بسم الله
الرحمن الرحيم
اللهم صلي
على محمد وآل محمد
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
سؤال سئله لي
على الخاص أكثر من أخ كريم
أحببت هنا أن
أشارككم السؤال والجواب
النفس الكليه
كيف لها محاسبة النفس الجزئيه ، كيف تتحكم
بها علاقتها بها؟
أليست هي
النفس هي التى ستتعذب والروح لا؟
طيب عذاب
النفس كيف سيكون؟
هل سيكون بين
كل حياة وحياة؟
أم سيكون على
شكل الرجوع الى الحياه مره اخرى لاكن فى
ظروف حياه سيئه؟
أخي الكريم:
يبدو أن مسألة
العذاب تاكل وتشرب معاك طول الوقت أخي
الكريم
فبطّل خوفك الشديد من الله
وابدء بمحبته شويه أكثر من الخوف منه
فالمسألة يجب
أن تنظر لها من الزاوية الصحيحة لكي تستطيع
ان تفهمها جيدا
يعني يجب أن
تعرف حقيقتك أولا لكي تعرف شعورك لحظة
الحساب بغض النظر عن نوع الحساب وشدته
لأنه بعد
الموت سيقترب الانسان بدرجة كبيرة جدا
من معرفة حقيقة نفسه ،، وحينها فإن كلمة
العتاب المجردة من كل فعل ربما ستعذبه
عذابا شديدا
فعندما تنظر
لنفسك على انك كبير قومك وعشيرتك وبلادك
فإن أقل كلمة عتاب من رئيس وكبير العشائر
ستجعلك لا تنام الليل وتلوم نفسك أكبر
اللوم على تقصيرك الكبير الذي استوجب
الملامة لك
لكن لو نظرت
لنفسك على انك صغير القوم واقلهم منزلة
فلو جلدوك مائة جلدة وسط السوق فإنك ستذهب
للبيت بعدها وتتاوه قليلا من الالم ثم
تنام بعد ذلك قرير العين وتصحى ثاني يوم
ربما لتعيد نفس الخطأ الذي استحقيت عليه
الجلد في اليوم السابق
إن الانسان
عندما يموت ويعبر من بوابة الموت
سيكتشف أنه
مخلوق إلهي ،،
سيكتشف انه
نفس ناطقة قدسية ،،
سيكتشف أنه
اشبه المخلوقات بالملائكة ،،
سيكتشف أنه
خالد لا يموت ،،
سيكتشف أنه
عاش ربما ألف ألف حياة سابقة ،،
سيكتشف أنه
يحوي علم وعلوم وخبرات الف الف حياة سابقة
،،
نحن نرى بهذه
الدنيا ان الذي يقرء كلمتين يشوف نفسه
بها على العالم ويحسب نفسه سلطان وجهبذ
العصر ولا يستحمل كلمتين نقد من اكبر
الفلاسفة بحقه ويعتبرها اهانة كبيرة
ويمكن تجيه ذبحة قلبية من وراها ويموت
فكيف بعد
الموت بمن سيرى نفسه بهذه الطريقة العظيمة
وهذه المنزلة الرفيعة وهذا العلم الكبير
فحينها فان
مجرد إدراكه لعدم نجاحه بتخطي العتبة
المطلوبة لعدم العودة مرة أخرى للتجسد
المادي على الارض سيعتبرها نوع من العذاب
والاهانة ،،
ناهيك عن
محاسبة أو تذكير نفسه العليا له على
الاخطاء التي ارتكبها خلال حياته الاخيرة
كجسد مادي والتي جعلته لا ينجح بالوصول
للهدف المنشود ،،
الآن تخيل
الموقف مرة أخرى: مخلوق
إلهي يحاسب مخلوق إلهي آخر !! كيف
تتوقع سيكون الحساب حينها؟
من وجهة نظر
النفس العليا فإن أي قسوة ستتعامل بها
حينها مع النفس الناطقة القدسية والتي
هي أنت الحقيقي مهما كانت درجتها بسيطة
،، حتى ولو كانت مجرد كلمة ملامة وعتاب
فإنها ستراها شيء كبير جدا جدا ،، بالاضافة
الى أنها لا تراك غير نفسها ،، فهي تنظر
اليك على انها تنظر لنفسها هي
فهي تتعامل
حينها مع نفسها اولا واخيرا ومع مخلوق
إلهي منها ومثلها تماما ،، وربما لو أنها
خُيّرت بامرها لسامحتها وترققت معها
بالحديث الى اقصى حدود الرقة والمحبة ،،
لكنها مضطرة
لأداء هذه المهمة في محاسبتها وتذكيرها
وحساب ميزانها لأنها هذه هي وظيفتها
ومهمتها وهي من ضمن الأقدار والمقادير
المقدرة عليهما سوية،،
وأيضا هي من
ضمن الخطة الالهية الكونية التي تعلّم
الانفس بها بعضها البعض للارتقاء وجوديا
ومعرفيا درجة بعد درجة ،،
وبنفس الطريقة
من الجهة المقابلة فإن النفس الناطقة
القدسية الالهية سيصعب عليها هذا الموقف
أيضا
المسألة إذن
هي مجرد وجهة نظر رووها لنا من وجهة نظرهم
لأنفسهم ولنا كمخلوقات الهية شريفة وكريمة
وعزيزة
وفهمناها نحن
من وجهة نظرنا بأنفسنا كمخلوقات ضعيفة
خائفة مذنبة جاهلة ،،
وأيضا من وجهة
نظرنا لربنا على أساس انه
شديـــــــــــــــــــــــد العقاب
بدّل الزاوية
التي ترى نفسك منها وبها ،، والتي عمل حزب
الشيطان على وضعنا عقليا بها من خلال
المؤسسات الدينية والمالية والثقافية
المختلفة التي يسيطر عليها،،
هذه هي مهمته
وهو يؤديها على أكمل وجه ،،
فأدي مهمتك
أنت أيضا على أكمل وجه وابدء بحب الله
أكثر من الخوف منه وأكثر من الطمع بما
عنده ،،
فالخوف منه
والطمع بما عنده أوصلك واوصلني حتى اليوم
إلى اننا طال أمدنا على هذه الآرض فعشنا
عليها حتى الآن ربما ألف ألف حياة والله
العالم كم سنبقى
أَلَمْ يَأْنِ
لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا
نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلا يَكُونُوا
كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن
قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ
فَقَسَتْ
قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ
فَاسِقُونَ
بدل نظرتك
لنفسك ولربك ،، وارفع درجة حبك وثقتك
بالله أكثر من خوفك منه
وسترى أن
الامور التي تعيش الخوف الكبير منها اليوم
كيف سيصبح لها عندك شكل ومعنى آخر ،،
وصلى الله
على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين
الطاهرين
.
..
...
....
.....
احسنتم
ردحذفاخوك في ولاية مولى النور مصطفى الساعدي