الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

قال أمير المؤمنين ع : الْعِلْمُ نُقْطَةٌ كَثَّرَهَا الْجَاهِلُون‏

 


قال أمير المؤمنين ع :

الْعِلْمُ نُقْطَةٌ كَثَّرَهَا الْجَاهِلُون‏


وقال: أنا النقطة و الخطة


وقال: وأنا النقطة تحت الباء


وقال أنا نقطة باء بسم الله


.

.

.


تقريبا في أغلب المقالات والردود رددنا كثيرا من أن النقطة هو نفسه العقل نهاية المطالب


وأمير المؤمنين قال لنا أن الجاهلون يعتقدون أنه توجد مطالب أخرى غير النقطة أو بجانب النقطة


ولذلك فإنهم يكثّرونها سواء كان جاهل لا علم له او كان جاهل عالم


فالجاهل الذي لا علم له بوحدة النقطة يكثّرها بأن يقول على الأقل


بوجود نقطة أخرى مـــــــــــــــع النقطة


أما الجاهل العالم بوحدة النقطة


فإنه يكثّرها بخياله وصنعه وعلمه


ليرى بــــــــــهذه النقطة مكنون علم هذه النقطة


فأمير المؤمنين يقول لنا :


أنا سيد العلم والعلماء أقول لكم بكلمات واضحة وبسيطة أنّه لا يوجد غير النقطة


ولو قلت لكم في أي من كلماتي أنه يوجد نقطتين


فإنني وحسب نفس كلامي يجب أن أكون جاهل من الجاهلين الذين اقول لكم أنهم يكثّرون هذه النقطة


فلا يوجد إلّا النقطة فقط


وانا النقطة


يعني لا يوجد إلّا العقل نهاية المطالب والذي هو وسط الكل


والكل هُم نوره


وهُم خلقه الساكن


وهذا هو نفس ما نقوله ونردده دائما من أن العقل هو النقطة


وأنه هو نهاية المطالب


وأنه هو وسط الكل كما قال امير المؤمنين في حديث معرفة النفس


.

.

.


فالنقطة نفسه هو الظاهر وهو الباطن


وهو نفسه الصمد الذي لا جوف له

.

.

.


فكيف يمكننا أن نتصور أن العقل نهاية المطالب أو النقطة هو الظاهر


وأنّه هو أيضا هو نفسه باطن النقطة ، ليلة القدر ، البحر الاسود الدامس ،


الصمد الذي لا جوف له


وأنه هو أيضا الشمس المضيئة


وأنه هو أيضا نور الشمس المضيئة


وأنه هو أيضا هو نفسه الإسم المكنون الرقم تسعة


فكيف يكون هو النقطة وبنفس الوقت يكون هو أيضا الإسم المكنون؟


فمعنى كلمة المكنون تستلزم أن يكون هناك جوف أو تجويف ما لكي يكون الإسم المكنون مكنون به


لكن الأمير يقول أنّه لا يوجد مع النقطة نقطة أخرى لكي يكون الإسم المكنون أو العقل مكنون بها


ويقول أن النقطة أو العقل نهاية المطالب لا جوف له


فكيف يكون لوحده


ويكون أيضا صمد لا جوف له وبنفس الوقت هو مكنون؟


يعني نسأل :


مكنون بماذا وهو بنفس الوقت لا يوجد معه أحد؟


فالمكنونية كما نفهمها تحتاج على الأقل لوجودين اثنين فيكون واحد منهما مكنون في الثاني


لكن امير المؤمنين يقول لنا أنك حتى ولو قلت بوجود اثنين فقط


فأنت أيضا ستكون من الجاهلين لأنك كثّرته


وفي هذه الحالة ((يعني لو قلت بوجود نقطة ثانية واحدة معه)) فأنت ستكون قد ضاعفته


والنقطة واحدة لا تحتمل وجود ثاني معها


.

.

.

كيف يمكننا أن نتصور هذا الأمر ؟


سنحاول اليوم أن نتصور او أن نتخيّل هذه النقطة من جديد وبصورة جديدة


لكن هذه المرّة سنتخيلها بأنها نقطة بيضاء


وليس كالمرة الماضية التي تخيلناها من أنها نقطة سوداء


سنتخيلها في البداية أنهّها نقطة بيضاء


لكن بعد سطرين او ثلاثة ستصبح هذه النقطة سوداء مرة أخرى


كيف ذلك؟


هذه النقطة هي نفسها الشمس المضيئة


او هي النور


لكن بما انّ هذه النقطة لا توجد في مكان فإنّها من الأساس لا يوجد معها ثاني


فهي وحدها


وهي فقط


ولا يوجد معها من خارج ليكون خارجها


فساعتها فإن نور هذه الشمس المضيئة لن ينطلق لخارجها


لأنها من الأساس وكما قلنا لا يوجد من خارج خارجها ويحيط بها


فماذا سيحصل لنور هذه الشمس المضيئة إذن ؟


الذي سيحدث أنها ستشرق بنورها على باطنها الصمد


لكن كما قلنا أنها نقطة مصمدة لا جوف لها ولا ثاني معها


فكيف ستشرق هذه الشمس على جوفها وهي اصلا لا جوف لها ؟


فالقول الأصح في هذه الحالة هو أن نقول أن هذه النقطة هي نقطة من نور صافي ظاهرها وباطنها


ولعدم وجود من خارج خارجها فإن نورها هو باطنها


يعني لو تخيّلنا أننا دخلنا لباطن النقطة فإننا سنكون قد دخلنا بباطن الشمس المضيئة


يعني النقطة هي نفسها الشمس المضيئة


العقل نهاية الطالب هو نفسه الشمس المضيئة


سنـتـخيل العقل نهاية المطالب ،الرقم تسعة ،الشمس المضيئة وكانه طابة بليارد بيضاء


لكن لعلمنا بعدم وجود خلق أخر معه


وأقصد بالخلق الآخر هو المكان أو الخارج


فانه يشرق بنوره على باطنه فقط


يعني سيشرق على علمه فقط


ولذلك ستبدو لنا الشمس المضيئة ونحن ننظر لها حين نرسمها من خارجها وكأنها كرة سوداء


لأن النقطة لا تشرق على ظاهرها اطلاقا


بل تشرق على باطنها فقط


ولذلك رسمناها سابقا كنقطة سوداء مع علمنا وقولنا بنفس الوقت بأن باطنها كله نور


الأن


كما فعلنا سابقا سنحاول أن ندخل في باطن هذه النقطة لنرى كيف ستبدو الأمور في باطنها


صغّرنا أنفسنا مرة أخرى بمعدل 1 أس -99 من الواحد


ثم اقتربنا من هذا الثقب الأسود الذي أصبح حجمه بالنسبة لنا بعد أن صغّرنا انفسنا أمامه كحجم السماوات السبع لحجمنا كأشخاص في الأرض


بمجرد أن اقتربنا منها كفاية


قامت النقطة بسحبنا لباطنها كما يسحب الثقب الأسود كل من يقترب منه


مرة أخرى دخلنا في ظلمة مدقعة سوداء سوادها كسواد الليل الدامس


هذه المرة كنت أنتظر أن اسمع صوت العلي العظيم يحدثني


وفعلا عاد مرة أخرى ليحدثني


فقال:


أرى إنك عدّت سريعا


فقلت:


لو كان الأمر بيدي لما تركت مجلسك يا سيدي


العلي العظيم:


إن غفلت أنت عن مقامي منك


فإنني لا أغفل عنك أبدا


فإنني اجلس وسط قلبك تماما كما أنني مكنون وسط كل خلية من خلاياك ووسط روحك ونفسك ووسط كل وجودك من ألفه إلى يائه


لكن أظنّك تعرف هذا


فلطالما وصفته لأصحابك


فأجبت على خجلٍ:


ولطالما نسيته ايضا


فأعود لأندم على نسياني لذلك حين اتذكر


العلي العظيم:


ومن أنت لتنسى أو تتذكر ؟


فنسيانك مني


وتذكّرك بيدي


فأنت إن نسيتني فلأنني أنا من أنسيتك ذكري


وإن تذكرتني فلأنني ذكّرتك بنفسي


فقلت:


وهذه أيضا رغم محاولاتي المتكررة بان اعيشها طوال وقتي وبدون نسيان

فإنني اتذكرها أحيانا وأنساها أخرى


العلي العظيم:


وهذه أيضا مني ، فقلبك وكل أمرك بين اصبعين من اصابعي


فأنسيك أمري لكي اضعك بعين نفسك


وأذكرك بي لتندم وتستغفرني


فأقربك مني لندمك واستغفارك


العلي العظيم:


قل لي ما الذي جاء بك اليوم؟


فقلت:


أنت أدري منّي بحالي ومرادي


فقال: لا بأس إنني أحب أن أسمع صوتك وأنت تطلب مني الفهم والمعرفة


فقلت: لقد وصلت لفهم أنك تشع بنورك على باطنك


ولذلك كنت أتوقع هذه النوبة أنني بمجرد دخولي في باطنك فسيغمرني نورك الشعشعاني


لكن نفس الأمر تكرر من جديد


فلقد دخلت مرة أخرى في نفس هذه الظلمة المدقعة


فقال:


ومن قال إنك الأن في ظلمة مدقعة ولست في النور؟


فقلت:


لا أرى اثرا لهذا النور ، فبالتأكيد اننا في ظلمة مدقعة؟


فقال :


بل انك الأن فعلا وسط النور


أقول لك نور وليس ضياء او ضوء


بل وسط النور ومحاط بالنور


فقلت متعجبا : ولكن...


هنا قاطعني وقال :


بدون لكن ،، سنتوقف اليوم هنا ونكمل حديثنا في لقاء آخر وفي يوم آخر


.

.

.


هناك 3 تعليقات:

  1. 🌻ياعلي انت كل شيئ وانا لست بشيئ من دون ان تشاء🌻🌺🌴🌻🌿🌴🌺🌹

    ردحذف
  2. العلي العظيم على على كل شيء وهي النفس الإلهية الملكوتية الكلية وهو خالقها

    ردحذف
  3. نرجوالتتمة

    ردحذف