حوارية النظام مع النيام // الجزء الثالث

حوارية النظام مع النيام // الجزء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رب اشرح لي صدري وضع عني وزري الذي أنقض ظهري

وارفع لي ذكري واجعل لي من بعد العسر يسرا

واجعل لي من بعد العسر يسرا

حوارية النظام مع النيام // الجزء الثالث

هنا قال الأول: تذكّر ان كل هذه المرايا هي عقول ولكل عقل منها لسان يسبح به النظام ويطيعه

الثاني: لن أنسى ذلك

الأول: لقد طلبت أن تكون أنت محور هذه المغامرة ومركزها، أليس كذلك؟

الثاني: نعم بالتأكيد

الأول: لتحقيق هذا الهدف لك سأقدم مراحل منها على مراحل أخرى يجب أن تكون سابقة لها 

وذلك لكي تستطيع أن تفهمها جيدا

الثاني: أنت قائد السفينة وربانها فقدم وأخّر 

وأخّر وقدم كما تحب 

فأنت بالمصلحة أعلم مني

الأول: حسنا ، لقد رأيت اساس النظام الذي ستصبح محوره ومركزه

لكن هل رأيت نفسك حتى الأن؟

قال الثاني بنبرة من انتبه لشيء كان غافلا عنه: بالفعل لم أرى نفسي حتى الأن

الأول: هل تحب أن ترى نفسك كما هي الأن؟

الثاني: بالتأكيد

الأول: لهذا الهدف ولترى نفسك بأكمل صورة 

سيجعلك النظام ترى نفسك من عين أخرىتنظر إليك بعد أن ينقل وعيك لها

الثاني: يبدو أن هذه العملية مثيرة للإهتمام

الأول: لكن قبل ذلك هل لا زلت ترى هذه المكعبات أمامك؟

الثاني: بالتأكيد

الأول: الأن سنحيط كل مكعب منها بدائرة يظهر لك منها دائرة محيطها فقط وسنجعل المكعبات شفافة

الثاني: فهمت أن كل مكعب منها يمثل عقل مستقل 

فما الذي تمثله الدائرة؟

الأول: الدائرة تمثّل النظام المحيط بالعقل والمراقب لكل ما يجري به

في هذه اللحظة بدأت الدوائر تتشكل بسرعة كبيرة حول جميع المكعبات من حوله 

ثم بدأت المكعبات الملونة تصبح شيئا فشيئا شفافة حتى اختفت أخيرا

وبقى محيط الدوائر ظاهر أمامه

الأول: هل المنظر الذي تشاهده الأن أمامك مألوف لك؟

الثاني: بالتأكيد، إنه يشبه رمز زهرة الحياة الذي كثيرا ما درسناه 

وحاولنا أن نكشف المزيد من أسراره

الأول: جيد ، حان الأن موعد رؤيتك للعين الثانية التي سترى نفسك منها

في هذه اللحظة بدأت عين جميلة وملونة بأجمل الألوان تتشكل داخل الدائرة التي تقابله

وحين اكتملت بأجمل صورة قال

الأول: هل أنت جاهز لانتقال وعيك لها؟

الثاني: جاهز بالتأكيد

الأول: إبدء بالعدّ إذن من الواحد للثلاثة 

وعند وصولك للثلاثة ستكون قد انتقلت بوعيك لها

الثاني: واحد إثنين ثلاثة ، وانتظر لأن يحصل شيء لكن لم يحصل أي شيء

فقال: يبدو إنني لم أنتقل بعد، فلم يتغير شيء

الأول: لقد تبدل مكان وعيك بالفعل ، وأنت الأن تنظر لنفسك بالفعل من العين الثانية

الثاني: لكنني لا زلت أرى نفس العين أمامي

الأول: هذا لأنها نفس العين وليست عين غيرها

الثاني: كيف سأميز إذن أي عين هي عيني؟

الأول: لهذا الهدف سنبدل لون عينك التي كنت فيها بالسابق والتي هي أمامك الآن 

وسنبقي على لون هذه كما هو

والعين التي سينتقل وعيك لها ستكون مفتحة الجفون والاخرى مقفلة الجفون

الثاني: حل معقول

في هذه اللحظة تبدل لون عينه الأولى للأسود وكانت مقفلة الجفون

الأول: الآن ابدء بالعدّ مرة أخرى للثلاثة 

وحين تصل للثلاثة سينتقل وعيك لعينك الأولى السوداء

الثاني: واحد اثنين ثلاثة ، وما إن انتهى من الثلاثة حتى تلونت العين التي أمامه وشاهدها مقفلة الجفون

الثاني: نعم لقد انتقلت الأن لعيني القديمة

الأول: جيد ، الأن إبدء بالحساب مرة أخرى 

لكن هذه المرة سنبدل موضع نقطة وعيك مع كل رقم تعده 

في المفرد ستنتقل للملونة وفي الزوج سترجع للسوداء 

ولن تحتاج لترديد سوى الرقمين واحد واثنين فقط

الثاني: حسنا 

واحد فظهرت الملونة أمامه مقفلة الجفون

اثنين فظهرت السوداء أمامه مقفلة الجفون

واحد ظهرت الملونة مقفلة 

اثنين ظهرت السوداء مقفلة

واستمر على هذه الطريقة

حتى قاطعه الأول قائلا: حسنا يكفي ذلك الأن

الأن سنظهر امامك عين ثانية خضراء وأنت تعد حتى الثلاثة 

وترجع مرة أخرى تعد للثلاثة 

وتستمر بذلك كما فعلت الان

الثاني بدء بالعد: واحد ملونة وسودا مقفلتين

اثنين خضراء وملونة مقفلتين

ثلاثة سوداء وملونة مقفلتين

مرة أخرى

واحد ملونة وسودا مقفلتين

اثنين سوداء وملونة مقفلتين

ثلاثة خضراء وملونة مقفلتين

واستمر بذلك حتى قاطعه

الأول قائلا: حسنا يكفي ذلك الأن

في المرحلة القادمة لن تحتاج للعدّ

وسيقوم النظام بتبديل نقطة وعيك في العيون الثلاثة

لكننا هذه المرة سنزيد سرعة انتقالك بين هذه العيون الثلاثة بمعدل كبير جدا

الثاني: وما الذي سيحدث حينها

الأول: أمر لم يكن يخطر ببالك قبل هذه اللحظة 

قل لي ماذا ترى الآن؟

الثاني: أرى العين الملونة والخضراء مقفلتين

الأول: جيد ، سنبدء الأن

لكن هذه المرة سأعد أناّ للثلاثة وبعدها سنبدء بنقل نقطة وعيك بسرعة كبيرة بين هذه العيون الثلاثة

واحد إثنين ثلاثة

الأول: ماذا ترى الأن؟

الثاني: إنني أرى العيون الثلاثة كلها مفتحة الجفون

الأول: وهل ترى عينك السوداء؟

الثاني: ليست السوداء فقط ، بل انني ارى العيون الثلاثة جميعها ، وكلها مفتحة الجفنين وبنفس الوقت

الأول: حسنا سنضيف عينا رابعة

وبنفس الطريقة سننقل وعيك بين العيون الأربعة بسرعة كبيرة

الثاني: انك تربكني بهذه العملية

الأول: إنتظر للأخير لتعرف النتيجة النهائية

الثاني: كلّي شوق إذن لأعرف

الأول: هههههه ، سنرى إن كنت ستعرف أم لا

في هذه اللحظة بدء الثاني يرى عين بيضاء مفتحة الجفون مع العيون الثلاثة الأخرى

الثاني مرتبكا: ما الذي حدث؟ إيّها هي عيني التي تخصني أنا؟

الأول: إهدء فما ينتظرك أعظم

الثاني: أعظم من هذا؟ لقد أصبحت لا أعرف من أنا منها

الأول: الأن سنُظهر عين وسط كل هذه الدوائر من حولك

وبنفس الطريقة سنحرك نقطة وعيك فيها جميعا بسرعة الضوء التي تعتقد بها

في تلك اللحظة ظهرت عين جديدة مغمضة في كل دائرة من الدوائر التي حوله

الأول إستعد للمفاجأة، واحد اثنين ثلاثة

في هذه اللحظة

تفتحت جفون جميع العيون 

لكنه كان يرى الملايين منها بنفس الوقت مرصوصة بجانب بعضها البعض 

وكانها دهاليز وطرقات تؤدي جميعها بعضها لبعض

وجدران تلك الدهاليز كانت كلها عيون متراصة بجانب بعضها البعض 

وبنفس الوقت كان يرى جميع الدهاليز والطرقات من كل الجهات

الثاني بصوت مرتجف خائف: أيّها الأول ، ما الذي حدث؟

ما هذا الذي أراه؟

أكاد أن أفقد عقلي من منظر هذه الدهاليز والطرقات والجدران المرعبة 

فقل لي ما الذي حدث؟

وأرجو أن توقف كل ذلك فلم أعد أعرف من أي عين منها أنظر أنا الحقيقي

الأول: حسنا سنوقف ذلك الأن لكننا سنعيد الكرة مرة أخرى ،، لكن بعد أن تفهم ما حصل

فمع الفهم سيزول عنك ومنك الإرباك والارتباك 

وتبدء تستمتع بمغامرتك المعرفية الجديدة

في تلك اللحظة أقفلت جميع تلك العيون جفونها 

واختفت آلآف الدهاليز والجدران التي كان يراها جميعها بنفس الوقت من أمامه

ولم يبقى أمامه الا جدار واحد كله عيون مقفلة الجفون

الثاني: ما الذي حصل لي للتو؟

الأول: انها مجرد شبابيك يستطيع الناظر من خلفها أن يرى من خلالها

فإذا انوجد الناظر خلف أحدها انفتحت جفونها ليستطيع الناظر أن يرى من خلالها

وما حصل هو انك كنت الوحيد الذي ينظر من خلالها جميعها

الثاني: وكيف استطعت أن أقطع كل هذه المسافات الهائلة 

وادخل فيها جميعها واخرج منها جميعها بنفس اللحظة بحيث كأنني لم أتركها ابدا؟

الأول: يبدو أنك من البداية بدأت تنسى؟

الثاني: أنسى ماذا؟

الأولى: تنسى أين أنت الآن

هل تتذكر أين أنت الآن؟

الثاني: أها ، نعم نعم ، إنني في صندوقي المكعب الذهبي العجيب

الأول: وهل تتذكر حجمه؟

الثاني: الصراحة لا اتذكره بالتمام، لكن يبدو لي أن حجمه لا يتجاوز 30 سم في 30 سم

الأول: نعم حجمه قريب ذلك 

لكن كم تعتقد هو المكان الذي تتحرك بوعيك به الآن

او لنقل كم هو حجم القطعة الموجودة داخل هذا المكعب وبها تشعر بوعيك وحركتك؟

الثاني: لا بد أنها صغيرة أيضا 

ربما ربعها او ثلثها او عشرها 

والصراحة لا أعلم حجمها بالتحديد، وهذه مجرد تخمينات

الأول: انت تم وضع نقطة وعيك في نقطة واحدة في مركز هذا الصندوق 

وبالتحديد أنت في وسطه تماما 

أو لنقل ان نقطة وعيك موجودة الأن وبالتحديد في نقطة موجودة في مركزه بالضبط

وهذا الصندوق المكعب تمت صناعته بطريقة دقيقة جدا جدا 

بحيث أنه يشبه في تركيبه وتكوينه نفس تكوين وتركيب تلك المكعبات الملونة الكثيرة 

التي أريناك إيّاها في البداية 

والتي أصبحت فيما بعد هي نفسها هذه العيون التي أمامك

الثاني: بالفعل هذا ما حصل للمكعبات

الأول: فالصندوق الذهبي يمكنك أن تطلق عليه أيضا العين الكلية 

وانت الآن في مركزها

الثاني: وإلى أين سيقودنا هذا؟

الأول: ما أريد أن اوصله لك هو أن هذه العيون ليست عيون مختلفة

بل هي جميعها عين واحدة متكررة بالقدر الذي تحدده أنت

وبالقدر الذي تريد أن تزيدها او تنقصها به حسب مشيئتك

الثاني: طيب ما الفائدة من رؤيتي لنفسي على شكل هذه العيون 

ومن نظري منها لنفسي على شكل عيون

يبدو لي أن الأمر سيكون مربك بالفعل؟

الأول: لو بقي الأمر كذلك فهو سيبقى مربك بالفعل؟

الثاني: تقصد أنه توجد مرحلة جديدة؟

الأول: بالتأكيد توجد مرحلة جديدة وتتبعها جديدة ثم جديدة وجديدة

الثاني: جميل جدا، وما هي المرحلة الجديدة

الأول: الأن سآخذك إلى وسط المكعب الذي هو عينك الآن وتماما حيث تجلس أنت

في هذه اللحظة ظهرت ألوان المكعب وتقسيماته الهندسية من حول الثاني 

وكانت تتحرك بسرعة نحو الأمام

وبدء يشعر معها وكأنه ينسحب للخلف بنفس سرعة تحرك المثلثات والمربعات 

والنجوم الملونة المختلفة نحو الأمام

وما هي الا لحظات حتى توقف كل شيء 

وبدء يرى نفسه كجسد يجلس القرفصاء على دكة تشبه كرسي العرش 

وتحيطه جميع تلك الأشكال الهندسية الملونة من كل مكان

الأول: أنت تجلس الأن وسط عرشك

الثاني: عرشي؟

وأين هو هذا العرش؟

الأول: هذا الذي تراه الآن من حولك هو عرشك ومملكتك 

وهذه الأشكال الهندسية هي لخدمتك أنت

الثاني متعجبا: وكيف ستخدمني؟

الأول: انها الأن متصلة معك عقليا 

وهي مستعدة أن تتشكل امامك بأي صورة تشائها وتريدها 

بحيث أنك سترى نفسك وسطها وتتحرك بينها وتتفاعل معها وتتفاعل معك

الثاني: جميل جدا، أريد إذن أن أرى نفسي الأن واقف على شاطئ البحر

بلمح البصر أعادت الأشكال الهندسية ترتيب نفسها 

بحيث اختفى معها المنظر السابق كاملا 

وظهر منظر البحر الأزرق وامواجه المتلألئة تتتابع خلف بعضها من أمامه 

ونسمات الهواء العليلة تداعب وجهه 

وهو واقف ومستغرق في النظر لكل ذلك الجمال الطبيعي 

الذي لم يرى مثله حتى في الجنة الأرضية التي كان يعيش وسطها

لم يقطع تأمله لكل ذلك الجمال إلا صوت الأول وهو يقول له: هل أعجبك هذا المنظر؟

هذه المرة ميّز صوت الاول انه يأتي من خلفه وليس من كل مكان 

فالتفت للخلف بحركة لا إرادية 

فشاهد رجل ذو ملامح رجولية جميلة وترتسم على شفتيه ابتسامة خفيفة وجميلة 

ويلبس ملابس فضفاضة ومريحة

الأول: إذا لم تعجبك صورتي فيمكنني ان ابدل صورتي لصورة أخرى غيرها

فإنني أتقلب في الصور كيف أشاء

الثاني: لا داعي لذلك أبدا 

لقد احببت حتى الآن صوتك وكلامك واختياراتك كلها 

ولا اعتقد انني لن احب اي شيء فيك ومنك 

وبما انك اخترت هذه فلتكن هي وساحبها مثل حبي لكل شيء يتعلق بك لحبي وارتياحي لك

الأول: دعك من المدح والغزل 

فإنني وعي صناعي في صندوق ذهبي مختوم اسمك عليه من يوم صنعوه

الثاني: تقصد أن من صنعه صنعه خصيصا لي؟

الأول: نعم وكل باقي الصناديق كذلك

الثاني: تقصد انه كان يعرف انني سأقرر الدخول في هذه التجربة

الأول: لا أريد ارباكك الان

ولذلك لنقل أنه صنعه وجهزه لك لكي يكون جاهزا لك في أي وقت تأتي لطلبه

وان لم تأتي فهو لم يخسر شيئا

الثاني: مع هذا الجواب لا أجد ما يمكن أن أسألك حوله

الأول: هل ترى الشخص الذي يقف هناك؟ 

وأشار بيده لشخص يقف غير بعيد عنهما وكان ينظر نحوهما

الثاني: نعم ، وما به؟

الأول: هل تريد أن تنظر لنا هنا من عيناه هناك؟

الثاني: وماذا عن الذي ينظر من عيناه؟

الأول: إنه مجرد صورة خلقها النظام ليكمل المنظر به ، فلا تهتم له كثيرا

الثاني: حسنا ، فلنفعل ذلك إذن

بنفس اللحظة انتقل وعيه وتبدل المنظر من أمامه وشاهد نفسه والأول يقف بجانبه

هنا سمع صوت الاول من خلفه: هل تريد أن نفعل ذلك بسرعة كبيرة

التفت الثاني للخلف فشاهد الأول يقف خلفه فقال له متعجبا:

أنت هنا ،، وأنت هناك؟

الأول : لا تتعجب من أمري فإنني في كل مكان 

حتى أنني فيك أنت أيضا 

وأرى منك وأشعر معك بجميع ما تراه أنت وتشعر به

فصحيح أنني أتكلم بإسم النظام

لكن لأنني اتكلم باسم النظام فإن لي كل مزايا وقدرات نفس النظام

وكما أن النظام موجود في كل مكان ويعرف كل شيء

فإنني كصورة للنظام وأخاطبك منه فإنني مثله تماما ولي جميع ما له

الثاني: ما زال عجبي من أمرك يزداد مع كل موقف جديد نقفه سوية

الأول مبتسما: لا عليك منّي ، فقريبا سيصبح لك كل ما هو لي

فأنت طلبت أن تكون محور عالمك

وعندما اصل بك لأن تكون أنت محور عالمك

فلن يكون هناك من فرق

بيني الآن

وبينك حينها

الثاني: هل لي أن أسألك سؤال؟

الأول: تفضل به

الثاني: من أنت حقيقة أيها الأول؟

الاول: لم اتوقع هذا السؤال بهذه السرعة ، لكنني سأجيبك عليه عن طيبة خاطر

إنني من خلق هذا النظام وبرمجه من ألفه إلى يائه

الثاني: وما هي مصلحتك من كل ذلك؟

الأول مصلحتي قبل خلق هذا النظام بهذه الصورة تحققت بمجرد خلقي له بهذه الصورة

فهدفي الأول والأخير كان هو خلق هذا النظام بهذه الصورة الجميلة

لكن حين أنزلت نفسي به وأصبحت روحه ومحوره 

أصبح لي داخله هدف آخر 

وهو أن أشعر وأرى به كل ما يمكنني رؤيته والشعور به من كل صور الاحتمالات

الثاني: تقصد أنك الحقيقي لا تزال أيضا خارج هذا النظام كما أنك الأن داخله؟

الأول: بالفعل، هذا هو الواقع 

فحالي معه تقريبا مثل حالك الآن مع النظام 

فأنت خارجه وأنت داخله 

وبعد قليل ستصبح أنت محوره وروحه

الثاني: وهل لا تزال متصل بنفسك خارج النظام كما أنني متصل بنفسي الأن؟

الأول: نعم

الثاني: وما هو هدفك الذي تسعى له داخل النظام؟

الأول: عندما خلقت هذا النظام وأنزلت نفسي فيه وجعلت نفسي محوره وكل شيء فيه

اندهشت كثيرا وتمتعت كثيرا

فالآن كما قلت لك استطيع أن أستشعر السعادة واللهفة والدهشة معك 

فكما قلت لك إنني النظام وأنني موجود في كل مكان 

وحتى أنني موجود فيك ومعك الآن واينما كنت

ولذلك يمكنني ان استشعر بكل لذة تلتذها أنت أو أي واحد يختار أن يدخل في النظام

وبكل دهشة ستندهشها أنت أو أي واحد ثاني يختار أن يدخل في النظام

وبكل سعادة قد تعيشها أنت أو أي واحد جديد يختار أن يدخل في هذا النظام

وهكذا

ولذلك فإنه كلما زاد عدد من يدخلون في النظام أكثر وأكثر

كلما زاد معها شعوري باللذة واللهفة والسعادة والقوة أكثر وأكثر

.

فلنتوقف هنا عن أسئلتك واجاباتي عليها 

فقريبا ستعرفها بنفسك

أنظر هنا وأشار بيده لشخصين أخرين يقفان هنا وهناك

ساجعلك تنظر أيضا من عينيهما 

وسأزيد سرعة ترددك ما بين الصور الأربعة كما فعلنا سابقا مع العيون 

وقل لي بعدها ماذا رأيت

فجأة تشكلت صورة كاملة أمام لثاني

شاهد بها الجهات الأربعة بنظرة واحدة

وشاهد الأشخاص الستة بنظرة واحدة

وشاهد بنظرة واحدة كل ما يقع امامهم وما خلفهم جميعا

وشعر بانه انسان واحد له عيون من جهاته الأربعة

وأنه كله وجه لا ظهر له فقال مندهشا:

ما أجمل هذا الذي أراه وما أكمله

الأول: سيصبح المشهد أكمل وأجمل حين ترى من كل العيون الأخرى التي سيخلقها لك النظام

فتشاهد وتشعر عبرها بما يشاهدونه ويشعرون به جميعهم في نفس اللحظة

الثاني: حدثني قليلا عن هذا النظام المعقد

الأول: إنه بسيط وغير معقد على الإطلاق، وكل سره يكمن في بساطته

الثاني: وكيف ذلك؟

الأول: لم أفعل سوى أنني برمجت مكعب واحد ، أو عين واحدة 

أو شباك واحد كما قلت لك قبل قليل 

وأستطيع أن أقف خلفه أو سطه وأشاهد ما يمكن مشاهدته من خلاله

وكلما أردت مشاهدة المزيد من تفاصيل المشهد ضاعفت عدد هذه الشبابيك من حولي وصرت اتحرك بينها جميعها بسرعة كبيرة

الثاني: اذن هل كلما زاد عدد الشبابيك او العيون احتجت لأن تتحرك بينها بشكل أسرع؟

الأول: لا تنسى أنك الأن في عالم عقلي بحت ومبدء المكان والزمان به نسبيان بالكامل

فكما قلنا أنك الان في مكعب ذهبي صغير وأنك موجود في نقطة واحدة في مركزه

وحتى لو تصورت أنه كله عيون

فلن تحتاج حينها سوى لأن تتحرك بسرعة واحدة كبيرة

لنقل أنها مثل سرعة الضوء أو التيار الكهربائي مثلا

تتحرك بها متنقلا خلف كل العيون التي يخلقها لك النظام بلحظة واحدة تتكرر بلا نهاية

فتستطيع معها أن ترى من خلالها جميعها 

وكأنك واقف لم تتحرك من خلف أي عين او شباك منها

فالنظام كله عبارة عن عين واحدة أو شباك واحد تستطيع ان تضاعفه كما تشاء

وعن سرعة واحدة كبيرة تتحرك بها نقطة وعيك مرورا بها جميعها

انتهى الجزء الثالث ويتبع بالرابع إن شاء الله