بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا النقطة ، أنا الإسم المكنون، أنا عين الله الناظرة
الثاني: هلا أخبرتني ووضّحت لي
كيف يمكن أن يكون هو النقطة
وهو الإسم المكنون
وهو عين الله الناظرة؟
فلقد أختلطت عليّ المعاني والكلمات!!!!!!!!!!
الأول: لعلك تعتقد أن هذه المعاني متعددة؟
الثاني: مع كل هذه الكثرات المتكثّرة من الموجودات التي اراها وأشعر بها من حولي فلا بد أن يكون الامر كذلك
الأول: إسمح لي إذن أن اقول لك أنك جاهل من الجاهلين
الثاني: بالتأكيد انني كذلك ولذلك كلما عظُمت عليّ الأمور والتبست عليّ المعاني لجأت إليك
الأول: ألم تسمع قول المولى جلّ شأنه أن العلم نقطة كثّرها الجاهلون؟
الثاني: نعم سمعتها بالتأكيد ،
وكثيرا ما تغنّيت بها أمام أقراني من الجاهلين وكأنني أفهمها،
ولكنني فعلا وحقيقة لم أفهم معناها حتى الأن
الأول: أجمل ما فيك أنك معي وأمامي دائم الإقرار بالجهل والنقص،
لكن ما يعيبك في الباطن هو أنك أمام الناس دائما ما تدعي العلم والفهم،
وهذا دليل على أن باطنك لا يشبه ظاهرك وهذا نقص لا يغتفر
الثاني: لا أملك الا أن أقول بمحضرك وأنت تعلم ما في نفسي :
عسى بحث الأيام وسهر الليالي برفقتك ومجالستك
أن يجعل باطني مثل ظاهري سواء بسواء
الأول: دعك بمحضري من هذا النفاق واكتفي بالصمت والسؤال منّي عند الحاجة
الثاني: ------
الأول: لولا أنني آمل بك خيرا لهجرتك منذ زمن بعيد ولم أسامرك
الأول مستمرا بحديثه:
النقطة هي فعلا هي الاسم المكنون
وهي عين الله الناظرة أيضا ،
بالإضافة الى أنها هي العقل الذي هو وسط الأشياء كلها،
ولتفهم ذلك يجب عليك أن تدخل في النقطة وتبصر الحقيقة من داخلها
الثاني: وكيف لي أن أدخل في الإسم المكنون وهو مكنون بي؟
أينفع أن أدخل في المكنون بي فأصبح أنا المكنون به بعد أن كان هو المكنون بي
الاول: أنت بالفعل مكنون به منذ البدء ولا تزال مكنون به وستبقى مكنون به الى الأبد
الثاني: إذا كيف أصبح هو مكنون بي؟
أفلا يعني ذلك أنني قد خرجت منه وعاد هو ليستكنّ بي
بعد أن أنزلني تحت القبب
وسيبقى مكنون بي حتى بعد أن يرفعني فوق القبب؟
الأول:
بل القبب
وكل ما على وما في الأرض تحت القبب
وكل ما ومن فوق القبب كانت ولا تزال كلها مكنونة به،،
فهو مكنون في كرسيّه
وكرسيّه وسع السماوات والارض ،،
فكلها كانت منذ البدء مكنونة بالنقطة
وهي لا تزال مكنونة بها
وستبقى مكنونة بها الى أبد الأبدين
الثاني: فكيف هو الظهور إذن؟
ومن ماذا الظهور؟
الأول: ستفهم ذلك حين آخذك معي في رحلة عقليّة الى باطن النقطة
الأول مسترسلا بحديثه:
سأعطيك الآن القدرة التي تعتقد أنك تحتاجها وتطلبها
لكي تبين لي فهمك للإسم المكنون،
فأي قدرة تطلبها لذلك؟
الثاني: مممممممم ،
حسنا، أريد بصر حديدي أستطيع أن أغوص به في المكان
حتى أصل لقعره ودركه الأسفل
الذي لا أسفل منه وهناك سأجد النقطة
الأول: حسنا، لك ما تريد من القدرة وهي طوع بنانك من هذه اللحظة،
فاختر أي بقعة من المكان وأبدء بتكبيرها أو تصغيرها بعدد المرات التي تشائها
تماما بنفس الطريقة التي تكبّر بها الصورة على شاشة الأيباد أو الموبايل
الثاني نظر أمامه وحدد بقعة مكانية وبدء يحرّك أصابعه عليها من مركزها لمحيطها
ثم عاد لتحريكها عليها من مركزها لمحيطها مرة أخرى وأخرى وأخرى
وكانت الصورة تكبر من أمامه في كل مرة منها درجات ودرجات ودرجات كما في هذا الفلم التوضيحي
https://www.youtube.com/watch?v=IXHWV-xzsOU&index=2&list=PLHxlG7W9fWiDHsq5rf2wBVBqVoSIUMImZ
The Scale of the Universe
بعد فترة من الزمن بدا بوضوح فيها أن الثاني قد تعب من التكبير
ولم يصل بعد الى حيث يريد
فقاطعه الأول قائلا:
أخبرني الآن هل وصلت للإسم المكنون؟
الثاني: يبدو أنني لم ولن أصل له ،
ويبدو لي أن السبب في ذلك هو قصور العلم حتى الآن عن إدراك
ما هو أصغر أو أكبر الأشياء
الأول: بهذه الطريقة من البحث لن يصلوا أبدا لما هو أصغر وأدق الأشياء أو أكبرها
ويبدو أن معلوماتك أنت أيضا قاصرة،
فالعلماء المعاصرين أدركوا فعلا من خلال علم الرياضيات والهندسة الكسيريّة
أنهم لن يصلوا أبدا لما هو أصغر وأدق الأشياء
كما سترى ذلك في هذا الفلم التوضيحي
https://www.youtube.com/watch?v=0jGaio87u3A
Deepest Mandelbrot Set Zoom Animation ever
فهم قد أدركوا أن العالم لا متناهي في الصغر
ولا يمكن أن ينوجد له قعر أو نهاية
لأن أساسه ليس أساس مادي بل أساس معلوماتي ،
فأعلنوا عجزهم عن بلوغ قعره
الثاني:
وهل توقفوا عن البحث عن مصدر الوجود ومنبعه بعد إعلانهم عن العجز ؟
الأول: بالتأكيد كلا،
فالعقل البشري لا يقبل بالإستسلام أبدا
الثاني: ماذا فعلوا إذن؟ وكيف أكملوا طريق بحثهم؟
الأول: نفس المعادلات الرياضية قادتهم لوجود شيء أطلقوا عليه إسم الثقب الأسود،
وقالوا أن هذا الثقب الأسود هو مصدر كل شيء في هذا الوجود ،
بل أن هذا الثقب الأسود هو الوجود وهو محيط بكل الموجودات
وأنه موجود ومستتر مع كل موجود
وفي روايات أهل البيت ستجد ما يشبه كلام العلماء هذا عن الثقب الأسود
فلقد ورد بأكثر من لفظ أن الله أول ما خلق خلق مرآة مظلمة أو نور ظلّي
الرواية الأولى:
بداية النقل:
يَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى)
أَوَّلُ مَــــــــا خَــــــــلَــــــــقَ الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ،
قُلْتُ: وَ مِمَّا خَلَقَهُ؟
قَالَ: خَلَقَهُ مِنْ مَـــــــشِـــــــيـــــــئَـــــــتِـــــــهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً
أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ (تَعَالَى):
أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً
ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا
ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً
خَلَقَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَ أَرْضاً وَ عَرْشاً وَ مَاءً
ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً
فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ
فَرَأَتْ نَفْسَهَا
فَعَرَفَتْ أَنَّهُمْ كُـــــــوِّنُـــــــوا بَـــــــعْـــــــدَ أَنْ لَـــــــمْ يَـــــــكُـــــــونُـــــــوا
وَ أُلْهِمُوا مِنَ الْمَعْرِفَةِ هَذَا الْمِقْدَارَ
وَ لَمْ يُلْهَمُوا مَعْرِفَةَ شَيْءٍ سِوَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ.....إنــــــــتــــــــهــــــــى النقل
كما وأطلقوا سلام الله عليهم في بعض الروايات
على هذا المخلوق الأول النور الظلّي
إسم "ليلة" بسبب ظلمته، وهي ليلة القدر ،،
((((خَلَقَهُ ((الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ)) مِنْ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً))))
ولذلك فإن النور الظلّي
والتي هي نفسها ليلة القدر أصبحت حجة على الأظلة
يعني أصبحت حجة على الأئمة،،
لأن النور الظلّي الجامع أو ليلة القدر هي الكيان الجامع للأظلة كلهم
وهم أجزائها ((((خَلَقَهُ مِنْ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً))))
فالمشيئة المخلوقة بنفسها هي مصدر النور الظلّي أو ليلة القدر ،،
ونفس المشيئة أو الإسم المكنون قسّم هذا النور الظلّي الواحد
الى ((12 قسم))
أو ((12 محور جميعها تنبع من نقطة واحدة وهذه النقطة هي التي أشير لها دائما بالرقم 9))
و في بعض رواياتهم الأخرى أطلقوا على هذا النور الظلّي إسم "ظل النور"
20- الْكَافِي، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا جَابِرُ
إِنَّ اللَّهَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عِتْرَتَهُ الْهُدَاةَ الْمُهْتَدِينَ
فَكَانُوا أَشْبَاحَ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ
قُلْتُ وَ مَا الْأَشْبَاحُ؟
قَالَ ظِـــــــــــــلُّ الـــــــــنُّـــــــــــورِ
أَبْدَانٌ نُورِيَّةٌ بِلَا أَرْوَاحٍ
وَ كَانَ مُؤَيَّداً بِرُوحٍ وَاحِدٍ
وَ هِيَ رُوحُ الْقُدُسِ
فَبِهِ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَ عِتْرَتُهُ
وَ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ حُلَمَاءَ عُلَمَاءَ بَرَرَةً أَصْفِيَاءَ
يَعْبُدُونَ اللَّهَ بِالصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ السُّجُودِ وَ التَّسْبِيحِ وَ التَّهْلِيلِ
وَ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ وَ يَحُجُّونَ وَ يَصُومُونَ .....إنــــــــتــــــــهــــــــى الـــــــنـــــــقـــــــل
وأطلقوا عليه في رواية أخرى صفة أخرى وهي أنه " الظُّلْمَة"
78- تَنْبِيهُ الْخَاطِرِ، لِلْوَرَّامِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوَّلَ مَا خَلَقَ الْخَلْقَ
خَلَقَ نُوراً ابْتَدَعَهُ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
(((يعني خلق المشيئة الأولى التي خلقها بنفسها وخلق الأشياء بها او الإبداع الأول الذي بدء الخلق منه)))
ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ ظُلْمَةً
(((يعني خلق الظلمة من الإبداع الأول او من المشيئة الاولى)))
وَ كَانَ قَدِيراً أَنْ يَخْلُقَ الظُّلْمَةَ لَا مِنْ شَيْءٍ
كَمَا خَلَقَ النُّورَ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الظُّلْمَةِ نُوراً
((الظلمة هنا هي الدائرة أو العقل الكلّي،
والنور الذي خلق منه الدائرة هنا هو النقطة أو الاسم المكنون أو الرقم 9))
وَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ
(((والياقوتة هي نفسها النفس الكلية الالهية أو الجوهرة الحية بالذات ،،
ومعنى أن غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ
هو أنها وسعت السماوات والأرض ،
وذلك يعني أنّ هذه الياقوتة هي نفسها كرسيّه الذي وسع السماوات والأرض))
ثُمَّ زَجَرَ الْيَاقُوتَةَ فَمَاعَتْ لِهَيْبَتِهِ فَصَارَتْ مَاءً مُرْتَعِداً
(((وهذا يعني أن نفس الياقوتة المائعة أو الجوهرة الحية بالذات
هي نفسها أصبحت بزجرِه لها هي الماء بكل جزيئاته،
وزجره لها وخضوعها له هو نفسه استوائه عليها ))
وَ لَا يَزَالُ مُرْتَعِداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
((لأنه لا زال مستويا عليها من البدء والى يوم القيامة))
ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ مِنْ نُورِهِ وَ جَعَلَهُ عَلَى الْمَاءِ
((عرشه هو نفسه الذي وصفناه سابقا أنه مكعبات متراصفة بجانب بعضها البعض وفوق بعضها البعض،،
وبتعبير عصري فإن عرشه هو النسيج الكوني
أو كما جاء بالتعبير القرآني البحر المسجور
والذي فسره أمير المؤمنين بأنّه البحر المحيط بالعالمين))
وَ لِلْعَرْشِ عَشَرَةُ آلَافِ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ
كُلُّ لِسَانٍ مِنْهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ لُغَةٍ ((يعني 100 مليون لغة))
لَيْسَ فِيهَا لُغَةٌ تُشْبِهُ الْأُخْرَى وَ كَانَ الْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ مِنْ دُونِ حُجُبِ الضَّبَابِ......إنــــــــتــــــــهــــــــى النقل
ويعني بهذا أن الماء أو الكونداليني والذي هو قوة الحياة أنّه هو روح العرش ،
وذلك يدلنا على أنّ منزلة الماء من العرش هي كمنزلة الروح من الجسد
وكلاهما قد اتحدا بجسد واحد جوهري،،
وتعبيري هنا ((جسد واحد جوهري)) هو نفس تعبير أمير المؤمنين عليه السلام الذي جاء في حديث المعرفة بالنورانية
أنّ نوره الأول الذي قسمه نصفين وجمعهما سوية
هما الجسد الواحد الجوهري
((فقسم الله ذلك النور نصفين
نبي المصطفى ووصي المرتضى
فقال الله عز وجل لذلك النصف
كن محمداً
وللاخر كن علياً ،
هما شيء واحد ومعنى واحد ونور واحد
اتحدا بالمعنى والصفة
وافترقا بالجسد والتسمية
فهما شيء واحد في عالم الارواح
وكذا في عالم الاجساد
فجمعها في جــــــســــــد واحــــــد جــــــوهــــــري
وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الامر.....إنتهى)))
الأن وقبل أن نستمر بالكلام سنسأل أولا السؤالين التاليين
ثم سنبحث عن أجابتهما في الروايات التي بين أيدينا
السؤال الأول:
ماذا يوجد في هذا النسيج الكوني أو البحر المسجور الذي يحيط بالعالمين؟
وجواب السؤال الأول من الروايات هو:
يوجد فيه 12 ألف ألف قبة،
لو وضعنا قبتنا هذه في إحداها لم تكد تبان من صِغر حجم قبتنا هذه التي تحوينا بالنسبة لحجم بعض تلك القبب،
وتحت كلّ قبة منها جرت أحداث ولادة ألف ألف آدم وذرياتهم
السؤال الثاني: وماذا يوجد أيضا في هذا النسيج الكوني أو البحر المسجور الذي يحيط بالعالمين؟
وجواب السؤال الثاني من الروايات هو:
يوجد حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ
كُلُّ بُرْجٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ
وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَ شُعُورِهِم......إنتهى
الأول مسترسلا بحديثه:
قلنا قبل قليل أن نفس المعادلات الرياضية قادتهم لوجود شيء أطلقوا عليه إسم الثقب الأسود،
وقالوا أن هذا الثقب الأسود هو مصدر كل شيء في هذا الوجود ،
بل أن هذا الثقب الأسود هو الوجود وهو محيط بكل الموجودات وأنه مستتر في كل الموجودات
الثاني: إلى أين تريد أن تصل من كل ذلك؟
الأول: ما أريد أن أقوله هو
أنك لكي تصل للإسم المكنون لا تحتاج لأن تذهب عميقا في الموجودات لتصل الى أصغرها أو أكبرها،
فهو ليس ألطفها أو أكبرها
بل هو أخفاها لأنه اختفى بها عنها،
ولأنه اختفى بها عنها فأنّك مهما تعمقت بالبحث عنه في الموجودات الظاهرة
فإنك لن تصل له أبدا،،
فهو مكنون في نفس الوجود المكنون في نفس الموجودات والمستتر بها،
فهو بذلك موجود في كل مكان لأنه مستتر في نفس الـ موجودات في المكان ،،
فهو هنا وهناك
فوق وتحت ومع وقبل وبعد كل شيء،
وبهذا الفهم
كان يمكنك أن تصل له مباشرة بالقدرة التي كنت سأعطيها لك
ما لو أنك سألت القدرة على النفاذ إلى نفس لوح التجلي المظلم ،
أو النفاذ مباشرة الى الثقب الأسود،
فأنت يهذه القدرة كنت تستطيع حينها وبحركة بسيطة أن تفتح ثقب أسود لتدخل فيه
الثاني: نحن بها، فإنني أسألك الآن هذه القدرة
الأول: هي طوع بنانك إذن منذ هذه اللحظة،
لكننا لن نستعملها الآن،
بل فقط بعد أن يكون عندك تصور إجمالي عن ما ستشاهده حين تدخل هناك
الثاني: فكلّي آذان صاغية إذن
الأول:
بعد كل ما خضناه سوية حتى الآن من الحوار أصبحت تدرك أن الوجود كله هو وجود عقلي كلّي واحد ،
أو حسب التعبير الروائي هو عقل كلّي واحد له رؤوس بعدد الخلائق
ما كان وما يكون منها،
وهذا العقل الكلّي الواحد هو نفسه الكان والمكان
وهو نفسه ((الظلمة أو الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ))
فهو المحيط بكل العقول الجزئية والمسبب لكل النور الذي ستعتقد تلك العقول الجزئية أنها تراه وتشعر به
الثاني: نعم أصبحت أدرك ذلك بالفعل وإنني أحاول دائما أن أصوغ أفكاري ومعتقداتي بما يتوافق مع هذا الإدراك
الأول: في رحلتنا هذه سنحاول أن نستكشف العقل من داخله ، وكيف تتم نفس عملية الرؤية وليس من خلال ما تراه العين
الثاني: لم أفهم مرادك جيدا، أرجو التوضيح
الأول: حسنا سنعود لمثلنا الذي كنا نتحدث عنه دائما ومفاده أنك مجرد عقل جزئي أو برنامج صغير في كمبيوتر عملاق أو في العقل الكلي
وأنك كبرنامج او كعقل جزئي تعيش في عالم يصممه لك نفس الكمبيوتر العملاق ،،
وأنك كبرنامج أو كنفس جزئية ترتبط بجسد موجود تحت القبب
ولك به عينان ،
وتعتقد أنك ترى من خلالهما جميع ما تراه من الصور والاحداث الملونة بجميع الالوان ،
بينما الواقع من هذا المثل هو أنك محاط فعلا بالظلام من كل مكان ،
وما حقيقة رؤيتك لأطياف النور وألوانه وصوره الّا شعور يوحيه لك نفس الكمبيوتر أو العقل الكلي ،
ولا حقيقة خارجية فعلية له خارج عقلك الجزئي
وحينها فإنك لو أردت أن تدخل للعقل من خلال عينيك
فإنك لن ترى نفس مكونات العقل
بل ستبقى تجري في المجاري التي تجري داخل العقل
ولن تستطيع أن تراها من خارجها
الثاني:
وكيف السبيل إذن لرؤية تلك المجاري من خارجها؟
الأول:
السبيل الى ذلك هو أن تفتح ثقب من سطح العقل
لتدخل منه للعقل
وتتجول به بوعي آخر غير الوعي الذي ترى به الامور من خلالها،
وحينها فقط سترى أجزاء العقل ومجاريه وأسبابه التي تجرى عملية الرؤية العقلية بها
الأمر هنا أشبه بأن تفتح ثقب بقشرة الدماغ وتدخل منه
لاستكشاف أجزاء ومجاري الدماغ المسببة للرؤية العقلية بكل صورها ومشاعرها
الثاني:
فهمت قصدك الآن ، فالثقب الأسود هو الثقب الذي سندخل منه الى داخل العقل لنرى أجزائه
الأول:
نعم هو كذلك،
وأنت تعرف سلفا أن جميع أجهزة الاحساس في البدن
من رؤية وسمع وإحساس وشمّ وغيرها تنقل معلوماتها عبر المجاري العصبية
حتى تصل بها للعين الثالثة أو الغدة الصنوبرية المتمركزة في وسطه كتيار معلوماتي كهربائي مستمر بشكل متوازي ومتزامن
لتقوم العين الثالثه وما يحيط بها من الغدد القريبة بعد ذلك
بدمج جميع تيارات تلك المعلومات الواصلة لها
لتكوّن منها صورة واحدة متكاملة ومتزامنة يعيشها ويراها مثال الإسم المكنون الذي يسكن فيها كعالم واحد
متحركة به صوره على الدوام
ومشاعره مستمرة بلا توقف
الثاني: بدأت الصورة تتضح لي الآن أكثر وأكثر
الأول: عندما ستفتح الثقب الأسود وندخل منه سوية
فإننا سندخل في الظلمة،
وستختفي صورة العالم المضيئة والملونة التي اعتدت أن تراها من حولك دائما،
وتلك المجاري والغدد ستبدو لك وكأنها نقاط ضوء
وكأنها قبب من نور مختلفة الأحجام منتشرة في الظلمة
وتتصل فيما بينها بشبكة إشعاعات نورية خيطية وكأنها خيوط من نور
من بعيد سترى في وسط الظلمة نور جميل شعشعاني باهر ألوانه وسيبدو لنا من بعيد حين ننظر له وكأنه قبة شعشعانية
لكن حين سنقترب منها ستبدو لنا وكأنها عين جميلة ملونة بكل الألوان الجميلة التي لم تراها سابقا حتى في أحلامك وخيالك
هذه العين النورانية الشعشعانية بالنسبة للعقل الكوني الكلي كنسبة العين الثالثة لنا
وعن يمينها سترى قبة منيرة نورها نور دافئ أصفر ساطع
وستبدو هذه القبة لنا من بعيد وكأنها شمس متوهجة منيرة
وعن يسارها سترى قبة منيرة نورها نور بارد أبيض شديد البياض
ومن شدة بياضه سيبدو وكأنه يميل قليلا للأزرق الفاتح
وستبدوا القبة من بعيد وكأنها البدر في وسط السماء المظلمة
أمام قبة الشمس و قبة القمر سترى قبتين وكأنهما فرقدين
ومن وسط العين الجميلة الشعشعانية سترى أنه يشع من وسطها
إثني عشر عامود من نور الى مختلف أقطار السماء
وينتهي كل عامود منها بقبة منيرة ستبدو لنا من بعيد وكأنها نجم منير في السماء
ثمانية قبب منها أبعد من أربعة
وستبدو القبب الثمانية متساوية في البعد عن العين وكأنها مستقرة على ثمانية أركان
والقبب الأربعة الباقية أيضا ستبدو متساوية في البعد عن العين وكأنهم يربطون بين الأركان الثمانية
داخل حدود هذه القبب الاثني عشر سنرى نقاط ضوء كثيرة ، بعضها سيبدو لنا صغير وبعضها كبير
وليس شيء من الأنوار الصغيرة والكبيرة هذه هو أبعد من هذه القبب الإثني عشر أو يقع خلفها،،
وكأن هذه القبب الإثني عشر ترسم فيما بينها حدود الظلمة الحاوية لكل شيء،
فهم اقطار وحدود الظلمة وأركانها ،
والظلمة تحيط بهم من كل جانب
((ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ))
ومهما حثثت بالمسير نحو قبة منها ومهما طال بك الزمن
لم يمكنك أن تصل لها ،
وكأنها تجري من أمامك بنفس سرعة جريك نحوها،
ومعها ستبدو لك باقي القبب الإثني عشر وكأنها تجري نحوك بنفس سرعة جريك منها
فهي محيطة بالكل دائما وأبدا ،، فالكل في البعد والقرب من تلك النجوم الإثني عشر دائما على سواء
وبذلك تكون تلك النجوم الإثني عشر محيطة دائما وأبدا
بكل برج من تلك الابراج الثَلَاثِينَ أَلْفَ
والتي كل بُرْجٍ منها فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ
من مجموع أصناف الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَشُعُورِهِم
وذلك يعني أن تلك النجوم الاثني عشر محيطة
بــ 900 مليون صنف من الخلائق بأَنْفَاسِهِمْ وَشُعُورِهِم
لا يشبه أيّ صنف منها بصفاته صفات أيّ صنف أخر
والذين يتكلمون بــ 100 مليون لغة مختلفة تحت 12 مليون قبة
وكل منها كان فيهم ألف ألف آدم سابق
وسيكون فيهم ألف ألف أدم لاحق
ويتبعهم ألف ألف أدم جديد و
سيستمرون بالتوالي على هذه الصورة ما دامت السماوات والأرض
أدم وذريته بعد أدم وذريته بقصص وأحداث متصلة بعضها ببعض ومختلفة أحداثها وصورها عن بعضها البعض
كل أحداث تلك القصص يقوم نون والقلم بسطرها من كل أمر حكيم
قصة بعد قصة بعد قصة
ولكل قبة وصنف من أصناف الخلائق ،
لتقوم الملائكة والروح بعد ذلك بالتنزل بإذن ربها من كل أمر حكيم سطره نون والقلم ،،
وعلم كل ذلك مخزون ومودع في الإسم المكنون الإمام المبين والكتاب المبين والقرآن العظيم
ونون والقلم يستقون علم كل ذلك منه
ويسطرونه قبل أن تقوم الملائكة والروح والنجوم الإثني عشر بعد ذلك ببرء ذلك العلم المكنون
فتخرجه ببرئها له لنفسها من عالم المكون والخفاء في الاسم المكنون لعالم الظهور والشعور لها،
الثاني: لقد جَمُدت والله أطرافي من هذا الوصف
الأول: فماذا تقول إن قلت لك أنني لم أصف لك حتى الآن من حقيقة الأمر ولو حتى على قدر ألف غير معقوفة
الثاني: وماذا يمكنني أن أقول غير جل جلالك أيها الإسم المكنون وجل شأنك أيها الإسم المكنون
لقد كَلَّتِ الاَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِك أيها الإسم المكنون
وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِك أيها الإسم المكنون
وَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِك أيها الإسم المكنون
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِك أيها الإسم المكنون
وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيم لِعَظَمَتِك أيها الإسم المكنون
فَلَكَ الْحَمْدُ أيها الإسم المكنون مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً، وَمُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقَاً
وَصَلَواتُك أيها الإسم المكنون عَلَى رَسُولِك النجوم الأثني عشر أَبَدَاً
وَسَلامُك أيها الإسم المكنون دَآئِماً سَرْمَدَاً
الأول: هــــــا، هل تعتقد أنك جاهز الآن للدخول في الظلمة لتستكشفها؟
الثاني قال بعد أن بدء يحكّ قمة رأسه ويضغط على فكيّه ويصدر من غير شعور أصواتا مبهمة مممممممممم، إيييييي، آآآآآآآآآآآآآآآآه
أرجوا أن تعفيني من ذلك الآن،
فانني أشعر انني إن دخلت معك هنا سأفنى وأنتهي
وأصعق وأموت بمجرد أن أطلع على الحقيقة كما هي هي
وأظنني لن يصبح صباح يومي المقبل عليّ إلا وقد شاب شعر رأسي ولحيتي وانكسر ظهري،
فاعفني الآن من ما تطلبه منّي
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....
جزاكم الله خيرا ونوركم بنوره
ردحذفأعجز عن شكرك لذا سأكف عن المحاولة
ردحذفبارك الله فيكم
حذفجزاك الله خيرا و الحمدلله رب العالمين
ردحذفلقد تجمدعقلي وكلي وجزئي من هذا الوصف ....اااااه يامهدي ...وفقك الله
ردحذفالعقل كبير والعالم صغير جدا لايساوي جنح بعوضة ....
ردحذفكلما كبر عقلك ��اضاء حياتك
......صغر العالم واصبح بين يديك ��
حتى لو كنت جالس على طاولتك تاكل رغيف خبز حار ... ابحر بعقلك في فضاء الكون.
عش حرا"
. إنتبه
حظك عقلك ولا شيئ اخر
. إرتقي به
حظك من هذه الدنيا هو عقلك ولا شيئ آخر
فارسك فؤادك وانطلق بفرس عقلك ......
فرس أصيل يمينه طرق الارض ويساره طرق السماء .....هذا كتبته قبل قرآءه هذااالمقال