الجمعة، 8 مايو 2020

دعـــاء الـــنـــدبـــة اسمعه سمعا جديدا وافهمه فهما جديدا فهو...




دعـــاء الـــنـــدبـــة اسمعه سمعا جديدا وافهمه فهما جديدا فهو

يـــروي لنا قـــصـــة أســـبـــق الـــســـابـــقـــيـــن

فـــي الـــمـــنـــافـــســـة الـــســـابـــقـــة

وقـــصة كـــل من فـــازوا مـــعـــه مـــن

الـــثـــلـــل الـــثـــلاثـــة والـــقـــلـــيـــل

ويـــخـــبـــرنـــا مـــن هـــم ومـا هـي صـفـاتـهـم فـــي

هـــذه الــمــنــافــســة الــتــي حــالــيــا جــمــيــعــا مساهمين بـهــا

وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُدْعَى بِهِ فِي الْأَعْيَادِ الْأَرْبَعَةِ:ـ ((على عدد المجموعات الفائزة الأربعة، ثلاث ثلل وقليل))
.

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ، وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً.

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا جَرَى بِهِ قَضَاؤُكَ فِي أَوْلِيَائِكَ،

الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دِينِكَ،

إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ مَا عِنْدَكَ مِنَ النَّعِيمِ‏ الْمُقِيمِ،

الَّذِي لَا زَوَالَ لَهُ وَ لَا اضْمِحْلَالَ،

بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي درجات هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزَخَارِفِ و زِبْرِجِهَا

فَشَرَطُوا لَكَ ذَلِكَ، وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفَاءَ بِهِ.

فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ‏ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّنَاءَ الْجَلِيَّ،

وَ أَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلَائِكَتَكَ، وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ،

وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ،

وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّرَائِعَ‏ إِلَيْكَ،

وَ الْوَسِيلَةَ إِلَى رِضْوَانِكَ.

فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ إِلَى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنْهَا،

وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ

وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ،

وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لنفسك خَلِيلًا،

وَ سَأَلَكَ‏ لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ‏ فَأَجَبْتَهُ،

وَ جَعَلْتَ ذَلِكَ عَلِيّاً.

وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً،

وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ رِدْءاً وَ وَزِيراً،

وَ بَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ،

وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّنَاتِ

وَ أَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ.

وَ كُلًّا شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً،

وَ نَهَجْتَ له مِنْهَاجاً،

وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِيَاءَ،

مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ،

مِنْ مُدَّةٍ إِلَى مُدَّةٍ،

إِقَامَةً لِدِينِكَ، وَ حُجَّةً عَلَى عِبَادِكَ،

وَ لِئَلَّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ،

وَ يَغْلِبَ الْبَاطِلُ عَلَى أَهْلِهِ،

وَ لَا يَقُولَ أَحَدٌ

لَوْ لَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا مُنْذِراً،

واقمت لنا علماً هاديا

فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى‏.

إِلَى أَنِ انْتَهَيْتَ بِالْأَمْرِ إِلَى حَبِيبِكَ وَ نَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ،

فَكَانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ،

وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ،

وَ أَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ،

وَ أَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ.

قَدَّمْتَهُ عَلَى أَنْبِيَائِكَ،

وَ بَعَثْتَهُ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبَادِكَ،

وَ أَوْطَأْتَهُ مَشَارِقَكَ وَ مَغَارِبَكَ،

وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُرَاقَ،

وَ عَرَجْتَ بِهِ إِلَى سَمَائِكَ،

وَ أَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كان ومَا يَكُونُ إِلَى انْقِضَاءِ خَلْقِكَ.

ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ،

وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئِيلَ

وَ مِيكَائِيلَ

وَ الْمُسَوِّمِينَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ،

وَ وَعَدْتَهُ أَن تُظْهِرَ دينهُ‏ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ،

وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*.

وَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ‏ مُبَوَّءَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ،

وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ أَوَّلَ‏ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ،

لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً، وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ،

فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ، مَقامُ إِبْراهِيمَ،

وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً

وَ قُلْتَ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتَابِكَ فَقُلْتَ:

قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِيلًا

فَكَانُوا هُمُ السَّبِيلَ إِلَيْكَ، وَ الْمَسْلَكَ إِلَى رِضْوَانِكَ.

فَلَمَّا انْقَضَتْ أَيَّامُهُ

أَقَامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمَا وَ آلِهِمَا

هَادِياً، إِذْ كَانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ،

فَقَالَ وَ الْمَلَأُ أَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ،

اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ،

وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ،

وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ،

وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ،

وَ قَالَ: مَنْ كُنْتُ أَنَا وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ،

وَ قَالَ: أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ

وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْ أَشْجَارٍ شَتَّى.

وَ أَحَلَّهُ مَحَلَّ هَارُونَ مِنْ مُوسَى،

فَقَالَ له: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي،

وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ،

وَ أَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ مَا حَلَّ لَهُ،

وَ سَدَّ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَهُ.

ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ،

فَقَالَ: أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِيٌّ بَابُهَا،

فَمَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا،

ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَنْتَ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَارِثِي،

لَحْمُكَ مِنْ لَحْمِي، وَ دَمُكَ مِنْ دَمِي،

وَ سِلْمُكَ سِلْمِي، وَ حَرْبُكَ حَرْبِي،

وَ الْإِيمَانُ مُخَالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ،

كَمَا خَالَطَ لَحْمِي وَ دَمِي،

وَ أَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ مَعِي، وَ أَنْتَ خَلِيفَتِي،

وَ أَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي وَ تُنْجِزُ عِدَاتِي،

وَ شِيعَتُكَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ

مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِي فِي الْجَنَّةِ

وَ هُمْ جِيرَانِي،

وَ لَوْ لَا أَنْتَ يَا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِي.

فَكَانَ بَعْدَهُ هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ، وَ نُوراً مِنَ الْعَمَى،

وَ حَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينَ

وَ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ،

لَا يُسْبَقُ بِقَرَابَةٍ فِي رَحِمٍ،

وَ لَا بِسَابِقَةٍ فِي دِينٍ،

وَ لَا يُلْحَقُ فِي مَنْقَبَةٍ مِنْ مَنَاقِبِهِ،

يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَ آلِهِمَا،

وَ يُقَاتِلُ عَلَى التَّأْوِيلِ،

وَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ.

قَدْ وَتَرَ فِيهِ صَنَادِيدَ الْعَرَبِ،

وَ قَتَلَ أَبْطَالَهُمْ، وَ نَاهَشَ‏ ذُؤْبَانَهُمْ‏ ،

فأَوْدَعَ‏ قُلُوبَهُمْ

أَحْقَاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً

وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ،

فَأَضَبَّتْ‏ عَلَى عَدَاوَتِهِ،

وَ أَكَبَّتْ عَلَى مُنَابَذَتِهِ‏ ،

حَتَّى قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ.

وَ لَمَّا قَضَى نَحْبَهُ‏

وَ قَتَلَهُ أَشْقَى الْآخِرِينَ،

يَتْبَعُ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ،

لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهَادِينَ بَعْدَ الْهَادِينَ،

وَ الْأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلَى مَقْتِهِ،

مُجْمِعَةٌ عَلَى قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَ إِقْصَاءِ وُلْدِهِ،

إِلَّا الْقَلِيلَ مِمَّنْ وَفَى لِرِعَايَةِ الْحَقِّ فِيهِمْ.

فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ،

وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ،

وَ أُقْصِيَ مَنْ أُقْصِيَ،

وَ جَرَى الْقَضَاءُ لَهُمْ بِمَا يُرْجَى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ،

إِذْ كَانَتِ الْأَرْضُ لِلَّهِ‏ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ‏ الصَّالِحِينَ‏

وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ*،

وَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا،

وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ‏، وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*.

فَعَلَى الْأَطَائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَ آلِهِمَا،

فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ،

وَ إِيَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبُونَ،

وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتُذرِفِ الدُّمُوعُ،

وَ لْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ،

وَ يَضِجَّ الضَّاجُّونَ،

وَ يَعِجَ‏ الْعَاجُّونَ.

أَيْنَ الْحَسَنُ أَيْنَ الْحُسَيْنُ،

أَيْنَ أَبْنَاءُ الْحُسَيْنِ،

صَالِحٌ بَعْدَ صَالِحٍ،

وَ صَادِقٌ بَعْدَ صَادِقٍ،

أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ،

أَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ،

أَيْنَ الشَّمُوسُ الطَّالِعَةُ،

أَيْنَ الْأَقْمَارُ الْمُنِيرَةُ،

أَيْنَ الْأَنْجُمُ الزَّاهِرَةُ،

أَيْنَ أَعْلَامُ الدِّينِ وَ قَوَاعِدُ الْعِلْمِ.

أَيْنَ بَقِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي لَا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهَادِيَةِ،

أَيْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دَابِرِ الظَّلَمَةِ،

أَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لِإِقَامَةِ الْأَمْتِ‏ وَ الْعِوَجِ،

أَيْنَ الْمُرْتَجَى لِإِزَالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوَانِ،

أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ،

أَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لِإِعَادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّرِيعَةِ،

أَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لِإِحْيَاءِ الْكِتَابِ وَ حُدُودِهِ،

أَيْنَ مُحْيِي مَعَالِمِ الدِّينِ وَ أَهْلِهِ،

أَيْنَ قَاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدِينَ،

أَيْنَ هَادِمُ أَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفَاقِ.

أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الْفِسْقِ وَ الْعِصْيَانِ،

أَيْنَ حَاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقَاقِ،

أَيْنَ طَامِسُ‏ آثَارِ الزَّيْغِ وَ الْأَهْوَاءِ،

أَيْنَ قَاطِعُ حَبَائِلِ الْكَذِبِ وَ الِافْتِرَاءِ،

أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الْعِنَادِ وَ الْمَرَدَةِ،

أَيْنَ مُعِزُّ الْأَوْلِيَاءِ وَ مُذِلُّ الْأَعْدَاءِ،

أَيْنَ جَامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوَى،

أَيْنَ بَابُ اللَّهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتَى.

أَيْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي إِلَيْهِ تَتَوَجَّهُ الْأَوْلِيَاءُ،

أَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ،

أَيْنَ صَاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ نَاشِرُ رَايَةِ الْهُدَى،

أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلَاحِ وَ الرِّضَا،

أَيْنَ الطَّالِبُ بِذُحُولِ‏ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَبْنَاءِ الْأَنْبِيَاءِ،

أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلَاءَ.

أَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلَى مَنِ اعْتَدَى عَلَيْهِ وَ افْتَرَى،

أَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذِي يُجَابُ إِذَا دَعَا،

أَيْنَ صَدْرُ الْخَلَائِفِ ذُو الْبِرِّ وَ التَّقْوَى،

أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى،

وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى،

وَ ابْنُ خَدِيجَةَ الْغَرَّاءِ،

وَ ابْنُ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى.

بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي

وَ نَفْسِي لَكَ الْوِقَاءُ وَ الْحِمَى،

يَا ابْنَ السَّادَةِ الْمُقَرَّبِينَ،

يَا ابْنَ النُّجَبَاءِ الْأَكْرَمِينَ،

يَا ابْنَ الْهُدَاةِ الْمَهْدِيِّينَ،

يَا ابْنِ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبِينَ،

يَا ابْنَ الْغَطَارِفَةِ الْأَنْجَبِينَ.

يَا ابْنَ الْأَطَائِبِ الْمُطَهَّرِينَ،

يَا ابْنَ الْخَضَارِمَةِ الْمُنْتَجَبِينَ،

يَا ابْنَ الْقَمَاقِمَةِ الْأَكْرَمِينَ،

يَا ابْنَ الْبُدُورِ الْمُنِيرَةِ،

يَا ابْنَ السُّرُجِ الْمُضِيئَةِ،

يَا ابْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ،

يَا ابْنَ الْأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ،

يَا ابْنَ السُّبُلِ الْوَاضِحَةِ،

يَا ابْنَ الْأَعْلَامِ اللَّائِحَةِ،

يَا ابْنَ الْعُلُومِ الْكَامِلَةِ،

يَا ابْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ.

يَا ابْنَ الْمَعَالِمِ الْمَأْثُورَةِ،

يَا ابْنَ الْمُعْجِزَاتِ الْمَوْجُودَةِ،

يَا ابْنَ الدَّلَائِلِ الْمَشْهُورَةِ،

يَا ابْنَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ،

يَا ابْنَ النَّبَإِ الْعَظِيمِ،

يَا ابْنَ مَنْ هُوَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَى اللَّهِ عَلِيٌّ حَكِيمٌ،

يَا ابْنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ،

يَا ابْنَ الدَّلَائِلِ الظَّاهِرَاتِ،

يَا ابْنَ الْبَرَاهِينِ الْبَاهِرَاتِ.

يَا ابْنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَاتِ،

يَا ابْنَ النِّعَمِ السَّابِغَاتِ،

يَا ابْنَ طه وَ الْمُحْكَمَاتِ،

يَا ابْنَ يس وَ الذَّارِيَاتِ،

يَا ابْنَ الطُّورِ وَ الْعَادِيَاتِ،

يَا ابْنَ مَنْ‏ دَنا فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏،

دُنُوّاً وَ اقْتِرَاباً مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى.

لَيْتَ شِعْرِي، أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوَى،

بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ‏ أَوْ ثَرَى‏

أَ بِرَضْوَى أَوْ غَيْرِهَا مِنْ ذِي طُوَى‏

عَزِيزٌ عَلَيَ‏ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَ أَنْتَ لَا تُرَى،

وَ لَا أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَ لَا نَجْوَى،

عَزِيزٌ عَلَيَّ أَن تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوَى،

وَ لَا يَنَالَكَ مِنِّي ضَجِيجٌ وَ لَا شَكْوَى.

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنَّا،

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَازِحٍ مَا نَزَحَ‏ عَنَّا،

بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شَائِقٍ يَتَمَنَّى، مِنْ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرَا فَحَنَّا

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ عَقِيدِ عِزٍّ لَا يُسَامَى‏

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ‏ مَجْدٍ لَا يُجَازَى‏

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ تِلَادِ نِعَمٍ لَا تُضَاهَى

بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَصِيفِ‏ شَرَفٍ لَا يُسَاوَى.

إِلَى مَتَى أَحَارُ فِيكَ يَا مَوْلَايَ، وَ إِلَى مَتَى،

وَ أَيَّ خِطَابٍ أَصِفُ فِيكَ‏ وَ أَيَّ نَجْوَى،

عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجَابَ دُونَكَ وَ أُنَاغَى‏ ،

عَزِيزُ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرَى

عَزِيزُ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ مَا جَرَى.

هَلْ مِنْ مُعِينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ الْعَوِيلَ وَ الْبُكَاءَ،

هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَأُسَاعِدَ جَزَعَهُ إِذَا خَلَا،

هَلْ قَذِيَتْ‏ عَيْنٌ فَسَاعَدَتْهَا عَيْنِي عَلَى الْقَذَى،

هَلْ إِلَيْكَ يَا ابْنَ أَحْمَدَ سَبِيلٌ فَتُلْقَى،

هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنَا مِنْكَ بِغدَه فَنَحْظَى.

مَتَى نَرِدُ مَنَاهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوَى‏

مَتَى ننتقع [نَنْتَفِعُ‏] مِنْ عَذْبِ مَائِكَ فَقَدْ طَالَ الصَّدَى

مَتَى نُغَادِيكَ وَ نُرَاوِحُكَ‏ فَتُقِرَّ منها عينا

مَتَى تَرَانَا وَ نَرَاكَ

وَ قَدْ نَشَرْتَ لِوَاءَ النَّصْرِ تُرَى.

أَ تَرَانَا نَحُفُّ بِكَ وَ أَنْتَ تَؤُمُّ الْمَلَأَ،

وَ قَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلًا،

وَ أَذَقْتَ أَعْدَاءَكَ هَوَاناً وَ عِقَاباً،

وَ أَبَرْتَ الْعُتَاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ،

وَ قَطَعْتَ دَابِرَ الْمُتَكَبِّرِينَ،

وَ اجَتَثَثْتَ‏ أُصُولَ الظَّالِمِينَ،

وَ نَحْنُ نَقُولُ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*.

اللَّهُمَّ أَنْتَ كَشَّافُ الْكُرَبِ وَ الْبَلْوَى،

وَ إِلَيْكَ أَسْتَعْدِي فَعِنْدَكَ الْعَدْوَى،

وَ أَنْتَ رَبُّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى.

فَأَغِثْ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ،

عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلَى،

وَ أَرِهِ سَيِّدَهُ يَا شَدِيدَ الْقُوَى،

وَ أَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسَى‏ وَ الْجَوَى‏

وَ بَرِّدْ غَلِيلَهُ‏

يَا مَنْ‏ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏،

وَ مَنْ إِلَيْهِ الرُّجْعَى وَ الْمُنْتَهَى.

اللَّهُمَّ وَ نَحْنُ عَبِيدُكَ التَّائِقُونَ‏ إِلَى وَلِيِّكَ، الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ،

خَلَقْتَهُ لَنَا عِصْمَةً وَ مَلَاذاً،

وَ أَقَمْتَهُ لَنَا قِوَاماً وَ مَعَاذاً،

وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنَّا إِمَاماً،

فَبَلِّغْهُ عَنَّا تَحِيَّةً وَ سَلَاماً،

وَ زِدْنَا بِذَلِكَ يَا رَبِّ إِكْرَاماً،

وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنَا مُسْتَقَرّاً وَ مُقَاماً،

وَ أَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْدِيمِكَ إِيَّاهُ أَمَامَنَا،

حَتَّى تُورِدَنَا جِنَانَكَ

وَ مُرَافَقَةَ الشُّهَدَاءِ مِنْ خُلَصَائِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،

وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ رَسُولِكَ

السَّيِّدِ الْأَكْبَرِ،

وَ عَلَى أَبِيهِ السَّيِّدِ الْأَصْغَرِ ،

وَ جَدَّتِهِ الصِّدِّيقَةِ الْكُبْرَى

فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ،

وَ عَلَى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبَائِهِ الْبَرَرَةِ،

وَ عَلَيْهِ أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ، وَ أَتَمَّ وَ أَدْوَمَ،

وَ أَكْبَرَ وَ أَوْفَرَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيَائِكَ

وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ،

وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلَاةً لَا غَايَةَ لِعَدَدِهَا،

وَ لَا نَفَادَ لِأَمَدِهَا.

اللَّهُمَّ وَ أَقِمْ بِهِ الْحَقَّ،

وَ أَدْحِضْ‏ بِهِ الْبَاطِلَ،

وَ أَدِلْ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ،

وَ أَذْلِلْ بِهِ أَعْدَاءَكَ،

وَ صِلِ اللَّهُمَّ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدِّي إِلَى مُرَافَقَةِ سَلَفِهِ.

وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَأْخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ‏

وَ يَمْكُثُ فِي ظِلِّهِمْ،

وَ أَعِنَّا عَلَى تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ،

وَ الِاجْتِهَادِ فِي طَاعَتِهِ،

وَ اجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ،

وَ امْنُنْ عَلَيْنَا بِرِضَاهُ،

وَ هَبْ لَنَا رَأْفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ،

وَ دُعَاءَهُ وَ خَيْرَهُ،

مَا نَنَالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ،

وَ فَوْزاً عِنْدَكَ،

وَ اجْعَلْ صَلَاتَنَا بِهِ مَقْبُولَةً،

وَ ذُنُوبَنَا بِهِ مَغْفُورَةً،

وَ دُعَاءَنَا بِهِ مُسْتَجَاباً.

وَ اجْعَلْ أَرْزَاقَنَا بِهِ مَبْسُوطَةً،

وَ هُمُومَنَا بِهِ مَكْفِيَّةً،

وَ حَوَائِجَنَا بِهِ مَقْضِيَّةً،

وَ أَقْبِلْ إِلَيْنَا بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ،

وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنَا إِلَيْكَ،

وَ انْظُرْ إِلَيْنَا نَظْرَةً رَحِيمَةً،

نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرَامَةَ عِنْدَكَ،

ثُمَّ لَا تَصْرِفْهَا عَنَّا بِجُودِكَ،

وَ اسْقِنَا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ،

بِكَأْسِهِ وَ بِيَدِهِ،

رَيّاً رَوِيّاً، هَنِيئاً سَائِغاً،

لَا أَظْمَأُ بَعْدَهَا،

يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

لأنَهُمَا الِاسْمَيْن‏ الأيْمَنِيْنِ اللَّذَيْنِ جُمِعَا فَاجْتَمَعَا




لأنَهُمَا الِاسْمَيْن‏ الأيْمَنِيْنِ اللَّذَيْنِ جُمِعَا فَاجْتَمَعَا

كنت أريد أن أكتب مقال أخر غير هذا عن الإسمين الأعظمين المذكورين في خطبة المخزون لأمير المؤمنين عليه السلام لكن قررت ان اكتب هذا المقال القصير عنهما قبل الذي كنت انوي كتابته

والاسمين الأعظمين هما البحران المذكوران في سورة الرحمن :

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ

والبحران هما نفسهما الإسمين الأعظمين ((رَبِّكُمَا)) المشار لهما 31 مرة في سورة الرحمن بالقول:

فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

وختم السورة بالقول :

تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ

ونجد هنا إن إسم ربك اسم مفرد وليس زوج كما هو ((رَبِّكُمَا))

وهنا نعرف ان ((إسم ربك)) هو نور النبي ، وأنه هو النور الظلي الذي انخلق من الصادر الأول الذي صدر من النقطة

وهو النور الفاطمي ، أو الدائرة كما اشرنا لذلك عدة مرات في حديثنا عنهم صلوات الله عليهم حسب معطيات الهندسة المقدسة

فالنور الفاطمي هو نور محمد لكن قبل أن يصبح محمد محمدا، وهو الصادر الأول من النقطة

يعني النقطة خلق من نوره اول ما خلق خلق النور الظلي ليلة القدر

فنوره هو أبو النور الظلي

لكنه عندما جعل النور الظلي أظلة صار النور الظلي الفاطمي أم أبيها

فاول ما قسم النور الظلي الفاطمي قسمه لنصفين

نصفه محمد ونصفه علي

فــ اسْمُ ــــ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ هو النور الفاطمي

أمّا ــــ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ فهو الإسم المكنون أو النقطة أو العقل نهاية المطالب

فــ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ هو الزيت قبل أن يصدر منه نوره

او هو المشيئة قبل أن يشاء

أو هو العقل الكلي نهاية المطالب قبل أن يخلق النور الظلي من تسبيح نفسه ، يعني من تفكيره

فالعقل نهاية المطالب هو رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ

والنور الفاطمي هو اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ

والإسمين الأعظمين هما نصفي النور الفاطمي

يعني هما نصفي اسم ربنا ذي الجلال والإكرام

فهما الإسمين الأعظمين لأنهما نصفي اسم ربنا ذي الجلال والإكرام

ففاطمة هي الله نور السماوات والأرض

والاسمين الأعظمين هما الرحمن و الرحيم

فالنصفان هما يدي النور الأول الفاطمي وكلتا يديه يمين

ولذلك فإن الحافظ رجب البرسي في كتابه "مشارق أنوار اليقين في فضائل أمير المؤمنين" عندما بدء الحديث عن النور الاول الذي انقسم نصفين قال:
لأنهما الاسمين الأيمنين اللذين جمعا فاجتمعا

ومن بقية حديثه ووصفه في هذا الموضع يتبين لنا جليا انه في هذا الموضع قد اقتبس كلامه وصاغه كله من وحي كلام أمير المؤمنين في خطبة المخزون

اورد لكما هنا بعض ما قاله وبعدها سأضع المقطع من خطبة المخزون الذي استوحى منها كلماته هنا:

فصل [أول الخلق نور محمد و علي عليهما السلام‏]

ظهر الواحد عن الأحد، و فاض عن الواحد سائر العدد،

و ذاك كما ظهر الخط عن النقطة، و السطح عن الخط، و الجسم عنهم،

و الحروف عن النقطة، و الكلام عن الحروف، و المعاني عن الكلام،

و الكل من واحد، منه المبدأ و إليه المعاد،

بدؤها منك و عودها إليك،

فالنقطة الواحدة هي حقيقة الموجودات، و مبدأ الكائنات،

و قطب الدائرات، و عالم الغيب و الشهادة،

و ظاهرها النبوة، و باطنها الولاية،

و هما نور واحد في الظاهر و الباطن،

و لكن الولاية من النبوة و عنها

لأنهما الاسمين الأيمنين اللذين جمعا فاجتمعا،

و لا يصلحان إلا معا،

يسميان فيفرقان محمد و علي،

و يوصفان فيجتمعان نبي و ولي،

و تمامهما في تمام أحدهما،

تمام الولي من النبي،

لأن القمر يستمد من الشمس، فإذا كمل صار بدرا

فإذا غابت الشمس كان الحكم للبدر.......إنتهى النقل

أما المقطع من خطبة المخزون فهذا هو:

فَظَاهِرُهُ أَنِيقٌ، وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ،

لَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وَ لَا تَفْنَى غَرَائِبُهُ،

فِيهِ يَنَابِيعُ النِّعَمِ، وَ مَصَابِيحُ الظُّلَمِ،

لَا تُفْتَحُ الْخَيْرَاتُ إِلَّا بِمَفَاتِيحِهِ، وَ لَا تَنْكَشِفُ الظُّلُمَاتُ إِلَّا بِمَصَابِيحِهِ،

فِيهِ تَفْصِيلٌ وَ تَوْصِيلٌ،

وَ بَيَانُ الِاسْمَيْنِ الْأَعْلَيْنِ اللَّذَيْنِ جُمِعَا فَاجْتَمَعَا،

لَا يَصْلُحَانِ إِلَّا مَعاً،

يُسَمَّيَانِ فَيُعْرَفَانِ، وَ يُوصَفَانِ فَيَجْتَمِعَانِ،

قِيَامُهُمَا فِي تَمَامِ أَحَدِهِمَا فِي مَنَازِلِهِمَا،

جَرَى بِهِمَا،

وَ لَهُمَا نُجُومٌ، وَ عَلَى نُجُومِهِمَا نُجُومٌ سِوَاهُمَا،

تُحْمَى حِمَاهُ، وَ تُرْعَى مَرَاعِيهِ،

وَ فِي الْقُرْآنِ بَيَانُهُ وَ حُدُودُهُ وَ أَرْكَانُهُ،

وَ مَوَاضِعُ تَقَادِيرِ مَا خُزِنَ بِخَزَائِنِهِ، وَ وُزِنَ بِمِيزَانِهِ،

مِيزَانُ الْعَدْلِ وَ حُكْمُ الْفَصْلِ......إنتهى

لا يخفى عليكم اننا اشرنا عدة مرات أن الإسمين الأعظمين هما نفسهما طرفي الكونداليني وذلك انطلاقا من قوله سلام الله عليه في بعض وصفهما :

قِيَامُهُمَا فِي تَمَامِ أَحَدِهِمَا فِي مَنَازِلِهِمَا،

وهذا الوصف يطابق تماما نفس ما يتحدثون به عندما يتكلمون عن طرفي الكونداليني

لن أطيل الحديث عن الإسمين الأعظمين كما كنت أنوي لكنني احببت هنا أن أشير إلى أن :

الحفظ رجب البرسي أشار لمحمد وعلي على أنهما الاسمين الأيمنين اللذين جمعا فاجتمعا

ورغم أن اليمين والشمال أمر مفروغ منه عندما تقسم النور لنصفين وتخالف بينهما في الصفات والاسماء

لكنه اختار ان يشير للنصفين المختلفين بالصفات والأسماء باليمينين

بالنسبة لي اقول ان النصفين يجب ان يكونا متقابلين في كل شيء لأنه خالف بينهما في الصفات والأسماء

لكنهما كلاهما يمين ، بمعنى كلاهما جميل ، وكلاهما خير ، وكلاهما ربنا

يعني يمكننا ان نقرء قوله تعالى

فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

بصيغة

فَبِأَيِّ آلاء محمّد وعليّ تُكَذِّبَانِ

أو بصيغة

فَبِأَيِّ آلاء اليمين والشمال تُكَذِّبَانِ

أو بالصيغة التي استعملها الحافظ رجب البرسي

فَبِأَيِّ آلاء الإسمين اليمينين تُكَذِّبَانِ

وكلها ستعطي نفس المعنى


الاثنين، 4 مايو 2020

كيف يجب أن نتعامل مع الرجال؟





كيف يجب أن نتعامل مع الرجال؟

فلقد ورد عنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كما

قَالَ الصَّادِقُ ع :

اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا

فَإِنَّا لَا نَعُدُّ الْفَقِيهَ مِنْهُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثاً

فَقِيلَ لَهُ : أَ وَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً؟

قَالَ يَكُونُ مُفْهَماً

وَ الْمُفْهَمُ الْمُحَدَّثُ........إنتهى

لكن ورد عنهم أيضا قول أخر يجعل تحديد من هو صاحبهم أمر معقد وصعب جدا
مثل ما ورد في هذه الرواية:

زَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ:

إِنَّ لَنَا أَوْعِيَةً نَمْلَأُهَا عِلْماً وَ حُكْماً، وَ لَيْسَتْ لَهَا بِأَهْلٍ،

فَمَا نَمْلَأُهَا إِلَّا لِتُنْقَلَ إِلَى شِيعَتِنَا؛

فَانْظُرُوا إِلَى مَا فِي الْأَوْعِيَةِ فَخُذُوهَا، ثُمَّ صَفُّوهَا مِنَ الْكُدُورَةِ تَأْخُذُوا مِنْهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً صَافِيَةً.

وَ إِيَّاكُمْ وَ الْأَوْعِيَةَ؛ فَإِنَّهَا وِعَاءُ سَوْءٍ فَتَنَكَّبُوهَا.......إنتهى

فهذه الرواية تجمع النقيضين في وعاء واحد

فمن باب يقولون عن هذه الأوعية : اننا نحن من نَمْلَأُهَا عِلْماً وَ حُكْماً

ومن باب آخر يقولون لنا : إنها أو عية لَيْسَتْ لَهَا بِأَهْلٍ ويحذروننا بشكل عام فيقولون إِيَّاكُمْ وَ الْأَوْعِيَةَ؛ فَإِنَّهَا وِعَاءُ سَوْءٍ فَتَنَكَّبُوهَا.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ أَزَالَتْهُ الرِّجَالُ

وَ مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ زَالَتِ الْجِبَالُ وَ لَمْ يَزُل‏.....إنتهى

فماذا يريدون أن يقولوا لنا عبر هذا الترغيب بما في تلك الأوعية التي قالوا انها اوعية لنا وبالترهيب منها في نفس الوقت ؟

يقولون لنا لا تقلّدوا أيّ رجل في دينكم

حتى ولو كان ينضح العلم منه نضحا

وتجري الحكمة منه أنهارا

إذا رأيتم رجلا عنده حكمة وعلما فخذوها منه ، لكن لا تأخذوها على حالها بل ابحثوا فيها عن الكدورة وصفوها منها

والكدورة هي ما ليس منهم

وما لا يتوافق مع الكتاب والعترة

وما لا يتوافق أيضا مع مجمل تفسير سيدة ديننا انّا أنزلناه في ليلة القدر

فكما قلنا سابقا اننا نستطيع بها ان نكتشف المحكم من المتشابه من الآيات والروايات أيضا

وأخيرا عندما قال الإمام:

وَ إِيَّاكُمْ وَ الْأَوْعِيَةَ؛ فَإِنَّهَا وِعَاءُ سَوْءٍ فَتَنَكَّبُوهَا

فواقع الحال يثبت أن كل الناس هم أوعية سوء

يعني كلهم جاهزين لأن يكونوا اوعية سوء بنفس الطريقة التي ملؤوها حكمة وعلما

ان لم تكن بطريقة أكبر

يعني يقول الإمام اذا رأيتم رجلا عنده علم وحكمة فخذوها منه وتفكروا بها طويلا وصفوها من الكدورة إن وجدتم فيها كدورة، لكن لا تخفقوا نعالكم خلفه

لا تصنموه

لا تطلقوا عليه الألقاب

لا تمدحوه كثيرا

يعني لا تخلوه يشعر انه فلتة زمانه وفد شيء

فنحن اخترناه لكم لكي يكون وعاء لنا ننقل لكم عبره العلم والحكمة

انتم خذوا منه الحكمة ، لكن لا تفسدوه بخفق انعلتكم خلفه

وبمدحكم له بما ليس فيه او حتى بما فيه

يقولون لنا أنه من الأساس لا يوجد فيكم من هو أهل لأن نملئه من علمنا وحكمتنا

وانكم كلكم أوعية سوء تحبون التفاخر والتظاهر والمكاثرة في كل الشياء في هذه الدنيا الدنيا

لكننا نختار لكم بعضكم ونملأهم علما وحكمة لكي نرفع مستوى علمكم ووعيكم وفهمكم بهم

انتم خذوا منهم صافي ما تجدونه عندهم ولا تفسدوهم بتصنيمكم لهم

فمن منكم لا يحب ان يظهر بين الناس وعلى من حوله؟

فإن افسدتموه انتم بتصنيمكم له ومدحه ورفعه فوق ما يستحق فإنّه سيفسد وسيفسدكم معه ، لأنكم لا تزالون باقين على تصنيمه

ِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ :

إِيَّاكُمْ وَ هَؤُلَاءِ الرُّؤَسَاءَ الَّذِينَ يَتَرَأَّسُونَ

فَوَ اللَّهِ مَا خَفَقَتِ النِّعَالُ خَلْفَ رَجُلٍ إِلَّا هَلَكَ وَ أَهْلَك‏....إنتهى

فهذا الرجل قد تكون نيته في البداية صالحة وطريقه صالح وعلمه صحيح ،، لكن بسبب تصنيمكم له فانه والله سيهلك وبالتالي سيهلككم معه

فانتم من ستفسدونه ان لم تتنكبوه

وبالتالي ستفسدون أنفسكم معه أيضا

فَوَ اللَّهِ مَا خَفَقَتِ النِّعَالُ خَلْفَ رَجُلٍ إِلَّا هَلَكَ وَ أَهْلَك‏

فهو لم يكن هالك قبل ان تخفقوا بنعالكم خلفه ، فلقد كان مجرد رجل صالح

فاختاروه كوعاء لهم

وملؤوه من أجلكم علما وحكمة

وبتصنيمكم له أنتم من أهلكتوه

وبالتالي أنتم من أهلكتم أنفسكم أيضا

فعندما يعجبكم كلام رجل منكم إحرصوا على ان لا تفسدوه باطرائكم وخفق انعلتكم

فكلنا أوعية سوء وكلنا لسنا أهلا لان نكون اوعية للعلم والحكمة

فان تفضلوا على احدنا فيجب علينا ان نحافظ عليه كما هو لا ان نفسده

فمحافطتنا عليه هي محافظة على أنفسنا بالدرجة الأولى

اننا في عالم عقلي مرقوم لا الليل فيه ليل ولا النهار فيه نهار

لا يتوفر وصف للصورة.

اننا في عالم عقلي مرقوم

لا الليل فيه ليل ولا النهار فيه نهار

لن تدرك حقيقة هذا الأمر الا حين تصبح من المقربين وتشهد كتب الأبرار في عليين

أو ستدركه على الأقل حين تحاول بخيالك ان تتصور نفسك وقد أصبحت من المقربين

وكيف انك تجلس في جنتك العليا وأمامك 70 او 72 شاشة ومن خلف كل شاشة تراقب ماذا يفعل الآن في حلمهم كل واحد من المتنافسين الأبرار السبعين او الإثنين والسبعين الذين أودعتهم في البيت المعمور

عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ:

يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الرَّجُلُ يُعْرَفُ بِالْكَذِبِ يَأْتِينَا عَنْكُمْ بِالْحَدِيثِ وَ مَا نَعْرِفُهُ أَ نَرُدُّهُ عَلَيْهِ؟

قَالَ: «يَقُولُ لَكُمْ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِنَّ اللَّيْلَ لَيْسَ بِلَيْلٍ وَ النَّهَارَ لَيْسَ بِنَهَارٍ»؟

قَالَ : مَا يَبْلُغُ إِلَى هَذَا،

فَقَالَ ع: «إِنْ قَالَ لَكَ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِنَّ اللَّيْلَ لَيْسَ بِلَيْلٍ وَ النَّهَارَ لَيْسَ بِنَهَارٍ فَلَا تُكَذِّبْهُ،

فَإِنَّكَ إِنَّمَا كَذَّبْتَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ،

قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا .....

و ما يعلم السامع ما قصد بالحديث......إنتهى

فالصادق عليه السلام لم يكذّب خبر أن الليل ليس بليل والنهار ليس بنهاروالذي هو بنفسه من اخبره للرجل ،، بل انه قاله للرجل أولا، ثم أكّد له صحته

السامع طبعا لم يفهم قصد الأمام كيف ان الليل ليس بليل ولا النهار ليس بنهار، لكنه سلّم ونقل الخبر على حاله وكما سمعه

في العالم العقلي كل المعاني الجزئية ستختفي او ستذوب في معنى واحد جامع لها جميعها

وهو تسبيح المعنى لنفسه ، او تسبيح العقل نهاية المطالب لنفسه

فالعقل العَلَوي خلق معناه النور الظلّي الفاطمي من تسبيح نفسه ولبسه كقميص له

ومعناه الفاطمي النور الظلي خلق الأظلة من تسبيح نفسه وجعلها قمصانا له هو وحده من يلبسها

والأظلة خلقت الأشباح من تسبيح نفسها كلباس لها ولبستها

والأشباح خلقت الأرواح من تسبيح نفسها ولبستها

والارواح خلقت مختلف الصور من تسبيح نفسها ولبستها كقمصان لها
.
.
لكن حين نقول ان العقل يسبّح فماذا نقصد هنا من التسبيح؟

التسبيح هو التفكير ،، فالعقل مهمته الوحيدة هي التفكير ، والتفكير هو نفسه الخيال أو التخيل

فسبح اسم ربك الأعلى ستعني

تفكّر باسم ربك الأعلى

تخيّل اسم ربك الأعلى

فكر باسم ربك الأعلى

فكّر وتفكّروتخيّل اسم ربك الأعلى ، هذا هو التسبيح

لا ان تمسك المسبحة من الليل للصباح وانت تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله.....

فهذه الطريقة اللقلقية هي افضل طريقة لأن توقف عقلك عن التفكير

وهي تشبه ما يقوم به الذين يعملون جلسات التأمل

فهمهم بها ان يوقفوا العقل عن التفكير

يعني العقل الذي مهمته ان يفكر ومخلوق فقط لكي يفكر ويتخيل يريدون هم ان يمسخوه ويمنعوه من اداء مهمته

كيف يفعلون ذلك؟ توجد طرق مختلفة لتعطيل العقل عن اداء وظيفته

مثل ان يقول لك ابدء بالعد العكسي من مائة لصفر او من الف لصفر

افعل ذلك وبالفعل ستجد ان محصلتك الفكرية في نهاية الجلسة هي صفر ، وانك فعلا لم تفكر بشيء سوى العد العكسي بشكل صحيح

فبالتسبيح عبر ترديد الاذكار نفس الطريقة لن تنال منها الا توقيف العقل عن التفكير والتفكر

يعني لن تنال منها الا عدم التسبيح

لقد حرّفوا معنى التسبيح من تفكّر وتفكير لمجرد لقلقة لسان

وبذلك بدأت قوة عقل الانسان ودرجة ذكائه واتصاله مع ربه ومعرفته به تقل مع الأيام

سبح اسم ربك الأعلى

بالتسبيح خلق العقل معناه

وبالتسبيح خلق المعنى الصادر الأول

وبالتسبيح خلق الصادر الأول كل جميل

فسبح اسم ربك الأعلى