بسم الله
الرحمن الرحيم
اللهم صلي
على محمد وآل محمد
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو تأثير الإعتقاد بالوجود
العقلي للوجود، أو بالوجود الكلماتي للوجود؟
ما يتفق عليه الجميع تقريبا هو أن
القصة الحقيقية للخلق بدأت من النور الأول ،
والملاحظ هو اننا كلما ابتعدنا عن
هذا النور في أحداث القصة كلّما قوي الوهم عندنا ، وقوي السراب من أمامنا
لدرجة أنه أخيرا سيملئ كلّ وجودنا،
ولن نعود نراه فقط وهو يتراقص
امامنا من بعيد،
بل ان السراب سيصل الى تحت اقدامنا
وسيملئ يميننا وشمالنا وخلفنا وفوقنا وتحتنا أيضا،
وكلما ابتعدنا في اعتقاداتنا عن
ذلك النور
تلك الحقيقة المطلقة التي تلقلق
ألسنتنا أننا نصدق بها فاننا سنغرق حينها في السراب أكثر وأكثر
وحينها سنأكل ونشرب ونلبس من ذلك
السراب
وسنعيشه حتى الرمق الأخير من
حياتنا
وبعدها ((فبصرك اليوم حديد))
إن أحداث قصة الخلق بدأت من النور،
ومستمرة في النور الذي خلق منه
النور الأول
ومن النور الأول خلق النور الماء
العذب
ومن النور الماء العذب خلق العقل
ومن نفس النور الأول خلق البحر
الأجاج الظلماني،
ومن البحر الأجاج الظلماني خلق
الجهل
هذه هي البداية،
ومن سيستطيع أن يفهم هذه البداية
ويتقبلها كما هي وبدون أن يحكم عليها من عنده فسيفهم كل قصة الخلق،
ولن يجد بها أيّ تناقض أو ظلم
والعياذ بالله
فما هو تأثير الإعتقاد بالوجود
النوريّ للوجود؟
أو بالوجود العقلي للوجود؟
أو بالوجود الكلماتي للوجود؟
فالاسماء تعددت والحسن واحد
لكن دعونا نركز على مفهوم الوجود
العقلي للوجود ،،
فهو أقرب للعقل وللفهم من بقية
التعريفات الأخرى
ملك له رؤوس بعدد الخلائق ما كان
وما يكون منها ،، هذا هو الوجود العقلي
هذا هو العالم الذي نعيش به،
انه عالم عقلي،
وظروف وتفاصيل قوانين واحداث هذا
العالم العقلي ليست كلّها حتمية الوقوع او الحدوث، فمنها ما هو حتمي ومنها ما يمكن
استبدالها او إلغائها
ولكن من الذي سيقوم باستبدالها او
إلغائها؟
ومن هو الذي بيده تغيير احداث
القصة؟
ومن هو الذي بيده تبديل المقادير
التي تحكم هذا العالم العقلي؟
انها نفس تلك الرؤوس المنتشرة على
بدن ذلك العقل الكلّي ،،
فهي تخلق لها العالم الذي تريده
لنفسها،
والذي يحدد صورة ذلك العالم هو
الوعي الجماعي لتلك الرؤوس او العقول او النفوس الجزئية
فعندما يقول لنا الله رب العالمين
تفائلوا بالخير تجدوه فإنّه يشرح لنا قانون عام في عمليات الخلق والتجلي ولا يحدده
بحدّ معين،
بمعنى تفائلوا باي شيء وستجدوه
حينها قد تحقق لكم،
سواء على المستوى الفردي او
الجماعي،
تفائل كفرد بالخير وستجد ان الخير
سيملاء الواقع الذي تعيشه،
وتفائلوا على المستوى الجماعي
بالخير وستجدون انه سيعم واقعكم،
و((تفائلوا بالشر)) وسيسيطر على
واقعكم فرادى و جماعات،
و((تفائلوا)) بالخوف وسيسيطر على
مجتمعاتكم أيضا،
وتفائلوا بالرفاهية وستعم اركان
حياتكم.
فتلك الرؤوس التي تتشارك واقع ما،
في مرحلة زمنية ما، هي من ستحدد طبيعة ذلك الواقع الذي ستعيشه من خلال ما تفكر به
وبما يسمى "الوعي الجماعي"
فالتفكير الجماعي منهم هو من سيخلق
لهم الواقع الذي سيعيشون وسطه،
وبذلك فإن قصة واقعهم هي امر بين
امرين،
ولذلك من سيستطيع ان يبدّل او أن
يوجّه التفكير الجماعي لاي مجتمع في أي فترة زمنية بوجهة معينة وضمن اطار معّين
فانّه سيخلق حينها لهم وبواسطة وعيهم الجماعي أدق تفاصيل عالمهم وقوانينه
فمجتمع يسود به اعتقاد ان حزب
الشيطان هو المسيطر ولا محالة من ذلك،
وانه هو اقوى الفرق به و بدون
منازع، فإنه سيخلق حينها لهم وبايديهم هذا الواقع،
فكل فكرة من كل عقل او من كل رأس
في ذلك الملك الكلي
هي تجوب في كل كيان ذلك الملك
الكلّي بطوله وعرضه،
وكلما زادت الافكار المتشابهة فيه
وتعارفت وتآلفت فستكون بها واقعها الذي تريد العيش فيه
فالصراع بين العقل والجهل في هذا
الملك الكلي هو صراع عقلي اولا واخيرا،
وكلما تجندت مجموعة ما من تلك
الرؤوس في اي مرحلة زمنية بجنود العقل فأنها ستخلق معها واقعها وعالمها،
ولو لنها تجندت بجنود الجهل بدلا
منها فانها ستخلق وستشكّل كذلك معها لنفسها عالم وواقع مختلف عن الأول
فنحن نلاحظ انه تكثر مشاهدات الجن
والشياطي في اي مجتمع يؤمن أغلب أفراده بالجن والشياطين،
بينما ستنعدم تلك المشاهدات او
انها ستكون نادرة جدا في المجتمعات الأخرى التي لا تؤمن بها ،
والسبب في ذلك هو ان الوعي
والتفكير الجماعي لأي مجتمع هو من سيخلق تلك المشاهدات لهم
وفي مجتمع يؤمن بالمعجزات او
الكرامات سنجد انها تكثر به بينهم اكثر من تلك المجتمعات التي لا تؤمن بها،
والسبب في ذلك هو أنها هي بوعيها
الجمعي هي من تخلق تلك المعجزات والكرامات بوسطتها
والملائكة والروح يعينونهم على
اظهار ما يشاؤونه من لوح المحو ليثبتوه في لوح الاثبات
فقصة الخلق حسب هذه الرؤية الكونية
هي فعلا امر بين امرين لا تزال أكثر تفاصيلها في لوح المحو تنتظر من الوعي
والتفكير الجماعي ان يثبتها في لوح الاثبات ،
وفي عهد الظهور الشريف سيكون
الواقع المعاش فيه مختلف عن الواقع الذي نعيشه اليوم، والسبب في ذلك هو نفسه السبب
الذي نعيش من خلاله واقعنا الحالي
فحزب الشيطان يسيطر اليوم على
الاعلام
وعلى المدارس والجامعات والكليات
وعلى كل ما يمكن له ان يسيطر ويوجه
الفكر والوعي الجماعي به
فلذلك نجد اليوم اننا نعيش الخوف
والبؤس والقتل وانكار الغيب
وسنجد ربما بعد قليل ان مصاصي
الدماء قد اصبحوا واقع خارجي يجب ان نعيشه ونعايشه،
فالإعلام يركز حاليا بالاضافة
لمشاهد قطع الرؤوس على هذه الفكرة وينشرها ويرسخها في عقول الناس،
حتى انه في سؤال كان يوجه في
برنامج تلفزيوني للمشاركين به عن مصاصي الدماء وهل هم حقيقة ام خيال، كان أكثر المشاركين
بالبرنامج يرجحون خيار الحقيقة على الخيال
لكن في عهد الظهور المبارك سنجد ان
الواقع الجماعي المعاش حسب الروايات يختلف جدا عن واقعنا الحالي،
والسبب في ذلك هو ان نفس التفكير
الجمعي سيختلف،
فالامام المنتظر ((الذي تنتظره
جميع الاديان والمذاهب)) هو وأفراد حزبه ومختلف جنده سيقومون بتغيير جذري في
الحالة السلبية في التفكير والوعي الجماعي،
والتي عمل الشيطان وحزبه على
ترسيخها في عقول الناس على مدى العصور والازمنة،
وسيُظهرون لهم في البداية كم انهم
مخلوقات شريفة وقوية وجبارة،
عكس ما كان حزب الشيطان قد زرعه في
عقولهم وعن نفسهم من انهم مخلوقات ضعيفة مكسورة حول ولا قوة لها، وان اصلهم قرود،
وان اجدادهم الاوائل كانوا يعيشون في الغابات والكهوف،
وحين يتركز ذلك المعتقد الجديد
المتفائل بين الناس فانهم هم من سيخلقون حينها واقعهم الجديد وقصة وجودهم الجديدة
بايديهم وعقولهم،
وسيعيشون واقع انهم يرون الملائكة
وانها تخدمهم وتقضي حاجاتهم،
وانهم يطيرون بالهواء، ويزورون
الكواكب المختلفة بطرفة عين،
وستفتح لهم الابواب بين السماوات
فيزورون اهل الجنان ويدخلون في عالم الملائكة
وسينفتح عالم الجن على عالم الانس
كما تذكر لنا الروايات
كل تلك الظواهر ستعم العالم حينها،
لا لان الامام قد بدل القوانين او المقادير الكونية،
ولكن لان الوعي الجماعي بقيادته هو
من تبدل نحو الافضل ونحو الكمال والجمال والعدل والاحسان،
فأظهرت القوانين الكونية نعه وجهها
الحقيقي لنا،
فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بانفسهم
فالله يقول لنا غيروا التفكير
والوعي الجماعي للنحو الافضل، وغيروا نيّاتكم لتصبح نيّات جميلة وحسنة، وستجدون
حينها ان القوانين الكونية كلها قد اصبحت تخدمكم،
لا لأنني بدلتها حينها فقط،
بل لان القوانين الكونية هي فعلا
ومن البدء مبرمجة لتخدمكم ومسخرة لكم بهذا الشكل،
فان أنتم آمنتم انزلت عليكم السماء
بركاتها تبعا للقوانين المقدّرة منذ البدء
واخرجت لكم الارض كنوزها حسب نفس
تلك القوانين،
وان لم تؤمنوا حبست خيراتها
وبركاتها وكنوزها عنكم أيضا حسب نفس تلك القوانين
فالامر في قصة الخلق متعلق اولا
واخيرا بنيّاتكم ووعيكم الجماعي
.
وصلى
الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
.
..
...
....
.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق