بسم
الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
هل سألت نفسك يوما الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ مستقيم إلى أين وإلى أي شيء؟
مع معارف وعلوم الكونداليني إسم الله الرحمن الرحيم ستتضح لك جميع الصور والمعاني والرموز الخفيّة
فالصراط المستقيم الذي تسأل الله أن يهديك له
هو صراطك المستقيم من الحافرة لشمس الحقيقة والرحمة الالهية التي سترجع لها ،
والحافرة هي زنزانتك في أسفل سافلين وجودك،
حيث سيردّونك إليه بزجرة واحدة عند نهاية كل خلق قديم لك وبداية كل خلق جديد
الصراط المستقيم هو الصراط الذي الذي يجب عليك أن تسلكه
من باب الحافرة زنزانتك في أسفل سافلين وجودك
إلى شمس الحرية والرحمة الالهية المودعة في أعلى عللين هيكلك البشري ومعبدك الالهي
انظر للصورة وتخيل نفسك محبوس في الحافرة
أو في عظم عجز الذنب الذي رجعت له في الخلق الجديد
وأنت تريد الأن أن تصعد إلى العين الثالثة
وهي باب الجنة وعين الحقيقة والشمس الإلهية المكنونة بك
والتي ترى وتعرف كل شيء
انظر للصورة وتخيل نفسك محبوس في عظمة عجز الذنب
وتريد أن تصعد إلى الجنة عبر هذه الشمس الإلهية الأبدية
من خلال سلّم مستقيم له ثلاث وثلاثون درجة أنت محبوس في آخرها
وقدماك مكبلة بسلاسل الحجب الظلمانية والشهوات الدنيوية
أنظر أمامك للأعلى وسترى حارس شديد غليظ يقف على كل درجة من درجات هيكل معبدك الالهي
ومهمته أن لا يسمح لك بالعبور من أمامه إن أنت أردت أن تخرج من حدود سجنك الذي سجنوك فيه
فيتخطفك ويطوّحك يمينا وشمالا ثم يلقيك خاسئا للخلف مرة أخرى
أنت الأن في زنزانتك، الحافرة عظمة عجز الذنب ضمن سجنك الالهي ومعبدك الهيكلي
والذي مسموح لك أن تتحرك به كما تشاء لكن فقط داخل حدود أسوار هذا السجن
زنزانتك هي عظمة عجز الذنب وحدود أسوار سجنك الحالي تنتهي عند حدود التشاكرا الثالثة
وأنت يمكنك أن تلعب وتلهو داخل أسوار هذا السجن بجميع ما يتفضّل به عليك مدير السجن من أدوات اللعب واللهو والترفيه ،
وجميعها هي أدواته وألعابه ومن تصميمه وإخراجه
ويمكنه أن يأخذها منك أو حتى أن يفرضها عليك ولو بالغصب عنك في أي وقت يشائه
يمكنه متى ما أحب ذلك أن يزجّك في حروب سيشعلها من سيسلطهم عليك من الحكام الظلمة أمثالك
والذين سيختارهم من المحبوسين معك في سجنه
فيذلّك بتسليطه عليك
فيهينك بأمره
ويفقرك بأمره
ويأخذ أولادك منك لو شاء ذلك بقوانين هو من سينظمها ويجعلك خاضع لها
ويمكنه أن يلقيك بأمره وقوانينه في مهالك الحروب والمجاعات والصراعات السياسية والاقتصادية والاخلاقية التي سيختلق أسبابها اختلاقا كلما شاء مدير السجن ذلك
مدير السجن؟؟؟؟؟
إنّه حبتر ،
إنه من المنظرين
وهو نفسه مدير حبسك الكبير هذا من أول يوم نزل أبيك آدم فيه وإلى هذا اليوم
كم يحبك هذا الحبتر؟
كم هو متمكن هذا الحبتر؟
كم هو ماكر هذا الحبتر؟
لقد افسد عليك صيامك وحجك وليلة قدرك بجرّة قلم،
وسلّط عليك خطواته أصحاب العمائم الطابقية يخونونك ويخدعونك كل يوم من أيام حياتك
ودائما ما سلّط عليك رئيس ماكر وفاسد وحاقد وسارق ،، ومأبون قبل كل تلك الصفات
لكي يسرق منك بالشمال ما يعطيك إيّاه باليمين
وماذا كنت تنتظر وماذا كنت تتوقع من حكّامك وأنت تعيش في جهنم ؟
هل تريد حاكم يجعلك تعيش في جهنم براحة وسعادة ونعيم مقيم؟
هههههههههه
هل تريد في جهنم رجل دين معيّن من قبل حبتر أن يرشدك
لطريق الخلاص وللصراط المستقيم؟
الرئيس الظالم ((وكلهم ظلمة)) الذي سيسلطه عليك حبتر أيها الظالم لنفسك والمسجون في عظمك
والمذلول الذي لا يملك في جهنم من أمره شيئا
مهمته هي أن يسيطر عليك
ويقمعك
ويذلك
ويستعبدك بشتى الطرق ،
وأن يبقيك تحت سوط سيده حبتر ما دمت تريد أن تلهوا بالعابه وفي ساحات سجنه
وفي أحسن الأحوال سيقنعك عبر خطواته أنك لست محبوسا وأنك في نعيم مقيم
ليطول أملك
وتمتد رغبتك بالبقاء في سجنه وتحت سوطه
وخطواته أصحاب العمائم الطابقية مهمتهم هي نفس مهمة حكّامك الظلمة
أن يحرصوا على أن يعلموك مناهج مضللة لا تهتدي بها لمن سيأخذ بيدك على الصراط المستقيم
فتبقى بسجن سيده ومولاه الذي اجلسه ورفعه وأمره بالكذب عليك بما لا يفيدك ولا يهديك ويشغلك بما لا يفيدك ويكبلك
حبتر / مستر سميث / سمّه ما شئت،
عنده حراس شداد غلاظ يقفون على ابواب ودرجات سجنه وأسواره
يحمونها من أن يتقدم نحوها أي متطفل من الظالمين لنفسه
ويروم عبورها أو حتى أن يحلم بأن يخرج منها
حبتر ، أفسد أحلام المساجين بإفساده عليهم معنى أيامهم ولياليهم وأمانيهم
حبتر، أفسد خيال المساجين بإفساده صورة سجنهم من داخله وخارجه
حبتر، يحبسهم داخل سور بَاطِنُهُ فِيهِ الْعَذَابُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الرَّحْمَةُ
الحرس الشداد في هذا السجن منتشرين في كل مكان
والألعاب والملهيات والمغريات متوزعة في كل مكان وبكل صورة ممكنة
هل أصبحت الصورة سوداوية في عينيك؟
لا تقلق إنك تنزل هنا على أمل الخروج منه بلا رجعة وللأبد ،
وحبتر يحرص على أن يأخذ على قدر استطاعته من هذا الابد المكتوب لك
ولذلك يضع هؤلاء الحرس الشداد الغلاظ في كل مكان
ولن تستطيع أن تعبر من أمام هؤلاء الحرس الشداد الغلاظ إلاّ أن أيّدك القمر زوج الشمس بروح منه
لكن لماذا ستريد أن تهرب؟
ماذا تعتقد أنه يوجد خلف الأسوار؟
وماذا تعتقد أنه ينتظرك خلف الأسوار؟
المسجون: إنه نور الله
فجأة أبرق المكان وأرعد وظهر حبتر من نصفه الأيسر
وهو يصيح مرتعدا وكأن القيامة قد قامت:
أسكت أيها الأحمق الملعون ولا تنطق بهذه الكلمة فيسمعك أحد،
هل تريد أن تفسد علينا خططنا وتكشف أمر هذا النوغ أيها الملعون؟
ألا تعلم أيها الخبيث أننا منذ أن حكمنا هذا السجن نسعى بكل جهدنا ومكغنا لأن نطفئ ذكغ هذا النوغ؟
فلا تنطق هذا الاسم بصوتك الانكغ من صوت الحميغ مرة أخرى ،
وإلا أقسم بالناغ الأبدية أنني سأسلط عليك كل جنودي ومجنداتي يخنقونك ويلهونك بفتنهم المختلفة صباحا ومساءا حتى ينسوك اسمك الخبيث وجنسك الملعون ولونك ويوم ميلادك المشؤوم
فمنذ فجغ التأغيخ ونحن نحاول بأفواهنا أن نطفئ ذكغ هذا النوغ و بشتى الطغق
وأنت تغيد الأن أن يسمعك أحد وأنت تنطق بهذا الاسم
المسجون: أليس النار الأبدية والرحمة الالهية هي نفسها هي هذا النـــو
بحركة سريعة قبض حبتر على فم المسجون وهو يهمس بوجهه غاضبا:
قلت لك اصمت واخغس
اللعنة عليك لقد اصبتني بالشلل والثَــرَم،
فلا تنطق اسمه مرة أخرى بصوتك الانكر الانكر هذا
سمّه نار لو أحببت ،
نعم سمّه نار،
فلقد شوّهنا صورة النار في عقول كل المساجين
ولا يزال عمّالي يفعلون ذلك بينهم ،
حتى اصبحوا كلما سمعوا بهذا الاسم يرتعدون منها خوفا وقرفا
فيهربون منه لوحدهم ومن دون أن ندفعهم للهرب
المسجون:
ولماذا كل هذا الخوف من ذكر النــو،
العفو العفو منك والمغفرة،
أقصد من ذكر هذه النار الأبدية
حبتر هامسا:
أغلب المساجين هنا لهم قلوب لا يفقهون بها
ولهم أذان لا يسمعون بها
ولهم عيون لا يبصرون بها،
وهؤلاء لا أخاف منك عليهم حتى وإن ذكرت هذا الإسم بينهم وأمامهم جهارا نهارا ،
فهم كالانعام بل هم أضل
ولو أنك ألقيت بهم كل يوم الى نهاية عمرهم خطبة كخطبة الجمعة
تبين لهم فيها فضل هذه النار الأبدية والرحمة الالهية
فلن يفقهوا من قولك شيئا
لكن يوجد بينهم مجموعة صغيرة من المساجين
هم الذين أخاف عليهم من غبائك،
فهؤلاء قد أودعت النار الأبدية والرحمة الالهية بقلوبهم شعلات نار صغيرة من نارها ،
وبمجرد أن يسمع أحدهم باسمها ووصفها وذكرها
فستلتهب شعلة نار قلبه الصغيرة شوقا منه لأبيه وأمه
النار الأبدية والرحمة الالهية
المسجون: لماذا لا تطفئها فيهم بجنودك ومجنداتك وما أكثرهم؟
حبتر: إنك غبي أشد الغباء أيها المسجون، ألم تسمعني أقول أن تلك النار نار أبدية؟
فأبدية أيها الجاهل تعني أنها لا تنطفئ أبدا أبدا،،
سواء كانت النار الأم أم النار الاب ،
فهذا الشبل من ذاك الأسد، وكلاهما لا ينطفئان للأبد
المسجون:
وماذا يهمك منهم أن اشتاقوا للنار الأبدية والرحمة الالهية
وهم جميعهم تحت قبضتك ورحمتك وسلطتك؟
حبتر: أيها الجاهل ألم تسمعني قبل قليل وأنا أقسم بها؟
المسجون: بلى سمعتك
حبتر: وهل تعتقد أنني غبي مثلك لأقسم بشيء ليس هو الأعظم الأعظم الأعظم
المسجون بنبرة هبلة: هاااااااااا ، الآآآآآآن فهمت
حبتر: فهمت ماذا ايها الغبي؟ إنك لم تفهم شيء على الإطلاق
تلك المجموعة من المساجين هم الأفطام أولادها ، وهي تريد أولادها أفطامها أن يرجعوا لها وهي مشتاقة لهم
المسجون: إدفع لها أولادها إذن ، فهم كما تقول قليلوا العدد من مجموع من هم تحت قبضتك واقنع بعد ذلك بالملايين الأخرين
حبتر: ألم اقل لك انك جاهل،
هذا غير ممكن على الإطلاق،
فنحن جميعا نعيش حاليا في هذه البحبوحة والطمئنينة بسبب وجودهم بيننا
لكن فور خروج آخرهم من هنا فإنها ستهدم أسوار هذا السجن المريح فوق رؤوسنا وتخرجنا منه أذلاء
المسجون:
هل تقصد أنك ستبقى أنت وجنودك الأمرين الناهين في هذا السجن ما دام واحد من أولاد النار الأبدية والرحمة الالهية لا يزال محبوس فيه،
وفور أن يخرج منه فإنها ستهدمه فوق رؤوسكم؟
حبتر: بل فوق رؤوسنا كلنا أيها الأبله
المسجون:
ولماذا هذا التحقير، احترمني ولو قليلا على الأقل لإنني أصبحت أعرف سرك الأن
حبتر:
وهل تعتقد أنني نعتّك بالاهبل من فراغ؟
فلقد لمعت عيناك لمعة طمع عرفت على الفور منها كل ما جال ببالك ايها الأخرق
المسجون: حقا؟
حبتر: لقد فكّرت أنه حين تهدم النار الأبدية والرحمة الالهية سقف هذا السجن فوق رؤوسنا فإنك واصحابك الملاعين ستخرجون منه مع الخارجين
المسجون: بالفعل، لقد فكرت بهذا، لكن أليس هذا هو ما سيحصل؟
حبتر: وتسألني أيها الأهبل؟
كلا ،، لن يحصل ذلك أبدا،
بل سوف ينقلوننا جميعا لسجن جديد ينتظرنا ،
والذي سأصبح أنا سجّانه من جديد
المسجون:
مستقبلك مضمون إذن، فما يهمك بهذه الحالة لو كنت مدير هذا السجن او غيره؟
حبتر:
ألا ترى أن هذا السجن قد أخذ زخرفه وتزيّن وأصبحت ساحاته وأركانه جميلة ومريحة
وجميع الامور قد استتبت به لنا بعد أن فرضنا فيه نظاما
يحرس فيه المساجين بعضهم البعض
خوفا من أن يقترب أحدهم من الاسوار أو الابواب
بينما نحن في لهو ودعة وأمان
افترض الأن ان جميع أولادها نجحوا بالخروج من هنا
وهدمت النار الأبدية والرحمة الالهية بعد ذلك سقف هذا السجن فوق رؤوسنا
ثم أخذتنا جميعا وأودعتنا في سجن جديد أخر جميعنا لا نعرف عنه شيء على الإطلاق،
فيجب علينا حينها أن نعود من جديد لتعلم كل شيء فيه وعنه
وسنقضي فيه ربما 20 ألف سنة جديدة في تعب ونكد قبل أن نعود من جديد لنفس وضعنا المريح هذا
المسجون: آآآآهآآآآآآ، الآن فهمت،،
فأنتم تريدون تطويل فترة راحتكم هنا قدر استطاعتكم قبل أن يتم نقلكم لسجن جديد
حبتر:
كنت أفكر بأن أجعلك وزير التربية في إحدى الدول العربية لغبائك الشديد،
لكن لا ،، فأنت عندك بعض الذكاء وبقليل من التوجيه والافساد سيتحول هذا الذكاء القليل الى مكر كبير،
ولذلك فسأعينك وزيرا للإعلام في دولة إسلامية
تعلمهم الدق والرقص في المناسبات الدينية
أو ربما سأجعلك مديرا للأوقاف والشؤون الدينية
إنكبّ المسجون حين سمع ذلك على يدي يحبتر وهو يقول: يدك أقبلها سيدي ومولاي
بحركة سريعة رفس حبتر ذالك المسجون على وجهه يريد إبعاده عنه،
لكن الأخير حسب أنه أعطاه قدمه بدلا من يده ليقبلها فأمسك بحذائه يلثمه ويقبله
حبتر: إبتعد أيها العبد الملعون عن حذائي لئلّا تنجسه
المسجون: عبدك وابن عبدك وابن عبيدك فلا تؤاخذني على ما بدر منّي
حبتر: من الذي أدخلك عليّ أيها الملعون في هذه الساعة المشؤومة، إذهب عني فلقد عفوت عنك ،
المسجون: أرجو أن ترضى عن عبدك وابن عبدك وابن أمتك فإنني طوع أمرك وأفعل كل ما تأمرني به
حبتر: حسنا، يبدو أنه سيبدو لي في أمرك أمرا لست متأكدا منه حتى الآن
ولذلك سأضعك تحت جناحي فترة أختبر بها صدق قولك واخلاصك لي حتى يأتيني تبيان أمرك ومصيرك من الأعلى
عليك ابتداءا من اليوم بالحذر الشديد الشديد،
فإن للقمر زوج الشمس عيونا وجواسيس خبثاء يدسّهم دائما بين مساجيني وجنودي
كخلايا نائمة مهمتها أن تساعد أولاد الشمس المساجين إذا ما استيقظت شعلة النار الأبدية المودعة بقلوبهم
إنها حرب قديمة قدم التاريخ بيننا وبينهم،
وفوزهم بها هو أمر حتمي ومكتوب ومقرر ،
ولن يكون فوزهم الأول علينا كما ولن يكون فوزهم الأخير أيضا،
لكننا نحاول دائما وقدر استطاعتنا أن نسرق من أمدهم ما أمكننا بأن نطيل امد هذه الحروب ونؤخّر فوزهم بها
المسجون: لو تتفضّل علي بالزيادة لكي أكون بخدمتك كما تريد وترتجي منّي
حبتر:
أيها العبد ، كلنا عبيد النار الأبدية والرحمة الالهية ،
وكل هذه السجون سجونها وكل الخلق أبنائها ،
حتى أناااااا وأنت وجنودي وأعضاء حزبي كلهم،،
كل الخلق عبيد هذه النار الابدية وأبنائها ،
فكلنا مخلوقون منذ البدء من نور نارها ،
لكن بعضنا لم يرى نفسه وأناه حينها فسلم لها أمره ووثق بها وأطاعها من أول الأمر ،
وبعضنا رأى حينها نفسه وأناه أولا،،
ورآها مع نفسه ثانية ،،
فخاف منها وعصاها
فأدبر بأناه عن أناها رغم التنبيه واعادة الامر منها لهم مرة وثانية وثالثة
فحكمت حكمها وقضت قضائها المبرم ولا راد لقضائها،
فقسمتنا قسمين حسب اقبالنا وادبارنا عنها ،
وجعلت من نور نارها بعد ذلك سماوات وأرض
ثم جعلت الذين أقبلوا عليها وأطاعوها سكّان سماواتها
وجعلت الذين أدبروا عنها سكّان أرضها،
وسلطت أهل سمائها على أهل أرضها إلى أبد ألآبدين ما دامت السماوات والأرض
المسجون:
إن كان المطيعين كما تقول هم أهل السماء من فجر الأزل
فمن هم أبنائها الذين في قلوبهم شعلة من نارها وتقول أنهم بيننا الآن؟
حبتر: كلنا في هذا السجن أبنائها أيها المهبول،
لكنها ستختار من كل سجن جديد مجموعة جديدة معلومة من أفضلهم
وأكثرهم قربا من معرفتها وتضع شعلة نارها في قلوبهم
ثم ترجعهم بعد ذلك معنا في السجون الأرضية التي حكمت عليهم ان يخلدوا فيها بسبب ادبارهم أوّل الأمر عنها ،
ثم ستنتظرهم بعد ذلك أن يتذكروها ويسعون بإرادتهم وسعيهم
لإيقاد وتقوية وتنمية شعلة النار الأبدية التي أودعتها في قلوبهم الى درجة معينة ،
فإذا وصلوا بمجهودهم لتلك الدرجة فإنها ستمدّهم بمدد سماوي روحاني ،
وتأيّدهم بتأييد أرضي بشري من خلال هذه الخلايا النائمة التي اخبرتك عنها للتو
لكي يعينوهم على استمرار تأجيج شعلة نار قلوبهم الأبدية كل يوم أكثر وأكثر
فتفطمهم أمهم الرحمة الالهية حينها من سجني وتخلصهم من تحت قبضتي
المسجون: وهل تعرف أبنائها الأفطام؟
حبتر:
أعرفهم واحد واحد وبأسمائهم وصورهم وأماكنهم وهم تحت المراقبة على الدوام
المسجون: أقتلهم إذن وتخلّص منهم
حبتر:
أيها الغبي، تريدني أن أقتل أبناء النار الأبدية؟ أي غضب سينزل منها عليّ إن تجرأت وفعلت ذلك بأحدهم
كل ما أستطيع أن أفعله مع أحدهم أيها الغبي
هو أن أجعلهم ينشغلون عن تذكّر نارهم الأبدية
وأن اُكرّههم بها وأنفّرهم منها ومن سماع اسمها
عبر تشنيع جنودي وخطواتي جميلي السمت والهدي بأفواههم اللبقة وكلماتهم المنمقة
وتماوتهم في منطقهم أمامهم
وتخاضعهم في حركاتهم قبالهم
فيخدعونهم بمعسول الكلام والمنطق فيصدقونهم في كل ما يقولون وبعدها ينفرون بارادتهم عنها وعن ذكرها
وأن أُشغلهم طوال حياتهم بأدوات لعبي ولهوي ،
وبأن أحيطهم دائما وأبدا بالمنافقين والأغبياء من أمثالك المساجين وما أكثرهم،
ليخوضوا معهم في كل ما يخوضون به من أشكال اللهو واللعب
فيشغلوهم حينها بالمشاكل والمصائب عن تذكر ما يجب عليهم أن
يتذكروه للخلاص عبر التفكر والصمت الطويل والعزلة الدائمة عن الناس النسناس من أمثالكم وعدم مخالطتهم
المسجون:
أراك تحتقرنا وكأنك لست واحد منّا، ألست مسجون معنا وواحد منا؟
حبتر:
خسئت أيها الملعون،
إنني شيطان رجيم معيّن ومرسل ومسلّط عليكم من قبل الملأ الاعلى
أيها الملاعين في أرض الملاعين لكي أ أزّكم أزّا
لست مثلكم أبدا، ولا أشبهكم في شيء على الإطلاق،
وكيف أشبهكم وأنا المسلّط عليكم من بداية الأدوار والأكوار وإلى يوم الوقت المعلوم؟
كيف أشبهكم وأنا أعلم بتاريخ أوّلكم وأخركم كاملا
وما فعلتوه بكل كراتكم وأدواركم وما فعلته أنا بكم خلالها ،
ومن سلطتكم بها عليهم من الأفطام أبناء النار الأبدية؟
كيف أشبهكم وأنتم تستطيعون الخروج من هنا وأنا لا أستطيع؟
فأنتم لا تزالون في السجون من ملايين السنين بإرادتكم
وأنا كنت ولا أزال وسأبقى الحاكم عليها جميعها بإرادتهم
كيف أشبهكم وأنا أخافهم وأنتم لا تخافونهم؟
كيف أشبهكم وأنا من تتنزل عليّ رسل السماء في كل سنة
بما يجب علي أن أفعله بكم جميعا واشتاتا واحد واحد؟
كيف أشبهكم وأنا مخلوق بهيئة لا أستطيع أن أفعل بها غير الذي أفعله بكم وبهم من إضلال وغواية عن النار الأبدية
إنني شيطان رجيم وأنتم نسناس ملاعين أجسادكم طينية خاوية من شعلة النار الأبدية
فكيف أشبهكم أيها الملعون وأنا أنا وأنتم أنتم؟
لو عدت أيها الملعون لهذا القول مرة أخرى فسأرسلك إلى دارفوار
لتقضي بها بقية أيام كرتك هذه في سموم وحميم
المسجون:
التوبة التوبة إذن،
لم أقصد إلّا أن أتعلم منك بعض علومك وتوجيهاتك سيدي ومولاي
فأرجو أن لا تؤآخذني بجهلي وقلة فهمي
حبتر وهو يهزّ رأسه مبتسما وملوحا له بسبابته:
أيها الملعووووووون،
ما ألبق لسانك وأجمل بيانك وأعظم نفاقك،
ولقد ...... عفوت عنك،،
ولا أملك من أمري معك الآن إلّا ان اعفو عنك وحتى يبان لي من أمرك الخيط الاسود من الابيض
عليك بالحذر الشديد أيها المنافق،
فكما تتنزل رسل السماء عليّ بخطة السنة الى السنة فإنه يوجد شخص أخر تتنزل عليه السماء أيضا برسلها وتحمل له الخطة المضادة لخطتنا بما يخص أبناء النار الأبدية والرحمة الالهية ،
فالصراع بيننا تحت القبب يدار ويوجه من أقطاب الملأء الأعلى فوق القبب بكل تفاصيله الدقيقة
المسجون:
وما الحكمة والهدف من كل هذا الصراع بينهم في الأعلى وبيننا في الأسفل؟
حبتر:
إنتبه أن صراعهم في الأعلى هو صراع سلمي تعاوني وليس مثل صراعنا هنا فيه افساد وسفك دماء واهلاك حرث ونسل،
أمّا بالنسبة للحكمة فإنها خطتهم وطريقتهم في إظهار صور العلم المكنون في الكتاب المكنون
من حالة مكونه فيهم حصوليا لحالة ظهوره لهم تفصيليا وحضوريا
المسجون:
لم أفهم كلمة من قولك هذا،
فهل لك سيدي أن تفيض عليّ من فيض علمك المكنون
فتزيح به بعض ما خفي عن عقل عبدك الملعون؟
حبتر: وهل تعتقد أنك عندك عقل أيها المخبول؟
فكل ما عندك الأن هو النكراء الشيطنة فقط، نعم هي تشبه العقل لكنها ليست بعقل أبدا
ولو كان عندك جزء من جزء من عشر جزء من أجزاء العقل التسعة والأربعين لما أجلستك معي الأن أبدا، ولأحطتك بشياطيني من كل الجهات
المسجون:
هل تقصد أن شعلة النار الأبدية الصغيرة والموجودة في أبنائها أفطامها هي شعلة من نار العقل الأبدية؟
حبتر:
نعم أيها الشيطون الصغير،إن شعلة النار الأبدية التي وضعتها الأم في أبنائها هي نفسها شعلة نار العقل الأبدية، فالنار الأبدية هي نفسها العقل
المسجون:
فشيطنّي إذن أكثر وأكثر يا سيدي ، لأعرف كيف أخمد نار عقولهم وأخنقها بمنع الهواء عنها كي لا تشتعل بفضله مع الأيام أكثر وأكثر
حبتر:
أه لو انك عرفت وفهمت جيدا مدى عمق معنى كلماتك هذه لتمنيت أن أجعلك من خاصة جنودي وأعواني
ولتمنيت أن تبقى بقربي لأبد الآبدين في سجني هذا وفي كل السجون التي سأحكمها في المستقبل القريب والبعيد،
لكن خلاصك حينها منّي أمر لا بد منه، ولا تسألني الأن عن معنى قولي هذا
المسجون: عبدك وابن عبدك وابن أمتك وطوع أمرك وبنانك سيدي ،
فعلمني وفهمني وشيطنّي كما تحب وترضى ولك العهد مني أنّي لن أخذلك أبدا
حبتر:
نعود لما لم تفهم منه شيء وهو قولي لك إنها خطتهم وطريقتهم
في إظهار صور العلم المكنون في الكتاب المكنون
من حالة مُــــــكُــــونـــه فـــــــــيــــــهـــــــم حصوليا
لحالة ظهوره لهم تفصيليا وحضوريا ((انتبه أيها الشيطون للكلمات السابقة))
فهذا المعنى هو الذي أشكل عليك فهمه وبسببه لم تفهم كلمة من ما قلته لك
فأبنائها أفطامها عندما تستيقظ شعلة نار قلوبهم ويحصلون معها على المدد الروحي والارضي
فستستمر شعلتهم بعدها بالتأجج والتأجج حتى تصل قوتها لدرجة معينة،
وحينها فإن الرحمة الالهية ستنجي مباشرة كل من يصل منهم للعقبة ويتجاوزها من العودة مرة أخرى لسجني
ومن مخالطته لكم أيها الارجاس الملاعين ،، وعندما تنجّيه فإنها ستصل عقله أو ناره بنارها مباشرة ،،
وحيث أنها النار الأبدية والرحمة الالهية والعقل الكل
التي ترى وتعرف كل شيء
فإنه سيصبح كذلك قادر من حينها على أن يرى ويعرف أي شيء من علمها المكنون،
لكن فقط عندما يريد هو أن يرى ويعرف ذاك الشيء
ولتفهم معنى ذلك افترض أن علم كل شيء كان ويكون وسيكون مودع بكتاب واحد مبين،،
فنفس هذا الكتاب يعرف حينها ويرى كل شيء مودع به كعلم واحد إجمالي ،
وهذا الكتاب المبين المودع به علم كل شيء هو نفسه النار الابدية التي تعلم بكل شيء كعلم واحد إجمالي مكنون فيها
ولو أنك أورثت هذا الكتاب المبين لأي إنسان بمعنى جعلت له القدرة على الاطلاع على ما فيه بأي وقت يشائه
فإنه سيستطيع أن يعرف من حينها أي علم وأيّ خبر مودع بهذا الكتاب،، لكن بشكل جزئي في كل مرة،،
فلو ورثت أنت هذا الكتاب مثلا وأردت أن تعرف أي شيء منه
فيجب عليك أن تفتح صفحة من صفحات هذا الكتاب الذي ورثته
صار من حقك أن تطلع عليه وتقرئه
فأنت ورثته بالفعل
لكنك تستطيع أن تقرئه من حين وراثتك له صفحة بعد صفحة
ولا يمكنك أن تحيط أبدا بجميع العلم المكتوب والمودع به لأنه علم لا نهاية ولا بداية له،،
يعني مهما حاولت أن تبحث عن أول صفحة به فإنك لن تجدها
ومهما حاولت أن تصل للصفحة الأخيرة فإنك كذلك لن تصل لها
فهو كتاب سرمدي ،، يعني كتاب أزلي لا بداية له ، وأبدي لا نهاية له
كل أهل السماء الذين تم تنجيتهم حتى الآن من السجون تحت القبب قد ورثوا هذا الكتاب فعلا،
كما أن كل أهل الأرض الذين لا يزالون حتى اليوم مسجونين تحت قببها هم كذلك في طريقهم ليرثوه،
لكن بعضهم قد يحتاج لملايين الاكوار والادور حتى يصل لذلك
وكلما زادت أكوارهم وأدورهم كلما زادت الصفحات التي سيتصفحها أهل السماء من الكتاب السرمدي الذي ورثوه جميعا بعد صعودهم لها
المسجون:
ومنذ متى انحبس عبدك وابن عبدك الماثل بين يديك تحت هذه القبب يا سيدي؟
حبتر:
أستطيع أن أقول لك منذ متى أنت محبوس بها
لكن لن يعني لك هذا الرقم شيئا ،،
فأنت لا تتذكر عنها ومنها حاليا أي شيء،،
لكن أستطيع أن أقول لك كم ستبقى بها ما لو أنك أصبحت أحد جنودي المخلصين
المسجون: بشّرني إذن يا سيدي بشرني
حبتر:
أبشر أبشر أيها الشيطون الصغير،
فيبدو لي أن خلاصك قد اقترب وأن سجنك التالي تحت القبة التالية سيكون هو أخر سجن لك معي
هذه المرة سجد المسجون أمام قدم حبتر يقبل الارض من أمام حذائه ولم يحاول ان يلمسه
حبتر:
جميل جدا أيها الشيطون تصرفك وردة فعلك،
فأنت تتعلم بسرعة،
نعم سأجعلك رجل دين تتعلم معنى النار الأبدية أولا
ثم تضل بعد ذلك الافطام عنها
الشيطون متغنيا ومتراقصا من فرحه:
علمني سيدي علمني فإنّي طوع يدااايـــــــــــــــــك
علمني سيدي ،،، علمني ،،، فإنّي عبدك وتحت قدميـــــــــــــــــك
علِّمني سيدي من علِمك ،، فإني لا أعرف أحدا له جمال عيناااايــــــــــــــك
علِّمني ،، سيدي من علِمك،،، واجعلني ابكـــــــــــــــي من فرحي ،،
وأغرق في نبع يتفجر من بين يديـــــــــــــــــك
حبتر:
ما هذا الإبداع أيها الشيطون الساهر ما هذا،
لقد أطربتني بكلامك الملحون هذا
وإقسم أنني سأجعلك بسببه مرجع من المراجع
وعلم من الأعلام يشار لك بالبنان وتُقرء كتبك في كل مكان
الشيطون متغنيا مرة أخر:
أنـــــــــــــــــــــــــــاعبدك وابن عبدك ،،
من شمالك ليمين ،،،
ومن يميـــــــنك لشمــــــــالك
فهمني سيدي فهمني ،،
فكلّي آذان صـــــــــــــــــــــــــــــاغية إلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيك
حبتر:
إهدء إهدء،
الأمر سهل جدا،
فسأبعثك لتدرس عند أفضل اتباعي وجنودي ممن يجلسون الآن على أرفع الكراسي العلمية
وآمره أن يعلمك كل ما علّمته وفهّمته إيّاه من قبل عن أساليب الشيطنة والإضلال ،،
وسآمره بأن يجعلك من المقربين منه في حياته
وأن يوصي بك قبل مماته لما بعد مماته
وحتى موعد مماته سأجعل المنافقين من اتباعي يرفعونك في أعين الناس رفعا كبيرا
حتى ولو لم تكن للرفع مستحقا
فإذا جاء وقتك ورفعتك وأجلستك على الكرسي الأرفع
ستكون مهمتك الوحيدة من حينها هي أن تطفئ بكذب فمك شعلة النار الابدية
وتنفر الناس من النظر أو حتى الالتفات اليها
الشيطون:
وهل يجب أن أكذب عليهم في غير ذلك؟
حبتر:
كلا أبدا،
أنت مهمتك الوحيدة حين تصل للرئاسة هي فقط أن تكذّب حقيقة النار الأبدية
وتنفّر الناس منها
وأن تحرف معاني الكلمات عن مواضعها ،،
ولذلك يجب أن تراقب نفسك جيدا طوال الطريق للرئاسة ،
إحذر من شهواتك فإني لا أستطيع أن أحميك من أثارها السيئة ،
واحذر من السعي للأموال وإن كانت بين يديك كالجبال
ودع جنودي يتمتعون بها،
إجمالا أهم ما لديك هو سمعتك وسيرتك الذاتية بين الناس ،،
يجب أن تحسن سمتك وهديك أمام الناس
وأن تتماوت في منطقك معهم وأمامهم ،
وأن تتخاضع في حركاتك كلها وفي كل أوقاتك،
حتى وأنت لوحدك في البيت،
فالجدران لها آذان
وبعض الخلايا النائمة سيراقبونك ليلا ونهارا عسى أن يمسكوا عليك زلة
فحينها فقط يمكنني أن أرفعك عاليا لتصبح علما من الأعلام
فتنظر الهمج الرعاع من الناس النسناس لفمك فتتلقف منه كل ما سَـتَـتْـفـوهُ منه عليهم
وسيصدقونك في كل ما تقوله
حين تجلس على كرسي الرئاسة ستقول لهم كل ما هو جميل
وكل ما يريحهم ويدخل الفرحة والاطمئنان في قلوبهم الخاوية
وكل ما يحبون أن يسمعوه عن الدين ومعانيه وأوامره
وأن تعدهم بجنة تناسب جميع ما يعتقدون به
وتقنعهم بـأنهم هم الفئة الناجية ليحبوك ويعظّموك
فيصدقوك بعد ذلك عندما تطفئ بفمك شعلة النار الأبدية من أن تشتعل بقلوب تلك المجموعة الصغيرة التائهة بهم وبينهم
أمّا تحريف نفس الكلمات ووضع غيرها
فسيتولى أمرها صغار جنودي من النُّسّاخ وعمال المطابع وأصحاب المؤسسات الدينية الصغيرة
الشيطون:
فقط ذلك؟
إنّه لامر سهل ويسير وسأقوم به بكل سرور
حبتر:
لكن يوجد شرط أساسي يجب أن توافق عليه لكي أرسلك في هذه المهمة
الشيطون:
طلباتك أومر وشروطك أضعها أقراط بأذنيّ إلى يوم الدين
وإنني موافق على كل ما تأمرني به مقدما،
بل انني موافق حتى على كل ما قد تفكر به ولم أسمعك تطلبه مني ،
وسأجتهد وأجتهد وأجتهد في اختراع أصول الدين حتى أصبح للناس سيد وأعلم المجتهدين
حبتر:
جيد، لن اخبرك بالشرط الآن بل في وقته وأوانه
الشيطون: هل أطمع منك سيدي بأن تخبرني بما بدا لك في أمري
حبتر: الحياة تحت القبب مدرسة مغلقة يا عبدي
وأنت تنتقل فيها من صف الى صف
ومن مستوى الى مستوى حتى يحين موعد خروجك منها
وهذه المدرسة يوجد فيها حزبين ،
حزبي وحزب الذي أخبرتك عنه صاحب الخلايا النائمة
ويوجد فيها أيضا التلاميذ وهم أنتم الملاعين
حتى الأمس كنت من التلاميذ
ومن الأن أصبحت من حزبي وستتعلم من علمي وفي صفوفي كيف تضلهم عن النار الأبدية
وكما وصل لي من الخبر العلوي قبل قليل أنه قد صدر القرار فعلا
من النار الأبدية أنها ستودع فيك شعلتها في السجن التالي ،
والأمر لك فيه متى ستستطيع أن توقظ هذه الشعلة وتحصل على المساعدة
ويتم تنجيتك منه (((إنتبه أن حبتر كذوب يعدهم ويمنيهم وما يعدهم حبتر الا غرورا))
وحينها ستنتقل لتكون من حزب عدوي الذي سيورثك الكتاب
وتصبح قادرا على أن تصعد للسماء وتنزل تحتها متى ما تشاء
ويعلمك من علومه وكيف تساعد أبناء النار على ايقاظ شعلتهم
بعد ذلك ستنتقل لمدرسة السماء لتتعلم منها علومها
وطرق التنزل من كل أمر
وفن إدارة ما سيتم التنزل به من كل أمر حكيم من السماء،
الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء
الشيطون:
قلت قبل قليل أن الصراع هنا به افساد وسفك دماء واهلاك حرث ونسل ،،
فهل جميع ذلك يدخل أيضا في حدود ((كل أمر حكيم))؟
حبتر:
نعم كل ذلك يدخل في ((كل أمر حكيم))،
ومن يريد أن يعترض على ذلك فالاولى له أن يعترض أولا لماذا خلق الله النار والظلام ، والعقل والجهل ، والسماء والأرض
ولماذا خلق المتضادات ولم يخلق الا نوع واحد فقط من المخلوقات
وجوابه أن سأل هذا السؤال هو انه قد خلق بالفعل عوالم كاملة بتلك الصفة ،، لكن ليس بالضرورة ان تكون كلها هنا في نفس هذا العالم
فالذي جعل الاثنين في سماء واحدة يستطيع كذلك أن يجعل كل واحد منهما في سماء منفصلة ويستطيع كذلك أن يجمع سمائيهما في سماء واحدة بعد أن كان قد جعلهما منفصلين في سمائين اثنين
الشيطون: ما هي مهمتنا نحن أعضاء حزبك سيدي؟
حبتر: تحريف كل شيء لو استطعتم ذلك
يعني تكذبون عليهم بكل طريقة ممكنة،
وتزورون لو استطعتم كل الحقائق على الاطلاق ،
فكل الاشياء وتفاصيل الأمور ما لو انك وصلت لحقيقتها وتتبعتها جيدا فستجد أنها جميعها تدل على النار الأبدية
ولذلك يجب تزوير كل شيء من حول النقطة النار الأبدية،،
يجب أن نُغرق نقطة الحقيقة في بحر من الكذب
لكي لا يستدل عليها بعد ذلك أحد من الناس بمجهوده أبدا
الشيطون:
لماذا قيدّت الكلام بلفظ "بمجهوده"؟
حبتر:
لأنني ولأننا كلنا لو اجتمهنا على اضلال من تريد النار الأبدية والرحمة الالهية هدايته فلن نستطيع ذلك أبدا أبدا
الشيطون: لماذا وكيف ستهديه؟
حبتر: لقد نجحنا حتى الأن بتحريف معاني أهم الكلمات عن مواضعها
ومعانيها الحقيقية لكي لا يلتفت أبناء النار لها ويعرفوا الطريق إليها
فمثلا أهم كلمة يدعوا الناس بها اليوم صباحا ومساءا هي كلمة الصراط المستقيم ،،
وهذه الكلمة حرّفنا حقيقتها لهم حين فصلناها عن معنى حقيقة معنى جهاد النفس حين حرفنا معنى جهاد النفس الحقيقي
فالنفس المجاهدة هي نفسها النفس التي كنت تتفكّر بأمرها قبل أن أخرج منك إليك
فالنفس المجاهدة هي نفسها النفس التي ستُرد إلى الحافرة في أسفل سافلين وجودها الهيكلي حيث عظم عجز الذنب او الحافرة وتُنزل بها بزجرة واحدة
فجهاد النفس هو جهادها للخروج من الحافرة والصعود للنار الأبدية العين الثالثة عين الحقيقة النار الأبدية والرحمة الإلهية
والصراط المستقيم هو الطريق الممتد من زنزانتها ويصل للعين الثالثة
عندما تعرف النفس حقيقتها فإنه ستشاهد نفسها وكأنها شجرة لها جزء تحت الأرض وجزء فوقها
وستشاهد نفسها من موقع البذرة التي تتوسط أسفلها وأعلاها
وعندما ترى البذرة نفسها على هذه الصورة من مكانها الاوسط هذا
وتريد أن تصعد بوعيها للأعلى ستدرك أن صراطها المستقيم للأعلى
يجب أن يمر بالجذع الأمتن من الشجرة حصرا
الجذع هو من سيرفعها للاعلى، ومن هذا الوعي والمعرفة فقط سيمكنها أن تصعد للأعلى
وما قمنا به هو أننا قلبنا الأعلى في وعيها وادراكها للأسفل وقلبنا أسفلها لها حتى أصبحت تعتقد أنه الأعلى
وحينها فإنها مهما حاولت أن تصعد للأعلى فإنها ستتجه للأسفل ،
لأنها أصبحت تعتقد بفضل مكرنا وتضليلنا لها أنه هو الاعلى ،
فمهما أرادت أن تسمو للسماء بعدها فإنها ستخلد للأرض أكثر وأكثر
هذا هو خلاصة ما نفعله معها ،،
وهو إننا نقلب صور الحقائق لها عبر تحريف الكلم عن مواضعه
وهذا ما تكفل بالقيام به وبنجاح كبير خطواتي أصحاب العمائم الطابقية في كل الأديان
وفي كلل المِلل والنِحل،
لإنني قد اخترقت مؤسساتهم الدينية كلها
ونصبت خطواتي عليها وتربعوا على أعلى كراسيها كلها
كل ما على هذه النفس المجاهدة أن تفعله
هو أن تصعد بمجهودها حتى منتصف الطريق
حيث تشاكرا القلب وتتجاوز جميع جنودي،
فإذا نجحت ووصلت للقلب
فإن الأنوار المودعة بقلبها ستتكفل بعد ذلك بمرافقتها للأعلى
وستحميها من تأثير وسطوة جنودي عليها
فقطع نصف الصراط عليها لوحدها قطعه ،
أمّا باقي الصراط فتلك الانوار المودعة في القلب ستأخذ بيدها حتى نهاية الصراط
حيث تعود وتلتحق بأبيها وأمها النار الأبدية والرحمة الالهية...................إنتهى المقال
نترك بقية الكلام لمقال أخر فلقد أصبح المقال طويل جدا حتى هنا
وَ كَــذلِـكَ
أَوْحَــيْـــنـا إِلَــيْــكَ رُوحــــــــاً مِــــــــنْ أَمْــــــــرِنا
مـا كُــنْـتَ تَـدْرِي مَــــــا الْــــــكِــــــتــــــابُ وَ لَا الْإِيــــــمــــــانُ
وَ لــــــــكِــــــــنْ جَــــــــعَــــــــلْــــــــنــــــــاهُ نُــــــــوراً
نَــــــــهْــــــــدِي بِــــــــهِ مَــــــــنْ نَــــــــشــــــــاءُ مِــــــــنْ عِــــــــبــــــــادِنــــــــا
وَ إِنَّــــــــكَ لَــــــــتَــــــــهــــــــْدِي إِلــــــــى صِــــــــراطٍ مُــــــــسْــــــــتَــــــــقِــــــــيــــــــم
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
https://www.facebook.com/talibtawheed/posts/1337957216324826
الله عليك ياشيخ
ردحذففعلا ،،
ردحذفاشغلونا بتفاهات دنيوية ، حتى أصبحنا دونيين ،
شكرا لك
شكرا لك
ردحذفشكرا وممنونين منك اغاتي
ردحذف