الخميس، 26 أكتوبر 2017

زهرة الحياة وفروعها هي الروح وأرواحها وهي النور الظلي وظلالها واشباحهم وهي الاسم المخلوق الكلمة التامة واركانها




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 زهرة الحياة وفروعها هي الروح وأرواحها وهي النور الظلي وظلالها واشباحهم ،وهي الاسم المخلوق الكلمة التامة واركانها

في الفترة السابقة كتبت عدة مقالات حول شجرة الحياة او الروح ،، واستوحيت مضامينها من الأيات الكريمة وكذلك من روايات أهل البيت عليهم السلام، وأنزلتها كلها تقريبا تحت صورة واحدة وهي صورة شجرة الحياة في العلوم الكابالية

المقال الأخير منها كان عنوانه


والذي قبله كان عنوانه



وسبقه المقال الذي عنوانه



وسبقهم المقال الذي كان عنوانه



وقبله كان المقال الذي عنوانه



وبدأنا هذه السلسة بالمقال الذي عنوانه



وقبل البداية بهذه السلسلة كتبنا ايضا عدة مقالات حول نفس هذا الامر،، منها:


والمقال التالي له:



وقبله المقال الذي عنوانه



بعد هذه المقالات جائتني بعض الاعتراضات أو الاستفسارات من بعض الاخوة الكرام يستفسرون بها عن بعض الاشياء الاساسية التي تكلمت عنها في تلك المقالات، مثل مسألة الاذنين والعينين والاصبعين والقلب وما الى غير ذلك ، وتولدت عندهم بعض الشبهات من تلك المطالب التي تعرضت لها بالمقالات

في البداية اقول ان ما اكتب عنه هنا من المطالب هي فعلا مطالب صعبة جدا على الفهم والتصور خصوصا لمن لم يطّلعوا عليها سابقا في اي مكان

وبالنتيجة قل عدد المهتمين بقرائة هذه المقالات ، فحيث أنني أكتب على المدونة فيمكنني أن أعرف عدد الذي يقرؤون المقال

في البداية كان الذين يقرؤون المقال في اول يوم لنزوله في المدونة يتجاوز الالف قارئ ، بينما عدد من قرؤوا المقال الاخير بعد ثلاثة أيام لم يتجاوز 350 قارئ

من ما يدل على أن هذا الموضوع لم يستهوي بقية القراء الذين كانوا يحرصون على قرائة المقال اول ما انزله،، وهذا اعتبره اشارة انهم لم يفهموا ما أكتبه ،، ويدل ايضا على انني لا افهم كذلك ما اكتب عنه بصورة جيدة

فعندما يتحدث الانسان عن فكرة يفهمها بشكل ممتاز فإنه سيستطيع ايضا أن يوصل هذه الفكرة لغيره بشكل ممتاز وسهل ويسير ويشوقهم لها

لكن عندما يتحدث الانسان عن فكرة يعتقد أنها جميلة لكنها صورتها لا تزال ضبابية في عقله فانه لن يستطيع ان يشوّق ويُفهم غيره تلك الصورة التي يتكلم عنها ويصفها،، فهي بالاساس لا تزال مجرد صورة ضبابية في عقله وغير واضحة او غير مكتملة المعالم

وتناقص عدد المهتمين بمتابعة هذا الامر يدلني على انني لا زلت لا املك في عقلي صورة واضحة بشكل كافي لكي اصفها للمقابل بصورة اكمل واجمل واسهل، وهذا سيعطيني دافع أكبر لكي أستمر بالكتابة حول نفس هذا الامر لتزداد هذه الصورة وضوحا لي،، فإنني أتعلم هذه المعارف من خلال الكتابة أولا ، وأيضا من خلال التفكّر المستمر بجزئياتها وكلياتها

وأحب أن اقول أنني لا اكتب هنا للحصول على عدد اكبر من اللايكات ،، فإنني بدأت أكتب منذ عشرين سنة تقريبا لنفسي فقط ، واستمريت على ذلك حتى قبل ثلاث سنوات تقريبا ، ولا ازال حتى اليوم اكتب لنفسي لكنني اشارك غيري ما اكتبه واعتقد به، لانني اراه جميل ويصف فعل جميل لإله جميل

والاستفسارات التي دفعتني لكتابة هذا المقال كان بعضها بالشكل التالي:

((((صديقي العزيز ..هل ماذكرت بخصوص الاذنين هو جانب علمي حسي ام جانب مجازي ..محبتي))))

((((كيف تفسر القلب انه هو نفسه الفؤاد مضخة الدم والقلب ليس هذا))))

وجوابي لهم ولجميع من تولدت عندهم شبهات مثيلة هو التالي:

الكلام إخوتي الكرام هنا هو عن الروح وعلاقتها بالنفس وكيف ترتبط بها، ولكي ابين لكم ما اقصده ساحاول ان اضرب لكم مثل حسي عن العلاقة بين الروح والنفس والجسد وأرجو من الله التوفيق في توضيح هذا الامر لكم ولباقي الإخوة والاخوات الكرام

أريدكم أن تتصوروا معي في البداية قطعة من ورق النايلون الشفاف مقصوصة على شكل إنسان كامل ، رأس وبدن وقدمين ويدين ،، لكنها شفافة لا يوجد بها اي تفاصيل ولا ألوان ،

هذا في البداية فقط لكن الصورة النهائية أريدكم أن تتصورها أن الانسان خُلِق مدورا كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام ، وسيأتي تفصيلها لاحقا ان شاء الله، لكن لنبقى الان مع هذه الورقة الشفافة

لنجعل الحديث من الان من شخص لشخص ليسهل الحديث

إعتبر أن هذا الشكل الشفاف هو الروح، وليكون الحديث مباشر اريدك ان تعتبر ان هذه الروح هي روحك أنت لكن قبل أن تنوجد أناك فيها،،

يعني قبل أن تنزّل الأنا الخاصة بك فيها ،، فأناك غير موجودة حتى هذه اللحظة فيها ،، فهي مجرد روح،، ولذلك فإن هذه الروح ستكون شفافة مثل الماء ، لا لون لها ولا طعم ولا رائحة

هذه الورقة الشفافة يمكنك ان تقول عنها أنها هي الكتاب الذي ستنكتب فيه تفاصيل قصتك كاملة،، لكنها كتاب شفاف جديد خالي من أي تفاصيل ولم ينكتب به شيء على الإطلاق

إعتبرهذه الورقة الشفافة هي الروح كما قلنا قبل قليل

حسنا تقرر كتابة قصتك عليها، قصتك أنت!!!!!!!!!!!

لكن من أنت؟

يجب أن تعرف إجابة هذا السؤال قبل كل شيء لتعرف كيف بدأت قصتك وكيف ستستمر

حتى هذه اللحظة أنت غير موجود على الاطلاق سوى كمعلومة في عقل جهة عليا اتخذت قرار بإيجادك وكتابة قصتك

يعني انت كنت معلومة مكنونة في عقل هذه الجهة العليا لكنك لم تكن مذكورا ، والان ذكرك ويريد أن يجعلك شيئا مخلوقا

هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا

فمن أنت؟ ومن هي الجهة العليا؟

الجهة العليا هي المشيئة الأولى التي خلقها الله بنفسها وخلق الاشياء بها

وأنت هو مثال المشيئة الأولى الكلّيّة ،، فالمشيئة الاولى خلقتك على مثالها

يعني أنت المشيئة الجزئية

من أنت بتعبير آخر؟

أنت مثال القلم الذي خلقه الله أوّل ما خلق وقال له اكتب قصة الوجود من اولها لآخرها

يعني أنت القلم الجزئي الذي ستكتب قصة حياتك من بدايتها لنهايتها

أين ستكتبها؟

ستكتبها على هذه الورقة الشفافة

هذه الورقة الشفافة هي نورك الظلّي أو هي وجودك الظلّيّ ،

فهذه الورقة الشفافة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة فهي اسْمًا بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُصَوَّتٍ،وَ بِاللَفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ، وَ بِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ،وَ بِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ،وَ بِاللَوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ؛مَنْفِيٌّ عَنْهُ الاقْطَارُ،مُبَعَّدٌ عَنْهُ الْحُدُودُ، وَ مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ،مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ

فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَآمَّةً عَلَي أَرْبَعَةِ أَجْزَآءٍ مَعًا؛لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الآخَرِ.

فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَسْمَآءٍ لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إلَيْهَا، وَ حَجَبَ مِنْهَا وَاحِدًا، وَ هُوَ الاسْمُ الْمَكْنُونُ الْمَخْزُونُ بِهَذِهِ الاسْمَآءُ الَّتِي‌ ظَهَرَتْ، فَالظَّاهِرُ مِنْهَا هُوَ الله وتبارك وسبحان.

وَ سَخَّرَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اسْمٍ مِنْ هَذِهِ الاسْمَآءِ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ؛ فَذَلِكَ اثْنَاعَشَرَ رُكْنًا، ثُمَّ خَلَقَ لِكُلِّ رُكْنٍ ثَلَاثِينَ اسْمًا، فَعَلَا مَنْسُوبًا إلَيْهَا .......إنتهى

أنت الأنا أو القلم الجزئي او المشيئة الجزئية او مثال الاسم المكنون أو العقل الجزئي

سمّي نفسك ما شئت من هذه الاسماء ومثيلاتها فكلها تؤدي لنفس المعنى

لكن لنبقى مع اسم القلم

فأنت القلم ولكي تستطيع أن تكتب قصة حياتك على هذه الورقة الشفافة او على كتابك او على وجودك الظلّيّ فإن نفس وجودك الظلّي هذا أو هذه الروح ستهيئ نفسها لكي تستقبلك ولكي تكتب أنت عليها ايها القلم ما تشاء

يعني ستوفر لك الروح من نفسها كل ما سيمكنك به كقلم جزئي ان تكتب بها وعليها بقلم مشيئتك ما تريد

هذا النور الظلّيّ حتى الأن هو نور واحد لكنه لن يبقى كذلك طويلا

فهو من أجلك أيها القلم سيقسّم وعيه لعدة أقسام وكل قسم منها سيجعل له وعيه ووظيفته الخاصة به

يعني وبتعبير آخر من أجلك أنت فقط ايها القلم سيقسم النور الظلي او الوجود الظلي ظلّيّته الواحدة لعدة ظلال وسيعطي لكل ظل دوره الخاص به لخدمتك أنت فقط ولكي تكتب أيها القلم ما تريد

كيف يمكنك ان تتخيل الظلال في الظل؟

مثل قطرة الماء، فهي شفافة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها، لكنها رغم ذلك متكونة من ثلاثة أجزاء ،، جزيئين من الهيدروجين وجزيئ أكسجين

وجميعها تتكون من ذرات والكترونات تتحرك في مدارات شبخية معلومة، فالجزيئات الثلاثة وذراتها والكتروناتها ومداراتها هي ظلال وأشباح قطرة الماء أو الروح الشفافة هذه

ولكي تبدع أيها القلم في الكتابة وتتوفر لديك الصور العقلية الكثيرة التي يمكن ان تختار من بينها ما تشاء جعلت الروح اثنين من ظلالها كحبرين لك أيها القلم لكي تكتب بهما ما تشاء وتبدع في الكتابة

حبر أزرق

و

حبر أحمر

الألوان مجازية هنا

فالروح هي النور الابيض الشفاف والالوان هي ظلالها ، مثل الوان قوس الله المستودعة في نور الشمس الابيض الشفاف

حتى الأن لا يوجد سوى "هوو "الأناالمخلوقة

والحبر الأزرق مخصص لكي تكتب به الأنا المخلوقة كل صور الرحمة العقلية المعبرة عن طاعة "هوومحبته

أمّا الحبر الأحمر فمخصص لكي تكتب به الأنا كل صور القسوة المعبرة عن طاعة "الأناورغباتها

وظلّين آخرين من ظلالها جعلتهما دليلين لك يعرفّانك ويدلانك على

جميع معاني الحبر الازرق وصوره العقلية

وجميع معاني الحبر الأحمر وصوره العقلية

استذكر حديث جنود العقل والجهل وانت تقرء هذه الكلمات

الظل الذي يعلمك معاني الحبر الازرق هو القمر فوق يمينك وهو وزير العقل

والظل الذي يعلمك معاني الحبر الأحمر هي الشمس فوق شمالك وهو وزير الجهل

أنت لم تنزل حتى الأن أيها القلم الجزئي في هذا الكتاب ،، فلم يحن أوانك بعد

وهكذا قسّمت الروح الشفافة على بقية ظلالها جميع الوظائف التكوينية اللازمة لك لكي تكتب ما تريد

عدد ظلالها الرئيسية ثلاثة كما في رواية الاسم المكنون

ومن الظلال الثلاثة جعل إثني عشر ظل ،، فكل ظل جعله أربعة ظلال

وكل ظل منهم خصصت أو عيّنت الروح له وظيفته الخاصة به لكي يخدمك أنت وحدك في كتابة سطور كتابك الخاص بك

وكل ظل منهم سيعينك بطريقته الخاصة وحسب الوظيفة الموكلة له منها لخدمتك على الكتابة الحرة الذاتية

ولان الروح مهتمة بك أيّها القلم جدا جدا جدا فإنها عينت لظلالها مساعدين لهم من ظلالهم ،، يعني كل ظل منهم قسمته لثلاثين ظل أو شبح ، وكل ظل من ظلالهم أو شبح من أشباحهم جعلت له وظيفته الخاصة به

فهي ظل كلّيّ تجمع بوجودها ثلاثة ظلال وتحتهما اثني عشر ظل وتحت كل ظل منهم ثلاثين ظل أو شبح

فكل ظل من الاثني عشر يعتبر ظلّ كلّي يجمع بوجوده ثلاثين شبح أو ظل جزئي

حتى الأن هذه الورقة الشفّافة او الوجود الظلّيّ لا تزال شفافة ولا تزال غير مرئية لا هي ولا ظلالها ولا أشباحهم ولا تزال على صورة الإنسان المدور او لنبقى على صورة الورقة التي تشبه الانسان

لكن كل ظل من تلك الظلال وشبح من الاشباح أخذ موقعه على هذه الورقة الشفافة او في هذه الروح

فمنها من كان موقعها حيث الدماغ، ومنها من كان موقعها حيث العينان والانف والشفتان واللسان والاسنان واليدان والقلب والقدمان وووووووو

كل ظل منها أخذ مكانه على هذه الورقة الشفافة واصبح جاهز لاستقبالك وخدمتك أيها القلم

أنتبه أن الروح حتى الان هي روح واحدة او نور ظلّي واحد قسّم نفسه لظلال وأشباح كثيرة لكي تخدمك بواسطتها أيها القلم لتكتب قصتك حين ستنزلك فيها

هذه الظلال تعرفت على نفسها

((((يَا مُفَضَّلُ

إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَىأَوَّلُ مَا خَلَقَ، النُّورُ الظِّلِّيُّ،

قُلْتُوَ مِمَّا خَلَقَهُ؟

قَالَخَلَقَهُ مِنْ‏ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً

أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ (تَعَالَى): أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً

خَلَقَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَ أَرْضاً وَ عَرْشاً وَ مَاءً

ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً

فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ

فَرَأَتْ نَفْسَهَا

فَعَرَفَتْ أَنَّهُمْ كُوِّنُوا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُونُوا

وَ أُلْهِمُوا مِنَ الْمَعْرِفَةِ هَذَا الْمِقْدَارَ

وَ لَمْ يُلْهَمُوا مَعْرِفَةَ شَيْ‏ءٍ سِوَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ

ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَهُمْ،

قَالَكَيْفَ أَدَّبَهُمْ؟

قَالَسَبَّحَ نَفْسَهُ فَسَبَّحُوهُ وَ حَمَّدَ نَفْسَهُ فَحَمَّدُوهُ

وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ وَ لَا يَدْرِي كَيْفَ يُثْنِي عَلَيْهِ وَ يَشْكُرُهُ

فَلَمْ تَزَلِ الْأَظِلَّةُ تَحْمَدُهُ وَ تُهَلِّلُهُ، فَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ فَشكر اللَّهَ ذَلِكَ لَهُمْ

فَخَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِهِمُ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ.

ثُمَّ خَلَقَ الْأَظِلَّةَ أَشْبَاحاً

وَ جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ

وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ الْأَعْلَى ثُمَّ تَلَا:

وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‏

الْوَحْيُ يَعْنِي الْأَظِلَّةَ

أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ يَعْنِي الْأَشْبَاحَ الَّتِي خُلِقَتْ مِنْ تَسْبِيحِ الْأَظِلَّةِ

ثُمَّ خَلَقَ لَهُمُ الْجَنَّةَ السَّابِعَةَ وَ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ وَ هِيَ أَعْلَى الْجِنَانِ

ثُمَّ خَلَقَ آدَمَ الْأَوَّلَ وَ أَخَذَ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ وَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ،

فَقَالَ لَهُمْمَنْ رَبُّكُمْ‏

قالُواسُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا

فَقَالَلِلْحِجَابِ الَّذِي خَلَقَهُ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ‏ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ‏ وَ مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ خُلِقُوا

فَأَنْبَأَهُمُ الْحِجَابُ فِي ذَلِكَ

فَكَانَ الْحِجَابُ الْأَوَّلُ يُعْلِمُهُمْ فَمِنْ هُنَاكَ وَجَبَتِ الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ))))........إنتهى النقل

فلكي تستقبلك الروح أو لكي تظهر أناك منها لك فإنها ستقوم بأول خطوة ، وهي إيجاد الظرف النفسي الذي سيجعلك تشعر بأناك كنفس خالدة لا تموت ، وهي التي يُطلق عليها اسم النفس الناطقة القدسية ، او النفس المطمئنة

أول 125 ظل وأشباحها ستتمثل أو ستتجسد للأنا التي ستوضع بوسطها بصورة نفس ناطقة قدسية مع كل صور ومشاعر موجودات عالمها

وعندما اقول ستتجسد او ستتمثل فلا اعني بذلك انها سيكون لها وجود حقيقي غير ظلي

فهي لا تزال وجودات ظلية وشبحية للنور الابيض ولم يتغير حالها ولن يتغير حالها ابدا

كل ما في الأمر أن تلك الظلال ستخلق للأنا وحولها وجود عقلي تُشعِرها به أن لها جسد وكيان منفصل ومحدود ضمن عالم يناسبها ،، فالعالم في حقيقته انه نقطة وأنه عالم عقلي ظلّي شبحيّ لا حقيقة خارجية له خارج نفسه او خارج النقطة الظلّيّة

فالروح الظلية واحدة لكنها تجسدت عقليا للقلم وسطها بصور مختلفة

لتتصور هذا الكلام تخيّل انك مجرد نقطة الارادة الحرة الموضوع في برنامج كمبيوتري وتحيط بك به 375 قوة او برمجة رئيسية وفرعية تجعلك تشعر بنفسك وكانك نفس حرة ذاتية الاختيار ، وتجعلك تشعر وكانك تعيش في عالم له صورة ولك به نوع من الحركة ،، لكن الحقيقة هي ان الروح هي من تحيط بك وتصور لك كل ذلك حسب ما تريده أنت

لكن ما الذي سيجعلك تحدد صورة العالم الذي تريد ان تعيشه؟

الجواب هو أن الروح هي من ستحدد ذلك

كيف؟

الروح او النور الظلّي هي العين التي خلقها المعنى بمشيئته ليرى نفسه بها حضوريا بكل صورة ممكنة

والروح عندما تقرر أن تذكر أي معلومة جديدة مكنونة بها وتريد أن تتجلى بها من خلال صورة جديدة ، فإنها ستملأ هذه الظلال بمعلومات واعتقادات مختلفة تناسب تلك الصورة الجديدة التي تريد ان تُظهرها

بتعبير آخر فإنها ستبرمج ظلالها بطريقة جديدة تناسب الصورة او المعلومة الجديدة التي تريد إظهارها

أول صورة وهي صورة النفس الناطقة القدسية هذه صورتها وصورة عالمها صورة ثابتة لا تتغير لكن يتم ملئها على مراحل متتابعة بصور عقلية او معلومات جديدة تأتيها من خلال الصورة الثانية والثالثة وهما صورة النفس الحسية الحيوانية وعالمها ، وصورة البدن وعالمه

وهذان العالمان صورهما ليست ثابتة بل متغيرة

وكل منهما يقوم 125 ظل وشبح من الظلال والاشباح الـثلاثمائة والخمسة والسبعون بتصويرها للأنا تماما كما ان النفس القدسية وعالمها يقوم بتصويرها وعالمها 125 ظل وشبح

حتى الان تم اكتشاف 118 عنصر طبيعي تكوّن بمجموعها صورة أجسادنا وعالمنا المادي الذي نعيش فيه حاليا ، وهي العناصر الواردة في الجدول الدوري للعناصر الطبيعية والذي يعرف عالميا بإسم جدول مندلييف

نرجع للصورة الشفافة وهي صورتك الظلية الجامعة الواحدة ، وهي صورة روحك أو كتابك او لوح التجلي الذي ستتجلى به وعليه بقصتك قبل أن يتقسم لظلال

تخيّل أن أول 125 برمجة أو ظل وشبح من كتابك ستوضع كورقة ثانية فوق الورقة الشفافة الاولى بحيث تندمج الورقة الشفافة تكوينيا مع الورقة الثانية ، فتصبح ظل مع الظلال أو روح مع الارواح

عالم الظلّ الأول هذا هو العالم الذي ستعود له النفس الناطقة القدسية او المطمئنة حين تموت وتنفك علائقها مع عالم المادة وعالم النفس الحسية الحيوانية ، فهي ستعود لنورها الظلّيّ الذي أوجدها،، لكنها لن تفقد شعورها بنفسها وعالمها الجنّتيّ الأول

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

بالطبع هي لم تنفك أو تنفصل عنه أبدا ، لكن عندما ستوضع فوقها الورقة الثالثة والرابعة بظلالها وأشباحها فانها ستستولي على مراكز شعورها واحساسها بنفسها كنفس قدسية لا تموت ، وتبدء ترى نفسها بصورة إنسان يعيش في عالم مادي طبيعي تتصارع به وفق أسبابه ومسبباته بالصورة التي تم برمجة ظلالها على اساسه

بمعنى أخر فالبرامج الـ250 المخصصة للنفس الحسية والنباتية ستتوقف عن العمل وتبقى البرامج الـ125 الخاصة بالنفس القدسية تعمل فتستعيد وعيها بنفسها كنفس قدسية

المتابعين معي منذ مدة سيعرفون او سينتبهون مباشرة إلى أنني أصف هنا زهرة الحياة الكروية بصورتها الثلاثية الأبعاد

والتي تتراصف بها الدوائر او الظلال وأشباحها على شكل مكعب كبير يحوي داخله مكعب ثاني أصغر منه والمكعب الثاني يحوي داخله مكعب ثالث أصغر منه

فالدائرة الكبيرة هنا هي النور الظلّيّ أو الروح

والمكعبات الثلاثة داخلها هي الاوراق الثلاثة

وهي التي ستظهر فوقها لو تخيلناها كأوراق، أو ستظهر منها وفيها لو تخيلناها مكعبات ، الصور الثلاثة ،، صورة النفس القدسية وصورة النفس الحسية الحيوانية وصورة النفس النباتية ، بالاضافة لصور كل تفاصيل عوالمهم

بتعبير قرآني فإن

المشكاة هي النور الظلّي

والزجاجة هي ظلالها وأشباحها أو المكعبات الثلاثة التي كانها كوكب دري أو الجوهرة الحيّة بالذات

والأنا هو المصباح

وكل إنسان يتكون من مشكاة ومصباح وزجاجة ويوقد من شجرة مباركة هي شجرة الروح التي تمتد فروعها واغصانها وجذورها في جميع انحاء وزوايا وحنايا مملكته الروحية

بعد هذا التوضيح اقول التالي:

كل المقالات السابقة التي وضعت عناوينها وروابطها أو التي لم أضعها كان الكلام بها عن الورقة الشفافة الاولى ، أو عن النور الظلّي وظلالها وأشباحها

فالعقل الذي تكلمت عنه هو من هذا المستوى ولم اتكلم عن الدماغ الرخو في تجويف الراس

والقلب الذي تكلمت عنه هو من هذا المستوى ولم اتكلم عن العضو الصنوبري الموجود في تجويف الصدر

والأذنين اللواتي تكلمت عنهما هما من هذا المستوى الروحي الأول ولم اتكلم عن الأذنين المركبتين على جانبي الرأس

فإنني اتكلم هنا عن شجرة الحياة وفروعها وأغصانها،

عن الروح وأرواحها

عن النور الظلي وظلالها وأشباحها

عن الاسم المخلوق الذي جعله كلمة تامة على اربعة اسماء واركانها الاثني عشر واسماء الاركان الـ360

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....




الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ

في المقال السابق الذي كان عنوانه:



تعرضنا لبيان عيني القلب من رواية أهل البيت عليهم السلام في شجرة الحياة والتي تؤدي إحداهما للفهم والاخرى توصل للحكمة وأوردنا الرواية التي تبين ذلك مع شرح بسيط أوردناه حينها معها بين الاقواس كما يلي:

التوحيد (للصدوق)، ص: 366
أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:

قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عجَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، أَ بِقَدَرٍ يُصِيبُ النَّاسَ مَا أَصَابَهُمْ أَمْ بِعَمَلٍ؟
فَقَالَ عإِنَّ الْقَدَرَ وَ الْعَمَلَ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ

فَالرُّوحُ بِغَيْرِ جَسَدٍ لَا تُحَسُّ
وَ الْجَسَدُ بِغَيْرِ رُوحٍ صُورَةٌ لَا حَرَاكَ بِهَا
فَإِذَا اجْتَمَعَا قَوِيَا وَ صَلُحَا
كَذَلِكَ الْعَمَلُ وَ الْقَدَرُ
فَلَوْ لَمْ يَكُنِ الْقَدَرُ وَاقِعاً عَلَى الْعَمَلِ لَمْ يُعْرَفِ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ
وَ كَانَ الْقَدَرُ شَيْئاً لَا يُحَسُّ
وَ لَوْ لَمْ يَكُنِ الْعَمَلُ بِمُوَافَقَةٍ مِنَ الْقَدَرِ لَمْ يَمْضِ وَ لَمْ يَتِمَّ
وَ لَكِنَّهُمَا بِاجْتِمَاعِهِمَا قَوِيَا
وَ لِلَّهِ فِــــيــــهِ الْــــعَــــوْنُ لِــــعِــــبَــــادِهِ الــــصَّــــالِــــحِــــيــــنَ
ثُمَّ قَالَ عأَلَا إِنَّ مِنْ أَجْوَرِ النَّاسِ مَنْ رَأَى جَوْرَهُ عَدْلًا وَ عَدْلَ الْمُهْتَدِي جَوْراً
أَلَا إِنَّ لِلْعَبْدِ أَرْبَعَةَ أَعْيُنٍ
عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ آخِرَتِهِ
وَ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ دُنْيَاهُ
فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً فَــــتَــــحَ لَــــهُ الْــــعَــــيْــــنَــــيْــــنِ الــــلَّــــتَــــيْــــنِ فِي قَلْبِهِ
فَأَبْصَرَ بِهِمَا الْــــغَــــيْــــبَ
وَ إِذَا أَرَادَ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَ الْقَلْبَ بِمَا فِيهِ
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى السَّائِلِ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ هَذَا مِنْهُ هَذَا مِنْهُ.......إنتهى

واليوم و كذلك من روايات أهل البيت سنتطـرّق لأذني القلب

وسائل الشيعة، ج‏20، ص: 313

25706- 22- «6» عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:

إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ

رُوحُ الْإِيمَانِ يُسَارُّهُ بِالْخَيْرِ

وَ الشَّيْطَانُ يُسَارُّهُ بِالشَّرِّ

فَأَيُّهُمَا ظَهَرَ عَلَى صَاحِبِهِ غَلَبَهُ............إنتهى

1- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع

قَالَ: مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَ لَهُ أُذُنَانِ

عَلَى إِحْدَاهُمَا مَلَكٌ مُرْشِدٌ
وَ عَلَى الْأُخْرَى شَيْطَانٌ‏ مُفْتِنٌ

هَذَا يَأْمُرُهُ
وَ هَذَا يَزْجُرُهُ

الشَّيْطَانُ يَأْمُرُهُ بِالْمَعَاصِي
وَ الْمَلَكُ يَزْجُرُهُ عَنْهَا

وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ..........إنتهى

2- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:

إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ 
فَإِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِذَنْبٍ 
قَالَ لَهُ رُوحُ الْإِيــــــــــمَـــــــــــــانِ لَا تَفْعَلْ 
وَ قَالَ لَهُ الــــــشَّــــــيْـــــطَــــانُ افْعَلْ

وَ إِذَا كَانَ عَلَى بَطْنِهَا نُزِعَ مِنْهُ رُوحُ الْإِيمَان‏.................إنتهى

لا زلنا نتكلم هنا ومن روايات أهل البيت عن شجرة الحياة وعن وصفهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين لها

وشجرة الحياة تحوي الطينتين

طينة أهل البيت عليهم السلام التي هي احسن الطينتين وهي الطينات الخمس العلوية

وطينة أعدائهم التي خلقها رب العالمين من شجرة تخرج في أصل الجحيم وهي الطينات الخمس السفلية

وقلنا في مقال قبله عنونّاه بـ 


ان شجرة أعدائهم موجودة في عالم الخلق تحت القبب فقط

أمّا في عالم الأمر العـلوي فلا وجود لها او لآثارها


بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ج‏1 / 446 / 14 باب ما جعل الله في الأنبياء و الأوصياء و المؤمنين و سائر الناس من الأرواح و أنه فضل الأنبياء و الأئمة من آل محمد بروح القدس و ذكر الأرواح الخمس ..... ص : 445

2- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ يَرْفَعُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏:

قَالَ عَـــلِـــيُّ بْـــنُ أَبِـــي طَـــالِـــبٍ ع:

إِنَّ لِلَّهِ نَـــهَـــراً دُونَ عَـــرْشِـــهِ

وَ دُونَ الـــنَّـــهَـــرِ الَّـــذِي دُونَ عَـــرْشِـــهِ نُـــورٌ مِـــنْ نُـــورِهِ

وَ إِنَّ فِـــي حَـــافَـــتَـــيِ الـــنَّـــهَـــرِ رُوحَـــيْـــنِ مَـــخْـــلُـــوقَـــيْـــنِ

رُوحُ الْــــــقُــــــدُسِ

وَ رُوحٌ مِـــنْ أَمْــــــرِهِ

وَ إِنَّ لِلَّهِ عَـــــــــشْــــــرَ طِــــــيــــــنَــــــاتٍ

خَــــــمْــــــسَــــــةً مِـــنْ نَـــفَـــحَ الْـــجَـــنَّـــةِ

وَ خَــــــــــــمْـــــــــسَـــــــــةً مِــــــنَ الْأَرْضِ

وَ فَــــسَّــــرَ الْـــجِـــنَـــانَ وَ فَـــسَّـــرَ الْأَرْضَ

ثُـــمَّ قَـــالَ:

مَـــا مِـــنْ نَـــبِـــيٍّ وَ لَا مِـــنْ مَـــلَـــكٍ مِـــنْ بَـــعْـــدِ جَـــبْـــلِـــهِ إِلَّا نَـــفَـــخَ فِـــيـــهِ مِـــنَ الـــرُّوحَـــيْـــنِ

وَجَـــعَـــلَ الـــنَّـــبِـــيَّ ص مِـــنْ إِحْـــدَى الـــطِّـــيـــنَـــتَـــيْـــنِ

فَـــقُـــلْـــتُ لِأَبِـــي الْـــحَـــسَـــنِ عمَا الْـــجَـــبْـــلُ؟

قَـــالَالْـــخَـــلْـــقُ غَـــيْـــرَنَـــا أَهْـــلَ الْـــبَـــيْـــتِ

فَـــإِنَّ اللَّهَ خَـــلَـــقَـــنَـــا مِـــنَ الْـــعَـــشْـــرِ الـــطِّـــيـــنَـــاتِ جَـــمِـــيـــعـــاً

وَ نَـــفَـــخَ فِـــيـــنَـــا مِـــنَ الـــرُّوحَـــيْــــــنِ جَـــمِـــيـــعـــاً

فَـــأَطْـــيَـــبُـــهُـــمَـــا طِـــيـــبـــاً طِـــيـــنَـــتُـــنَـــا..................إنتهى

فالعينان حسب رسم شجرة الحياة المرفق هما الصراطان الذان يخرجان أو ينبعان من الدائرة رقم (6) ويؤديان للروحين او للدائرتين رقم (3) و (2) وهما دائرتا المعرفة والحكمة

وكلامنا اليوم هو عن أُذني القلب ، وهما الصراطان النابعان من الدائرة رقم (6) من تحت أو من جانبي العينان التي تنبعا منها

لتتصور ذلك تخيل الدائرة رقم (6) كرأس عيناه هما الصراطان اللذان يؤدّيان للمعرفة والحكمة

وأذناه هما المساران او الصراطان المؤديان للطينتين أو للدائرتين رقم (7)و(8)

والطينة السابعة هي طينة الجمال ونكران الذات ((الأنا))

وروح الايمان يسكن المسار الذي يدفع أو يوصل السالك الذي سيتبعه لوعي الدائرة السادسة ومنها سيستمر بمرافقته حتى يصعد به للدائرة رقم (5)

فوعي الدائرة رقم سبعة هو أعلى وعي من دوائر وعي النفس الحسية الحيوانية الاربعة السفلية

فأُذن روح الايمان تبدء الكلام معه عند وصوله لهذا الوعي عند الدائرة رقم (7) دائرة رؤية الجمال في الخلق ونكران ذاته قبال كل هذا الجمال  

فإذا استمع له السالك وسار خلفه قاد مسيرته ورفع وعيه حتى يستقر به في وعي الدائرة السادسة دائرة الجميل المطلق الذي لا يخلق الا الجمال المطلق فيصبح لسان حاله في كل الاحوال ما رأيت الا جميلا

فيحب خلق الله من حينها بلا استثناء للجمال المودع بهم

35 عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع:

يَا سُلَيْمَانُ إِنَّ لَكَ قَلْباً وَ مَسَامِعَ

وَ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَهْدِيَ عَبْداً فَتَحَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ

وَ إِذَا أَرَادَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ خَتَمَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ فَلَا يَصْلُحُ أَبَداً

وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها.......إنتهى

فإذا وصل به سمع قلبه الهادي أو روح الايمان لكمال الاعتقاد بالجمال والحب والرحمة اكمل معه المسيرة للدائرة الخامسة وهي طينة أو روح اليقين والشجاعة في الاعتقاد والعمل والخدمة للخالق الجميل الرحيم

بعد ذلك سيستلمه روح اليقين ويكمل الطريق معه

أمّا الاذن الثانية وهي التي تربطه بالدائرة رقم (8) فيقعد له الشيطان المُضل عليها يوسوس له ويأمره من خلالها بما سيرجعه للدوائر السفلية فيحبسه بالشكّ والوسوسة ان هو اطاعه ومشى خلفه داخل وعي النفس الحيوانية

فروح الايمان والشيطان هما القلمان الذان سنكتب بهما في كل كرة من كراتنا صورة كرتنا التالية وظروفها من ظروف صحتنا بها ورفاهيتنا والمادية والعلمية والايمانية

وستحدد كذلك وبنفس الوقت صور جميع الابتلاءات التي سيتم ابتلائنا بها في تلك الكرات فلكل درجة وعي ابتلاءات خاصة بها وتناسبها

فليس من العدل ان تبتلي من هم في الصفوف الابتدائية بابتلاءات من هم بالصفوف النهائية او أن تبتليهم بشكل اجمالي بابتلاءات من هم اعلى منهم مرتبة ومنزلة

وعبور أي وعي داني من الابتلاءات المناسبة له بنجاح هو دليل استعداده العقلي وتطوره الروحي لولوج المرحلة التالية

روح الايمان والشيطان هما أصبعي الرحمن «قلب المؤمن بين أَصْبُعَيْنِ من أَصَابِعِ اللّهِ يقلّبه كيف يشاء»

وهما السيان المقبولان المردودان أحدهما الجنة والآخر النيران
وهما اللذان المتفقان المختلفان وهما المرجوان الوارد ذكرهما في 

حديث رأس الجالوت (أكبر علماء اليهود) مع الإمام الرضا عليه السلام ، حيث سأل رأس الجالوت الامام الرضا قائلا له :

يا مولاي ما الكفر والإيمان؟
وما الكفران؟
ما الجنة والنيران؟
وما الشيطانان اللذان كلاهما المرجوان؟
وقد نطق كلام الرحمن بما قلت
حيث قال في سورة الرحمن: * (خلق الإنسان * علمه البيان)؟

فلما سمع الرضا عليه السلام كلامه لم يحر جوابا، ونكت بإصبعه الأرض وأطرق مليا، فلما رأى رأس الجالوت سكوته عليه السلام حمله على عيه وشجعته نفسه بسؤال آخر، فقال:

يا رئيس المسلمين، ما الواحد المتكثر والمتكثر المتوحد والموجَد الموجِد والجاري المنجمد والناقص الزائد؟

فلما سمع الرضا عليه السلام كلامه ورأى تسويل نفسه له، قال:
أيش تقول يا ابن أبيه، وممن تقول ولمن تقول؟
بينا أنت أنت صرنا نحن نحن، فهذا جواب موجز.

وأما الجواب المفصل، فأقول:
اعلم إن كنت الداري والحمد لله الباري،
أن الكفر كفران،
كفر بالله وكفر بالشيطان
وهما السيان المقبولان المردودان أحدهما الجنة والآخر النيران

وهما اللذان المتفقان المختلفان وهما المرجوان، ونص به الرحمن حيث قال:
(مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان) .

ويعلم قولنا من كان من سنخ الإنسان وبما قلنا ظهر جواب باقي سؤالاتك والحمد لله الرحمن والصلاة على رسوله المبعوث على الإنس والجان ولعنة الله على الشيطان.

فلما رأى الجالوت كلامه عليه السلام بهت وتحير وشهق شهقة وقال:

أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك ولي الله ووصي رسوله ومعدن علمه حقا حقا......إنتهى

فرأس الجالوت وهو اكبر علماء اليهود سأله عن المشيئة الاولى وهو الواحد المتكثر الذي اوجد البحران العذب والاجاج ،،

والامام أقرّ كلامه ولم يذم أحدهما بل قال ((هما اللذان المتفقان المختلفان، وهما المرجوان)) فكلاهما مرجوان عند الامام لأن بهما يظهر الوجود كما هو ، وبهما يتعلم الانسان كل ما هناك، وبهما يترقّى في مدارج العلم والمعرفة

فالعالم عالمان ، عالم علوي وعالم سفلي ، عالم أمر وعالم خلق، جنة ونار

ولا يمكن الوصول للعالم العلوي وادراك معارفه الا بتعلّم وادراك ما في العالم السفلي من معارف والتزود به من العلم والمعرفة ما يؤهله للصعود للعالم العلوي

فالواحد المتكثّر لم يخلق الا الجميل ولذلك كلاهما مرجوان رغم انهما مختلفان

ورغم انهما مختلفان فإنهما أيضا متفقان

الشيطان في مملكتك الداخلية يحدّثك على الدوام ويحاول أن يعلمك كل ما في النار ويحاول ان يحبسك أطول بها ليعلمك المزيد من علمه

وروح الايمان ينبهك دائما لألاعيبه ويحاول أن يسحبك للعوالم العلوية

ولن تلتفت لروح الايمان وتسمع حديثه معك الا ان شعرت انك تعلمت ما فيه الكفاية من علوم النار او من علوم أرضك وبدأت تبحث عن المعارف الروحية لتصعد لسماواتك

فالانسان يتكون من عالمين ، سماوات وأرض ، جنة ونار ، تماما كما أن الوجود يتكون من سماوات وارض ، جنة ونار

في بداية وجودك وخلقك الجديد في كل كرة ستنزل في الحافرة في الساهرة ،، والحافرة هي عظمة عجز الذنب ، والساهرة هي الأرض،، وهي الدائرة رقم عشرة السفلية

يعني ان الانسان سينزل في ظلمة بطن امه في الخلق الجديد وسينزل في ظلمة الحافرة أو عظمة عجز الذنب

أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ//سورة ق - آية 15

يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ// سورة الزمر - آية 6

ولن تبدء رحلة معراجك الى سماواتك العُلى نحو العين الثالثة الا إن سلكت من الحافرة الصراط العامودي المؤدي بك الى الدائرة رقم تسعة حيث ينتظرك جبريل المنطوي فيك ، ففيك انطوى العالم الأكبر

إذا وصلت له فسيبدء رحلته معك في رحلة معراجك الى سماواتك عبر الفقرات الـ32 ،

والشيطان سيقعد لك على الطريق ليمنعك من العبور من أمامه ، ولن تعبر من أمامه الا إن كفرت به ، ولن تستطيع أن تكفر به الا بعد ان تتعلم منه كل ما سيمكنه تعليمك إيّاه في النار

لن يمكنك عبور الجسر الواصل بين الدائرة رقم ثمانية والدائرة رقم سبعة الا بعد أن يعلّمك كل ما يمكنه تعليمك إيّاه فتكتفي منه وتبدء تبحث عن شيء جديد فتستمع لروح الايمان الذي ينتظرك على هذا الجسر وينتظر منك ان تصل له وتستمع له

وان وصلت له ولم تستمع له وحده فقط فإنك ستبقى مذبذبا على هذا الجسر بينه وبين الشيطان ،، فمرة هذا يسحبك نحوه خطوة واحدة ليسحبك الثاني بعدها نحوه ربما عشرة خطوات

ورد ذكر الشيطان 63 مرة في القرآن الكريم ، لو رجعت لها ستجده كلها تنطبق على الشيطان الداخلي الذي يحاول أن يقعد للانسان صراطه المستقيم الداخلي في رحلة معراجه من أرضه نحو سماواته

لكن كما يوجد شيطان داخلي في مملكتك الداخلية يوجد أيضا شيطان خارجي هو تجسّد للشيطان الداخلي الموجود مع كل انسان

ورغم انه يعيش بيننا بجسد منفصل وخاص به وحده لكنه متصل بنا ومعنا عقليا

ويجري منا بوعيه كجري الدم بالعروق ،، لكن اسمه يختلف في هذه المرتبة الوجودية الظاهرة بيننا ، وإسمه هو (((إبليس)))

فمهمة إبليس في العالم الخارجي هي أن يهيئ جميع الظروف المناسبة لتعليمنا جميع ما يريد تعليمنا إيّاه، وشياطينه فينا تزيّن لنا تلك الدروس اجمل تزيين

هل تعتقد أنك شبعت من دروس إبليس ورجله وخيله؟

الانشغال بالسياسة ، وجمع المال ، والتفكير المستمر بالجنس ، والتفاخر بالنفوذ المالي والعشائري

إن كنت لا تزال متعلق بشدة بإحدى تلك الصفات أو بجميعها فإنك لم تشبع بعد من دروسه، ولم تكتفي منها ، ولم تعبر الجسر المؤدي بك للدائرة السابعة التي منها ستصل للدائرة السادسة وتصل لدرجة إنسان فتنطق نفسك الناطقة القدسية

فأنت لا تزال حتى الأن محبوس ضمن وعي نفسك الحسيّة الحيوانية التي فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية

لم يُولد الإنسان منك بعد ، وسيولد الانسان منك فقط عندما تصل بوعيك للدائرة السادسة،، لا زال الوعي الانساني ميت بك ينتظر منك ان تنفخ فيه من روحك روح البصيرة كما كان يقول أمير المؤمنين لبعض أكابر أصحابه

وروح الإيمان هو من سيعينك على ذلك إن استمعت له وركّزت معه

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: ٢٧١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ:

«
كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَكْتَبُ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ إِلَى بَعْضِ أَكَابِرِ أَصْحَابِهِ، وَ فِيهَا كَلَامٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلَى الْــــمــــقَــــرَّبِــــيــــنَ [الْــــمُــــقِــــرِّيــــنَ‏] فِــــي الْأَظِــــلَّــــةِ

الْــــمُــــمْــــتَــــحِــــنِــــيــــنَ بِــــالْــــبَــــلِــــيَّــــةِ،

الْمُسَارِعِينَ‏ فِــــي الــــطَّــــاعَــــةِ

الْــــمُــــسْــــتَــــيْــــقِــــنِــــيــــنَ بِيَ الْكَرَّةَ

((
وفي البحار: «المنشئين في الكرّة» و في بعض النّسخ: «المنشرين في الكرّة»))

تَــــحِــــيَّــــةٌ مِــــنَّــــا إِلَــــيْــــكُــــمْ [وَ] سَــــلَامٌ عَــــلَــــيْــــكُــــمْ

أَمَّــــا بَــــعْــــدُ

فَــــإِنَّ نُــــورَ الْــــبَــــصِــــيــــرَةِ رُوحُ الْــــحَــــيَــــاةِ

الَّــــذِي لَا يَــــنْــــفَــــعُ إِيــــمَــــانٌ إِلَّا بِــــهِ

مَــــعَ اتِّــــبَــــاعِ كَــــلِــــمَــــةِ اللَّهِ وَ الــــتَّــــصْــــدِيــــقِ بِــــهَــــا

فَــــالْــــكَــــلِــــمَــــةُ مِــــنَ الــــرُّوحِ

وَ الــــرُّوحُ مِــــنَ الــــنُّــــورِ

وَ الــــنُّــــورُ نُــــورُ الــــسَّــــمَــــاوَاتِ وَ الْأَرْضِ

فَــــبِــــأَيْــــدِيــــكُــــمْ سَــــبَــــبٌ وَصَــــلَ إِلَــــيْــــكُــــمْ مِــــنَّــــا

نِــــعْــــمَــــةٌ مِــــنَ اللَّهِ لَا تَــــعْــــقِــــلُــــونَ شُــــكْــــرَهَــــا

خَــــصَّــــكُــــمْ بِــــهَــــا وَ اسْــــتَــــخْــــلَــــصَــــكُــــمْ لَــــهَــــا

وَ تِــــلْــــكَ الْأَمْــــثــــالُ نَــــضْــــرِبُــــهــــا لِــــلــــنَّــــاسِ

وَ مــــا يَــــعْــــقِــــلُــــها إِلَّا الْــــعــــالِــــمُــــونَ

إِنَّ اللَّهَ عَــــهِــــدَ عَــــهْــــداً

أَنْ لَنْ يَــــحِــــلَّ عَــــقْــــدَهُ أَحَــــدٌ سِــــوَاهُ

فَــــسَــــارِعُــــوا إِلَــــى وَفَــــاءِ الْــــعَــــهْــــدِ

وَ امْــــكُــــثُــــوا فِــــي طَــــلَــــبِ الْــــفَــــضْــــلِ (((انتبهوا هنا لقوله سلام الله عليه امْكُثُوا فِي طَـلَبِ الْفَضْلِ ، يعني لا تحيدوا بنظركم وفكركم عنه أبدا)))

فَــــإِنَّ الــــدُّنْــــيَــــا عَــــرَضٌ حَــــاضِــــرٌ

يَــــأْكُــــلُ مِــــنْــــهَــــا الْــــبَــــرُّ وَ الْــــفَــــاجِــــرُ،

وَ إِنَّ الْآخِــــرَةَ وَعْــــدٌ صَــــادِقٌ

يَــــقْــــضِــــي فِــــيــــهَــــا مَــــلِــــكٌ قَــــــــادِرٌ........إنتهى النقل

الخطاب هنا موجه لجميع أفراد الــ 72 فرقة ،، فكلهم أعطوا العهد ،، وكلهم مؤيدون بهذا النور وكلهم مؤيدون بروح البصيرة روح الحياة

لكن إبليس كان ولا يزال يشغل أكثرهم بألاعيبه وحيله السياسية والمالية والجنسية والتعليمية ،، وحتى الفرقة الناجية الثالثة والسبعين لن تخلص منه ومن حيله واساليبه نهائيا حتى يتم تنجيتها

كل ما في الأمر أنهم سيأخذون أو سينجّون الــ 70 الف الأفضل من جميع الفرق الــ72 ، ويكونون هم الفرقة الناجية الصاعدة أصحاب النجائب

يعني عندما يحين موعد تحديد اسماء الفرقة الناجية سيتم تحديد موازين جميع افراد الفرق الـ(72) والـ 70 الف أصحاب الموازين الأثقل فالأثقل منهم سيتم تنجيتهم ويصعدون على نجائبهم مع اليمين ويلتحقون بــ ((السابقون السابقون)) المقربون

لا أعرف كيف ستتصل بــ نُــــور الْــــبَــــصِــــيــــرَةِ رُوحُ الْــــحَــــيَــــاةِ المنطوي فيك فلا تسألني كيف فإنني لا أعرف طريقة غير التي وصفها أمير المؤمنين وهي عليك أن تفي بالعهد سريعا وأن تمكث بطلب الفضل، ويجب عليك ان تعرف طريقك بنفسك لكل ذلك

أنت حر بأن تبقى تجاهد في السياسة والتجارة والحروب وما الى ذلك ، وبين ان تنصرف لجهاد النفس ومعرفتها والاتصال بروح البصر روح الحياة

جهاد السياسة والحروب كان موجودا ومفروضا على الجميع منذ البداية
وسيبقى موجودا حتى النهاية ولن تنتهي قصته الّا في الأخرة

لكن حتى ذلك الوقت ستبقى أسبابه كلها بيد حبتر
فهو من يسيطر عليها ويفرضها على الناس بكل الصور التي تعجبه حتى موعد انتهاء دولته دولة الظلم

ولن ينهيها الا بحرب عظمى يجمع بها اعظم اتباعه عبر جميع العصور من الذين محضوا الكفر محضا

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....