‏إظهار الرسائل ذات التسميات ليلة القدر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ليلة القدر. إظهار كافة الرسائل

السبت، 18 يونيو 2016

ماهو الإسم المكنون؟







بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 ماهو الإسم المكنون؟

مداخلة كريمة من أخ كريم أحببت أن افرد مقالا جديدا للإجابة عن السؤال المهم المرفق بها

ـ((((داخل في الأشياء لا بممازجه

وخارج عنها لا بمزايلة 

ماهو الإسم المكنون؟ 
أرجو التوضيح))))

 كتبت الكثير عن الاسم المكنون حتى يكاد ذكره لا يخلو منه أيّ مقال من المقالات التي كتبتها مؤخرا

ليس لأن ذكره وفهمه مهم جدا لفهم الوجود والتكوين فقط، بل لأن لذكره حلاوة على اللسان أستشعرها حين أنطق باسمه أو اكتبه او حتى حين أذكره بيني وبين نفسي في عتمة الليل

من يفهم الاسم المكنون سيعرف ان الناس كلهم يحومون حوله بدون أن يعرفوا أنهم كلهم يحومون حوله ومنشغلون به

ظاهر الناس أنهم مختلفون فيما بينهم وكل فرقة منهم تدعي أنها هي الاصح وان عقيدتها هي الأكمل من بين الجميع 

لكن الواقع انهم كلهم متفقون على الجوهر ويختلفون على الاسماء وطرق التعبير والتوصيف،، وكل هذا الإختلاف طبعا بسبب رجال دينهم الذين يحللون لهم الحرام ويحرمون عليهم الحلال

الإسم المكنون هو عين الله التي ليست كالأعين وليس كمثلها عين
الإسم المكنون هو يد الله التي ليست كالأيدي وليس كمثلها يد

الإسم المكنون هو جنب الله الذي ليس كالأجنب وليس كمثله جنب

الإسم المكنون هو شيء ليس كالأشياء
الإسم المكنون هو شيء ليس قبله شيء

لا تستعجل الحكم

الإسم المكنون هو شيء ليس قبله شيء لأن الله المعنى المعبود الذي خلقه أو أبدعه ابداعا لا من شيء ليس شيء

يعني الله المعنى المعبود الذي خلق أو أبدع الاسم المكنون إبداعا لا من شيء لا يمكننا أن نطلق عليه صفة أنّه "شيء"

فهو ليس شيء وليس لا شيء

الإسم المكنون هو مشيئة المعنى المعبود التي يبدعها لا من شيء ويخلق الأشياء بها

أنظر لنفسك كأنسان يفعل وقل لي أين هي مشيئتك التي تفعل بها جميع ما تفعل؟

لن يمكنك أبدا أن تضع اصبعك على أيّ نقطة في وجودك وتقول هذه هي مشيئتي التي بها اشاء ان اقوم واقعد واركع وأسجد

لكن كل وجودك وحركاتك وسكناتك ناتجة من مشيئتك وعن مشيئتك التي لا تعرف من أين تنبع منك او من اين تصدر فيك

فأنت تخلقها قبل كل حركة تتحركها مهما كانت صغيرة ،، كما وتخلقها كذلك قبل كل سكنة تقرر أن تسكنها مهما كانت قصيرة

هل توجد علة لهذه المشيئة؟ 

أي هل يوجد سبب يدفعك كإنسان لأن تشاء؟ 

يعني هل توجد علة تسبق المشيئة في وجودها تدفعك لابتداع المشيئة او الإسم المكنون الذي ستفعل به جميع ما ستفعل؟

نعم يوجد

انه الحب

فأنت كانسان لا تشاء أن تفعل الا ما تحبه،، يعني لكي تشاء ان تفعل شيء حتى ولو كان ان تنطق بحرف واحد فيجب عليك قبل أن تشاء النطق به ان تحب النطق به 

تستطيع أن تقول أن الحب هو وعاء المشيئة، أو رحم المشيئة؟

أين هو هذا الحب؟

إنظر حولك وأينما رأيت شيء فلقد رأيت مظهر لها
وبنفس الوقت أينما رأيت شيئ فلقد رأيت كذلك مظهر للمشيئة

فالحب والمشيئة شيئان مخلوقان متلازمان لا يمكن أن يظهر أحدهما بدون ظهور الآخر معه

فالمشيئة لا تظهر بدون الحب ، والحب لا يظهر بدون المشيئة

فهما بحران إلاهيان ،، حين يلتقيان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان

الحب هو المبدء الأنثوي في الوجود والمشيئة هي المبدء الذكري في الوجود

وعندما يلتقي المؤنث الالهي مع المذكر الالهي يخرج منهما هذا الوجود بكل مظاهره

يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان

 فالإسم المكنون هو المبدء الإلهي الذكري المكنون في المبدء الإلهي الانثوي

فلا يوجد عِدْل للمبدء الأنثوي الإلهي سوى المبدء الذكري الإلهي

الإسم المكنون مكنون في مصباح 
والمصباح مكنون في زجاجة 

والزجاجة مكنونة في المشكاة

الاسم المكنون هو من ينير المصباح 

والمصباح له نور 

بل له أنوار 

بل هو نفسه الانوار التي بعضها فوق بعض

ونور المصباح يجعل الزجاجة وكأنها كوكب دري

الاسم المكنون هو من يجعلك إنسان، فهو باطنك وأنت ظاهره

 أنت كوكب درّي بفضل الاسم المكنون المكنون بك، فهو نور وجودك ووجودي  ووجود كل الوجود

 الإسم المكنون هو الماء الذي به تحيا الأشياء كلها وتشعر بوجودها

الإسم المكنون هو نبع الحياة الذي لو انزلت قطرة منه على جبل لا حياة به لدبت به الحياة ولرأيته من حينها خاشعا متصدعا من خشية الله

لأن الإسم المكنون خُلق وهو خاشع متصدع من خشية الله، ولأن الجبل لا أناً له كأنانا تمنعه من خشية الله

الإسم المكنون هو القرآن الكريم المكنون في الكتاب المكنون

الإسم المكنون  إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ  فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ

الكتاب المكنون هو الجوهرة الحيّة بالذات، وهو شجرة طوبى وسدرة المنتهى

والكتاب المكنون هو الجوهرة الحية بالذات لأن القرآن الكريم أو الاسم المكنون نبع الحياة وروحها مكنون به ولا يفارقه أبدا أبدا

فهو من الكتاب المكنون والكتاب المكنون منه

فالاسم المكنون هو روح الكتاب المكنون المكنون بين جنبيه

الكتاب المكنون هو ظاهر الإسم المكنون 

والاسم المكنون هو باطن الكتاب المكنون

الكتاب المكنون هو النور الأول، هو النور المحمدي

والأسم المكنون هو النور العلوي وهو منوّر النور المحمدي

وكلهم نور واحد،

أنهم :  قُرْآنٌ كَرِيمٌ  فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ


 من يحب معرفة المزيد عن معنى الاسم المكنون ووظيفته يمكنه مطالعة المقال التالي فبه إن شاء الله بعض المزيد من التفصيل .







وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
.
..
...
....

.....

الخميس، 16 يونيو 2016

إلهي بحقّ هؤلاء الخمسة إلاّ عرّفتني من التسعة





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن جابر الجعفي أنّه سأل جعفر بن محمّد (عليه السلام) عن تفسير قوله تعالى : (وَإنَّ مِنْ شيعَتِهِ لإبْراهيمَ) فقال (عليه السلام):

إنّ الله سبحانه لمّـا خلق إبراهيم كشف له بصره ، فنظر فرأى نوراً إلى جنب العرش

فقال : إلهي ما هذا النور؟

فقال : هذا نور محمّد صفوتي من خلقي

ورأى نوراً من جنبه فقال:

إلهي ما هذا النور؟

فقال : نور عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ناصر ديني

ورأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار

فقال : إلهي ما هذه الأنوار؟

فقيل له : هذا نور فاطمة ، فطمت محبّيها من النار ، ونور ولديها الحسن والحسين

فقال : إلهي وأرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم

قيل : يا إبراهيم هؤلاء الأئمة من ولد عليّ وفاطمة

فقال إبراهيم : إلهي بحقّ هؤلاء الخمسة إلاّ عرّفتني من التسعة

قيل : يا إبراهيم
أوّلهم عليّ بن الحسين
وابنه محمّد
وابنه جعفر
وابنه موسى
وابنه عليّ
وابنه محمّد
وابنه عليّ
وابنه الحسن
والحجّة القائم

فقال إبراهيم : إلهي وسيّدي أرى أنواراً قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلاّ أنت؟

فقيل : يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام

فقال إبراهيم : وبما تعرف شيعته ؟

قال : بصلاة إحدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والقنوت قبل الركوع والتختّم باليمين

فعند ذلك قال إبراهيم : اللهمّ اجعلني من شيعة أمير المؤمنين .

قال : فأخبر الله تعالى في كتابه فقال : ( وَإنَّ مِنْ شيعَتِهِ لإبْراهيم ) .........إنتهى

وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
.
..
...
....
.....

الاثنين، 13 يونيو 2016

الوصول لما بعد درجة سلمان المحمدي لا يكون الا بركوب السفينة






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الوصول لما بعد درجة سلمان المحمدي لا يكون الا بركوب السفينة

روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله لسلمان : (يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر) 

وروي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (الايمان عشر درجات: فالمقداد في الثامنة ، وأبو ذر في التاسعة ، وسلمان في العاشرة)


عَنْ عِيسَى بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: 

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ فِي الْأَرْبَعَةِ ؟ 

قَالَ وَ مَا هُوَ؟ 

قُلْتُ الْأَرْبَعَةُ الَّتِي اشْتَاقَتْ إِلَيْهِمُ الْجَنَّةُ 

قَالَ نَعَمْ مِنْهُمْ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَمَّارٌ 

قُلْنَا فَأَيُّهُمْ أَفْضَلُ؟ 

قَالَ سَلْمَانُ 

ثُمَّ أَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ عَلِمَ سَلْمَانُ عِلْماً لَوْ عَلِمَهُ أَبُو ذَرٍّ كَفَر


2- أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: 

ذُكِرَتِ التَّقِيَّةُ يَوْماً عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ

وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمَ أَبُو ذَرٍّ مَا فِي قَلْبِ سَلْمَانَ لَقَتَلَهُ وَ لَقَدْ آخَى رَسُولُ اللَّهِ ص بَيْنَهُمَا فَمَا ظَنُّكُمْ بِسَائِرِ الْخَلْقِ 

إِنَّ عِلْمَ الْعُلَمَاءِ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ 

لَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ 

فَقَالَ وَ إِنَّمَا صَارَ سَلْمَانُ مِنَ الْعُلَمَاءِ لِأَنَّهُ امْرُؤٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلِذَلِكَ نَسَبْتُهُ إِلَى الْعُلَمَاءِ........إنتهى


كم مرة قرأت هذه الأحاديث؟ 
كم مرة سمعت بهذه الأحاديث؟ 
كم مرة تحدثت بهذه الأحاديث؟ 

كم مرة نقلت هذه الأحاديث؟ 
كم مرة تناقشت حول هذه الأحاديث؟
.
.
.
!!!!!

ولكن كم مرة تفكّرت بهذه الأحاديث؟

هل فكّرت يوما من الأيام أنك أنت المقصود بهذه الأحاديث؟

هل فكرت أنك يجب أن ترتقي بدرجة إيمانك كما ارتقى المقداد وابو ذر وسليمان بإيمانهم؟

هل فكّرت لو أنك أردت أن ترتقي بإيمانك ماذ يجب عليك أن تفعل حينها؟

أو فكّرت على الأقل ماذا يجب عليك أن تكون مستعدا لفعله حتى ترتقي بإيمانك من درجة لدرجة؟

هل فكرت يوما أن أحاديث الدرجات لها علاقة مباشرة بأحاديث العبادة والمعرفة؟

حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ 

خَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ 

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ مَا خَلَقَ الْعِبَادَ إِلَّا لِيَعْرِفُوهُ 

فَإِذَا عَرَفُوهُ عَبَدُوهُ 

فَإِذَا عَبَدُوهُ اسْتَغْنَوْا بِعِبَادَتِهِ عَنْ عِبَادَةِ مَنْ سِوَاهُ 

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي فَمَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ؟

قَالَ مَعْرِفَةُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ إِمَامَهُمُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِمْ طَاعَتُه...... إنتهى

قال الله تعالى :

( ما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاّ لِيَعْبُدونِ ).

قال الإمام الباقر (عليه السلام) : أي ليعرفون....... إنتهى

إذا عرفت أن الهدف من خلقك هو المعرفة هل فكّرت يوما من هو المغبون الحقيقي الذي يقصده الإمام الصادق عليه السلام؟

قال الصادق عليه السلام: 
مَنْ استوى يوماه فهو مغبون ،
ومَنْ كان آخر يومه شرّهما فهو ملعون ، 
ومَنْ لم يعرف الزيادة في نفسه كان إلى النقصان أقرب،
ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خير له من الحياة....... إنتهى

وهل تعرف أن الحكمة المذكورة في القرآن الكريم هي المعرفة؟

( ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولوا الالباب ) البقرة 296 ".

فلقد قال الامام الباقر عليه السلام في معنى الحكمة " انها المعرفة"

فالمغبون الحقيقي هو ذاك الذي لم يزداد في كل يوم معرفة جديدة

والعابد الحقيقي المؤدي للغرض من خِلقته هو ذاك الذي يزداد في كل يوم معرفة جديدة

والذي يرتقي بالدرجات المعرفيّة والايمانيّة هو حصرا ذاك الذي يزداد كل يوم معرفة جديدة

وكل ذلك لا يتم إلا بشرط واحد،،

هل تعرف ما هو ذلك الشرط؟

هو أن تكون مستعدا لأن تحرق سفينتك في كل يوم من أيام حياتك لتركب سفينة جديدة

وأن تكون مستعدا لأن تبدّل أفكارك في كل يوم من أيام حياتك

وأن تكون مستعدا لأن تبدّل عقيدتك في كل يوم من أيام حياتك

فلا يمكنك أن تثبت طوال حياتك على عقيدة واحدة ورثتها من أهلك ومجتمعك ومدرستك وجامعتك وتعتقد معها أنك من الممكن لك أن تترقى بالدرجات المعرفيّة

يجب أن تكون منفتحا على جميع الأفكار والأديان والعلوم والمذاهب ،،

فلقد قال الرسول صلّى الله عليه وآله: كلمةُ الحكمة ضالّةُ المؤمن، فحيثُ وَجَدها فهو أحقُّ بها

ولقد قال مثله أمير المؤمنين عليه السلام: الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ.

ولقد شائت الحكمة الإلهية أن تجعل الحكمة مخفية في بطون داخل بطون ومحاطة بظلمات

وموزعة عند جميع الأديان والملل ،

وإحكاما في إخفائها أكثر وأكثر جعلت لكل قوم شرعة ومنهاجا وجعلتهم مختلفين في لغاتهم وطبائعهم 

وأكثر من ذلك فلقد تركت المجال لحزب الشيطان بأن يقوم عبر التاريخ الطويل للأرض بشن الحروب الكثيرة وقتل العلماء وحرق المكتبات وأن يقوموا بتزوير الكتب والأفكار فنشروا الجهل بين الناس من خلال فرضهم لعلوم ومناهج علمية مصطنعة مخلوط بها الحق بالباطل لتكون مضللة هي أكثر مما هي هادية

كل ذلك ليبلوهم في ما آتاهم ،،

فتحقيق الخلق من العبادة ببلوغ المعرفة الحقيقية والترقي بدرجات المعرفة درجة بعد درجة هي عملية صعبة جدا جدا جدا ،، وربما هي شبه مستحيلة أيضا ،، بحيث أنها على مدى عمر قصة آدمنا على هذه الأرض وحتى اليوم لم تجتمع لـ 313 إنسان بزمن واحد

وأنها بعد ذلك وحتى حتى نهاية القصة ربما لن تكتمل الا لثلة من أصحاب اليمين من الآخرين

هكذا هي المشيئة الإلهية ،، أنها لا تريد أن يدخل ضمن الثلة رجل سقى قطة عطشانة أو كلب عطشان شربة ماء ،، فهذا وأمثاله لهم جزاء آخر

ولذلك فلقد ورد أن من أهم العبادات ومن أهم النوافل هي عبادة التّفكّر

لأن بها وحدها تنفتح لك أبواب المعرفة ،،

نعم العبادات البدنية واللسانية مهمة أيضا ،، 

لكن بدون عبادة التفكّر والتّفكّر التفكّر المستمر بالآيات والروايات وبمعانيهما وبمعاني أسماء الله من أين ستأتي بالمعرفة الجديدة أو بالمعرفة الباطنية؟

والمعرفة الباطنية تأتيك من القلب حصرا، 

فساكن القلب هو من يعطيها لك ،، 

وأنت ما لم تكن تنتظرها منه كيف ستدركها؟

ولذلك يقولون أن التخلّي والتحلّي بالعقائد هما أهم شرطين لحصول المعارف والعقائد الجديدة

يعني يجب أن يكون عندك استعداد تام للتخلي عن أي عقيدة تعتقدها حاليا ، او أي فكرة قد وصلت لها سابقا عن طريق التقليد او حتى عن طريق التّفكر

ففور أن تصل لك فكرة جديدة وفهم جديد من القلب ويكون متناسق مع الفكرة السابقة او الفهم السابق يجب أن يكون عندك استعداد نفسي لقبوله واعتماده مع احتمالك لخطئه والرجوع عنه بالمستقبل ،، أو لتركه عند وصولك لفهم  أرقى منه

فالعلم والفهم درجات ،، فاذا اردت مثلا ان تحصل على علم الدرجة الخامسة يجب ان تكون مستعدا للتخلي عن بعض علم الدرجة الرابعة

ومعرفة علم الدرجة السادسة تحصل عليه فقط بعد ان تتخلى عن بعض تلك المعرفة التي حصلت عليها للصعود للدرجة الخامسة ،،

وهكذا ستستمر

يعني يجب ان يكون عندك استعداد نفسي لان تكون عقيدتك متجددة على الدوام ،،

يجب ان تعتقد ان كل الافكار التي وصلت لها لغاية هذه اللحظة من لحظات حياتك هي لتجعلك جاهز للافكار الجديدة

والجديدة التي ستصل لها بعد ذلك هي ايضا لتجعلك جاهز للتي هي اعلى منها

وهكذا تستمر وعلى طول الخط

وكل فكرة تصل لها يجب ان تطبقها وتعيشها عمليا وتدعوا غيرك لها أيضا ،،

فعندما تصل للفكرة الارقى تبدء تتصرف وتعيش وتتعامل مع الناس على اساس تلك الفكرة أو الفهم الجديد

في رحلة المعرفة يجب عليك أن تصعد نحوها درجة بعد درجة ،،

واول شيء يجب عليك ان ترى الدرجة ليمكنك بعد ذلك فقط أن تصعد عليها

وحينها يجب عليك أن تكون مستعدا لرؤية الدرجة القادمة والتي حالما تراها تصعدها ،،

وطوال الطريق استفتي قلبك وسوف يفتيك ولن يخدعك إذا كانت نيتك صادقة ،، 

بل هو لن يخدعك في كل الأحوال ،، 

غاية الأمر انه سيتركك إن لاحظ أيّ خلل في نيتك ،،

وغالبا فإنّ الفكرة الجديدة او الفهم الجديد الذي ستصل له سيركب مكانه بشكل لن يقبل وجدانك الا أن يقبله كما هو ،،

وسترى انه حق وصحيح ومطابق للفهم السابق ،، تماما كحين يدخل المفتاح بقفل الباب وتُطابق اسنانه أسنان القفل فيفتحه

وعليك بالتفكّر ثم التفكّر ثم التّفكّر ،،

فتفكّر ساعة خير من عبادة ثمانين سنة ،،

يعني لو تفكّرت الف ساعة من حياتك التي مدتها ثمانين سنة فستكون قد قطعت بها لهدفك مسافة ثمانين الف سنة أكثر من التي سيقطعها العابد لثمانين سنة لنفس الهدف بدون تفكّر

فـ كيف سيمكنني أن أنتقل بالتفكّر من جهة او درجة ايمان أبا ذر الذي تشتاق الجنة له ،،

أو حتى من درجة من هم ادنى منه معرفة وايمانا ،، للجهة الأخرى التي وصل لها سلمان المحمدي؟

ومتى أعرف انني على الطريق الصحيح في مسيري نحو جهة سلمان المحمدي؟

لو أردنا ان نحلل أو أن نعرف لماذا سيقتل ابو ذر سلمان لو انّه علم ما في قلبه فإنّنا لن نجد سببا حقيقيا ومقنعا لذلك الا للاختلاف الكبير، بل الاختلاف التام بينهما في تلك الموازين التي يقيسان الامور بها وحسبها

ولاقتراب سلمان المحمدي من الحقيقة المرة وقبوله لها أكثر من ابا ذر

ولفهم وتفهم وقبول سلمان المحمدي للعلل الحقيقية للاشياء والافعال والاحداث من حوله

بينما ابا ذر وهو أصدق الناس لا يزال يدور في فلك الأوهام وحبائل الشيطان في فهمها وتفسيرها

وأقول في فلك الأواهام وحبائل الشيطان لأنها ستدفعه للقتل

فالتفسيرات الخاطئة والمضللة والناقصة هي من تدفع الإنسان للاحكام المتطرفة جدا

فموسى على نبينا وآله وعليه السلام حكم على العبد الصالح بأحكام متطرفة جدا لقلة علمه ولجهله بالعلل الحقيقية لافعاله ،،

فقال له حينها تلك الاقوال الاستنكارية الثلاثة

لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا

و

لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا

و

لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا

لا احد يشك طبعا بإيمان ابي ذر ،، لكن مع ذلك فإن موازينه تبتعد عن الموازين الحقيقية وتفر منها فرار الغزال من الأسد

واغلب الناس في العالم كانت ولا تزال تدور في نفس فلك وأفكار وموازين أبو ذر العقدية في أحسن الأحوال

وأغلب الناس في أحسن أحوالها كانت ولا تزال حتى اليوم ترى الامور والدنيا من خلال عيون تشبه عيونه رضوان الله عليه

فإن كنت أنت أيضا ترى بعيونك ما كان يراه ابو ذر ،، فحالك كحال الملايين المملينة من البشر على مرّ الزمان ،،

وأنت تفرّ مثلهم من الحقيقة فرار الغزال من الأسد

فأصحاب اليمين هم فقط ثلّة من الأولين وثلة من الآخرين

فـ الذين سيحملهم أمير المؤمنين على النجائب تحفهم مراكب الأفلاك هم فقط ثلّة من الأولين وثلة من الآخرين 

ومن هم بدرجة ايمان ابا ذر ، هم الآن بعشرات الملايين بل ربما بمئات وآلآف الملايين لو أردنا أن نحسب من هم بدرجته من بقية الاديان والنحل،،

وجميع هؤلاء لهم بالتأكيد جزاء آخر ،

لكنهم لن يُحملوا للسماوات العُلى على النجائب فيكونوا مع أهل البيت أو على الأقل سيحسبون حينها عليهم ومنهم لرفقتهم لهم

(((قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي؟

قال: اي وربي انه لشيعتك، وانهم ليخرجُون يوم القيامة وهم يقولون: «لا اله الا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب حجة الله»

فيؤتون بحُلل خُضر من الجنة
واكاليل من الجنة
ونجائب من الجنة

فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء، ويوضع على رأسه تاج الملك في اكليل الكرامة،

ثم يركبون النجائب

فتَطيرُ بهم الى الجنة لا يحزنهم الفزغ الاكبر، وتتلقّاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون.)))

انها اللحظة الحاسمة التي يجب عليك ان تقرر بها استعدادك لقلب تلك الموازين العقدية القديمة التي لا تزال تتحكم بك وبافكارك وقراراتك واحكامك

إنها اللحظة التي يجب عليك أن تقرر بها هل تريد أن تكون من ضمن تلك الثّـلّة الذين لا يزيدون واحد ولا ينقصون واحد

((((فقال علي بن الحسين(عليهما السلام): أخذَ الله ميثاقهم على ولايتنا لا يزيدون ولا ينقصون، ان الله خلَقَنا من علّيّين وخلق شيعتنا من طينة اسفل من ذلك، وخلق عدوّنا من سجّيل، وخلق أوليائهم من أسفل من ذلك)))))

إنّها اللحظة التي يجب عليك أن تقرر بها هل تريد أن تكون من ضمن تلك الثّـلّة الذين لا يزيدون واحد ولا ينقصون واحد والصاعدة للسماء فوق القبب أم من ضمن الأكثرية الذين سيُتركون على هذه الأرض (سيرثونها)

او ربما من الذين سيُنقلون لعالم آخر يلهون ويلعبون به كما كانوا ولا زالوا حتى اليوم يلعبون ويلهون في هذه الأرض

اننا في زمن التمايز ،، والقرار لك أنت وحدك في أن تكون به شجاعا بالقدر اللازم الذي ستستطيع معه ان تقلب موازينك المضللة القديمة لموازين حقيقية جديدة هي نفس موازين سلمان المحمدي أو قريبة جدا منها،،

أو لأن تتجاوزها أيضا فتسموا وتتعالى فوقها درجات ودرجات لتستحق معها وبها ان تدنوا وتقترب من العلي الأعلى أكثر وأكثر

خلاصة الكلام هي أنك إذا عرفت وأيقنت من وجود سفينة النجاة ومصباح الهدى في قلبك وأنّه مستعد دائما وأبدا لمساعدتك فكن مستعدا دائما وأبدا مع اخلاص النيّة لأن تحرق سفينتك ولأن تلقي بنفسك في البحار العميقة للمعرفة لو استلزم الأمر ذلك منك 

فمصباح الهدى وسفينة النجاة ينتظرك دائما أن تهوي إليه بصدرك ليتلقفك بصدره الرحب

فهو في صدرك ينتظرك أن تهوي إليه من خارجك لداخلك ،، ففيك انطوى العالم الأكبر 

فإن زرته أخيرا في داخلك وقابلك واحتضنك فتأكّد أنّك حينها قد زرت الله في عرشه واحتضنته واحتضنك




 وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....