الاثنين، 8 مايو 2017

فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا كُـونْـدَاليـنا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا//ليس آية



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا كُـونْـدَاليـنا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا//ليس آية

فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا((سورة مريم//آية 17))


في مقالات سابقة تحدثنا تقريبا وبشكل إجمالي عن كل مفردة جائت في هذه الآية الكريمة


فكلمة أرسلنا وهي المنطوقة بلسان الجمع لـ المجموعة الآمرة والفاعلة في القرآن الكريم تكلمنا إجمالا عنها في بعض المقالات ، مثل المقال التالي الذي تكلمنا به عن عائدية ضمائر الجمع في القرآن الكريم ولمن تعود



وقلنا فيها أنها تعود لمجموعة آمِــــــــرة وفاعلة هي من الملأ الأعلى وأنها هي من تتحكم بجميع ما يجري على هذه الأرض بعملية إسمها تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربها من كل أمر


وتكلمنا بشكل إجمالي أيضا في مقالات أخرى عن معنى كلمة "ربها" كما في المقال التالي والذي عنوانه:

وقلنا فيه أن الإسم الأعظم هو الذي يمثّل صاحب الإسم أكمل وأتمّ وأعظم تمثيل وبالصورة الأكمل،، فالإسم هنا غير المسمى ، لكن الإسم ينطق بلسان المسمى به وهو من يظهر أفعاله كلها

وقلنا في هذا المقال أنّه في هذا الكون الكبير بجميع سماواته وأراضيه وبجميع أبعاده كلها  خلق الله له فيها اسم ظاهر بين مخلوقاته لكي يمثّله بينهم أكمل وأعظم وأتم تمثيل 

فهذا الإسم هو إسم مخلوق له صورة ظاهرة بين الخلق

وصفات صورته منتزعة من حقيقة صاحب الإسم الذي وضعها بنفسه فيه لكي يمثله أعظم تمثيل

فهو رغم أنّه اسم مخلوق لكنه بمشيئة خالقه هو بهذه القدرة الــ لا متناهية ،،

فحدود قدرته هي من حدود قدرة المبدع الأول الذي لا يمكن تخيّل أيّة حدود لقدرته

وقلنا أن هذا الإسم الأعظم الظاهر بين الخلق يعلم ويدبر ويدير جميع ما يجري في هذا الكون من أدق دقائق شؤونه الى كبيرها وعظيمها ، وأنّه يباشر بنفسه بتنفيذ جميع ذلك في جميع تلك السماوات والأرضين بجميع ابعادها

لكنه وبنفس الوقت لا يفعل ذلك بشكل فردي ، بل انّه من كل أرض من تلك الأراضي التي سيوجد بها حياة وحضارة جديدة سيأخذ من مادتها قبل قيام تلك الحضارة عليها ليصور منها صورة رجل تناسب صورة من سيخلقهم في تلك الأرض ثمّ  ينفخ فيها من روحه وقدرته

فتصبح رجل حيّ يرزق، وبعد ذلك يخلع عليه من علمه وقوته وقدرته التي خلعها عليه خالقه حين خلقه وعلّمه وجعله إسم أعظم له

يعني أنّه سيُمكّن ذلك الاسم الذي نفخ فيه من روحه من جميع ما مكّنه خالقه منه، أي انّه سيودع به علم جميع الاسماء التي أودعها به خالقه ،، ليجعل منه حينها وبذلك النفخخ  والتعليم اسم أعظم له

فهو الإسم الأعظم للمبدع الأول، وهذا الإسم الذي خلقه وصوره ونفخ فيه من روحه وعلمه الاسماء جميع الاسماء كلها فعلا ونطقا وفهما هو اسمه هو الأعظم

فهذا الاسم الأعظم الرجل هو يحكم ويدير ويدبّر شؤون الكون كله وهو بهذه الطريقة يحقق مشيئة الله في الكون كله

وقلنا أن هذا الاسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق يُوجَد هناك إسم تكويني أعظم منه وهو أيضا مثله إسم مخلوق ومرزوق

وأن هذا الإسم الأعظم الآخر هو الذي خلق الله منه السماوات والارض وكل ما فيهن وبينهن جميعا

وقلنا أن نفس الإسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق هو من ضمن تلك المخلوقات المخلوقة من هذا الاسم الأعظم التكويني الموجود في كل مكان ومع كل المخلوقات 

وأنه هو ثاني الاثنين وثالث الثلاثة ورابع الاربعة وهو مع ما هو ادنى من ذلك وما هو اكثر وذلك لأنّ معيّته لهم هي معيّة تكوينية فكل شيء مخلوق من هذا الاسم

وقلنا في ذلك المقال أن هذا الإسم الأعظم الذي خلق الله منه جميع ما خلق يُعرف اليوم باسم زهرة الحياة حيث كان حديثنا وقته يدور عن زهرة الحياة ،

وزهرة الحياة كما يقول جميع من يتحدثون عنها أنها هي الإسم الذي خلق الله منه جميع ما خلق ،، يعني السماوات والأرض ومن فيهم وما بينهم

وبتعبير قرآني يمكننا أن نقول أن زهرة الحياة هي الماء الذي جعل منه كل شيء حي

وقلنا كما في المقال التالي أن معنى الكونداليني عند أصحابه هو نفسه معنى مصطلح الماء القرآني، فالكونداليني هو قوة الحياة المخلوقة السارية في الموجودات






فالماء هو المجعول منه كل شيء حي

و الإسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق هو مخلوق من هذا الماء وينسب له، فالماء يُنسب له وهو يُنسب للماء

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا
فَجَعَلَهُ نَــــــــسَـــــــبًـــــــا وَصِهْرًا
وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا

يعني يمكننا أن نقول أن كلاهما وجود واحد رغم أنهما اسمين مختلفين ورغم أن أحدهما علّة لوجود الآخر وذلك لأنهما يوجد بينهما رابط تكويني يجعلهما يتصرفان كما لو انهما وجود واحد

بحيث ان ما سيشائه الاسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق تنفيذا لمشيئة الإسم المكنون سر زهرة الحياة لاظهار العلم المكنون في المشيئة الأولى أو النقطة أو القرأن العظيم،، ستعمل حينها زهرة الحياة الجوهرة الحيّة بالذات والتي هي موجودة تكوينيا مع هذا الإسم الظاهر للإسم المكنون أو للصورة الأنزعية ،، لأنّه مخلوق منها فإنها ستعمل على إظهاره وجوديا لباقي المخلوقات، 

وما ستشاء زهرة الحياة أو النفس الكلية الالهية الجوهرة الحيّة بالذات ذات الأربعة عشر وجه أن تظهره تنفيذا لمشيئة الاسم الاعظم الرجل سيعمل العقل أو الإسم المكنون الذي هو روح زهرة الحياة الجوهرة الحيّة بالذات على تمكينها من تكوينه وايجاده

فزهرة الحياة الجوهرة الحيّة بالذات ذات الأربعة عشر وجه أو الكونداليني هي روح الإسم الأعظم الظاهر بين الخلق ، والاسم الأعظم هو جسدها

والإسم المكنون أو العقل هو روح زهرة الحياة الجوهرة الحيّة بالذات ذات الأربعة عشر وجه ، وزهرة الحياة او الكونداليني هو جسده

وكما أن للإسم المكنون العقل أو إسم الله الباطن أربعة عشر وجه هم بمجموعهم هم زهرة الحياة وهم وجهه الذي لا يفنى، فإن للإسم الأعظم الظاهر بين الخلق ثلاثة عشر وجه ظاهر بين الخلق وهو رابع عشرهم وأعظمهم

الإسم المكنون أو العقل أو المشيئة الأولى هو الإسم الأعظم الأعظم الأعظم 
وهو المصباح وهو أيضا روح زهرة الحياة

وزهرة الحياة أو الكونداليني هي المشكاة أو الإسم الأعظم الأعظم وهي الوعاء أو النفس الكلية الالهية للإسم الأعظم الظاهر بين الخلق

والأسماء العظمى الأربعة عشر الظاهرة بين الخلق هم الجسد

نفس كلية إلهيّة هي المشكاة
لها جسد إلهي ظاهر بين الخلق بأربعة عشر وجه هو الزجاجة
ولهم روح كلية إلهية هو الاسم المكنون أو المصباح أو العقل أو المشيئة الأولى

الأن نعود لضمير الجمع الذي قال فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
ونقول أنه يعود للأسماء الأربعة عشر الظاهرة بين الخلق والمنطوية روحها في كل الخلق وفي كل الوجود بسماواته وأرضه وما بينهما

فأيّ إسم أعظم ظاهر بين الخلق من هذه الأسماء الأربعة عشر يمكنه وعلى نحو الأصالة أن يقول عن الماء او عن الكونداليني أو عن زهرة الحياة أنها رُوحَنَا ، وذلك لأنهم متصلون روحيا وتكوينيا وعقليا معها وناطقون وفاعلون باسمها،

فهم إذا قالوا وقولهم فعل ، قالت بقولهم وقولها هو خلق وإيجاد وإظهار للمشيئة

فالمشيئة أو العقل اذا شاء أرادت زهرة الحية او النفس الكلية الالهية إظهار صورة تلك المشيئة فتقدّرها أولا وتقضي ما قدرته ثانيا وتُمضي ما قدرته ثالثا ، وأمضائها لما قدرته وقضته هو نفسه إظهارها عيانا لباقي المخلوقات لما قدرته وقضته 

فالتقدير والقضاء والامضاء هو من شؤون هذه النفس الكلية الإلهية وفعلها

ولأنها موجودة على الإطلاق في كل مكان في هذا الوجود، بل هي نفسها هي هذا الوجود بأكمله ، فإنها تعمل فيه كعمل شبكة الانترنت التي تربط الجميع من غير حاجة للحركة، فالروح هي الشبكة الكونية للخلق وهي لا تحتاج للحركة من مكان الى مكان من أجل إظهار أفعالها في أيّ مكان منها

فالروح هي ليلة القدر الالهيّة، ويمكنها أن تتجلّى بنفسها لنفسها بأيّ صورة وبأيّ مكان وزمان بدون الحاجة للحركة،، فليلة القدر هي نفسها هي الكان والمكان

الكونداليني أو روح المجموعة الآمرة والفاعلة والناطقة بلسان الجمع في القرآن الكريم هو نفسه هو أمرهم الذي قالوا:

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًـــــــــــا مِّنْ أَمْرِنَا
مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ
وَلَكِن جَـــــعَـــــلْـــــنَـــــاهُ نُـــــورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

والروح هو نفسه أمره الذي قالوا عنه بضمير المفرد:

إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ،، فأمره هو الذي يقول للشيء كن فيكون 

لكن أمره ينطق من على لسان أسمائه العظمى الظاهرة بين الخلق فهم يقولون بلسان الجمع:

إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ

فهم بمجرد قولهم يقول أمرهم أو روحهم معهم، فيكون قولهم مباشرة كما أرادوا له أن يكون،

فقول المجموعة الآمرة الفاعلة بذلك هو نفسه فعلهم ، وفعلهم هو نفسه خلق وإيجاد وإظهار

ولذلك فإن فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا لا تعني أن روحهم تحرك من مكانه أو انه يحتاج للحركة، فلأنه موجود في كل مكان فلقد تَمَثَّلَ لَهَا مباشرة بَشَرًا سَوِيًّا

وكذلك ولآنه موجود في الأرحام فإنه أودع بشكل مباشر غُلامًا زَكِيًّا في رحمها فجعلها من حينها هي وابنها آية للعالمين

فهو لم يجعله في رحمها نطفة ثم جعله علقة ثم مضغة ثم ثم ثم

بل نفخ فيها من روحه نفخة واحدة فكان مباشرة غلاما زكيا بدون أن يمر بجميع تلك المراحل، فلا وجود هنا لنطفة أصبحت علقة ثم مضغة ثم ثم ثم

وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ

المجموعة الآمرة بهذه الطريقة يمكنها أن تتجلّى بما تشاء من الصور والمخلوقات في ليلة القدر وتحت القبب بدون الحاجة لأن يتحرك أو ينتقل فيها شيء من سماء الى أرض او من مكان الى مكان

يمكننا القول أن ليلة القدر الإلهية هي ليلة التّجلّي الإلهي التي يتجلى فيها الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر

أخيرا ومن باب الشيء بالشيء يُذكر نقول أن معنى كلمة ((Matrix))
هو ((التّجلّي))، فمعنى إسم فلم ((The Matrix)) بالعربي هو:

 ((التّجلّي)) أو ((عالم التّجلّي)) 

ومعنى التّجلّي هو انتقال الشيء من مكان إلى مكان من غير حركة ومن دون أن ينعدم وجوده من مكانه الاول ليظهر في الثاني، كما تنتقل الافكار من العقل الى الورقة مع بقاء أصل نفس الافكار في العقل ثابتة ولم تخرج منه

في مقال لاحق سنتكلم إن شاء الله عن فيزياء الكوانتم وكيف وصل علماء الفيزياء من خلال فهمهم لمفردات هذا العلم إلى أن صور موجودات وأحداث عالمنا تحت هذه القبة يجب ولا بد أن تكون وجودات فكريّة معلوماتية بالأصل ، وأن أصلها ليس وجود مادي أو طاقوي ، وأنه يتم التنزل بهذه المعلومات من مكان آخر حيث به وجودنا الأصلي
وأن صور الموجودات وأفعالنا هنا إنّما هي تجلّي لصور مشيئتنا النابعة من وجودنا الأصلي هناك.

رُوِيَ‏ أَنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ‏ أَلْفَ‏ بُرْجٍ‏ كُلُّ بُرْجٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَ شُعُورِهِم‏

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....

.....



هناك 3 تعليقات:

  1. اللهم صل محمد وآل محمد 💐

    ردحذف
  2. اللهم صلى على محمد و ال محمد سؤال

    وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ 16 سورة الانبياء
    ما هو بينهما قصد الايه

    ردحذف
  3. احسنتم
    اخوك في ولاية مولى النور مصطفى الساعدي

    ردحذف