الخميس، 18 مايو 2017

وَأَيَّدَهُم بِكُونْدَالينيٍ مِّنْهُ






بسم الله الرحمن الرحيم

الله صلي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِكُونْدَالينيٍ مِّنْهُ///ليسة آية

كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ///سورة المجادلة - آية 22

ما معنى أن يتصل بك نورك وتتصل به من خلال الرؤى والمشاهدات؟

حسب فهمي فإن ذلك معناه هو أنك مؤيد بهذا النور منذ بدء قصة آدمنا

فالذين تم تأييدهم بالنور كان نورهم معهم منذ البداية ولم يفارقهم لحظة واحدة خلال كل كراتهم

فاتصاله بك واتصالك به ومعرفتك أنك مؤيد بهذا النور لا يعني أن المسألة قد انتهت

وأنك قد فزت فعلا بالمنافسة على اقرانك

وأنّ هذه هي كرتك الاخيرة

خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ

فالأئمة عليهم السلام كانوا يؤكدون لاصحابهم انهم مؤيدون بهذا النور

وهذا بالنسبة لهم اصدق من المنامات ،

لكن مع ذلك فإنهم سلام الله عليهم لم يقولوا لهم انهم قد نجوا بمعرفة أنهم مؤيدون بنورهم

والبعض ممن حصلت معه مشاهدات ربما يعتقد أن نوره سوف يعلمه كل شيء في عالم الرؤيا

وأنّ سوف يصعد به من الصفر لأقصى ما هو ممكن خلال فترة وجيزة ،

عن نفسي أعتقد أن هذا الامر غير صحيح بالمرة

فإذا كان الانسان يحتاج لمن يفسر له ما يراه في المنام بما يخص الاشياء الدنيوية البسيطة

فكيف الحال معه حين يرى صور وتمثيلات عقلية مختلفة ترمز لحقائق لا يمكن تصويرها بصور

أو وصفها بكلمات فتفيها حقها كامل الوفاء

فما يريه لك نورك في المنام من الصور ليقرب لك بها معنى تلك الحقيقة الواحدة

هي مجرد صور وأمثال يحاول النور أن يصف لك بها تلك الحقيقة التي هي

بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُصَوَّتٍة،وَ بِاللَفْظِ غَيْرَ مُنْطَوقٍة،

وَ بِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍة،وَ بِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍة،

وَ بِاللَوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍة؛

مَنْفِيٌّ عَنْهُا الاقْطَارُ،مُبَعَّدٌ عَنْهُا الْحُدُودُ،

وَ مَحْجُوبٌ عَنْهُا حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ،مُسْتَتِرٌة غَيْرُ مَسْتُورٍة

وهذا هو نفس ما فعله رب العالمين عندما أراد أن يقرب لنا معنى نور السماوات والأرض

فقال :

مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ

انه يحاول هنا فقط أن يقرب لك المعنى عن طريق الأمثال

فقال مثل نوره، والّا فإن حقيقة نوره ليس كالمثل المضروب

وقال أيضا كمشكاة فيها مصباح

وذلك يعني أن حقيقة نوره أيضا ليس أنه مشكاة فيها مصباح

بل هو كـــــــ مشكاة فيها مصباح

فما تراه في المنام لا يعني أنك رأيت الحقيقة وفهمتها

وعندما يتصل بك نورك فذلك أيضا لا يعني أنك وصلت للقمة

فالآلآف وربما الملايين من من كانوا عبر التاريخ قبلك قد حصلت معهم

مثل هذه المنامات والمشاهدات في فترة معينة من فترات حياتهم

ثم انقطعت تلك المشاهدات والمنامات عنهم فجأة بعد ذلك ومن دون مقدمات

وحينها فإن الرؤى والمشاهدات ستكون حجة عليك فيما بعد

إن لم تغص بعقلك في أعمق أعماق ذاتك بحثا

عن المعاني والمعارف الربانية المكنونة بك وتنتظرك أن تغوص بحثا عنها

فيك انطوى العالم الأكبر،،

يجب أن تغوص في عمق أعماقك بحثا عن هذه المعاني الربانية المنطوية فيك

عندما تبدء رحلتك الداخلية

فإن قاموس مفرداتك وصورك العقلية عن المعاني والمعارف الربانية سيزداد حجمه مع الايام

وكلما زاد حجم قاموس مفرداتك وصورك العقلية

كلما أمكن لنورك أن يعلمك أكثر وأكثر

فنورك معك

لكنه لا يستطيع أن يكلمك الا على قدر عقلك وفهمك فقط

فالنور لا يكلم الناس على قدر عقله وفهمه

بل على قدر عقولهم وأفهامهم

ولا يستطيع أن يكلمك بمفردات ومفاهيم وصور عقلية غريبة عنك

وأنت بالاساس لا تملكها ولا تملك عنها أيضا أيّ فكرة مهما كانت صغيرة أو كبيرة

فهو لذلك لن يستطيع ان يستعملها ليصف لك بها صور عقلية لحقائق ومعارف إلهية

لا يمكن أبدا للكلمات والصور ان تفيها حقها

إتصل بك نورك؟

نعم؟

هذا أمر جيد

إتصلت أنت بنورك؟

نعم؟

هذا أيضا أمر جيد

لكنك إن رميت كل حملك عليه بدون أن تبادر بنفسك بهجر سطح المظاهر الدينية

ولم تكتم أنفاسك وتغوص في اعماق بحر الـــمـــعـــارف الــــربــــانــــيــــة

بحثا عن اللؤلوء والمرجان

فإن نورك سوف يتوقف إن عاجلا أم آجلا عن الاتصال بك

نعم سيبقى معك كعادته ولن يتركك

لكنه سيتوقف عن الاتصال بك كما هو اليوم

وبنفس الوقت فإنك إن بدأت بالغوص معه في الاعماق

بحثا عن اللؤلؤ والمرجان

وبدأت تستمتع بالغوص والبحث والتجميع

فإن مناماتك سوف تقلّ كثيرا

وقلة مناماتك لا تعني أن نورك بعيد عنك،

بل تعني أن نورك يرافقك في كل رحلة غوص عقلية وفكرية جديدة ستقوم بها

فأنت في الأعماق تحتاج الى دليل مرشد يرشدك

ويدلك أين تجد تلك الــ لآلئ والشعاب المرجانية

فيساعدك بذلك شيئا فشيئا على أن يكثر علمك وفهمك للـــمـــعـــارف الــــربــــانــــيــــة

وحينها ستقل مناماتك وأنت لن تنتظرها كذلك

ربما كل سنة ستتمنى مشاهدة أو منام لتتأكد انك لا تزال على الطريق الصحيح

فما تراه في المنامات من المشاهد ورؤيتك لأهل البيت عليهم السلام في المنامات

تريد أن تقول لك أنك مؤيد بهذا النور لكن عليك بالبحث

والغوص عميقا لتوسيع درجة فهمك وادراكك وسنعينك نحن بدورنا

المنامات والمشاهدات ستنقطع في كل الاحوال بعد مدة قد لا تكون طويلة

لكن فقط الذي سيفهم الرسالة جيدا فيتحرك ويكتم انفاسه

ويلقي نفسه طواعية في بحرالـــمـــعـــارف الــــربــــانــــيــــة

حبا ورغبة في تحصيل الـــمـــعـــارف الــــربــــانــــيــــة

هذا فقط من سيؤيده النور بالتأييدات العقلية

ليوصله بها للـــمـــعـــارف الــــربــــانــــيــــة

((((فقال: يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية؟

قال: قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية،

مقرها العلوم الحقيقية الدينية،

موادها الـــــتـــــأيــــيـــدات الــــعـــقـــلـــيـــة،

فعــــلـــهـــا الـــمـــعـــارف الــــربــــانــــيــــة،

سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية،

فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة.))))

وهذه الـــــتـــــأيــــيـــدات الــــعـــقـــلـــيـــة

قد تكون على شكل إشراقات قلبية تشرق عليك من قلبك

أو تُنكت في قلبك نكتا في الأوقات المناسبة

بحيث أنها ستربط لك ما بين تلك الافكار والصور العقلية

التي قمت بنفسك على تحصيلها وجمعها وفهمها،

فتتكون عندك حينها بذلك النكت القلبي صورة عقلية أكبر

بفضل ترابط تلك الافكار والصور العقلية المشتتة مع بعضها البعض

أو قد تكون نقر في أذنك الداخلية فتسمع كلمات وكانك سمعت أحد ينطق بها

هذه الامور تحصل كثيرا مع الكثير من الناس

لكن حب الأنا وحب ظهور الانا يجعل الكثير منهم ينسبها لنفسه

ويتفاخر بأنه هو من اكتشفها

غافلا عن انه قد حصل فقط على جزء من الصورة

ولو انه صبر حتى يحصل على باقي أجزاء الصورة لتغير فكره وفهمه نهائيا

فكل إنسان تحضر عنده صور بعض الأشياء

وتغيب عنه معظمها ،

لكن حب الانا والظهور تجعله يعتقد أنه قد وصل للحقيقة ،

وانه هو فقط على الحق وغيره على ضلال،

ويبدء باتهام الآخرين أن جهلهم جهلا مركبا

رغم أن الروايات والايات كلها تؤكد أن علم اغلب من في الأرض ،

بل ربما أن علم 99.9999999% من من هم في هذه الارض هو عبارة عن جهل مركّب

فــ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيِّ قَالَ:

حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ:

قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ ع:

لَوْ مَيَّزْتُ شِيعَتِي لَمْ أَجِدْهُمْ إِلَّا وَاصِفَةً

وَ لَوِ امْتَحَنْتُهُمْ لَمَا وَجَدْتُهُمْ إِلَّا مُرْتَدِّينَ

وَ لَوْ تَمَحَّصْتُهُمْ لَمَا خَلَصَ مِنَ الْأَلْفِ وَاحِدٌ

وَ لَوْ غَرْبَلْتُهُمْ غَرْبَلَةً لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا مَا كَانَ لِي

إِنَّهُمْ طَالَ مَا اتَّكَوْا عَلَى الْأَرَائِكِ فَقَالُوا نَحْنُ شِيعَةُ عَلِيٍّ

إِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيٍّ مَنْ صَدَّقَ قَوْلَهُ فِعْلُهُ.......إنتهى

فالغالبية العظمى من من يقولون الأن اننا شيعة هم بالحقيقة مجرد واصفة ،

وحقيقة حقيقتهم أنهم مرتدّين

ولو تم تمحيص من لم يرتد منهم لن يخلص من الالف واحد منهم

ولو تم بعد ذلك غربلة الذين خلصوا من التمحيص لن يبقى حينها منهم الا الأندر الأندر

يعني الجميع تقريبا علمهم هو عبارة عن جهل مركّب الا من رحم الله

لكن حب الانا وظهور الانا يجعل من يحبونها يعتقدون

ويجزمون أنهم هم على الحق

وأن غيرهم على الباطل

ونكران الأنا والتواضع يجعل صاحبها دائما

في شك من أمره وعلمه وحاله

ويجعله يحترم الجميع في كل أحواله

فهو لا يرى شيئا الا ورأى إمام زمانه معه وفيه وقبله وبعده

وبما أنه يعتقد أن إمام زمانه مع كل شيء وقبله وبعده ووو

فإنه يعتقد كذلك إن إمام زمانه يستطيع أن يعلّمه ويفهّمه ويتحدث معه

من خلال كل إنسان وعبر كل شيء

فإمامه هو العالم الأكبر وهو منطوي فيه وفي كل الأشياء

المنامات والمشاهدات لن تدوم معك للأبد

وإذا توقفت فإنها لن تعود

حتى ولو انك ضاعفت حينها قرآئة الاذكار والاوراد والايات والادعية أضعافا مضاعفة

تفكّر ، وتدبّر،

والأهم أن تسلّم بمضمون الرواية قبل أن تتفكّر بأي رواية أو بأيّ آية تريد أن تتفكّر بها او تتدبّرها

فلو إنك لم تثق بأبويك فإنك لن تستفاد من خبراتهما مهما أخلصا لك النصيحة والقول،

وستحاول بنفسك أن تجرب كل شيء بعيدا عنهما،

وحينها ستقع بجميع تلك الاخطاء التي وقع بها ابويك من قبل

وأيضا ستقع بجميع تلك الاخطاء التي وقع بها أجدادك وأجداد أجدادك من قبل

وستقع بجميع تلك الاخطاء وربما بغيرها أيضا قبل أن تصل لما كنت ستصل له بسهولة

ما لو أنك وثقت بأبويك وأخذت بكلامهما ونصيحتهما على محمل الجد والتسليم

محمد وعلي هما أبوا هذه الامة

ولذلك يجب أن تسلّم بما ورد لك من الحديث منهما

ثم تتفكر به بعد ذلك وتتدبره مطولا لكي تفهم وتصل للمعنى المطلوب

تشكيكك بالحديث يجعلك تبتعد عن أبويك،

وهذا هو عين ما أراده من أسس فتنة وغربال علم الرجال

فلقد فصل به الابناء عن أبويهم حين زرع حالة الشك بينهم وبين أبويهم

والهدف من هذه الفتنة او هذا الغربال هو التميز بين الطيب منهم والخبيث

فالطيب لن يميل ولن يشك

والخبيث سيميل ويشك

لا تشكك بأي حديث ،،

حتى لو وصلت لحديث موضوعٍ وأردت أن تتفكر به

فإن نورك سيكشف لك بطريقته عدم صحته ويصرفك عنه،

لكن بنفس الوقت لا تنكره لعل شيطانك او نفسك الحسية الحيوانية هي من تسول لك ذلك

وما لا تفهمه من حديثهم أتركه جانبا حتى يأتيك من يفسره لك

خلاصة المقال هي:

كن مستعدا لأن تتوقف المنامات والمشاهدات معك،

فهي مجرد إشارة ورسالة تحمل في طياتها أربع كلمات بليغة هي:

إنــــنــي مــــعـــك أســــمــــع وأرى

وعلامة استعدادك لهذه اللحظة هي

انك بدأت تُدمن حبس انفاسك وبدأت تلقي نفسك كل يوم

في عميق بحر كلماتهم وأياتهم وقرآنهم

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

.

..

.…

..…


هناك تعليقان (2):

  1. أحسنت بارك الله فيك ....وجزاك الله خير جزاء المحسنين

    ردحذف
  2. احسنتم
    اخوك في ولاية مولى النور مصطفى الساعدي

    ردحذف