ما هو الفرق بين نوره الإسم المكنون وبين ظلّه الإسم المخلوق؟؟؟؟
----------
----------
ما هو الفرق بين الإسم المكنون المخلوق الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الذي ورد ذكره في عدة أدعية مثل هذه مثلا:
1--- وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ
فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلَا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلَى غَيْرِك
----------
----------
2---اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
بِالْوَحْدَانِيَّةِ الْكُبْرَى
وَ بِالْمُحَمَّدِيَّةِ الْبَيْضَاءِ
وَ الْعَلَوِيَّةِ الْعُلْيَا وَ
بِجَمِيعِ مَا احْتَجَجْتَ بِهِ عَلَى عِبَادِكَ
وَ بِالاسْمِ الَّذِي حَجَبْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْك
----------
----------
3---دُعَاءُ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ لَمَّا حَاكَمَهُ عَمُّهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَيْهِ وَ هُوَ :
1--- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْمَجْدِ
2--- وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْبَهَاءِ
3--- وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ
4--- وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْجَلَالِ
5--- وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْعِزَّةِ
6--- وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْقُدْرَةِ
7--- وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ السَّرَائِرِ
8--- السَّابِقِ الْفَائِقِ الْحَسَنِ النَّضِيرِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
ا--- وَ بِالْعَيْنِ الَّتِي لَا تَنَامُ
ب--- وَ بِالاسْمِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ
ت--- وَ بِالاسْمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْمُحِيطِ بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ
ج--- وَ بِالاسْمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَ أَضَاءَ بِهِ الْقَمَرُ
وَ سُجِّرَتْ بِهِ الْبِحَارُ وَ نُصِبَتْ بِهِ الْجِبَالُ
د- وَ بِالاسْمِ الَّذِي قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَ الْكُرْسِيُّ
ه--- وَ بِأَسْمَائِكَ الْمُكَرَّمَاتِ الْمُقَدَّسَاتِ الْمَكْنُونَاتِ الْمَخْزُونَاتِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ
أَسْأَلُكَ بِذَلِكَ كُلِّهِ
أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا.
----------
----------
فما الفرق بين هذا الإسم المكنون وبين ظلّه واسمه المخلوق المَحْجُوبُ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ المُسْتَتِر غَيْرُ مَسْتُورٍ؟؟؟؟
.
.
عندما نقول عنه الإسم المكنون لا بد أن نسأل :
أين هو مكنون؟
وجوابه هو أنّه مكنون في اسمه المخلوق المَحْجُوبُ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ المُسْتَتِر غَيْرُ مَسْتُورٍ
والذي هو
بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُصَوَّتٍ، وَ بِاللَفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ،
وَ بِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ، وَ بِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ،
وَ بِاللَوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ؛ مَنْفِيٌّ عَنْهُ الاقْطَارُ، مُبَعَّدٌ عَنْهُ الْحُدُودُ
.
.
فالإسم المكنون إذن هو مكنون في الإسم المخلوق
.
.
.
وهنا نسأل :
ما الفرق بين الإسم المكنون وبين الإسم المخلوق؟
.
.
والجواب من نفس الأدعية السابقة هو :
أن الإسم المخلوق المَحْجُوبُ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ المُسْتَتِر غَيْرُ مَسْتُورٍ
هو نفسه """اللهم""" لكن بعنوان """ظلّك
فماذا قال في الداعاء؟
قال:
بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ
فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ
فَلَا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلَى غَيْرِك
.
.
فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ
فَلَا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلَى غَيْرِك
.
.
.
فــ ظلّك هي ليست غيرك
بل هي أنت لكن اسمها ظلّك
فالعلاقة بينك اللهم وبين ظلّك
هي علاقة نــفــســيّــة ولا فرقــيّــة
فظلّك هي أنت
وأنت هو ظلك
فلا فرق بينك وبينها
لأن اسمك المكنون الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فاستقر في ظلك لم يخرج باستقراره في ظلّك منك إلى غيرك
فظلك هو أنت وأنت هو ظلك لا فرق بينكما
فأنت النقطة وظلّك هي باطنك
فأنت ""هو""
وظلّك أو باطنك هي ""أناك""
فلا فرق بينك وبين أناك
ولا فرق بين ظاهرك وبين باطنك
فأنت عليّ وباطنك هي فاطمة
أنت يا عليّ ""هو "" الظاهر
وفاطمة هي ""أناك"" وباطنك
.
.
.
وهنا نسأل من جديد بعد أن عرفنا أن العلاقة
بين
""اللهم""
وبين
""الإسم المخلوق المَحْجُوبُ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ المُسْتَتِر غَيْرُ مَسْتُورٍ""
هي رغم أنها علاقة خالق ومخلوق
لكنها بنفس الوقت
علاقة نــفــســيّــة ولا فرقــيّــة
.
.
والسؤال الذي سنسأله هنا هو :
ما هي العلاقة إذن بين
""اللهم"""
وبين
""الإسم المكنون"" الذي استقر في ظلّه ؟
لنعرف الإجابة سنسمي الأشياء بمسمّياتها أولا
"""ظلّه"""
هي خلقُ "اللَّهم"
والإسم المكنون هو نوره
وهو أيضا """خلقُ""" اللَّهم
يعني بتعبير جامع
هو ألقى خلقه في خلقه
ولم يخرج خلقه منه إلى غيره
.
.
بتعبير آخر
هو كظاهر
أشرق بنوره الإسم المكنون على باطنه فأظهره
يعني لولا أنه أشرق بنوره الإسم المكنون على باطنه
فلم يكن باطنه ليظهر
فهو خلق نوره الإسم المكنون
ليُظهِر به باطنه المَحْجُوبُ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ المُسْتَتِر غَيْرُ مَسْتُورٍ
وبنفس المعنى
لولا أنه يريد أن يظهر باطنه لما كان ليخلق نوره الإسم المكنون
فغايته التي من أجلها خلق نوره الإسم المكنون
هي أنّه يريد إظهار الإسم المخلوق به
فـ غاية "اللهم"
من خلقه لنوره الإسم المكنون
هي
أنّه يريد أن يظهر به ظلّه
فالعلّة الغائيّة من ابتدائه للخلق هي أنّه يريد أن يُظهر ظلّه
فابتدء الخلق بخلق نوره الإسم المكنون
وبمجرد أن خلقه تحققت غايته
.
.
.
كيف يمكننا أن نتصور هذا المعنى بمثالٍ أو بتشبيهٍ؟
.
.
.
تصوروا أننا عندنا نقطة صغيرة مصمدة لا جوف لها
نأتي بها ونركّز عليها عدسة التلسكوب العقلي فنكبّرها ونكبّرها
حتى يصبح حجمها كحجم البيضة
طبعا لا يجب أن ننسى أنّها هي نفسها النقطة المصمدة التي لا جوف لها
.
.
هذه النقطة هي "اللَّه" وهي الظاهر
"اللَّه" أو "الظاهر" أراد أن يُظهِر باطنه المصمد المظلم
فخلق نور أو مصباح وسط باطنه
وحينها فبمجرد أن يضيء المصباح داخل البيضة فسيظهر باطن البيضة وتتحقق غايته
فالإسم المكنون بالنسبة للعقل نهاية المطالب
هو نوره الذي يُظهِر به مكنون علمِه وصفاتِه
.
.
سنعيد الآن عملية توصيف العلاقة بين
العقل ونوره الإسم المكنون
وبين العقل وظلّه الإسم المخلوق
فالعقل نهاية المطالب هو النقطة
والإسم المكنون هو نوره
والإسم المخلوق المحتجب او ظلّه هو مكنون علمه وصفاته
فهي خُزانة الأسرار
وحسب تعبير أمير المؤمنين في حديثه عن العالم العلوي
فإن ظله هو خلقه ((التوهّم))
والإسم المكنون هو مثاله الذي ألقاه في خلقه ((التوهّم))
فالعقل
ألقى مثاله الإسم المكنون
في خلقه ((ظله)) ((باطنه)) ((توهّمه)) ((خزانة أسراره))
ليظهر عنه علمه وصفاته
((كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أُعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف))
يعني خلقت نوري الإسم المكنون وبه أظهرت باطني وخُزانة أسراري
.
.
.
الأن كيف يمكننا أن نتصور العلاقة
بين نوره ومثاله الإسم المكنون
وبين خلقه ؟
أو كيف يمكننا أن نتصور العلاقة
بين نور النقطة العقل نهاية المطالب
وبين ظله؟
.
.
.
دعونا ندخل بخيالنا لباطن النقطة ، أو لباطن العقل نهاية المطالب
ونحاول أن نرى كيف سيبدو لنا الوضع
قبل أن يلقي نوره في باطنه
وكيف سيصبح
بعد أن يلقى نوره في باطنه
.
.
ولهذا الهدف
رسمنا نقطة صغيرة بحبر أسود
ثم صغرنا حجمنا مقابل حجم هذه النقطة بمقدار
1 أُسْ 99
يعني لو كان حجم النقطة هو (1)
فحجمنا سيكون هو
0,0000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000001 من الواحد
.
.
.
ثم دخلنا في هذه النقطة
فوجدنا نفسنا في بحر مظلم سواده اسود الليل الدامس
في هذه اللحظة
ألقى النقطة أو العقل نهاية المطالب نوره ومثاله الإسم المكنون في خلقه
يعني ألقاه في هذا البحر الأسود الدامس
.
.
فظهرت أمامنا مباشرة شمس مضيئة
وهذه الشمس تبدو وكانها نقطة مضيئة في الظلام ولا يصدر منها أي شعاع
أقتربنا منها ودخلنا بها ثم تعمقنا بها قدر استطاعتنا لكننا لم نجد لها قرار
بل وبدا لنا من عمق عمقها وكاننا لم نتحرك نهائيا
فعاودنا الخروج منها
.
.
حين خرجنا منها أصبحت الشمس خلفنا ووجهنا ينظر للجهة الأخرى والتي بدت لنا مظلمة سوداء ، سوادها سواد الليل الدامس
.
.
فجأة سمعنا صوتا يقول :
الصوت:
تريد أن ترى ما بباطني
فقلت:
نعم لو تفضلّت عليَّ بذلك
فقال :
نعم ، سأفعل ،، واسترسل قائلا:
حتى الأن لا يوجد غيري في باطني
فقلت معترضا:
لكن ألست أنت مثال العقل؟
فكيف تقول في باطني وتقصد أنّك أنت هو العقل؟
الصوت:
نعم أنا مثاله
وأنا هو نفسه
وأنا هو يده وعينه ولسانه وجنبه
وأنا اسمي الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْت نفسي فاستقريت في ظلّي
هنا قاطعته متسائلا:
كيف تقول :
أنا اسمي الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْت نفسي فاستقريت في ظلّي ؟
أليس الأصوب ان تقول :
انا اسمه الأعظم الأعظم الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْني فاستقريت في ظلّه؟
الصوت:
ألم تسمعني قبل ذلك أقول:
أنا عينه وأنا لسانه؟
فقلت:
نعم سمعتك
فقال:
فإنني أتكلم إذن باسمه
فرغم انني من خلقه لكنني لسانه فاتكلم باسمه
وأنا هو اسمه
هل فهمت؟
فقلت:
نعم نعم ،، لقد فهمت الآن، تفضل أكمل
فاستمر بكلامه :
نعم
أنا اسمي الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْت نفسي بنفسي فاستقريت في ظلّي ((باطني)) فلم اخرج منّي لغيري
هنا سألته:
تعرف أن عقلي محدود ومتعود على طريقة محدودة في التفكير ولا يمكنني ان افكر بطريقة شمولية كما تفعل الآن
فهل يمكنك أن تجعل كلامك معي مناسب لمحدودية عقلي وتعطي لنفسك اسم أو صفة أستطيع ان اتصورها بمعزل عن كونك أنت هو العقل نهاية المطالب
الصوت:
حسنا ،، يمكنك أن تطلق عليّ لقب أنني ((نفسه الواحدة))
فأنا مثاله ، وأنا نوره ،، وأنا شمسه ، وأنا نفسه الواحدة
هنا أحسست بكرمه وبساطته معي فقلت له:
هل يمكنك أن تظهر لي بصورة تكلمني بها فأستأنس بالحديث معك من خلالها؟
في تلك اللحظة تحوّلت صورة الشمس الدائرية المضيئة لصورة نورانية لرجل قوة نوره هي نفسها قوة نور تلك الشمس المضيئة
وقال لي:
نعم ، أنا مثاله ، وأنا نوره ،، وأنا شمسه ، وأنا نفسه الواحدة
وأنا هو وهو أنا لكنني من خلقه
هل يمكنك الآن قبول هذا النوع من العلاقة بيني وبين العقل نهاية المطالب
أنا هو وهو أنا لكنني من خلقه؟
فأجبت:
هذه اقبلها ، بل انني معتاد على قبولها
لكن قولك :
أنا اسمي الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْت نفسي بنفسي فاستقريت في ظلّي فلم اخرج منّي لغيري ، هو قول جديد عليّ
وكما تعرف كل جديد يحتاج لوقت لكي ينهضم وينعقل حتى يستقر معناه أخيرا في القلب فيقبله
مثاله: عندك حق ،، ولذلك ولأسهّل عليك الأمر أكثر سأختار لنفسي إسما تخاطبني به
فقلت مباشرة: تكون عليّ إذن متكرما
فقال:
حسنا ، إسمي الذي أختاره لنفسي كنور للعقل هو العليّ العظيم
فأنا كعقل ونهاية المطالب إسمي هو العلي الأعلى
واسمي كنوره إسمي العليّ العظيم
فقلت : ما أجمله من إسم وما أعظمه
العليّ العظيم:
كما ترى لا يوجد في باطني هذا البحر الأسود الدامس إلا أنا العلي العظيم
فقلت:
نعم أرى ذلك، فكيف ستبتدء عملية التوهم إذن ؟
العلي العظيم:
الأمر بسيط جدا
رفع العليّ العظيم يده أمامي وبدء يخرج منها ثلاثة أنوار نور وبدأت تتشكل على صورة جوهرة هندسية بديعة
ثم نفخ فيها فخرج من فيّه نور شعشعاني فاستقر في تلك الجوهرة
فتوهجت من لحظتها بالنور ثم تركها من يده فبدأت بالطواف من أمامي وهي تدور حول نفسها وكأنها تستعرض جمالها وبهائها لي
فقلت:
ما أجملها من جوهرة
وما اجمل نورها وبهائها
فقال العلي العظيم:
هذه الجوهرة هي أنا أيضا
لكنّ إسمي كجوهرة يختلف عن اسمي كنور ويختلف عن اسمي كعقل ونهاية المطالب
فقلت:
وما هو اسمك كجوهرة؟
فقال:
إسمي كجوهرة هو محمّد
وبهذه الجوهرة المحمّدية سأخلق كل ما أريد خلقه
فقلت: كلّي آدان صاغية وعيون مراقبة
وروحي من شوقها لمشاهدتك وأنت تفعل ذلك تكاد أن تخرج من أضلعي
العلي العظيم:
صبرا صبرا ، فلن يطول الأمر
هنا نظر للجوهرة نظرة فزجرها
فَمَاعَتْ الجوهرة من هيبتها للعلي العظيم
وانا أنظر لها وهي تموع وتموع وتموع
حتى صَارَتْ مَاءً مُرْتَعِدا يتلألأ بانواره البراقة الشعشعانية والتي اصبحت تحيط بنا من كلّ مكان
بل انها ملآت كل ما كان حولنا من المكان
هنا قال العلي العظيم:
هل تعرف ما هو وما اسم ما تراه حولك الأن؟
فقلت: كلا
فقال العلي العظيم : هذا هو باطن العقل نهاية المطالب
هذه هي خُزانة الأسرار التي فُطم الخلق من معرفتها
فكل الخلق هم من العلم المخزون بها
وهي أيضا أنا
لكن سأجعل لنفسي هنا إسم يختلف
فإسمي هنا هو فاطمة لأن جميع خلقي فُطِمُوا من معرفتها
فهي العقل الكلي الذي له رؤوس بعدد أنفاس الخلائق
فقلت:
واين هي هذه العقول؟
فمد يده لجوهرة منها وقربها منّي وقال:
هذه واحدة من تلك العقول
هاك أنظر فيها
فأمسكتها بيدي وقرّبتها
فإذا بي أبصر وكأنّي داخلها
وأرى بها عالما كبيرا وبه ناس يذهبون ويجيئون ومدن كبيرة وصغيرة ورايت داخلها بنظرة واحدة تفاصيل كثيرة جدا جدا جدا
فقلت:
لكن هذه ليست عقل واحد
فبها ملايين الصور المتحركة لبشر ومخلوقات يتحركون ويتكلمون ويفعلون
فقال العلي العظيم:
نعم كلّ عقل منها أو كلّ جوهرة منها هي عالم كامل متكامل من كل شيء حتى أنفاس الخلائق منها وشعورهم وأبدانهم وعظامهم ولحمهم ودمهم
.
.
في تلك اللحظة زجر العلي العظيم ذلك البحر المتلاطم من تلك الجواهر المتلألئة من حولنا
فابتعدت عنا وتراصفت من حولنا بطريقة هندسية منتظمة وكأنها انتظمت وتراصفت بجانب بعضها البعض على جدار واحد
حتى اصبحنا ونحن في وسطها وكاننا داخل مشكاة كبيرة
ومحيطها الكروي كله يتكون من تلك الجواهر التي تراصفت بجانب بعضها البعض
وفي تلك اللحظة ابصرت ان كل جوهرة من التلك الجواهر المتراصفة بجانب بعضها البعض تتصل مع العلي العظيم بشعاع يصدر منه فيوصله بها ويوصلها به
فقلت:
وما هذه الأنوار التي تخرج منك وتتصل بكل جوهرة من تلك الجواهر المحمدية ؟
فقال:
هذه الأنوار التي أنزلها بجواهري المحمدية وأربطها بي هي أيضا أنا لكن اسمي كنور صادر منّي ونازل منّي لها ومكنون بها
هو عليّ
فعلي هو نوري الصادر مني والنازل بها ومنورها
فهو عيني بها جميعها
وهو لساني الناطق منها جميعها
ونفسي المكنونة بها جميعها
فقلت :
إن هذا أمر عظيم لا يمكنني أن أتصوره أبدا
فقال:
هل تحب أن ترى معنى ذلك بنفسك؟
فقلت :
إنّك على كلّ شيء قدير وبالإجابة جدير
فقال: نعم سأجيبك على خطر على قلبك خطورا ولم تتجرء أن تسأله بلسانك
هنا مد العليّ العظيم يده لي واحاطني بكفّه وأخذني ووضعني في قلبه
في تلك اللحظة شعرت ان جميع تلك الأنوار الصادرة منه والمتصلة بجواهره المحمدية وكأنها أنواري
ومعها رأيت وأحسست وشعرت بكل ما كان يجري في تلك اللحظة في جميع تلك الجواهر المحمدية
لم أحصي عددها لكنها ربما كانت 12 الف الف جوهرة محمدية
لكنني شعرت انني كنت المتكلم بنفس الوقت من على لسان كل المتكلمين في تلك الجواهر كلها
وشعرت بنفس الوقت أنني كنت الناظر من عيون جميع الناظرين في تلك الجواهر كلها
شعرت وكانني بنفس تلك اللحظة الواحدة
كنت اعيش واتكلم وانظر وافعل وابكي واضحك وأفكر واحتار وأتنفس وأموت وأحيا ووووو
من جميع عيون وابصار وأرواح وأنفس كل تلك الخلائق الموجودة والمتحركة والجامدة
في جميع تلك الجواهر الـ 12 الف الف جوهرة
وفجأة شعرت بيده الحنونة تحيط بي مرة أخرى وتخرجني من قلبه
فانقطع عني ذلك الشعور الذي ربطني وجوديا وشعوريا وروحيا بكل ما هو بالوجود موجود
.
.
.
يا الله يا علي يا عظيم
ردحذفوحده وحده وحده
حذف