الخميس، 11 فبراير 2021

لَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ وَ تَعْدِلُوا إِلَى الشِّمَا

 



لَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ وَ تَعْدِلُوا إِلَى الشِّمَالِ 

وَ اجْعَلُوا قَصْدَكُمْ (((إِلَيْهِم))) بِالْمَوَدَّةِ عَلَى السُّنَّةِ الْوَاضِحَةِ 

فَقَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ وَ اللَّهُ شَاهِدٌ عَلَيَّ وَ عَلَيْكُمْ

هناك 4 تعليقات:


  1. 1 - الرسالة الإلهية توسّل بها عبد اللّه إليها ونزل بها عليها
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    من محمد بن عبد اللّه إلى كعبة الحسن ، وروضة المزن . سلام عليك ورحمة اللّه وبركاته .
    أما بعد
    الحمد للّه والثناء ، والصلاة على سر الأنبياء .
    فإن زمان الاعتدال قد طل ، ووجه غلام الشباب قد نقل ، والأرض قد أخذت زخرفها وازّينت ، وأنبتت من كل زوج بهيج ، قد قابلت الزهر بالزهر ، والنور بالنور ، فلا تعاين إلّا حقائق في حدائق ، ونغمات في رنّات ، إلى فنن ميّاس في رملة ميعاس ، وجداول تنساب انسياب الثعابين ،

    ردحذف
  2. بين فراديس الأرواح والرياحين ، ومياه تطرد ، وطيور تغرد ، ونسيم يهب فيميل بالأغصان عليك ، ويسوق روائح الأزهار العطرية في كفه ليهديها إليك ، وقد سرى النعيم في الحواس والأرواح ، بوجود الذوات وهبوب الرياح .
    فذات لحسّ ، وريح وروح لروح قدس ، فتنبّه أيها الغافل واستيقظ أيها النائم .
    فقد جاءك النصيح بالتصريح ، وما قنع بالإشارة والتلويح .
    هذه عين قد نظرت إلى بهجتها ، وأذن أصغت إلى نغمتها ، ويد عطفت فقطفت ، ورجل سعت فوصلت ، وقلب عشق فلحق ، وعقل سار فحار ، عين مفتونة بلون ، وقلب متعشق بكون ،وعقل حائر في قضية عين فلا لون انتقل ، ولا كون اتحد بذات عاشقة فاتصل ، ولا حاكم على وجه الحق عثر في قضية العين فحصل ، فلا حبيب تدلّى ، ولا محب دنا .
    فعبرة تسكب ، وقلب بنار الأسى يتقلّب .
    فإن همّ الحبيب بالاتصال وجاد بالوصال ، وأذن بالتجلي ، فسترى أيها الطائف خيالك يتصدع ، وشامخك يخشع ، وآمنك يفرق ، وقائمك يصعق ، وروضك يحرق ، وجديدك يخلق ، غيرة أن تبقى عزيزا لعزّه ، أو آمنا لأمنه ، أو قائما لقيّوميته ، أو دائما لديموميته ، فمن شاء أن يلحظ عنفوان شبابه ويفوز به من بين أترابه ، ويخرق سرف الكم ، ويجوز بحار الهم ، ويجوب مفاوز الغم ، فليعلم أن الفتنة في المنّة ، والسّنة في السنة ، والمؤنة في المحنة ، فلا بد من تجرّع كؤوس البلوى ، والحنين إلى مواطن الشكوى ، وهدّ ركن القوة ، ومحق رسم الشباب والفتوة ، واضمحلال الرسم ، وفناء الاسم ، وتعثر النطق ، ودحض الحجة بالصدق .

    ردحذف
  3. ه على قوم حرموا التوفيق ، فطلبوا الراحة وأخطأوا الطريق ، عليك يا كعبة الحسن بالحزن الدائم ، والهم اللازم ، والتلف الكلي في وصال العلي ، فما أحسن ذلك الجمال المطلق ، والبهاء المحقق ، والجلال الأنفس الأعلق .
    قدمي في مكاني ، وجناني في عياني ، فأنا النازح القريب ، وأنت الأهل الغريب رميت بفنون الشجون ، وقيل أنت المثقف المسجون .
    ولا عطفة ترجى ، ولا رحمة تزجى ، ولا رأفة تتوقع ، ولا فائت يسترجع ، حار واللّه سري ، وطاش لبّي في مجاراة الأضداد ، ومصادمة الأنداد ، والائتلاف بشجر الخلاف ، هلا ظل غيرها من الشجر كان ، ولو كان النجم بدلا من الشجر لكان أحسن في نطق الزمان

    ردحذف
  4. وأين الفأل من الطيرة ، وأين السيرة من السيرة ، باسم الشجر عصى أب الآباء ، حتى نودي به في صريح فصيح الأنباء .
    ذات الجسم والروح ، بين الدنوّ والنزوح ، والاغتراب والاقتراب ، والسكر والصحو ، والإثبات والمحو ، فلا حالة تثبت ، ولا أرض تنبت ، سماء تبكي ثم ترفع ، وأرض تضحك وقتا ثم تخشع . أين سرّ الديمومية والثبات ، أين ملازمة الالتفات ، إلى متى هذا التحول من حال إلى حال ، كأنه محال في محال ، أواه أواه على حمل الأعباء ، واختراق السماء ، هلّا نزل إليّ ولا اخترقه ، هلا طرق بابي ولا أطرقه ، إنّا للّه على هؤلاء العصاة ، ما أجهلهم بشرف الكلمات .

    ردحذف