا وِعَاءُ سَوْءٍ فَتَنَكَّبُوهَا.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ أَزَالَتْهُ الرِّجَالُ

وَ مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ زَالَتِ الْجِبَالُ وَ لَمْ يَزُل‏.....إنتهى

فماذا يريدون أن يقولوا لنا عبر هذا الترغيب بما في تلك الأوعية التي قالوا انها اوعية لنا وبالترهيب منها في نفس الوقت ؟

يقولون لنا لا تقلّدوا أيّ رجل في دينكم

حتى ولو كان ينضح العلم منه نضحا

وتجري الحكمة منه أنهارا

إذا رأيتم رجلا عنده حكمة وعلما فخذوها منه ، لكن لا تأخذوها على حالها بل ابحثوا فيها عن الكدورة وصفوها منها

والكدورة هي ما ليس منهم

وما لا يتوافق مع الكتاب والعترة

وما لا يتوافق أيضا مع مجمل تفسير سيدة ديننا انّا أنزلناه في ليلة القدر

فكما قلنا سابقا اننا نستطيع بها ان نكتشف المحكم من المتشابه من الآيات والروايات أيضا

وأخيرا عندما قال الإمام:

وَ إِيَّاكُمْ وَ الْأَوْعِيَةَ؛ فَإِنَّهَا وِعَاءُ سَوْءٍ فَتَنَكَّبُوهَا

فواقع الحال يثبت أن كل الناس هم أوعية سوء

يعني كلهم جاهزين لأن يكونوا اوعية سوء بنفس الطريقة التي ملؤوها حكمة وعلما

ان لم تكن بطريقة أكبر

يعني يقول الإمام اذا رأيتم رجلا عنده علم وحكمة فخذوها منه وتفكروا بها طويلا وصفوها من الكدورة إن وجدتم فيها كدورة، لكن لا تخفقوا نعالكم خلفه

لا تصنموه

لا تطلقوا عليه الألقاب

لا تمدحوه كثيرا

يعني لا تخلوه يشعر انه فلتة زمانه وفد شيء

فنحن اخترناه لكم لكي يكون وعاء لنا ننقل لكم عبره العلم والحكمة

انتم خذوا منه الحكمة ، لكن لا تفسدوه بخفق انعلتكم خلفه

وبمدحكم له بما ليس فيه او حتى بما فيه

يقولون لنا أنه من الأساس لا يوجد فيكم من هو أهل لأن نملئه من علمنا وحكمتنا

وانكم كلكم أوعية سوء تحبون التفاخر والتظاهر والمكاثرة في كل الشياء في هذه الدنيا الدنيا

لكننا نختار لكم بعضكم ونملأهم علما وحكمة لكي نرفع مستوى علمكم ووعيكم وفهمكم بهم

انتم خذوا منهم صافي ما تجدونه عندهم ولا تفسدوهم بتصنيمكم لهم

فمن منكم لا يحب ان يظهر بين الناس وعلى من حوله؟

فإن افسدتموه انتم بتصنيمكم له ومدحه ورفعه فوق ما يستحق فإنّه سيفسد وسيفسدكم معه ، لأنكم لا تزالون باقين على تصنيمه

ِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ :

إِيَّاكُمْ وَ هَؤُلَاءِ الرُّؤَسَاءَ الَّذِينَ يَتَرَأَّسُونَ

فَوَ اللَّهِ مَا خَفَقَتِ النِّعَالُ خَلْفَ رَجُلٍ إِلَّا هَلَكَ وَ أَهْلَك‏....إنتهى

فهذا الرجل قد تكون نيته في البداية صالحة وطريقه صالح وعلمه صحيح ،، لكن بسبب تصنيمكم له فانه والله سيهلك وبالتالي سيهلككم معه

فانتم من ستفسدونه ان لم تتنكبوه

وبالتالي ستفسدون أنفسكم معه أيضا

فَوَ اللَّهِ مَا خَفَقَتِ النِّعَالُ خَلْفَ رَجُلٍ إِلَّا هَلَكَ وَ أَهْلَك‏

فهو لم يكن هالك قبل ان تخفقوا بنعالكم خلفه ، فلقد كان مجرد رجل صالح

فاختاروه كوعاء لهم

وملؤوه من أجلكم علما وحكمة

وبتصنيمكم له أنتم من أهلكتوه

وبالتالي أنتم من أهلكتم أنفسكم أيضا

فعندما يعجبكم كلام رجل منكم إحرصوا على ان لا تفسدوه باطرائكم وخفق انعلتكم

فكلنا أوعية سوء وكلنا لسنا أهلا لان نكون اوعية للعلم والحكمة

فان تفضلوا على احدنا فيجب علينا ان نحافظ عليه كما هو لا ان نفسده

فمحافطتنا عليه هي محافظة على أنفسنا بالدرجة الأولى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق