من هو الإسم المكنون ؟
هل هو غير الأسماء الثلاثة أم هو أحدهم ؟
ومن هو الإسم الغامض وفي أي من الأسماء يكمن ؟
هل هو في الإسم الله ؟
أم الله هو الإسم الغامض الذي تكون منه العرش قبل أن يكون ؟
.
.
.
الـــــــــجـــــــــــــواب :
.
.
.
بارك الله بك أخي الكريم بأنك تسأل عن الإسم المكنون
فمن المهم جدا جدا جدا معرفة موقع الإسم المكنون
بل هي المعرفة الأهم على الإطلاق
فمعرفة الإسم المكنون هي نفسها معرفة النفس
فالإسم المكنون المتفرج هو النفس الواحدة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء
فبما اننا كلنا مخلوقون من هذه النفس الواحدة
فاصلنا ومنشأنا كلنا هو هذه النفس الواحدة
بل نحن كلنا جمعا وفرادا لا نتعدى سوى أن نكون هذه النفس الواحدة
من أنت ؟
أنت النفس الواحدة
من أنا؟
أنا النفس الواحدة
من هم؟
انهم النفس الواحدة
من نحن؟
إننا النفس الواحدة
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء
فحتى زوجها هو أيضا النفس الواحدة
وبث منهما رجالا كثيرا و نساءا هم كلهم أيضا النفس الواحدة
أين هي هذه النفس الواحدة؟
إنها منطوية في الجميع
من هي هذه النفس الواحدة؟
إنها المكنونة في الجميع
ما هو فعل هذه النفس الواحدة؟
إنها الناطقة من على ألسنة الجميع
ما هو نوع نُطق هذه النفس الواحدة؟
جميع أفعالها الظاهرة من خلال الجميع هي صور نطقها المختلفة
من عرف نفسه عرف ربه
قال رب العالمين في محكم كتابه الكريم مخاطبا موسى على نبينا وآله وعليه السلام:
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
فاخلع نعليك = فاعرف نفسك
والنفس النباتية هنا ((أي الجسد او البدن)) هي أصلا ليست بالحسابات
فأنت لست النفس الحسية ولست حتى النفس القدسية
أنت المطوي المكنون في الوادي المقدس
أنت الساكن في النفس الكلية الالهية
إعرف نفسك ، أنت المكنون في الوادي المقدس طوى
أنت المكنون المطوي في النفس الكلية الإلهية
فإذا عرفت نفسك ستعرفني
وستتذكرني
النفس الحسية والنفس القدسية مجرد قمصان أو أقنعة خلقتها لك لكي تلبسها فأخفي بها نفسك عن نفسك
فقط النفس الالهية هي القميص او القناع الوحيد الذي خلقته من نفسك لنفسك لتلبسه فتُظهر به وجه نفسك لنفسك
وأنا هو وجهك الذي خلقتني لكي تظهر به لنفسك
فالنفس الكلية الالهية هي وجهك وانت غيرها
والنفس الكلية الالهية هي صورتك ومن صنعك
إذا قالت فلأنك قلت
وإذا فعلت فلأنك فعلت
إعرف نفسك لتعرفني
إخلع الأقنعة التي تلبسها
إخلع الأنفس التي تلبسها
وَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ذَا نَفْسٍ نَاطِقَةٍ،
إِنْ زَكَّاهَا بِالْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ فَقَدْ شَابَهَتْ جَوَاهِرَ أَوَائِلِ عِلَلِهَا
الإنسان ليس هو النفس الناطقة
فالنفس الناطقة هي قناع له
هي قناع للإسم المكنون
هي قناع له إسم يلبسه الإسم المكنون فيتسمى به
فالنفس القدسية هي رأس من رؤوس العقل الذي له رؤوس بعدد الخلائق، من خلق و من يخلق إلى يوم القيامة،
و لكل رأس وجه
و لكل آدمي رأس من رؤوس العقل،
و اسم ذلك الإنسان على وجه ذلك الرأس مكتوب،
النفوس القدسية هي تلك الرؤوس المكتوب عليها اسمائها
هي ليست العقل
لكنها مجرد أقنعة خلقها العقل ليلبسها ويتسمّى باسمائها
النفس الكلية الالهية هي الملك الذي له رؤوس بعدد الخلائق
وهي وجه الله
وجه الإسم المكنون
هي هو وهو هي
لكنها من صنعه وخلقه
وهو صانعها وخالقها
وجه الله تكثّر وتكثّر وتكثّر حتى صار له وجوه بعدد الخلائق وأسمائها بعدد أسماء الخلائق
فوجه الله هم صنائع الإسم المكنون
وباقي الأسماء ((الوجوه ، الرؤوس)) من صنائعهم
وجه الله هو الواحد المتكثّر
وجه الله هو هيكل التوحيد المتكثّر
وجه الله هو العرش المتكثّر
وجه الله المحمدي المتكثّر أين ظهر وتكثّر؟
ظهر وتكثّر في النور الظلّي
ظهر وتكثّر في المرآة الفاطمية
الإسم المكنون هو العقل الذي يسكن في جميع تلك الرؤوس
وهو الذي ينطق منها جميعها
وهو المكنون في النفس الكلية الالهية
وهو المكنون في وجهه
كل الأسماء اسمائه
وهو ليس واحد منها
كلها من صنعه وهو ليس واحد منها
هو الناطق منها جميعها وليس واحد منها هو
كلها ظلال نوره
كلها آثار نوره
يعني كلها ظلال مثاله
يعني كلها آثار مثاله
حتى الظل هو أثر من آثار مثاله
بل إن الظل هو أوّل أثر خلقه من مثاله
فالعقل خلق مثاله النفس الواحدة
ومن مثاله النور العلوي النفس الواحدة خلق زوجه النور الظلّي الفاطمي
ومنهما بث رجالا كثيرا ونساءا عددهم بعدد رؤوس العقل الكلّي الذي له رؤوس بعدد الخلائق
الإسم المكنون هو العقل المكنون الناطق الفاعل الرافع الخافض ألـ ألـ ألـ ألـ ألـ ألـ من خلال جميع الأسماء
ومعنى انه يقول منهم هو أنه يخلق منهم وبهم
فلا فرق بين قوله وفعله وخلقه
فقوله فعله وفعله قوله بدون ثم وثم وثم
قوله منهم وبهم هو مثل كن فيكون بدون مراحل وفواصل
الإسم المكنون هو: اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى
الإسم المكنون هو: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى
وَالإسم المكنون هو: الَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى
وَالإسم المكنون هو: الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى
ولذلك ورد القرآن الكريم الأمر لمحمد صلى الله عليه وآله مرة واحدة بأن يسبح اسم ربه الأعلى
بسم الله الرحمن الرحيم () سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى () الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى () وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى () وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى () فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى
فــ سبحان ربي الأعلى وبحمده وأنت الأعلى يا علي
والأسماء الثلاثة العظمى هم أسماء رب محمد العظمى الثلاثة
ولذلك بنفس الطريقة ورد الأمر لمحمد صلى الله عليه وآله ثلاث مرات بأن يسبح اسم ربه الـــــــــــــعظيم وليس الأعظم
فالعظيم يحتمل التعدد فجاء مذكورا ثلاث مرات في القرآن الكريم
(1) سورة الواقعة - سورة 56 - آية 74
فسبح باسم ربك العظيم
(2) سورة الواقعة - سورة 56 - آية 96
فسبح باسم ربك العظيم
(3) سورة الحاقة - سورة 69 - آية 52
فسبح باسم ربك العظيم
بينما الأعظم لا يحتمل التعدد
فالأعلى لا يوجد معه في العلوِّ أحد
فالأعلى العليّ عالي على كل عالي
عالي حتى على الأسماء العظمى الثلاثة
لأنه هو مثاله الإسم المكنون المتفرج المتردد في الأسماء العظمى الثلاثة
وهو نفسه الإسم المكنون الذي تكون منه الكون قبل أن يكون ((يعني قبل أن يكون الكون))
فهو العقل وهو مثال العقل
فهو العقل وهو نور العقل
فهو الإسم الغامض المكنون
وهو نفسه مثاله الإسم المكنون المتفرج المتردد بين الكاف والنون
فلا يوجد فرق بين العقل ومثاله
ولا يوجد اثنينة بين العقل ومثاله
تماما كما لا يوجد اثنينية بينك وبين مشيئتك
فانت مشيئتك ومشيئتك أنت
.
.
.