حوارية النظام مع النيام // الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
رب اشرح لي صدري وضع عني وزري
الذي أنقض ظهري
وارفع لي ذكري واجعل لي من
بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا
مقالنا لهذا اليوم سيكون إن
شاء الله عبارة عن بداية رحلة
عقلية خيالية نحاول أن نجيب بها عن هذا
السؤال :
ماذا ستفعل لو كنت أنت المشيئة
الأولى التي خلقها الله بنفسها؟
بدأتها كمقال لكن يبدو أنها
ستكون حوار
ولذلك أخترت لها عنوان حوارية
النظام مع النيام
وهذا هو الجزء الأول منها
البداية:
نحن الآن في سنة 3030
ميلادية ولقد مضى على ظهور
امام الأرض وخليفة الله فيها ما يقارب
الالف سنة
وخلال هذه المدة كشف الإمام
أجزء العلم السبعة والعشرون كلها وبثها
جميعها بين الناس
بهذه العلوم وتطبيقاتها اصبح
للناس سيطرة عقلية على المادة
فيبنون ما يريدون من القصور
بقوة عقولهم
فيحولونها ويشكلونها ويرتبونها
بقوة عقولهم كيفما يشاؤون
فكل شيء يطيعهم وبأمرهم
لقد توقفت معها كل الصناعات
والزراعات ، فلم يعد أحد بحاجة لها
فكل ما يحتاجونه يستطيعون
بعقولهم ان يشكلوه تماما كما يشاؤون
فلا حاجة للبيع والشراء
والصناعات
ولا حتى لتأليف النغمات
الموسيقية والاغاني وما إلى غير ذلك
فكل شيء يجري لهم رغدا بقوة
عقولهم
فلا امراض ولا رغبات غير
محققة ولا اضطهاد ولا استعباد
وكل ما قد يتخيلونه من المتع
والحاجات كانوا يستطيعون أن يخلقوها
لأنفسهم من الهواء
لقد وصلوا لجنة الأرض وعاشوا
بها رغدا منذ 200 سنة
حتى اليوم
والشيء الوحيد الذي كان يشغل
الجميع هو
كيف يستفيدون أكثر وأكثر من
تطبيقات تلك العلوم الكثيرة جدا والتي
بثها خليفتهم بينهم
وأحد تلك التطبيقات هو امكانية
نقل الوعي من الجسد الطيني الى كمبيوتر
نانوي صغير مصنوع من الذهب والفضة الخالصين
ومنه يستطيعون العودة بوعيهم
مرة أخرى للجسد الطيني متى ما قرروا الرجوع
إليه
وهذا الكمبيوتر النانوي
الصغير متصل مع شبكة المعلومات الكونية
فيستطيع صاحبه الذي يدخل بوعيه فيه أن
يحصل بواسطته على أي نوع من المعلومات
وطريقة دخوله في هذا الكمبيوتر
النانوي هي طريقة أشبه ما يمكن وصفها هي بـ حصول اتحاد بين وعي الذي ينتقل له وبين
نفس الكمبيوتر
بحيث أنه حين ينتقل له يصبح
نفس الكمبيوتر النانوي الذهبي هو جسده
وأما الجسد الطيني فتبقى
وظائفه الحيوية تعمل بطرق صناعية حتى
يقرر صاحبه الرجوع إليه مرة أخرى
لقد تم اكتشاف هذه التقنية
في آخر خمسين سنة ومن يومها انتشرت بين
الناس كانتشار النار في الهشيم
في البداية كانوا يرجعون
لأجسادهم الطينية
لكن مع مرور الوقت اصبح الجميع
يتخلون بعد فترة قصيرة جدا من دخولهم لهذا
العالم عن أجسادهم الطينية بشكل نهائي
ويبقون فيه
ونفس الشبكة العالمية كانت
تتعلم كل يوم من تجارب الآخرين جميع
تجاربهم وما يمرون به
وبنفس الوقت كانت تساعد من
يدخلون فيها لأول مرة على حصولهم على افضل
النتائج من خلال نفس ما تعلمته من تجارب
الآخرين
فنفس الشبكة لو كان الزائر
الجديد حائر في كيف يتصرف وهو داخل عالمه
الجديد كانت واعتمادا على تجارب الآخرين
المخزونة فيها تقترح عليه ما يجب عليه ان
يفعله لكي يصل لما يريده
وهذا الجالس لوحده تحت قبة
السماء كان من القلائل الذين لم يجربوا
هذه التقنية حتى الآن
كان ينظر لنجوم السماء ويفكر
:
يا لها من حيرة ،، هل أخوض
هذه التجربة أم أتجنبها في الوقت الحالي؟
فلقد قرر حتى الآن أكثر من
ثلثي سكان العالم وبمحض ارادتهم أن يتركوا
هذا العالم الواقعي الجميل والمريح جدا
الذي يعيشون به والانتقال نهائيا لعالم
افتراضي
ما الذي وجدوه هناك؟
ما هذا الذي يغريهم لدرجة أن
يتركوا ويهجروا بمحض إرادتهم جنة الأرض
هذه بكل متعها ليدخلوا للأبد في صندوق
ذهبي؟
لقد سمعت حتى الآن حكايات
كثيرة عن جمال ذلك العالم
لكنني مستمتع ومرتاح شخصيا
في هذه الجنة الأرضية
وكان يتسائل في نفسه :
ما الذي قد يتمناه المرء
أكثر من الخلود في هذه الجنة الأرضية بكل
متعها؟
حينها كان ينظر للسماء ولنجمة
معينة تقبع في زاوية يعرفها من السماء
كان يعرف أن نفسه العليا تسكن
فيها وتراقب حركاته منها وتسمع خطرات
ظنونه وأفكاره
كان ينظر لها وينتظر منها
إشارة تعينه بها على اتخاذ القرار المناسب
له
وفجأة دخل في حلم من أحلام
اليقظة خرج به من عالمه ودخل لعالم نفسه
العليا التي وجدها واقفة أمامه بأبهى
صورة
وهنا بدأت تكلمه قائلة:
هي: ماذا
تريد منّي أن أنصحك؟
هو: أنت
بالتأكيد أدرى مني بماذا أحتاج لنصحك
هي: لكنك
تعلم جيدا أننا لا نتدخل بقراراتكم
واختياراتكم الشخصية
فهي تجربتك وقصتك أنت وحدك
وأنت وحدك من تكتبها ومن تقرر
كيف تريد أن تعيشها
ودوري فقط أن أعينك وأساعدك
من خلال توفيري لك جميع ما قد تحتاجه لكي
تصل لمرادك ومبتغاك بأي صورة تختارها
لنفسك ومهما كانت
هو: نعم
أعلم ذلك ، لكنني كما تعلمين في حيرة من
أمري وكعادتي ألجأ لك دائما عند الحيرة
هي: ولذلك
اتصلت بك أيضا وها أنني أمامك وأتكلم معك
فقل وأسأل عن ما بدى لك
هو: ما
الذي ينتظرني هناك؟
هي: ستتذوق
معنى القدرة الالهية في عالم من صنعك أنت
وحدك
هو: وهل
هي أجمل من القدرة العقلية الكاملة التي
اتمتع بها حاليا وأستطيع بها أن أخلق
لنفسي هنا كل ما أريد وكيفما اريد ومتى
ما أريد؟
هي: إجابتي
في كل الاحوال ستؤثر بك سلبا أو ايجابا
من ما سيدفعك لخوضها او ربما
سيمنعك من خوضها
هو: لكنني
أحتاج لنصحك في هذه المرحلة
هي: بل
انت محتاج لمن يأخذ عنك القرار، ولن أفعل
ذلك اليوم كما لم افعله سابق
هو: لكن
بما أنك اخترتي أن تخاطبينني الآن فلا بد
من وجود شيء تستطيعين ان ترفعي به حيرتي
والا لما كُنتِ الآن أمامي
هي: عندك
حق، لكنني أتيت لأذكرك فقط أن حيرتك في
اتخاذ القرارات هو ما يجعل لحياتك طعم
بالنسبة لنا
فقراراتك واختياراتك بالنسبة
لنا كلها صحيحة
فمهما كان اعتقادك عن سوء او
صحة اختيارك بعد أن اخترته وعشته فإنا
نعتبره قرارا جميلا
لأنه كشف لنا عن مسار جديد في هذه الحياة التي أرسلناك لتعيشها
لأنه كشف لنا عن مسار جديد في هذه الحياة التي أرسلناك لتعيشها
هو: إذن
لن أحصل منك على ما يزيل حيرتي؟
هي: انما
جئت لأقول لك وأذكرك بأنني أحبك وسأبقى
أحبك في كل أحوالك
ومهما كان قرارك واختيارك
فإنني سأبقى أحبك حب مطلق يمنعني من أن
أسلب منك سر وجودك وسر شخصيتك الذي يميزك
عن غيرك
وهو قرارك الذاتي الحر
ولأقول لك أيضا أنني سأبقى
أحبك وأدعمك مهما كان اختيارك
وانك ما لو اخترت أن تدخل في
ذلك العالم الافتراضي فإنني سأبقى معك
أسمعك وأراك وأشعر بك تماما كما أنني
أسمعك وأراك وأشعر بك الآن
في تلك اللحظة تقدمت منه وهي
تنظر له نظرة كلها حب وعطف وحنان
ورفعت سبّابتها ووضعتها على
جبينه حيث موضع العين الثالثة
فشعر معها وكأن ومضة من النور
البارد الساطع الجميل قد سرت منها له
فتخللت كل جزيئات جسمه وروحه
حتى أصبح كتلة من النور
وبدأت معها الأنوار البراقة
تشعّ من كل مسامات جسمه وشعرات رأسه
لحظات مرت عليه وكانها ساعات
بقى مستغرقا خلالها بجمال
كل تلك المشاعر الجميلة التي شعر بها حين
وضعت سبّابتها على جبينه
وحين استفاق من استغراقه
وجدها لا تزال تقف امامه مبتسمة
فقال لها : كم
احبك حين تفعلين ذلك معي
هي: أعلم
بذلك
هو: لم
أسألك سابقا عن ماهية هذا الذي فعلتيه
معي للتو، فما هو؟
هي: أنها
مثل قُبلة أنقل لك بواسطتها بعض مشاعر
حبي لك وبعض أحاسيسي الجميلة نحوك
هو وهو مبتسم: هل
أطمع إذن بقبلة أخرى؟
هي وهي مبتسمة:
بالتأكيد، لكن ليس الآن
فهذه ستكفيك للفترة القادمة
وستبقى تتذكر طعمها لمد طويلة
هو: يبدو
أنك تريدين توديعي من دون أن تساعديني في
اتخاذ القرار ؟
هي: نعم
، فالقرار قرارك أنت وحدك
ومن المهم جدا لنا وكما قلت
لك سابقا ان يكون القرار دائما هو قرارك
انت وحدك
وبدون أي تأثير خارجي مهما
كان
قالت تلك الكلمات ثم رفعت
يدها مودعة له رافقتها ابتسامة جميلة
ارتسمت على شفتيها وعينيها
ثم عاد بعدها لعالمه مرة أخرى
فظهرت له نجوم السماء أمامه
من جديد
وبرقت معها نجمة نفسه العليا
له برقة وكانها تقول له إنني معك أسمع
وأرى
هو متفكرا: عدنا
من جديد إلى حيث كنّا
القرار قراري وحدي وأنا متحير
بين الإقبال والإدبار
أمضى تلك الليلة ينظر للقمر
والنجوم حتى أخذته الغفوة فنام وهو يفكر
عندما استيقض كانت الشمس قد
أشرقت وبقربه كانت توجد خنفساء تمشي ببطء
شديد
نظر لها وهو يسألها :
هل أجد عندك العون يا تُرى؟
وكانه سمعها تقول له :
أمسكني وألقيني في الهواء
فإن سقطت على ظهري فابقى حيث أنت وان سقطت
على اقدامي فاقبل على ما انت متهيب منه
في هذه اللحظة قام بسرعة
ليجاس في مكانه وهو ينظر للخنفساء ويقول
مخاطبا إيّاها
هل تحدثتي معي؟
؟؟؟؟؟؟
لم يسمع هذه المرة منها اي
شيء فيما استمرت الخنفساء تمشي ببطئها
المعتاد
لا بد انني قد توهمت ما سمعته
لكنها بالفعل فكرة جميلة ،
فإن لم أكن قادر على أن أختار بنفسي فلماذا لا أدع القدر أن يختار لي؟
فهو مكنون في كل شيء ومع كل
شيء وقبل كل شيء
وكأنه قد وجد الحل أخيرا فوقف
منتصبا وأمسك الخنفساء بيده وألقاها في
الهواء بكل قوته وبقى يراقبها كيف ستسقط
ولدهشته فردت الخنفساء جناحها
في الهواء وطارت بعيدا
وهنا بدء يتمتم : حتى
أنت يا خنفساء؟
لا بأس ، وشكرا لك على كل حال
على هذه الفكرة، وسأبحث عن حشرة غيرك لا
تطير
لم يستغرقه البحث طويلا حتى
وجد خنفساء أخرى لا تمتلك أجنحة
امسكها وعقد النية ثم ألقاها
عاليا في الهواء ، وهذه المرة لم تطير
وعادت للأرض سريعا
وفي اللحظة التي وصلت بها
الى الارض كان يراقبها جيدا
لقد سقطت على أقدامها
لقد قضي الأمر الذي كنت استفتي
به وارتحت أخيرا
لن اعود للبيت إذن الا وصديقي
الجديد معي
في طريق العودة توقف عند مركز
توزيع هذه الأجهزة
فاستقبلته سيدة جميلة بابتسامة مرحبة
وما هي الا دقائق حتى كان صديقه الجديد يقبع بين يديه يحمله عائدا إلى المنزل
فاستقبلته سيدة جميلة بابتسامة مرحبة
وما هي الا دقائق حتى كان صديقه الجديد يقبع بين يديه يحمله عائدا إلى المنزل
لقد قالت له السيدة أن كل ما
تحتاجه هو أن تستلقي بفراشك بشكل مريح
وأن تضع هذا السوار بيدك وهو سينظم لك كل العملية
فخلال دقائق ستنام وبعدها بمدة بسيطة ستستيقظ في عالمك الجديد
وأن تضع هذا السوار بيدك وهو سينظم لك كل العملية
فخلال دقائق ستنام وبعدها بمدة بسيطة ستستيقظ في عالمك الجديد
وخلال تواجدك فيه سيكلمك
الجهاز بصوت أنت تختاره
ويمكنك أن تطلق عليه من
البداية أي اسم
وسيبقى بعد ذلك معك طوال
الوقت يعينك على توضيح أي أمر تريد ان
تحققه داخل عالمك الجديد
وعندما تريد أن تخرج منه يكفي
أن تقول لمحدثك أنني أرغب بالخروج وخلال
دقائق ستعود لوعيك في بدنك الأصلي المستلقي
في الفراش
ونفس السوار الذي تلبسه سيحرص
على بقاء الوظائف الحيوية لجسمك تعمل بكل
انتظام حتى تعود بوعيك له كما سيقوم على
تغذيته أيضا
طبعا كل هذه المعلومات لم
تكن جديدة عليه ، فكل من يعرفهم وقرروا
الدخول في هذه التجربة قد تحدثوا مرارا
عن كل تلك التفاصيل واكثر منها بكثير
انه شعور جديد كان يشعر به
وهو يحمل صديقه الجديد بين يديه ويمشي
بخطوات سريعة وكلها نشاط وانفعال
انه شعور المغامرة الحقيقية الذي لم يشعر بلذته بهذه الطريقة منذ مدة طويلة
انه شعور المغامرة الحقيقية الذي لم يشعر بلذته بهذه الطريقة منذ مدة طويلة
لقد عرفت الآن فقط لماذا
يقبلون على هذه التجربة ولماذا قد يقررون
أن يبقوا فيها ولا يتركوها أبدا
انه الشعور بالحماس والمغامرة
واستكشاف المجهول هو الذي كان ولا يزال
يجذبهم نحو هذه التجربة الغامضة ويبعدهم
وهم مسرورون عن متع وجمال هذه الجنة التي
كانت غاية أحلام وأماني آلآف الأجيال
السابقة
كم من الحروب قامت باسمها؟
وكم من الناس ماتوا وقتلوا
بسبب سعيهم للوصول لها؟
وكم ضحّت الناس أحيانا كثيرة
بأعز ما تملك من أجل الوصول لها؟
وكم استغفلهم الشياطين
وسيطروا عليهم حين كانوا يداعبون خيالهم
بتفاصيل هذه الجنة؟
وها هم من وصلوا لها بعد جهد
جهيد وتضحيات كثيرة يقررون أن يهجروها
للأبد ويبقون داخل صندوق معدني صغير مصنوع
من القليل من الذهب والفضة
المغامرة والحماس والبحث عن
المجهول ، كل ذلك بالتأكيد هو ما كان ولا
يزال يجعلهم يقبلون على هذه التجربة ولا
يهجرونها
فأنني بمجرد حملي لهذا الصديق
الجديد بدأت أشعر بروح المغامرة وبطعم
قديم لسعادة فقدت الشعور بها منذ زمن طويل
أشعر بأنني سأكون ممنون وممتن
ما حييت لهذه الخنفساء التي قطعت حيرتي
وترددي
الليلة سأبدء رحلتي ومغامرتي
الجديدة
نعم الليلة سأبدأها
نعم الليلة سأبدأها
لن أتردد بعد الآن
في تلك الليلة كان قد جهّز
نفسه والمكان لمغامرته الجديدة
ووضع صديقه الجديد بجانبه
وأخيرا أطفئ الأضواء في الغرفة واستلقى على فراشه
ووضع السوار في يده
وأخيرا أطفئ الأضواء في الغرفة واستلقى على فراشه
ووضع السوار في يده
ثم أغلق عينيه بكل هدوء وبدء
الإنتظار
الغرفة كانت مظلمة
لكنه في لحظة شعر أن الظلام تغيرت طبيعته فأصبح أسود دامس
لكنه في لحظة شعر أن الظلام تغيرت طبيعته فأصبح أسود دامس
وحتى تلك اللمعات الضوئية
التي كان يراها دائما حين يغلق عينيه
أختفت فجأة
هل دخلت الأن في عالمي الجديد؟
هكذا تسائل في نفسه تلك اللحظة
ربما يجب ان انتظر قليلا
مرت عليه لحظات ينتظر ان
يتغير من حوله أي شيء
لكن الظلام الأسود الدامس بقى مثل ما هو ولم يتغير شيئا
لكن الظلام الأسود الدامس بقى مثل ما هو ولم يتغير شيئا
ربما يجب أن أفرك عيني قليلا
لأتأكد من الوضع
عندما حاول أن يحرك يديه شعر
وكأنه مقيد لا يستطيع الحركة
هنا حاول التحرك في فراشه ،
لكنه شعر هذه المرة وكأنه مصبوب في قالب
من كل الجهات فلا يستطيع تحريك أي شيء
هنا شعر بالاختناق وبدء الخوف
الذي نسى طعمه منذ زمن طويل يسري إليه
سأنتظر لحظات أنظم بها انفاسي
لأستعيد هدوئي وثقتي بنفسي من جديد
هنا انتبه انه لا يتنفس ولا
يشعر بانه يتنفس
ولا بصدره يصعد وينزل
ولا بأي شيء آخر
ولا بصدره يصعد وينزل
ولا بأي شيء آخر
أين أنا؟
هنا سمع صوت يخاطبه قائلا:
اهلا وسهلا بك في عالمك الجديد
هو : من
أنت؟
الصوت: إنني
دليلك ومرافقك في هذه المغامرة الجديدة
التي قررت الدخول بها
هل نسيت أمري
هو: أها
هذا أنت، نعم نعم ، لقد نسيت أمرك تماما
الصوت: حسنا
، قبل أن نبدء رحلتنا ماذا تحب أن تدعوني؟
هو: حسنا،
بما انك لست بشخص فعلي فلنبقي علاقتنا
بهذه الحدود ولا نجعلها شخصية أكثر من
اللازم
الصوت: كما
تحب، فماذا تحب أن تدعوني؟
هو: بما
انك أول من تكلمت معك هنا فأحب أن اخاطبك
بـ الأول
الأول: كما
تحب وكما تشاء وكما تريد
فليكن الأول إذن
وبماذا تحب أن أدعوك بدوري؟
أم تفضل أن أدعوك باسمك الحقيقي؟
أم تفضل أن أدعوك باسمك الحقيقي؟
هو: بما
انك الأول في هذا العالم الجديد
وأنا الثاني الجديد عليه
فليكن اسمي هو الثاني
وأنا الثاني الجديد عليه
فليكن اسمي هو الثاني
الأول: كما
تريد يا ثاني
الثاني: الأن
بعد أن تعرفنا أود أن أسألك لماذا لا أرى
نفسي ولا أستطيع الحركة؟
الأول: ومن
هو أنت الذي تريد الحركة؟
أنسيت أنك قد تركت جسمك على الفراش نائما؟
أنسيت أنك قد تركت جسمك على الفراش نائما؟
الثاني: نعم
أتذكر ذلك، لكن أليس من المفروض أن أفعل واتحرك في هذا العالم الجديد؟
الأول: اطمئن
، سنصل لهذه المرحة لاحقا
لكن بما انني مرافقك ودليلك
في هذه الرحلة المغامرة أود أن اعرف أولا
غايتك منها؟
الثاني: الصراحة
لم أفكر بنوع المغامرة التي أريد أن أدخل
بها قبل أن أدخل بها
هل تقترح عليّ شيئا؟
الأول: هل
تريدها مغامرة معرفية عقلية جميلة؟
أم تريدها مغامرة حسّية ماديّة جميلة؟
أم تريدها مغامرة حسّية ماديّة جميلة؟
الثاني: الصراحة
لقد سئمت المغامرات الحسية المادية، فحياتي
وعالمي كله عبارة عن مغامرة حسية ومادية
جميلة بأجمل صورة يمكنني أن أتخيلها
الأول: فاختيارك
إذن هو مغامرة معرفية عقلية جميلة، أليس
كذلك؟
الثاني: نعم،
فلتكن كذلك
الأول: هل
تريدها مغامرة معرفية عقلية تتعلق بعلوم
ومعارف عالمك المادي؟
أم تريدها أكبر وأوسع من ذلك؟
أم تريدها أكبر وأوسع من ذلك؟
الثاني: كما
قلت لك وبالتأكيد أنت تعرف ذلك أيضا، انني
استطيع أن اخلق بقوة عقلي أي نوع من المعارف
الموجودة في عالمي
فلنجعلها مغامرة معرفية
عقلية أكبر وأوسع من التي يمكنني أن اعيشها
في عالمي
الأول: هل
تفضل أن تكون مغامرة خيالية من محض الخيال؟
أم تريدها مغامرة معرفية تستند على معارف دينية عن علاقة عالمكم المادي بالعالم الذي يسيطر على عالمكم ويدير كل ما يجري فيه؟
أم تريدها مغامرة معرفية تستند على معارف دينية عن علاقة عالمكم المادي بالعالم الذي يسيطر على عالمكم ويدير كل ما يجري فيه؟
الثاني: يبدو
أن هذا هو الإختيار الأمثل ، فلنجعلها
كما قلت أخيرا
الأول: تريد
أن نبدء من البداية ام من الوسط؟
الثاني: لنجعلها
من البداية؟
الأول: هل
تريد أن تكون المحور الفاعل بها؟
أم تريد أن تكون طرفا متفاعلا من أطرافها؟
أم تريد أن تكون طرفا متفاعلا من أطرافها؟
الثاني: يبدو
أن الإختيار الأول هو الأجمل ، فلنجعله
إذن هو اختيارنا
اريد أن أكون المحور الفاعل بها
اريد أن أكون المحور الفاعل بها
الأول: بالتأكيد توجد
أختيارات كثيرة يجب أن نحددها لمغامرتك
لكنني لن أطيل عليك الآن بطرحها وسأسألك عنها بوقتها
لكنني لن أطيل عليك الآن بطرحها وسأسألك عنها بوقتها
الثاني: هكذا
أفضل فلقد بدأت فعلا بالضجر من كثرتها
الأول: لا
تنسى أنني أقرب لك منك بدون أن تشعر
فإنني امثل هنا النظام كله والذي تعتمد عليه في كل وجودك داخل هذا العالم
فإنني امثل هنا النظام كله والذي تعتمد عليه في كل وجودك داخل هذا العالم
الثاني: لم
أكن منتبه لهذا الأمر لولا تنبيهك لي
الأول: كما
تشعر الأن أن الظلام الدامس يحيط بك من
كل مكان، وبما أنك طلبت أن تكون المحور
في هذا العالم الجديد فستكون أنت نوره
ومنوره بمساعدة نفس النظام
الثاني: وكيف
لذلك أن يكون
الأول: كما
تعرف فأنت الأن مجرد نقطة وعي لا بدن ولا
صورة لك في هذا العالم
ولذلك سنقوم الأن بربط وعيك
بوعي النظام ، لتصبح ذاكرتك هي نفسها
ذاكرة النظام وقدرتك هي نفسها قدرة النظام
، ويجعل النظام مشيئتك هي مشيئته
يعني مشيئتك ستسبق مشيئة
النظام ومشيئة النظام ستكون تابعة لمشيئتك
الثاني: أرجو
التوضيح فلم افهم معنى كلامك
الأول: الأمر
بسيط
فانت تعرف بالتأكيد معنى كلمة كن فيكون
فانت تعرف بالتأكيد معنى كلمة كن فيكون
الثاني: نعم
أعرفها
الأول: هكذا
ستكون علاقة النظام بك
مشيئتك بالنسبة للنظام ستكون
هي كن
ومشيئة النظام ستكون هي
التكوين لما شئته أنت
الثاني: وأين
هو هذا النظام الذي تتحدث عنه؟
الأول: أنت
الأن في النظام ، وهو يحيط بك من كل جهة
هذا السواد الدامس الذي يحيط
بك هو نفسه النظام
فالنظام في هذا العالم مكنون
في كل شيء ستظهره بمشيئتك فيه
فهو لا يظهر بنفسه لكنه هو
من يظهر كل شيء فيه
فهو سيستلم مشيئتك منك ويقدرها
تقديرا هندسيا وحسابيا
وبعد ذلك سيرسل تقديراته لأدواته الذين مهمتهم أظهار تلك التقديرات التي قدرها لك
فتستقبلها أنت كصور ومشاعر ومواقف بطريقة تفهمها وتعيشها بها
وبعد ذلك سيرسل تقديراته لأدواته الذين مهمتهم أظهار تلك التقديرات التي قدرها لك
فتستقبلها أنت كصور ومشاعر ومواقف بطريقة تفهمها وتعيشها بها
الثاني: ومن
هم تلك الأدوات؟
الأول: سنأتي
لذلك بعد قليل
الثاني: وهل
يمكننا أن نطلق على هذا النظام الأسود
الدامس إسم يسهل علينا التوجه إليه؟
الأول: بما
أنّه أسود دامس ومهمته تقدير مشيئتك
هندسيا وحسابيا فما رأيك لو أطلقنا عليه
ليلة القدر أو ليلة التقدير؟
الثاني: أشعر
أن إسم ليلة القدر أحب إلى قلبي وأقرب له
الأول: وليلة
القدر هي بالفعل أقرب لقلبك
فهي النظام الذي بفضله تستطيع أن تفكر وتشاء
فهي النظام الذي بفضله تستطيع أن تفكر وتشاء
ولولا هي لما أمكنك أن تكون
في هذا العالم
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....
ما هي فائدة الاطلاع على هذه التجربة الافتراضية لنا في هذا الزمن؟
ردحذف🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍
ردحذفانها المرة الثانية لكن اشعر انك لم تكملعا في جزئها الاخير
ردحذف